الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات في الوضع الراهن و الحزبي بالمغرب.

ابراهيم حمي

2016 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


"الإطار" كان سياسيا .. نقابيا .. حقوقيا هو من يفرض احترامه في المجتمع، بنضالات وسلوك أطره وتفانيهم في العمل وفي خدمة الشعب.
الإطار أو المؤسسة تماما كالفرد منهما يأتي الاحترام.

لا تنتظر احتراما انت لا تستحقه..

فقط هذه تأملات في المشهد السياسي الراهن، مع طرح بعض الأسئلة على الذات التي تتيه في بحر الإجابات المتعددة والمتنوعة والمشؤومة أحيانا كثيرة، نتيجة الإحباط والتأييس من الاقتراب للعمل السياسي والنقابي والحقوقي. نظرا للحالة التي أصبحت عليها الأحزاب السياسية بالمغرب. وعندما أفول الأحزاب السياسية، أستثني أحزاب النظام أو التي تدور في محيطه وفلكه.
إنما أقصد تلك التي كان من المفروض أن تكون ذراعا للمستضعفين وللشرائح المقهورة من عمال وفلاحين ومعطلين الخ... إنها التي كنا نأمل أن تكون ضميرا للمجتمع المغربي.
وهذه بعض الأسئلة التي أفسدت عليا خلوتي ونغصت عليا تأملي.
لا أدري لماذا تقوقعت الأحزاب اليسارية المغربية بهذا الشكل؟
ولماذا تزداد تقوقعا كل ما تقدمت في العمر؟
فكرت مليا في الساحة السياسية ووقفت على أن التكرار يفسد رونق أي موضوع كيفما كان شكله أو تصنيفه ضمن المجالات التقليدية المعروفة، السياسية، الاقتصادية.. الخ.
وتساءلت مع نفسي فقط لماذا بعض الإطارات السياسية "الحداثية" التقدمية الثورية الديمقراطية العلمانية "المنفتحة" والتي لا تنفتح أصلا على أساليب جديدة، ووسائل عمل جديدة، وخطاب جديد.. وتقدم للساحة وجوه جديدة؟
لماذا عند هذه الإطارات القدرة الفائقة فقط على التكرار وتلاوة المآسي التاريخية في توظيفها لهذا التاريخ بطريقة فجة ومتعالية... وتجاهلها التام بأن حتى هذه الأجيال تعيش هي أيضا مآسي أكثر مأسوية مما عاشته الأجيال السابقة، على الأقل من ناحية الأفق والتطلعات المستقبلية، لأن الأجيال الحالية وحتى الآتية بعد حين مستقبلها مظلم ومجهول المصير... وأمامها حياة مفتوحة على كل الاحتمالات إلا احتمال أن يكون هناك ازدهار اقتصادي وسياسي أو انفراج حقوقي يعترف عمليا بحقوق الأغلبية الساحقة من الشعب التي أهضمت حقوقها قهرا و ضدا على شرعيتها التي تضمنها كل المواثق الكونية.
تساءلت أيضا... لماذا هذه الإطارات التي تؤمن بالتطور لا تتطور إلى الأحسن؟.. وتتطور دائما إلى الوراء، حتى انكمشت رقعتها وتركت فراغا في الساحة للفساد والانتهازيين.
لماذا هذه الإطارات كلها عجزت عن بلورة صيغ وأفكار وأساليب وخطاب يلائم المرحلة ويهدف للم الشمل والدفع باليسار أن ينهض من جديد كقوة اقتراحية في الساحة؟
لماذا هذه الإطارات متخلفة في كل شيء شكلا ومضمونا حتى على الخصوم الرجعيين؟ رغم خطابها الحداثي ومشروعها المجتمعي الذي يمكن له أن يتسع ويستوعب لكل ما من شأنه أن يسعد الإنسان، وليس فقط ما يتعسه ويحبطه من خلافات وصراعات وهوامش ذاتية وحسابات شخصية ضيقة لا تختلف ولا تتغير من إطار لآخر.
ثم تأملت كثيرا في ما يصطلح عليه بالأدبيات الحزبية لكافة الإطارات، فوقفت على المعضلة الكبرى التي تنضاف إلى الادعاء بامتلاك الحقيقة واختزالها في خطاباتهم بكل عجرفة وأنانية مفرطة، وجدت غياب تام للاهتمام بالمجال الثقافي والفني اللهم بعض الشذرات هنا وهناك تأتي كديباجات أو مقدمات من أجل التوظيف فقط، ثم يمرون عليها مرور الكرام، فازدادت حيرتي وبدر لذهني مجموعة من التساؤلات من ضمنها ما هو آتي: كيف لقوة تدعوا للتغير وتدعوا لقلب موازن القوى أن تهمش أو تغفل الجانب الثقافي والفني ولا تشكل الثقافة في اهتماماتها وبرامجها اليومية أي حيز، مع العلم أن التغيير وحتى بناء الديمقراطية الحقيقية مستحيل بدون أن تكون الثقافة هي المدخل وهي الوسيلة الرئيسية المعتمدة للتغيير في جميع الأحوال.
ما هذه السذاجة التي يتصرف بها من أراد فعلا أن يساهم هذا الشعب في عملية التغير وبناء مجتمع حداثي بدون ثقافة حداثية وعلمية وثورية حتى.
المعضلة الآن وحتى سلبية المجتمع، أسبابها غياب ثقافة جادة وهادفة وعصرية تتخذ من العلم الحديث عمادا لمثلها ومن الحقوق الكونية معيارا لسلوكها.. وترسيخ الحرية والحرية الفكرية داخل المجتمع، نجد للأسف بعض هذه الإطارات تضيق الخناق حتى على مناضليها فبالأحرى أن تقبل بالانفتاح وقبول الآخر ولو من باب الديمقراطية التي تتغنى بها كل الإطارات بدون استثناء وتؤمن بها كوسيلة وكهدف في كل مقرراتها، إلى أن أصبحت الديمقراطية كمصطلح تجتمع عليها كل الإطارات نظريا ويختلفون عليها عمليا.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حرف الجيم
بلبل ( 2016 / 5 / 10 - 11:16 )
الاحزاب بالمغرب هي مجرد دكاكين انتخابية لاتقوم باي دور اللهم البحث عن مقاعد في البرلمان والجماعات والغرف من اجل المصالح الشخصية والامتيازات انظر مثلا الى عدد السيارات التي تجوب الطرقات تحمل حرف الجيم التي يستغلونها لاغراضهم الشخصية


2 - اليسار السلفي انتهى لأنه بني على باطل
عبد الله اغونان ( 2016 / 5 / 11 - 20:30 )
اليسار كما في الطبيعة قليل الفعل فالانسان بطبعه يميني
واليسار كان مجرد ناقل نصوص وتجارب تبين الان فشلها في مسقط رأسها
الزمن زمن القيم الدينية وزمن الاسلاميين
وكل الدلائل والاستطلاعات تبين أن حزب العدالة والتنمية هو الرهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان

اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو