الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقهى الحرية

وليد عبدالله حسن

2016 / 6 / 9
الادب والفن


-صعدت الرفيقه صابرين على كرسي في محكمة الثورة في بغداد قبل ان ينطق الحكم بحقها وهي تهتف بالحياة والإنسان والحرية.
وقالت وهي تخاطب الرفاق في قاعة المحكمة :ـ من يذكر لي ماهي أهم سمات الحرية قبل أن ينطق القاضي بعد ساعات بحكم الأعدام فينا جميعا؟ وقهمقهت هههههها بقوة وقههقه الجميع معها، وهي تردد:-هذه ليست محكمة الثورة هذه محكمة الثيران.
قالت:ـ لها علوية رباب الأعدام او الموت بالنسبة لي ربما هو الحرية، لاني عشت عمري اعتقد اني احطم قيودي وبدون توقف، وأخيرا أكتشفت أن تحطيم القيود هي جزء من متعة العبيد .
-تنفست صابرين بحرقة وشهقت وهي تلملم أطراف ثوبها الذي تمزق من التعذيب في غرف الأمن العامة في بغداد المقدسة ،
قالت :- أنا أعرف أن الحرية هي مثل ممارسة الحب مع الحبيب كلها لذة ،ومتعة وعذاب وتكرار دائم للنشوة ، ومن لم يتذوق المتعة لايمكن أن يعرفها حتى لو كان نبي او فليسوف او حكيم .
-أبتسم سلام الصوفي وهو ينتظر أن ينطق بحقه حكم الأعدام في قاعة محكمة الثورة في بغداد،
قال :- لقد عرفت وأنا بين الموت والحياة ،أن الحرية هي مثل لحظة الفناء في المعشوق تسبقها اذكار وصلاة ورقص وسكر دائم على فراش الشك، والمهم ان تبقى متمسك بكل شي حتى لو كان وهما، لان من الغباء أن تكتشف أنك غبي ومتوهم وبينك وبين الموت لحظات.
-سمع استاذ التاريخ علي حسين من السجن الانفرادي وقال:ـ
- اذا كنتم تتحدثون عن الحرية فهي قيمة أخلاقية ومسؤولية إنسانية ، والمصيبة الكبرى عندما لايكون السلوك مطابق لحقائق القيمة الانسانية ، حينها تصبح الحرية كذبة مقدسة، وتتحول الى سم قاتل يشربه الجميع بالقوة.
تقدم الاستاذ ناجي الكاتب من أهالي الديوانية وهو ينتظر الافراج قال :- أن الحرية أكتشاف في لحظة صدق يتطابق بها العقل مع الوعي مع الأبداع.
-أخيرا:- ختم الكلام أستاذ عامر الكتبي بعد أن شرب اخر أستكان شاي في مقهى الحرية وهو يتذكر كل هذه الاسماء والوجوه النقية وقال:ـ أن الحرية طاقة عظيمة مهمتها هي أكتشاف الحقائق، وليست كلمة عابرة في فم معتوه مسكون بثقافة التكرار المقدس. صفق الجايجي علوان وقال اعظم واغبى انسان من يقول الحقيقة بدون اقنعة امام شعوب تعشق العبودية.
وبعد توالي الأيام والسنين تم تنفيذ الأعدام في أكثرية هذه الأسماء، ومازال البقية تتنظر الأعدام او الموت او التصفيه، لان الحرب المقدسة متسمرة في بلدي العراق ، ولم يتنفس الإنسان هواء الحرية بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطفل آدم أبهرنا بصوته في الفرنساوي?? شاطر في التمثيل والدرا


.. سر تطور سلمى أبو ضيف في التمثيل?? #معكم_منى_الشاذلي




.. فنان إسرائيلي يعيد بناء أنفاق حماس تضامنا مع المحتجزين الإسر


.. صابر الرباعي: أتمنى المشاركة في عمل كوميدي مع أحمد حلمى أو ه




.. البلالين ملت الاستوديو?? أجمل أطفال الوسط الفني مع منى الشاذ