الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى النكبة مضطهد لأني من غزة

ناصر اسماعيل اليافاوي

2016 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى النكبة مضطهد لأني من غزة
حينما كنت اقرأ كتاب الطريق الى العبودية ، للكاتب فريدرش هايك ، شعرت انه يتحدث عن واقع الانسان الفلسطيني المعاش في غزة .
ولم اتخيل وانا ابحر في عالم فرضيات الكتب التي قرأتها وخاصة ونحن في القرن الحادي والعشرين زمن الطفرة في كل كماليات الحياة ، وطفرة القوانين والافكار والمؤسسات الانسانية الدولية ، ان يرضى العالم الظالم للإنسان ان يعيش ويفرض عليه حصار كحصار غزة ، ولا اقصد هنا الحصار الاقتصادي فحسب ، بل حصار الكرامة والانسانية،
فاذا اراد الفلسطيني ان يتجه الى الرئة الثانية من الوطن (الضفة الغربية) وبعد معاناة وطول انتظار وسعى دؤوب ليحصل على التصريح لزيارة بلده ، يتوجب عليه ان يمر بالنقاط التالية :
- اولا : نقطة وحاجز 4-4 التابعة لحكومة غزة ، وقبل السماح لك بالوصول اليها يتوجب عليك ان تذهب الى احد المنشآت الخاصة بحكومة غزة وتحصل على تصريح زيارة لبلدك الضفة الغربية
- ثانيا: نقطة وحاجز 5-5 التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله ، ويتوجب عليك بعد السماح لك من اجتياز حاجز 4-4 ان تركب سيارة وتدفع ثمن ركوبها غير المناسب لحجم المساحة ، لتقطع مساحة 1كجم للوصول الى حاجز 5-5 وبعد التدقيق بالأوراق وختم الاوراق والانتظار مجددا يبدأ المسار الثالث ..
- ثالثا : نقطة وحاجز ايرز :ويتم توفير عربات صغيرة تشبه عربات ملاعب كرة القدم لنقلك الى مدخل معبر ايرز ، وبعد الفحص والتدقيق الشديد وتصوير كل جزيئة بك وبحقائبك ، وخضوعك لرحمة المراقبين من الاحتلال يعطى لك اشارة خضراء وتعنى المرور او الحمراء وتعنى العودة الى نقاطك الانقسامية السابقة وهكذا ..
- نقطة وحاجز قلنديا : وحين يذهب الفلسطيني الحامل بطاقة هوية غزة الى القدس لأداء ركعتين لله لمساعدته على مواجهة ازماته ، ورغب في ان يكمل مسيرته لرام الله ، يتوجب عليه جبرا ان يذهب لحاجز قلنديا ، وهناك ايضا خصص لأهل غزة( حاجز وحلابات غزة ) تحمل رقم (5) وايضا يخضع الغزي لرحمة المجند وان لم يعجبه شكله يحجزه بين حلابات لا تصلح الى للقرود الضالة ..
رحلة الغزاوي الى الاردن والاجراءات الخاصة :
ومن الغريب المفروض على اهل غزة يا سادة حين يرغب في زيارة الاردن ان يقدم تصريح يسمى (اللا ممانعة) وبعد انتظار بين القبول والرفض ، ومروره على الحواجز الست ، ويبدأ بالدخول الى معبر الاردن الشقيق ، وحين يرى الموظف جواز سفر وفيه العنوان من غزة ، يطلب منه وبشكل تلقائي التوجه لشباك رقم 10 المخصص فقط لسكان قطاع غزة ، في حين ان فلسطينيي الضفة الغربية لا تنطبق عليهم هذه الاجراءات وكأن اهل غزة ابناء البطة السوداء والعرجاء ..
رحلة الغزاوي الى مصر وجحيم دولة معبر رفح :
وحينما نتحدث عن المعاناة الإنسانية الحقيقية ، وصور من صور الاضطهاد والعبودية ، وقسوة ومرارة السفر وكأنه قطعة من جهنم ، فلابد التحدث بجرأة عن معبر رفح ، وجحيم السفر منه اما للعلاج او التعليم او المرور منه الى الدول العربية لأنه المتنفس الوحيد لأهل غزة ، دون الوقوع في مصيدة معبر ايرز ، ولكن لانهم اهل غزة فلابد لهم ان يذوقوا المر والحنظل ، ولابد ان يرحلوا الى تخشيبات المطار ، ومعاملتهم كبشر من النوع الثالث لمجرد انهم من قطاع غزة ! ومآسي معبر رفح اكبر من سطوري ، فكم من مريض قتل انتظارا ، وكم من موظف فقد عمله ، وكم من هرم مات اختناقا ، وكم من حامل اجهضت ، وكم من مغترب فقد اقامته في الدول العربية ولازال جحيم معبر رفح يلفظ لهيب نيرانه القاسية على أهل غزة ..

قصتي كمواطن من غزة في مطار زغرب:
قدرت لى الظروف ان اكون ضمن وفد فلسطيني من غزة للسفر الى مدينة زغرب عاصمة كرواتيا ، للتعرف على تجارب الصراع في شبه جزيرة البلقان ، وبعد معاناتي في السفر ، وصلت الى مطار زغرب وحين سلمت جوازي الى موظفة المطار كباقي الزوار من بقية دول العالم ، وما ان رأت الموظفة كلمة فلسطيني ومن غزة حتى اصفر لونها واحمر ، وعلى الفور استدعت الشرطة وس وج وتفتيش حقائبنا ، ولولا موقف رئيس الوفد الذى تصرف بكرامة عالية ، وأجراء اتصالات مع الدعيين لنا ومنظمات حقوق انسان بلقانية ، لكان مصرينا العودة من حيث جئنا ..

مواطن قطاع غزة وتخمة سلال الازمات :
بكل موضوعية لو قسنا مساحة قطاع غزة وعدد سكانها ، وتزاحم ازماتها من حروب وحصار وبطالة وانعدام البنية التحتية والاعمار والكهرباء والماء والوقود ، وحالات الانتحار ، لكانت غزة الرقم الاول فقط لأنها لاتزال تتنفس وتجدد عشقها للبحر متنفسها الوحيد وحامل همومها ، فاليك اشكو يابحر غزة بعدما شكوت لي من اهمالهم لك وتركك فريسه للتلوث البيولوجى ، اعد لي مجدى المغتصب وحضاراتي الدفينة ،في رمالك الحائرة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ