الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين الإسلام هنا، والإسلام هناك

ضياء رحيم محسن

2016 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


هي ليست مقاربة بين الإسلام في العراق، والإسلام في إيران، لأن الإسلام واحد سواء كان في بلاد العرب أو في بلاد العجم (والعجم هنا كلمة تعني كل من لا يتحدث العربية)، لكن هي مقاربة بين من يتشدق بأنه مسلم ويطبق تعاليم الدين الإسلامي هنا وفي غيره من بلاد المعمورة.
من الناحية الإقتصادية يعد العراق بلدا كثير الموارد، لكنه في نفس الوقت لم يجد اليد النظيفة التي تحرص على هذه الموارد، لينعم بها أبناء البلد بصورة عادلة، منذ قيام الدولة العراقية الحديثة، واليوم بعد ما يزيد على ثلاثة عشر عاما من مجيء الحكم الجديد، ماهي الفائدة التي حصل عليها الوطن والمواطن من أحزاب وكتل سياسية تدّعي أنها تلتزم بالدين وتحافظ على تعاليمه؟ لا شيء كبيرة جدا.
أبسط نموذج أورده هنا هو الرئيس الإيراني حسن روحاني، فإيران ناتجها المحلي الإجمالي يتجاوز الأربعمائة مليار دولار في العام 2015، وكانت حينها تخضع لحصار إقتصادي، بملاحظة أنها لا تصدر أكثر من مليون ونصف مليون برميل يوميا، وعدد نفوسها يتجاوز السبعون مليون نسمة، إيران لا تستورد من الخارج شيئا، فجميع ما يتم تداوله في السوق المحلي مكتوب عليه (ساخته شده در ای-;-ران)، (صنع في إيران)، بل زاد الأمر أن تجاوزت صادرتها عشرات المليارات من الدولارات.
المفارقة هنا أن الرئيس روحاني لا يتجاوز (4000000) تومان إيراني، ما يعادل 1200دولار أمريكي، 1500000 دينار عراقي، نزولا الى الوزراء الذين يستلمون رواتب أقل من الرئيس روحاني، ونجد أن أقل راتب للموظف في إيران الإسلامية هو (900000) تومان إيراني، ما يعادل 270دولار أمريكي، 350000 دينار عراقي، بمقارن بسيطة نجد أن الفرق ليس كبيرا وفلكيا بين راتب الرئيس روحاني وأبسط موظف في الدولة الإيرانية.
العجيب أن أغلب الأحزاب الدينية في العراق ترتبط بشكل أو بأخر بعلاقات مع الجمهورية الإسلامية، مع هذا فإن العراق الذي يصدر ما يزيد على ضعف تصدير النفط الإيراني، وعدد سكان العراق نصف عدد سكان إيران، ونجد أن الناتج المحلي الإجمالي لا يتجاوز المائتي مليار دولار، ونستورد كل شيء من مختلف بلدان المعمورة، حتى الثوم نستورده معلبا من الصين، وفوق كل هذا وذاك نجد أن راتب نائب رئيس الجمهورية بحسب تصريح لأحد نواب رئيس الجمهورية (1000000) دولار أمريكي،(333333333) تومان إيراني (1250000000)دينار عراقي، أي ما يعادل راتب الرئيس روحاني أكثر من 83 مرة، ولا نريد أن نخوض في رواتب الوزراء وغيرهم من الدرجات الخاصة، بل نذهب مباشرة الى أبسط موظف في الحكومة العراقية والذي يستلم راتب (250000) دينار (200)دولار أمريكي، أقل من راتب نظيره الإيراني بحدود 70 دولار أمريكي.
فهل المشكلة في الإسلام أيها السادة؟ أم المشكلة فيمن يتشدق زورا وبهتانا بالإسلام، هناك في إيران رأينا كيف خرج أحمدي نجاد على دراجته الى منزله بعد أن إنتهت ولايته، هنا في العراق المسؤول يعتبر كل شيء ملكه من أول يوم يستلم فيه السلطة الى مماته، بغض النظر عن كونه يعمل بصدق أو أنه حرامي.
فلا أحد يعيب الإسلام، العيب في الإسلاميين الجدد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل