الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطيب واليعقوبى متى يحين اللقاء

محمود جابر

2016 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


قلما يجود الزمان بالرجال الذين يعرفون قيمة الوقت وقيمة التقارب والتسامح وقيمة العمل والتعاون واقفين عند حدود قول الله تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ(.
هذا المقال رغم انه يسير فى طريق السرد الطويل فى السيرة الذاتية، لكن ما قصد منه أمر آخر ربما اترك المقصد لفطنة القارىء الكريم، واعلم ان من يقرأ لنا هم من أهل الفطنة ورجاحة العقل وصفاء الوجدان، وكذلك الأمر بتمامه سيكون أوضح فى نهاية المقال .
فمنذ تولى فضيلة الدكتور أحمد الطيب مسئوليته شيخا للأزهر الشريف لم يركن للراحة والهدوء بل واصل الليل والنهار فى عمل دءوب من أجل وصل من انقطع من العلاقات مع المجتمع المصرى ومع الأمة الإسلامية ومع العالم من خلال الأزهر الشريف .
اختيار الشيخ أحمد الطيب شيخا للأزهر بما يمتلكه من مؤهلات كلها تجعلها اختيار المرحلة، بالمعني الإيجابي والدقيق للكلمة: فهو أكاديمي مقتدر ومحل اعتبار وأستاذ في العقيدة والفلسفة يعطي للمنصب بعدا أكثر جدية وصورة تناسب العالم، كما أن له رصيداً من الانفتاح علي الغرب منذ دراسته في فرنسا وعمله فيها، وما زال الرجل يكتب ويترجم من الفرنسية ويتقن معها الإنجليزية أيضا، وهو انفتاح موزون ينحدر الطيب (ولد 1946) من عائلة كريمة في الأقصر لها تاريخ في العلم والتصوف في مجتمع تقليدي، وما زال يحافظ علي هذا التقليد ولم ينقطع عنه، مازال يحضر في دوار العائلة ويسمع مشاكل أهله وقريته وأهل الطريقة ويحلها، وأهم ما في الرجل أنه ليس من مدرسة التكنوقراط الأزهريين، بل تسكنه روح أزهرية وولاء للمؤسسة التي يبدو أنه يمتلك تصورا ورؤية لموقعها ودورها، ولديه مشروع لاستعادة دور الأزهر كمركز للتدين الوسطي المعتدل المعنون بالأشعرية والتصوف والتعددية الفقهية.
هذا العالم العابد الربانى يحاول بكل ما حباه الله أن يرسم علاقة الأزهر بالعالم من خلال انفتاح واسع وواثق يلتقط حاجة الأزهر لهذا الانفتاح لدعم كفاءته العلمية وقدرته علي ملاحقة العصر وكفرصة للتمدد بخطاب الاعتدال الإسلامي الذي يمثله، مع ثقته بأن الحاجة متبادلة خاصة مع تفاقم مشكلات الاندماج والتشدد الإسلامي التي جعلت دوائر علمية وسياسية غربية كثيرة تتجه للأزهر كمركز للوسطية ومواجهة تيارات الغلو والتشدد الديني، في هذا الصدد كانت رعاية الطيب، مؤخرا، للتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني الذي أسهم في دراسة وتدريب عدد من طلاب الشريعة وفي سعيه لإنشاء مركز بالأزهر لدراسة الإنجليزية، ودفاعه القوي عن التعاون مع بريطانيا في هذا الشأن.
ثم رحلته المباركة إلى الفاتيكان فى نهاية شهر مايو الماضى 2016 للقاء بابا الفاتيكان فرانسيس الثاني فى لقاء اعتبره الجميع أنه لقاء تاريخي، وأن اللقاء يأتي بعد قطيعة استمرت خمس سنوات، هذا الأمر يعبر عن رغبة فضيلة شيخ الأزهر عن استئناف حوار الأديان وحوارات السلام والقيم التى تزعمها الأزهر الشريف منذ زمن بعيد وهو الأمر الذى يجعل للأزهر الشريف مكانته المرموقة بين الأمم وبين أصحاب الأديان المختلفة باعتبار أن الأزهر منارة للتقارب الإسلامي والإنساني وهو معبر وبحق عن روح الإسلام السمح التى تمثلت فى سلوك وعمل ووعى كل علماء الأزهر الشريف وخاصة مشايخه الأجلاء الذين سجل التاريخ حياتهم بمداد من ذهب .
واتفق الأزهر والفاتيكان، على أهمية عقد اللقاء المشترك بينهما واستعداده الدائم تقديم يد المساعدة لكل ما يخدم الإنسانية وليس المسلمين فقط، وأن رسالته العالمية تنشد تحقيق الاستقرار للبشرية جميعا.
اتفق أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان على عقد مؤتمر دولي للسلام، والتنسيق من أجل نشر ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب والمجتمعات.
ويحمل شيخ الأزهر في هذه الزيارة رسالة تسامح مزدوجة، عبر حض الدول الغربية على عدم التعامل مع مواطنيها المسلمين كجماعات تمثل خطراً عليها مقابل حض المسلمين على الاندماج في مجتمعاتهم الغربية.
إن كل من اتصل بعلم وفكر الدكتور أحمد الطيب، سيعلم يقينا أنه أحد العلماء المجددين المستنيرين، يستند في ذلك إلى علم غزير واسع وثقافة رفيعة، وليس هذا بمستغرب على من تربى في الأزهر وتعلم في «السربون»، وكل من تعامل مع الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يؤكد "أنه صاحب فكر تنويري ومعتدل، لا يميل إلى التشدد ولا يغالي في الدين، بل يفضل الوسطية التي يراها أفضل ما يميز الدين الإسلامي"، ومن هنا يأتي موقف الشيخ الحاسم الذي يرفض فيه إنكار الآخر؛ أي آخر، تحت أي دعوى دينية أو مذهبية أو عرقية، ويراه ليس من الإسلام في شيء.
يتوازى ذلك مع تأكيدات الشيخ المتكررة أن إذابة الاحتقان الطائفي بين المسلمين والأقباط من أولويات الأزهر الشريف، وضرورة إعادة صياغة علاقة المسلمين بـ"الآخر" على الأسس الإسلامية القويمة، التي تؤكد حتمية احترام أتباع الأديان السماوية الأخرى، مؤكدا أن ما يفرق الأزهر عن أي جامعة أخرى هي الرسالة التي يقوم بها في نشر الوعي الديني والمجتمعي، لافتا النظر إلى أن الأزهر هو صاحب مبادرة التقريب بين السنة والشيعة، معللا ضعف الدعوة الإسلامية بضعف التعليم بشكل عام.
وسطية الشيخ ومنهجه المعتدل ورؤاه المستنيرة تجعله دائما في مواجهة مع المتشددين والمتطرفين والمغالين، وبعد ثورة 25 يناير 2011م، تبدى للجميع أن الدكتور أحمد الطيب أحد القلاع الحصينة التي واجهت موجة غلو وتشدد غير مسبوقة، خاصة من جانب الإخوان والسلفيين الذين اعتبروه مناوئا وخصما لهم، وما زالوا يسعون بكل جد لإزاحته وإقصائه بكل ما أوتوا من قوة، لكن الشيخ يحظى بمساندة أغلب التيارات الراشدة والمعتدلة في الشارع المصري، ويعتبرون وجوده على رأس المؤسسة الأزهرية درءا لخطر تقويض المؤسسة العريقة، وتفريغها من مضمونها الوسطي المعتدل الذي حافظت عليه طيلة عشرة قرون أو يزيد. ودائما كان الشيخ يردد «أنا أزهري حتى النخاع ومن يتفق مع عقائد الأزهر فهو صديق وحبيب، ومن يسعى لمحاربتها وتقويضها فسنقف له بالمرصاد فكريا»، وهو ما جعله في مواجهة مباشرة مع الإخوان والسلفيين، زادها اضطراما واشتعالا مواقفه خلال العامين الأخيرين، التي أعلن فيها رفض المؤسسة الدينية الرسمية لأفكار جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتشددة الأخرى العنيفة الداعية إلى التغيير بـ»التكفير وإراقة الدماء»، وهي إحدى الأدبيات الراسخة في فكر وتعاليم الإخوان والجماعات الجهادية المنبثقة عنها.
الطيب والعراق :
فى مثل هذا الوقت من العام الماضى استقباله فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب وفدا رفيع المستوى من المجمع الفقهي العراقي، برئاسة الشيخ الدكتور أحمد حسن الطه، وذلك لإطلاعه على الأوضاع الجارية في العراق.
قال شيخ الأزهر، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إن "الأزهر الشريف يتألم كثيرا من معاناة الشعب العراقي، وما يمر به حاليا"، مشيرا إلى أنه "على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة في كل ما يؤدى إلى استقرار العراق واستعادة لحمته الوطنية، ومكانته الإقليمية والدولية"، على حد تعبيره.
وشدد الطيب، على أن "الشعب العراقي بمختلف مكوناته وطوائفه في حاجة ملحة إلى تضافر كل القوى، والفصائل لوقف نزيف الدم العراقي، ونبذ الفرقة والشقاق، والارتفاع على النزاعات الطائفية والمذهبية، وعدم الانسياق إلى كل ما من شأنه تفتيت العراق والإضرار بمصالحه العليا، على حد قوله.
وقد استنكر فضيلته سلوك التكفير فى حق الشيعة وأضاف: "هذا غير مقبول ولا نجد له مبرراً لا من كتاب ولا سنة ولا إسلام". وتابع بالقول "نحن نصلي وراء الشيعة فلا يوجد عند الشيعة قرآن آخر كما تطلق الشائعات وإلا ما ترك المستشرقون هذا الأمر فهذا بالنسبة لهم صيد ثمين، ورأى الشيخ الأزهر انه "لا يوجد خلاف بين السني والشيعي يخرجه من الإسلام إنما هي عملية استغلال سياسي لهذه الخلافات"، معلنا انه "سيزور النجف إذا ذهب إلى العراق". وقال "الأزهر واجبه الأول العمل على وحدة الأمة الإسلامية وكذلك توحيد المسلمين على رؤية مع اختلاف الاجتهاد"، مبديا استعداده "لزيارة أي مكان اجمع فيه المسلمين مع بعضهم والنجف بصفة خاصة". ولفت إلى أنه قال للوفد العراقي الذي زاره مؤخراً "سآتيكم وأنا أب للسنة والشيعة. موقع أخبار مصر يوليو 2015.

اليعقوبى من العراق إلى الأزهر :

المرجعية الدينية هي إحدى ركائز الفكر الشيعي الرئيسية ومحوره العام ،ويكن لها الشيعة احتراما وافرا ويضعونها في مقام سامٍ باعتبارها رواة الحديث وحملة العلم .
وأصبح من يتمتع بهذا المنصب الرفيع محط أنظار الكثيرين سواء من الشيعة أم من غيرهم.
وباعتبار أن مرجعية النجف الأشرف تُعد المرجعية العليا للشيعة في العالم ومصدر الإشعاع الأول للفكر الشيعي فقد كان لها التقدم فى التقدير والعلم والمكانة, وفى تاريخنا المعاصر برز فيها عدة قادة ومراجع علماء عاملين وما يهمنا منهم هم القريبون على زماننا والذين كان لهم تأثير في مسار الأحداث التي نمر بها حالياً وأبرزهم ثلاثة مراجع يُشكلون مدرسة واحدة وتداخلاً فكرياً مشتركاً ولكن تطوره كان لصالح الأخير الذي استوعب القديم وطور فى الحديث وتفادى مواضع التعثر والثلاثة هم :
- السيد الشهيد محمد باقر الصدر
- السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر
- الشيخ محمد موسى اليعقوبي
ويعتبر الأخير المرجع الدينى محمد اليعقوبي امتدادا لجيل عملاق من مراجع الإصلاح والنهضة, وامتداداً لجهود هذين المرجعين العملاقين واستثماراً لفكرهما وبالاستفادة من تجارب حركتيهما نهضت حركة فكرية ضخمة أخرى تستند إلى القواعد الشعبية الوطنية الراقية والمثقفة وتدرك دور النخبة والقيادة الفكرية الشاملة المتمثلة فى المرجع محمد اليعقوبي .
ولكن كان واقع هذه الحركة متميزا هذه المرة , فقد تبنى المرجع اليعقوبي فكرة عملاقة أطلق عليه البعض بتيار ( صناعة النخبة ) وذلك بالعمل على رفع مستوى القواعد العامة إلى مستوى النخبة ليكون الجميع قائدا في موقعه وهي فكرة تهيئة الكفاءات القادرة على إدارة الدولة العادلة .
وعمل المرجع اليعقوبي على تثبيت فكرة المرجعية المؤسساتية والتي تعتمد التنظيم والفكرة الإستراتيجية وتبتعد كلياً عن الفردية والعبثية في إدارة مقدرات الأمة .
ولأول مرة في تاريخ المرجعية المعاصر في العراق يتم توجيه الحقوق الشرعية باتجاه المنفعة العامة للمجتمع بصورة منظمة ويتم صرف الأموال على يد مؤسسات لا أفراد مما مَكَنَ من إيصال النفع إلى خطوط بعيدة عن واقع الوكلاء وبصورة أكثر فائدة .
ودعوة المرجع اليعقوبي إلى إنشاء مؤسسات اقتصادية إسلامية يُعد خطوة عملية متقدمة بتنظيرات السيد محمد باقر الصدر، وكذلك فكرة بيت الزكاة المصري الذى أسسه فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب. وتُعد المؤسسات الهندسية التي أنشأت تحت رعاية المرجع اليعقوبي مثالا بسيطاً على ذلك بالإضافة إلى دعوته إلى إنشاء مصارف إسلامية لترعى شركات تعتمد الاقتصاد الإسلامي وقد تم إنشاء البعض من تلك الشركات من قبل مهندسين استلهموا فكر المرجعية ولكن على واقع محدود .
وعمد المرجع اليعقوبي سياسياً إلى تثبيت مفهوم المبادئ الثابتة متصدياً لمبدأ المصالح المتغيرة والتي مع الأسف تبناها بعض التيارات الإسلامية – المزعومة- وكان له تعبير استقاه من التشريع الحكيم فقال: " لا يهم أن يكون الحاكم ملتحياً ولكن المهم أن يكون عادلا وينصف الناس من نفسه وذويه " أي أن الأساس هو العدالة ورعاية مصالح الناس وليس الشكل والقشر الخارجي .
وكتابة المرجع اليعقوبي لمؤلفه ( نحن والغرب ) يُعد قراءة مبكرة لواقع الغزو الأجنبي , فالمرجع اليعقوبي أدرك ببصيرة المفكر أن الخطر الحقيقي ليس هو الوجود العسكري بقدر ما يُشكل الغزو الثقافي والهيمنة الاقتصادية للأجنبي من خطر محدق بالأمة وكيانها وهذا ما أثبتته الأحداث . ثم عمد المرجع اليعقوبي إلى تشكيل خطوط دفاع ثقافية عبر مؤسسات متعددة بصورة مباشرة أو غير مباشرة وكذلك دعى إلى توفير نظام اقتصادي وطني – حيث كان لرجالات المرجع اليعقوبي دوراً أساسيا في إعادة تشغيل الكثير من المصانع الوطنية، مما جعل مجلسه مقصداً لرجالات الاقتصاد والصناعة الوطنيين .
و إدراكا منه لضرورة تخليص السياسة العامة والاقتصادية للبلد من سلطة المفسدين دفع المرجع اليعقوبي بكوادر مخلصة تعمل على مراقبة ومكافحة الإفساد والمفسدين بالوسائل المتاحة وبالقدر الممكن .
ويمكن أن نرصد فى إطار العمل المتواصل للمرجع اليعقوبي وربما كان هناك ثمة شبه بينه وبين فضيلة الإمام الطيب فكلا منهما ينحدر من أسرة عريقة فى العمل الإسلامي كما أشرنا ونحن نتناول سيرة الدكتور الطيب سالفا، وأما سماحة المرجع فهو ينتمي إلى أسرة دينية ترتبط عملياً بالمدرستين التقليدية والإصلاحية وينتمي هو فكريا إلى المدرسة الإصلاحية الحديثة بجميع متبنياتها التغييرية ويجمع بين الدراسة الحوزوية والأكاديمية – باعتباره مهندسا ً – ويمتلك بعداً ثقافيا واسعا وتهيأ له طلبة علوم دينية حركيون ورساليون وتوفرت له قاعدة واعية ومثقفة ومطلعة وحركية واعية ومتميزة.
وعندما نصح من يستمعون إلى إرشاداته بالاستفادة من كتابات مالك بن نبي اثبت وقوفه ضد الحساسية من فكر المخالف وأكد على الاستفادة من جميع التجارب للعقول الإسلامية .
وبالتالي فقد توفرت للمرجع اليعقوبي نوعاً ما قيادة وسطية جيدة – بين المرجع وقواعد حركته – رغم عدم مواكبتها لضخامة وسرعة تحرك المرجع وهي قيادات تميزت ببعد ثقافي فكري وبعد عملي حركي .
ومن هنا انطلق المرجع اليعقوبي لخلق حالة تواصل فكري وعملي على المستوى العام وإيجاد ترابط مقبول بين العديد من الأجيال والمستويات حتى وصل الأمر إلى طلبه من بعض الرموز القيادية الإسلامية التي ترجع إليه – تقليدا – العمل بعيدا عن إظهار الانتماء او طرح مرجعيته في خطواتهم وإنما المهم هو الناتج الإسلامي العام ومصلحة الأمة فبقيَ اسم المرجع اليعقوبي مغيباً عن الكثير من الانجازات الثقافية والعملية رغم دوره الرئيسي فيها واقعا .
ورغم قصوري وتقصيري عن الإحاطة بكنه هذه المرجعية الضخمة فكريا فأنني استطيع الإيجاز بما يلي :
أن مرجعية الشيخ محمد موسى اليعقوبي مزجت بين نخبوية حركة الشهيد الصدر الأول وجماهيرية حركة الشهيد الصدر الثاني لتبدأ مرحلة الجماهير الواعية الرسالية وصنفت المواجهة الحضارية مع الآخر على انها مواجهة فكرية يتداخل معها العامل الاقتصادي أكثر من كونها مواجهة عسكرية ورفضت الاستغلال لمنصب المرجعية بالصور الكاريزمية وساهمت وتساهم في تغيير النهج الحوزوي العلمي والاجتماعي وعملت وتعمل على الانتقال بالعقل الشيعي إلى مرحلة الوعي الرسالي ويُعد كتاب المرجع اليعقوبي ( دور الأئمة في الحياة الإسلامية ) سبيل ارتقاء بالأمة من خلال التعايش والقبول والاندماج والوحدة, وكذلك كانت مرجعية اليعقوبي مرحلة الالتقاء بين الأفكار الإسلامية بعيداً عن الخطوط الحمراء والأسوار الحجرية التي وضعها من يخافون المواجهة من الطرفين .
إن حركة المرجع اليعقوبي حاولت المزاوجة بين مثالية المبادئ الإسلامية وواقعية الحركة والتغيير أي أنها خطوة في الاتجاه الصحيح ومحاولة لإعادة الأمة إلى المسار الآمن قبل الانطلاق بها نحو الأمام .
هذا السلوك والجهد العملى والحركى والبنائى فى المجتمع العراقى يتطلب جهدا إسلاميا داعما من المؤسسات الإسلامية الأخرى وعلى وجه الخصوص مؤسسة الأزهر العريقة، من أجل إحداث نقله نوعية على مستوى العمل الإسلامي الشامل والجامع، وفى ظنى ومن خلال متابعتى للشأن العراقى والحوزوى وكونى أحد أبناء الأزهر الشريف؛ أرى أن وجود القامتين الإسلاميتين فى كلا من مصر والعراق ولقائهما وتعاونهما كفيل بدفع العمل الإسلامى والعربى على مستويات كبيرة سواء فى حقن الدماء التى تراق هنا وهنا، وفى دفع ووأد الفتنة التى يحاول المهوسيين والجهلة والمدفوعين من الجانين النفخ فى نارها، إن لقاء فضيلة الدكتور الطيب شيخ وإمام الجامع الأزهر وسماحة المرجع الدينى محمد اليعقوبى لقاء لن يكون على مستوى العراق ومصر ولكن سيكون لقاء يتجاوز السنة والشيعة وسيكون لقاء مجدد لشباب الامة وحويتها وأصالة الرسالة العظيمة التى تجعل من النجف والقاهرة قادرين على أن يجليا وجه الإسلام الحنيف على مستوى العالم العربى والإسلامي وعلى مستوى الوعى الثقافى والمعرفى بشكل جامع وشامل وهذا اللقاء يمكن ان نسميه لقاء الأزهر والنجف، أو لقاء الطيب واليعقوبى فمتى يحين اللقاء ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو