الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحلة تمكين إسرائيل إقليمياً ،، وفلسطين انتقلت من المقدس الي سياق العادي ...

مروان صباح

2016 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


مرحلة تمكين إسرائيل إقليمياً ،، وفلسطين انتقلت من المقدس الي سياق العادي ...

مروان صباح / في حركة استباقية ، تليق بمكانة دولة تسعى للسيطرة على العالم ، تنتقل الولايات المتحدة الأمريكية من إنجاز مشروع إعادة بناء أوروبا الغربية ، وبالتالي ، وضعت جدار منيع لأي محاولات تَمددية ، للشيوعية اللينينية ، في أوساط اليسار الأوروبي ، لتتجه بارتياحية نحو دول حديثة المنشأ ، غنية بالموارد الطبيعية ، لكي تصب كل إمكانياتها السياسية والعسكرية في منطقة الخليج ، ويلاحظ أن الأمريكان ، تاريخياً ، كان اهتمامهم في منطقة بلاد الشام ومصر ، أقل شأناً ، إلا أن ، الاستثناء يظهر ، فقط عندما تتعرض إسرائيل لأي محنة من دول الطوق ، وهذا يفسر لنا ، محطتان في سياسة الولايات المحتدة ، الأولى لبنان ، التى أخلت قواتها على الفور ، نتيجة عملية نوعية عام 1983 م نفذتها المقاومة اللبنانية التى أودت بحياة 299 جندي ، والأخرى العراق ، رغم الخسائر المالية والمعنوية والبشرية التى بسببها فقدت الولايات المتحدة الكثير من سمعتها وفقدت أيضاً ، جزء من هيبتها ، وبالتالي ، أتاحت لتجمعات أخرى بالمضي قدماً في سياسة التمرد والاستنهاض القومي ، تكلل ذلك ، بعودة الإتحاد الروسي ، كشريك منافس في أجزاء من هذا الكوكب ، لكن ، لواشنطن محددات وأولويات ، لا تسمح أن يشاركها أحد في إدارتها أو تقبل مجرد التلاعب أو يخطر ببال أحد أن يشكل تهديداً لمصالحها في مناطق تعتبرها خط نووي ، مثل الخليج ومحيطه دون أن يتحول العنصر الراغب في ذلك إلى كومبارس وخيط من خيوطها .

من الطريف متابعة الفِرجار الذي يبدأ برسم دائرته أولاً ودوائر الآخرين ثانياً ، إذا جاز تسمية الحاصل هكذا ، أصلاً ، في منطقة الشام الكبرى ومصر تحديداً ، يلاحظ أيضاً ، أن الأمريكي في هذه المربعات لا يمانع مشاركة ، أطراف دولية وإقليمية ، بل ، يرغب بالتأكيد بذلك ، فإسرائيل ، تُعتبر اللاعب الأساسي والمبتكر لنماذج أقلوية في هذه المنطقة ، بالطبع ، تحت إشراف ورعاية ، وحِماية أمريكية ، وكما يبدو حان الوقت ، أن تتحمل مسؤولياتها بشكل انضج بعد تدمير وإضعاف ركائز اساسية في المشرق العربي ، يأتي الروسي بالدرجة الثانية ، رغم ، تقليص نفوذه لأكثر من عشرين عام ، يعود من جديد ، يتدخل في الملف السوري والفلسطيني ويقيم توازن طفيف مع مصر دون الاقتراب من العراق ، لكنه ، يبقى هو من أشرف على رتوش وهندسة المرحلة الأخيرة للملف الإيراني مع الأمريكان ، كما أنجز الملف الكيمياوي لنظام الأسدي ، هنا ، نرى أن واشنطن وموسكو وتل ابيب ، تعمدوا جميعاً ، عامداً ، تسبيق جمهورية إيران ، الدولة الإقليمية ، الأقلية في المنطقة ، بدرجات ، على الجمهورية التركية ، كان لها الأسبقية ، في تنمية الملف التسليح والتمدد في المنطقة مع ممارسة غض النظر عن المليشيات التابعة لها ، الذي قارب تعدادها 40 ، تنتشر بين العراق وأفغانستان ولبنان وسوريا واليمن ، جميعها رغم ارتكابها جرائم طائفية ، تبقى بلا تصنيف ، معلقة ، وهذا ، يفسر في الحقيقة ، مسألة غاية من الأهمية ، أسباب إطاحة الإخوان المسلمين ، وإبقاء الجماعات المسلحة السنية في الميادين مع توصيف دولي لها ، بالإرهاب ، حيث ، استطاع الأمريكي إخراج الإخوان من الحراك السياسي ، وفرض الجماعات المسلحة على جميع الأطراف الليبرالية ، السنية ، كما تسمي نفسها ، التعامل معها ، حتى لو كانت هناك جهات مازالت رافضة النصيحة الأمريكية ، المبطنة ، حول التعامل والاعتراف بحجمها وتأثيرها ، لاحقاً ستضطر ، لأن ، القادم أخطر من القائم .

ليس عجيباً إذاً ، أن يتعرض العراق إلى كل هذا التدمير ، فالعراق لم يدمر أثناء غزوه ، بل ، بعد أن تمكنت مجموعة ، جاءت وحكمته تحت ظل الاحتلال ، وهكذا ، تكون نجحت واشنطن من تحيد قوة قادرة على ردع أي تغير في المستقبل للخليج العربي ، طبعاً ، شهد كل من السودان وفلسطين ، ذات التغير ، دون أن تتمكن القاهرة من ممارسة أي مقاومة تحمي أمنها القومي الذي يشير عن حجم هشاشة التركيبة الوطنية ، لكن ، ظاهرة الجهل السياسي أو التعامي المقصود بين الصغار والكبار ، تشير أيضاً ، أن في الأمر غرابة ، لأن ، التحرك الأمريكي الروسي الإسرائيلي ، بات واضح الهدف ، فاليوم المنطقة تنتقل من السيطرة على موارد الطبيعية وتأمين المصالح الاقتصادية للدول الكبرى إلى تمكين إسرائيل إقليمياً ، وقد نشهد تغير قريب في القدس والأقصى دون إمكانية ردعه عربياً وإسلامياً ، لأن العرب اولاً ، منهكين بالقتل الطائفي ومحاربة الجماعات المسلحة وأيضاً ، بنتائج وإفرازات الثورات العربية ، فأصبحت ، المسألة الطائفية والمحافظة على النظام ، أولوية تتفوق على أي قضية ، لهذا ، بات الدعم التى توفره إسرائيل من خلال قنوات علنية أو أخرى سرية ، سبيل النجاة ، ثانياً ، أن الأقلية في المنطقة ، مقابل ، حصولها على دولة مستقلة وانفصالها عن المركز ، ستقبل بالأمر الواقع ، وثالثاً ، أن إيران ، أعلت شأن العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وغيرهم ، على الأصل ، القدس ومكة والمدينة ، وهذا ، يفسر تواطؤ واشنطن وموسكو وتل ابيب على العراق ، كأن ، الذي حصل هو تمكين إيران من العراق ، لمعرفتهم جيداً بالتركيبة المذهبية ، وحجم أهمية العتبات المقدسة التى ابتكرها الكافي والمجلسي في المذهب الشيعي ، مقابل ذلك ، قبول إيران الصريح ، بالانخراط في صراعات طائفية وتحيد إسرائيل من كل صراع جاري ، الذي سيؤمن لإسرائيل خطوتها القادمة في التحرك نحو الأقصى دون أن يفسد عليها طرف من الأطراف المتصارعة صنيعها .

في قناعة كاتب هذه السطور ، ينبغي وضع أكبر قدر يمكن من علامات الاستفهام والريبة ، بأن في هذه المنطقة لا يوجد ، على الأقل الآن ، من لديه إمكانية التصدي للمشروع الإسرائيلي أو للمشروع الأمريكي الأوسع في المنطقة العربية ، لهذا ، فأن فلسطين انتقلت من مكانها المقدس إلى سياق العادي ، تنتظر من يُخّرج الّأمة من نعاسها كي يحيها من موتها .
والسلام
كاتب عربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ