الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهي الدوافع والأهداف لمؤتمر باريس ؟!

صبحي مبارك مال الله

2016 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ماهي الدوافع والأهداف لمؤتمر باريس ؟!
الذي يتأمل ويحلل المشهد السياسي العراقي في الآونة الأخيرة ، وخصوصاً عندما حصل فراغ سياسي واضح بسبب غياب السلطة التشريعية أي مجلس النواب ، وكذلك تعّوق السلطة التنفيذية وما يحصل في مجلس الوزراء من غياب للوزراء وتواجد الوكلاء بدلاً منهم ، وغموض وضع الوزراء الخمسة الجدد الذين لم يؤدوا القسم (بل أحدهم وهو وزير الكهرباء وقع عقود مع شركات أجنبية وهو لم يقسم )حسب وكالات الأنباء وعدم إستكمال الكابينة الوزارية ومطالبة الوزراء السابقين بالعودة، وكذلك ما يحصل في السلطة القضائية وفي مقدمتها المحكمة الإتحادية وتأخرها عن البت في أزمة البرلمان المنقسم بسبب تدخل الكتل السياسية في شؤون القضاء، كل هذا يحدث فضلاً عن تراكم الأزمات والصراع بين الكتل السياسية ، وإستخدام العنف المفرط مع الجماهير المتظاهرة، لايستغرب من حصول حراك واسع تحت مظلة قوى دولية وإقليمية لغرض الإطاحة بالعملية السياسية العراقية المجمّدة ، وبالتجربة العراقية ، بهدف تنفيذ مشاريع ذات أهداف خطيرة تستهدف الشعب قبل كل شيئ وما إنعقاد مؤتمر باريس الذي سُمي بمؤتمر المعارضة العراقية إلا واحد من هذا الحراك . لقد أصبح واضحاً أن دول الجوار ودول إقليمية وقوى داخلية معادية ، لاتهدأ ألا بتقسيم الشعب العراقي وبتقسيم أرض العراق الغنية بالثروات ، وإشعال حرب طائفية لاتبقي ولاتذر . حرب تحركها الفتنة والفتاوي في الوقت الذي يقف الشعب وجهاً لوجه مع قوى الإرهاب وبكل مكوناته وبكل قواه العسكرية لغرض تحرير الأراضي العراقية من قبضة داعش وبدافع وطني حقيقي . وكلما تقترب القوات المسلحة من النصر يزداد التحرك المشبوه ووسائل الإعلام المغرضة ، التي تعمل على عكس صورة مشوهة بأن القوات المسلحة ومنها الحشد الشعبي جاءوا لقتل أبناء السنّة في الفلوجة ، ولغرض إثارة الرأي العام وإيقاف الهجوم على داعش . ولكن لاينكر حصول أخطاء وتجاوزات ربما من عناصر مندسة وغير واعية فيؤدي لتضخيم الأمر بشكل مفتعل .
إن محاولات عقد المؤتمرات المستمرة لصنع معارضة تحت إدارة مشبوهة سواء في الدوحة ، أو في عمان أو في باريس، لها دافع واحد هو كيفية الإنتقام والرد على سقوط النظام الدكتاتوري وهذا التحرك لن يحصل لو لم تكن الكتل السياسية الحاكمة التي غلب عليها طابع الإسلام السياسي والطائفي والقومي مستمرة في صراعها من أجل المكاسب والنفوذ كما انهم لايريدون تجربة وطنية ديمقراطية مدنية تكون نموذج في المنطقة .
إن عدم الإستجابة لمطالب الشعب والحراك الشعبي والجماهيري والتي تنادي بالإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد وتقديم الفاسدين للقضاء ومحاكمتهم ، وعدم بناء دولة مؤسسات ، دولة مدنية ديمقراطية،يعتبر السبب الأول في تشجيع آولئك الذين يعملون في الظلام ضد إستقرار العراق ، لأن لديهم الحجج الكافية لهذا التحرك المشبوه .
مؤتمر باريس : بعد تحضيرات وإتصالات من قبل منظمة سفراء السلام من أجل العراق برئاسة جمال الضاري ، هذه المنظمة مدعومة من قبل دول أوربية وعربية خليجية ، والتي بدأ نشاطها قبل سنتين ، كونت لجنة لزيارة دول عربية وأجنبية وإجراء إتصالات مع عراقيين لغرض إستحصال الدعم المالي والموافقات لعقد المؤتمر ، وحصل الإتفاق مع فرنسا وبدعم عربي خليجي وموافقة أمريكية خفية ودول أوربية ، المهم دعوة أكبر عدد ممكن من الذين عارضوا العملية السياسية ، فكان يفترض حضور ثلثمائة شخص ولكن الذين حضروا بين ثمانون ومائة شخص كما ذكر جمال الضاري في مقابلة مع فضائية RT الروسية.
وبعد تأجيل الموعد السابق، إنعقد المؤتمر في باريس لمدة يومين 28،29/5/2016 في فندق جورج 5 فورسيزن ، وكان اليوم الأول على جلستين صباحية ومسائية وشملت الجلسة الصباحية ، كلمة ترحيبية من عريف الحفل ، وقوف دقيقة حداد ، كلمة الجهة الداعية لعقد المؤتمر وهي منظمة سفراء السلام من أجل العراق ألقاها رئيس المنظمة جمال الضاري وهو رجل أعمال و قريب حارث الضاري الذي كان رئيس هيئة علماء المسلمين والذي وقف ضد العملية السياسية ومتهم بدعم الإرهابيين وأبن عم مثنى الضاري الذي حل محل والده حارث بعد وفاته .بعد ذلك الإعلان عن بدء الجلسة النقاشية الأولى تحت عنوان(واقع الحالة في العراق وتداعياتها المختلفة على المنطقة والعالم)أدارها منسق الجلسة مختار لاماني والذي هو مغربي الجنسية طرده العراق عندما كان ممثلاً للجامعة العربية لإتصالاته المشبوهة ، والذين تحدثوا في هذه الجلسة السيد محمد الحسيني من لبنان حوكم في لبنان وسجن خمسة سنوات وخرج من السجن بضغوط امريكية وسعودية وسمي بالمرجع الشيعي وأسس مؤسسة كبيرة بدعم من الرياض. والمتحدث الآخر صباح المختار له علاقة سابقة مع نظام صدام .
الجلسة المسائية :وهي نقاشية وكان الموضوع (الإستراتيجية المطلوبة لإنقاذ العراق)والذين تحدثوا فيها وليد كشمولة ، صالح القلاب ، محمدالمسفر . صالح القلاب صحفي ووزيرأردني سابق من أصل فلسطيني كان مُقرب من صدام ومقرب من النظام السعودي ،وهو الذي تدرب في عام 2002مع العراقيين بأشراف السي.آي.أيه وأصبح ضد صدام وداعم للحرب وإحتلال العراق ، محمد المسفر شخصية قطرية من أصل سعودي ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر .
اليوم الثاني :29/5/2016 الجلسة الصباحية :إنتخاب رئيس المؤتمر ، تشكيل لجنة مقررين ، قراءة المشروع الوطني العراقي ، قراءة النظام الداخلي ، التصويت عليهما .
الجلسة المسائية : رئيس المؤتمر يعلن عن إنبثاق كيان سياسي شامل للمعارضة العراقية بإسم المشروع الوطني العراقي ثم الطلب من الحضور الموافقة على التأسيس ، يعلن رئيس المؤتمر عن بدء إنتخاب قيادة الكيان السياسي وكما يلي : إنتخاب رئيس اللجنة المركزية (جمال الضاري) إنتخاب أعضاء اللجنة المركزية ، ثم قراءة البيان الختامي وإقراره الإعلان عن نهاية اعمال المؤتمر . حضر المؤتمر عدد من الشخصيات الفرنسية وفي مقدمتهم رئيس وزراء فرنسا الأسبق دومنيك دوفليان ، والأدميرال وليام فانون قائد القيادة الوسطى الأسبق في الجيش الأمريكي ، وشخصيات أمريكية بينها عسكريون متقاعدون ، ونواب في الكونغرس سابقون ووزير دفاع لاتفيا. في إختتام المؤتمر عقد جمال الضاري رئيس اللجنة المركزية للكيان السياسي الجديد المسمى المشروع الوطني العراقي ، مؤتمر صحفي بحضور وسائل الإعلام وقال بأن الهدف من هذا التكتل الجديد ليس الدخول في الإنتخابات أو الوصول للحكم وأنما تصحيح الأوضاع الخاطئة في العراق منذعام 2003، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لمناقشة إيجاد حلول دولية للقضية العراقية وأدعى بأن المشروع يقف ضد الإرهاب ، وهاجم المليشيات المسلحة الشيعية، وهاجم أيران ، وذكر بأن حزب البعث جناح عزت الدوري بارك المؤتمر ولكنه قاطع المؤتمر قبل ايام من إنعقاده .
نستخلص من إنعقاد المؤتمر بأنه حصيلة تحرك شخصيات عراقية وعربية معروفة بعدائها للعملية السياسية العراقية أورفضها لها ومعروفة بولائها السابق للنظام البائد ، وإن هناك رعاية من دول كبرى فرنسا مثلاً والتي لم تفلح معها الدبلوماسية العراقية لمنع إنعقاد المؤتمر . تدويل القضية العراقية ومحاولة إعادة نفس قواعد اللعبة بإتجاه عقد مؤتمرعالمي أو عقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة وضع العراق منذُ عام 2003 ، كذلك توسيع المشاركة من الحضور في مؤتمر قادم جديد يعقد في نيويورك وبحضور كل المعارضين للعملية السياسية .و نستنتج من ذلك بأن هناك تبديل للأدوار وجعل المعارضة العراقية صاحبة المشروع الوطني العراقي تحل محل المعارضة العراقية عندما كان نظام صدام قائماً ، وأن يكون لفرنسا دور بأعتبارها كانت معترضة على قرار الهجوم على العراق في إجتماع مجلس الأمن في عام 2002 حيث وقف وزير خارجيتها وقال نحن نمثل ضمير العالم. كما أن فرنسا تريد أن تعطي هذه المعارضة المصطنعة فرصة ، ولأن المعارضة السابقة والتي وصلت إلى الحكم وأخذت فرصتها لمدة ثلاثة عشرسنة ولم تعمل شيئ حسب ماذكر ذلك للسؤوليين العراقيين.
من أهداف مؤتمر باريس :إلغاء العملية السياسية وتأسيس عملية سياسية جديدة تكون هذه المرة لصالح السنة بدلاً من الشيعة . إلغاء الدستور ، كيان سياسي واحد يحكم العراق بدون أحزاب أخرى بمعنى رفض الديمقراطية والتعددية .
رفض جميع القوى السياسية التي شاركت في العملية السياسية وقبول فقط من كانوا ضد تغيير نظام الحكم السابق . إعادة الإعتبار لحزب البعث ، محاكمة سياسي السلطة الحالية وعدم الإعتراف بأي تغيير حصل بعد 2003 م.كذلك من ضمن المشروع الذهاب إلى تأسيس كونفدراليات بدلاً من الفدرالية لتسهيل عملية التقسيم .كما أن الكيان الجديد يرفض ممثلي السنة الحاليين ويعملون على أنهم من سيكون ممثلي السنة القادمين . والملاحظ أيضاً بأن تسمية المؤتمر للمعارضة العراقية ولكن الحقيقة ظهرت بوجود شخصيات عربية تقود المؤتمر أي مؤتمر عربي عراقي . إن الشعب العراقي يؤمن بالتغيير والإصلاحات على شرط أن تكون من داخل العراق ووفق الدستور والتداول السلمي وإلغاء نظام الطائفية والمحاصصة وإحلال نظام مدني ديمقراطي حقيقي والشعب هو بالضد من التدويل والتدخل الأجنبي والعربي المخابراتي وضد قلب نظام الحكم عبر حرب أهلية دموية .
المصادر : موقع القشلة ، مقابلة جمال الضاري فضائية RT، الحدث العربية ، موقع القوة الثالثة ،وكالات انباء ،إيلاف










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات