الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إننا نكافح من أجل الاشتراكية و من كفاحنا هذا، نستمد القوة لنضالاتنا اليومية من أجل الحقوق العمالية الشعبية

الحزب الشيوعي اليوناني
(Communist Party of Greece)

2016 / 6 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية




نظم حزب عمال إيرلندا تظاهرة يوم 14/6/2016 في بلفاست في إيرلندا الشمالية، بعنوان "الاتحاد الأوروبي وأزمة الرأسمالية - الدروس المستفادة من اليونان". هذا و كان وفد للحزب الشيوعي اليوناني قد دعي للمداخلة في التظاهرة، و ترأسه إليسيوس فاغيناس، عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني، و مسؤول قسم علاقاتها الأممية. أدناه نقدم نص تموضعه الإستهلالي في التظاهرة.إننا نكافح من أجل الاشتراكية و من كفاحنا هذا، نستمد القوة لنضالاتنا اليومية من أجل الحقوق العمالية الشعبية


الرفاق والأصدقاء الأعزاء،

إننا سعداء جداً لوجودنا هنا معكم في إيرلندا الشمالية، بناء على دعوة من حزب عمال إيرلندا ، لمناقشة الوضع والتطورات في اليونان كما و الاستنتاجات التي باستطاعة العمال استخلاصها منها.

لم تنقضي بالكاد بضعة أشهر فقط، على تمكن حزب سيريزا "اليساري" المهجن من الفوز في انتخابات أيلول/سبتمبر، للمرة الثانية ضمن فترة عام و نصف و تشكيله حكومة مع حزب اليونانيين المستقلين القومي.

حيث شهدت اليونان ضمن هذه الأشهر، تحركات عمالية شعبية جديدة كبيرة، ضد السياسة المناهضة للشعب المنفذة من قبل الحكومة المذكورة. حيث شارك في هذه النضالات الآلاف من العمال و معظمهم تحت رايات جبهة النضال العمالي "ﭙامِه". كما و قام الآلاف من المزارعين، و عبر إسهام كبير للشيوعيين، بقطع الطرق في أكثر من 100 موقعا في جميع أنحاء البلاد لمدة 40 يوماً. كما و قامت بذلك، الشرائح الشعبية الأخرى المتضررة من سياسة الحكومة التي تابعت "طرف خيط" السياسات من حيث تركته الحكومات اليمينية و الاشتراكية الديمقراطية السابقة.

إن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف من المعقول أن تتواجد حكومة "اليسار" التي كانت تصرح بأنها ستصدم مع السياسة النيوليبرالية التي تبنتها الحكومات اليمينية و الاشتراكية الديمقراطية، السابقة، و مع المذكرات التي وقعتها، في ذات موقع سالفاتها؟ وليس هذا فحسب! بل أن تقوم بتطبيق سياسة أكثر مناهضة للشعب بعد حفاظها على جميع التدابير السابقة المناهضة لمصالح الشعب، مع اتخاذها خلال عام و نصف لتدابير همجية تنص على تقليص الأجور و الحد من المعاشات التقاعدية، وزيادة الضرائب المفروضة على الشرائح الشعبية، مع مزيد من الخفض في الضمان الاجتماعي والصحة العامة و التعليم. و علاوة على ذلك، فهي تواصل مشاركة اليونان الكاملة في مخططات منظمة حلف شمال الأطلسي الإمبريالية، و تعلن عن استعدادها للمشاركة في كل مهامه، و تقدم له قواعد وقوى جديدة ليستمر في تنفيذ هذه المخططات، و تواصل تعميق التعاون العسكري مع إسرائيل.

و لا يرغب بعض المدافعين السياسيين عن سيريزا في تصديق حقيقة هذا التطور و يعجزون عن ذلك. و يقومون على غرار النعامة التي تضع رأسها في الرمال حين خوفها لكي لا ترى، ﺒ"الغوص" في تفكيرهم في مختلف البدع المضللة، لكي لا يشاهدوا الواقع و ليتمكنوا من تفسير التطورات على نحو يناسبهم، مثل قولهم على سبيل المثال أن سيريزا لم يستطع فعل خلاف ما فعل، نظراً لميزان القوى الغير مؤاتي في الاتحاد الأوروبي، أو أن سيريزا بدأ على نحو جيد ولكنه "تقهقر" و خان خلال الطريق، أو حتى أن سيريزا لا يزال يقاوم الاتحاد الأوروبي، ولكنه لا يقاوم على طول "الجبهة" لأنه لا يستطيع ذلك، بل يقوم بشن "حرب عصابات" مزعومة، حيثما يستطيع.

إننا بصدد ذرائع تهدف إلى طمس الواقع. فقد كان سيريزا كان يعي و يعلم ما هو فاعل! وهو لم يقم بخيانة، بل لا يزال يخدم و بأمانة، ذات المصالح الطبقية، أي مصالح رأس المال الكبير و المصالح الأوروأطلسية.

و لم يكن سراً بأن الحزب الشيوعي اليوناني، كان قد حذر من دور سيريزا، حتى قبل استلامه لإدارة البلاد الحكومية. و بالتأكيد بإمكان المراقب الجيد للتطورات و الذي لا يستند تحليله على نظرية الاشتراكية العلمية، أن يلاحظ زيارات السيد تسيبراس على سبيل المثال، إلى الولايات المتحدة و تصريحاته في تكساس، حيث أدلى ضمنها بوضوح استعداده لتقديم خدماته في إدارة الرأسمالية. و لكان قد لاحظ تصريح تسيبراس قبل انتخابات عام 2015، و حتى منذ عام 2014، عندما أدلى: "من أعماق قلبي أصرح بأن اليونان تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي". و لكان قد لاحظ أيضاً، "احتفالات" اتحادات رجال الأعمال والولايات المتحدة، كما و روابطها الوثيقة مع كوادر سيريزا.

و مع ذلك، فعلى نحو أبعد مما هو جليٌ للمراقب الجيد للتطورات السياسية، يستخدم الحزب الشيوعي اليوناني في تحليله معرفة نظريتنا الكونية، الماركسية اللينينية، والمعرفة المنبثقة من خبرة تاريخ بلادنا ودوليا.

إن هذه المعرفة تقول لنا التالي: إن الأزمة الاقتصادية والحرب الإمبريالية هي "ظفر في لحم" النظام الرأسمالي.

و يعجز هذا النظام الاستغلالي عن تجاوزهما، لأنهما متواجدان في طبيعته الخاصة. حيث لم يواجه شعب اليونان مجرد سياسة نيوليبرالية خلال السنوات الأخيرة، مورست قبل تولي سيريزا للحكم، بل كان يواجه تمظهر أزمة رأسمالية عميقة، عُبِّر عنها في بلادنا عبر ارتفاع صارخ في الدين العام. حيث دعي عمال اليونان و شرائحها الشعبية، لدفع كلفة تقليص الإنفاق العام على الخدمات الاجتماعية، وتخفيض الأجور و الضرائب الثقيلة، من أجل مديونية لم يتسببوا بها.

و ضمن هذه الظروف "جَنَّد" النظام السياسي البرجوازي جميع قواه لإدارة الأزمة. و اضطر من بين أمور أخرى و في ظل ظروف اتخاذ تدابير مناهضة للشعب، إلى وضع كل الأحزاب البرجوازية (اليمينية و الاشتراكي الديمقراطية) إلى الحكم بشكل ائتلافي. و حتى ذلك الحين، كان حزب الباسوك الاشتراكي الديموقراطي يمثل "النور" و كان حزب الجمهورية الجديدة اليميني، يمثل "الظلام". و خلال فترة أيام جاءت الأمور رأسا على عقب، و تواجد كلا الحزبان في الحكومة، أمر أدى من بين أمور أخرى إلى تقهقر انتخابي لحزب الباسوك، في غضون بضعة أشهر من 43٪ إلى 13٪ ثم إلى 4٪.

و بعد ذلك، قامت الطبقة البرجوازية على غرار "ساحرٍ" جديدٍ، بإخراج سيريزا و الحكومة اليسارية من "كُمِّها". و على نحو سريع جداً، تحول سيريزا من حزب انتهازي صغير، كان قد احتوى على قوى قد انسلخت عن الحزب الشيوعي اليوناني عام 1968(مع تيار الشيوعية الأوروبية) و 1990 (تحت تأثير "الفكر الجديد" لغورباتشوف)، إلى حامل أساسي جديد للاشتراكية الديمقراطية في اليونان، و امتص ﻜ"الإسفنجة" الكثير من المواد الفاسدة المنبثقة من تفكك حزب الباسوك الاشتراكي الديموقراطي السابق.

هكذا كانت الأمور، أيها الأصدقاء والرفاق الأعزاء، وخلاصة القول هي أن حكومة "اليسار" مع عكازتها اليمينية القومية (المتمثلة بحزب اليونانيين المستقلين)، دافعت و منذ اللحظة الأولى عن مصالح طبقة البلاد البرجوازية. و من أجل مصالحها ساومت و بقوة مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. لا من أجل مصالح العمال. وكان هدفها هو توفير "الأنفاس" لرجال الأعمال إما عن طريق خفض الديون، أو عبر ما يسمى الفوائض الأولية، لكيما تجد الحكومة سبلاً لتعزيز "ريادة الأعمال" لكي يعيد هؤلاء نسب أرباحهم إلى مستوى معدلات الربح. و ليُرمى على هذا النحو بعض "فتات" التطور الرأسمالي نحو قطاعات من العمال. و في الوقت ذاته، لم تخفف الحكومة من "ترسانتها" المناهضة للشعب، بل اتخذت تدابير جديدة من أجل تقليص أبعد لسعر قوة العمل. و ذلك لأن "الوصفة" المتبعة من قبل كل الأحزاب و على حد السواء من قبل المسماة: يمينية أو اشتراكية ديمقراطية، في إدارة أزمة الرأسمالية، هي واحدة: و هي تمويل رأس المال الكبير بكافة السبل، فوق رماد الحقوق و المكاسب العمالية الشعبية. و هو ما قاد قبل أيام قليلة، وزير عمل حكومة سيريزا أن يعترف بأن ما تطبقه حكومته في نهاية المطاف هو: "الليبرالية الخالصة المصطفاة، التي طبقت في الماضي في تشيلي بينوشيه".

هذا و اعترف الوزير ضمن تصريحه بأن هذا هو الاتجاه في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. في كل مكان متواجد هو "ذات تيار" تقليص المكاسب العمالية. إننا و من منبرنا هذا نود أن نعبر عن تضامننا الأممي مع العمال الفرنسيين وإدانة حكومة أولاند الفرنسية الاشتراكية الديمقراطية، التي تنزع عبر قانون «Εl Komri» كما والقمع الشديد الممارس ضد العمال المناضلين، عقود العمل القطاعية، و تفتح باب عمليات التسريح الجماعي، وتعزز عملية ترتيب وقت العمل و تزيد من وقت العمل اليومي.

ولكن التساؤل يحضر: أمن الممكن يا ترى، تغيير هذا الاتحاد الأوروبي، ليغدو أفضل، أن يؤنسن؟ أمن الممكن يا ترى، تشكل توازن قوى سياسي مماثل داخله، إما عبر ما يسمى ﺒ"جبهة الجنوب" أو عبر ظهور المزيد من "الحكومات اليسارية"، كما يزعم سيريزا و بوديموس، لكي يغدو هذا الإتحاد أكثر إنصافاً على الأقل؟ أو كما يقول البعض "أقل ألمانية في طابعه"؟

إنكم تعلمون أن هذا ليس سؤالا جديداً. فقد تم طرحه و جرت حوله نقاشات قبل 100 عام. و هي بالضبط التي مرت منذ صدورعمل لينين "عن ولايات أوروبا المتحدة". حيث كان قائد ثورة أكتوبر قد صرح بوضوح ضمن عمله هذا، بأن الولايات المتحدة الرأسمالية ستكون إما رجعية أو أمراً غير قابل للتحقيق. و لمرة أخرى راهني هو لينين في يومنا، عندما نرى ما يحدث في الاتحاد الأوروبي، حيث يشمل هجوم المستغلين جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، جميع الدول الرأسمالية، بمعزل عن وجود المذكرات من عدمه.

إن مقدار رجعية الاتحاد الأوروبي هو ذاته، عندما يخطط مع حلف شمال الأطلسي و الولايات المتحدة و ينفذ التدخلات، على سبيل المثال في أوكرانيا، حتى مع استناده على قوى فاشية، و هو رجعي بذات المقدار حين إلغاء اﻠ8 ساعات عمل، وزيادة سن التقاعد و هدم صناديق التأمين.

فهو ليس "بناءاً" أسِّس بشكل صحيح ثم انحرف خلال مساره، كما تدعي بعض القوى الانتهازية، كتلك المجتمعة ضمن ما يسمى ﺒ"حزب اليسار الأوروبي" و التي تشكل " جوقة يسارية" للدفاع عن الاتحاد الأوروبي. فالاتحاد الأوروبي لم يكن قط، في أي وقت مضى، اتحاداً للشعوب. فمنذ "طفولته" و باعتباره "اتحاد الفحم والصلب" وبعد ذلك كمجموعة اقتصادية أوروبية، كان اتحاداً لرأس المال. و هو عبارة عن تحالف مؤقت للطبقات البرجوازية في الاتحاد الأوروبي، يستهدف من جهة، تحقيق اكبر "اعتصار" للعمال، ومن جهة أخرى، التصدي بشكل مشترك، للطبقات البرجوازية الأخرى المزاحِمة. و لم يثبت يوماً باعتباره "ملاذاً آمناً" للشعوب، كما وعدت الأحزاب البرجوازية، و هو ما كان واضحا مع تمظهر الأزمة الرأسمالية في اليونان، حيث قام الاتحاد الأوروبي، جنبا إلى جنب مع صندوق النقد الدولي، و رابطة الصناعيين اليونانيين وكل الحكومات البرجوازية من كافة التلاوين السياسية ﺒ"إغراق" المكاسب الاجتماعية للعمال، الواحدة تلو الأخرى.

إن الهدف الذي تطرحه بعض القوى السياسية، وحتى بعض الأحزاب الشيوعية في أوروبا لقيام علاقات "على قدم المساواة" داخل الاتحاد الأوروبي هو أمر غير واقعي على نحو بعيد. حيث تتجرد هذه القوى السياسية من أمر أساسي و هو الطابع الطبقي للاتحاد الأوروبي، والذي لا يمكن تغييره، ما دامت دول الاتحاد الأوروبي خاضعة لقوانين الرأسمالية و السوق والملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج و السلطة البرجوازية. وعلاوة على ذلك، فهي تغفل عن واقع حقيقة أن الاتحاد الأوروبي هو عبارة تحالف مؤقت للطبقات البرجوازية في الاتحاد الأوروبي، مبني فوق أساس قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية. و لم تكن العلاقات داخل الاتحاد الأوروبي قائمة على قدم المساواة و ليس من الممكن قط أن تكون كذلك. فهي تتسم دائماً بعدم التكافؤ. و في الواقع، و نظراً لتأثير قانون التنمية غير المتكافئة، فإن العلاقات غير المتكافئة بين الدول الرأسمالية هي متأصلة في النظام الإمبريالي كما و التغير في تناسب الدول هو دائم أيضاً ضمن التحالف الرأسمالي للاتحاد الأوروبي، وبالتالي، فمن غير الممكن أن يكون تأمين قيام علاقات متكافئة بين الدول البرجوازية فوق أرضية الرأسمالية، هدفاً لكفاح الشيوعيين.

و من جهة أخرى لا يمكن بالنسبة لنا نحن الشيوعيين، كما و أيضا لكل مناضل وجذري، تبني هدف ترقية موقع بلادنا ضمن الاتحاد الأوروبي والنظام الإمبريالي. إن هدفاً كهذا، هو من يقود أولئك الذين يطرحونه ضمن التعاون الطبقي، ضمن التعاون مع قطاعات من الطبقة البرجوازية، وإدارة الرأسمالية.

حيث تشكل صعوبات إدارة الأزمة الرأسمالية، والعلاقات غير المتكافئة و المزاحمة القائمة داخل الاتحاد الأوروبي، و داخل دوله وداخل الطبقة البرجوازية ذاتها في كل دولة، عوامل نشوء وتطور ما يسمى ﺒ"التشكيك بالإتحاد الأوروبي". و هو تيار لا يجري التعبير عنه فقط عبر أحزاب يمينية وقومية وعنصرية و أحزاب رهاب الأجانب في الاتحاد الأوروبي، بل أيضا عبر أحزاب تستخدم أيضاً يافطة "اليسار"، حيث تنتقد هذه الأحزاب أو ترفض الاتحاد الأوروبي و عملة اليورو، و تدعم العملة الوطنية، و تبحث عن تحالفات إمبريالية أخرى، ولكنها تتحرك ضمن جدران الرأسمالية في كل الأحوال.

و في جوهر الأمر تدعو هذه القوى الشعوب الى "التجنُّد" تحت رايات أجنبية، هي رايات الطبقات البرجوازية أو قطاعات منها تسعى نحو تحسين موقعها في النظام الإمبريالي.

و لربما من المعلوم لكم، أن الحزب الشيوعي اليوناني كان و حتى منذ سنوات عمله السري، قد وصَّف الاتحاد الأوروبي (أي المجموعة الإقتصادية الأوروبية، آنذاك) بأنه "جب الأسود" بالنسبة للشعب. و كان الحزب الشيوعي اليوناني هو القوة السياسية الوحيدة في البرلمان التي صوتت في وقت لاحق ضد اتفاق ماستريخت، الذي حول المجموعة الاقتصادية الأوروبية إلى الاتحاد الأوروبي. هذا و صوتنا ضد جميع الاتفاقات الرجعية التي تلت ذلك.

و على مدى كل السنوات السابقة كان حزبنا في اليونان يصطدم مع القوى البرجوازية، كما و أيضا مع مختلف التشكيلات الانتهازية، التي دعمت الاتحاد الأوروبي وأشادت به. و كان كل أسلاف حزب الجمهورية الجديدة و الباسوك وسيريزا، و مهما كانت تسمياتهم (الإتحاد القومي الراديكالي، إتحاد الوسط، "الداخلي" أو سيناسبيسموس)، قد صوتوا بكلتا يديهم لصالح جميع المعاهدات الرجعية و اصطفوا بجانب عش الدبابير هذا، و خدموا مخططات هذا النظام الذي هو "رَحمُ" الأزمة الاقتصادية، والفقر والبطالة و الحروب.

.




و يُهدم اليوم في الوعي الشعبي ما يسمى ﺒ"المثل الأوروبية"، و "مثل أوروبا الموحدة" المزعومة، لأن الحياة في المجموعة الاقتصادية الأوروبية والاتحاد الأوروبي أظهرت بوضوح بأن هذا الاتحاد يضرب المكاسب و الحقوق العمالية و لا يوسعها، عبر فرض علاقات عمل مطاطية، وإلغاء اﻠ8 ساعات عمل، وخصخصة الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي. و هو يقضي على صغار المزارعين و مربيي الحيوانات عبر السياسة الزراعية المشتركة، كما و يقضي على المهنيين ما دام يدعم الاحتكارات في كل المجالات!

و ضمن هذه الظروف يدعم الشيوعيون والشيوعيات نضال جبهة النضال العمالي "ﭙامِه"، الحركة ذات التوجه الطبقي التي تنضوي ضمنها المئات من النقابات، و يدعمون نضال المزارعين، و صغار الكسبة في المدن والشباب.
و ضمن النشاط اليومي، في الإضرابات، و الاعتصامات و عشرات المظاهرات الحاشدة، يظهر بوضوح تفوق الحركة ذات التوجه الطبقي التي تصطدم مع رأس المال والاتحاد الأوروبي، و مع السياسة المناهضة للشعب كما و مع نقابيي أرباب العمل و الحكومة، و تكتسب قوى جديدة و نقابات جديدة خلال جهدها لتغيير ميزان القوى، لإعادة صياغة الحركة لتصبح أكثر جماهيرية، مع الإصرار على استحقاق أهداف للكفاح متناسبة مع الحاجات الشعبية المعاصرة.

حيث بإمكان حركة عمالية قوية مكافحة في اتجاه مناهض للاحتكارات و الرأسمالية، أن تشكل العمود الفقري لتحالف اجتماعي كبير سيجمع القوى الشعبية، و سيضع ختمه ضمن النضال اليومي ويكافح من أجل إسقاط بربرية الرأسمالية.

هذا هو خط كفاح الحزب الشيوعي اليوناني، وهو الحزب الذي رسم استراتيجية ثورية تجاوزت رؤية المراحل الوسيطة أو الانتقالية القائمة فوق أرضية النظام و هي التي تعذب الحركة الشيوعية على مدى عقود. إننا نكافح من أجل الاشتراكية و من كفاحنا نستمد القوة و نخوض المعارك في نضالاتنا اليومية بحزم من أجل الحقوق العمالية الشعبية. إننا نؤيد وجود منفذ للشعب و هو المتمثِّل في إلغاء الدين من جانب واحد، و قطع البلاد مع منظمتي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الإمبرياليتين و فك الإرتباط عنهما، و هو ما يمكن فرضه و لصالح العمال، حصراً، من قبل السلطة العمالية، التي سوف تفرض التملك الإجتماعي لوسائل الإنتاج وتطبق تخطيطاً مركزياً علمياً للاقتصاد الشعبي.

ونحن نعلم جيدا أن صراعنا هو أممي، لا يقتصر على الحدود الوطنية، لأن رأس المال هو قوة دولية. و لهذا السبب نسعى إلى التماشي و النشاط و التنسيق المشترك مع الأحزاب الشيوعية والعمالية الأخرى. هذا و ظهر خلال العامين الماضيين في أوروبا شكل جديد من أشكال التعاون بين أحزابنا، حيث مع إلى جانب الحزب الشيوعي اليوناني وصَّف حزب عمال إيرلندا وعشرات الأحزاب الأخرى الاتحاد الأوروبي بأنه "مركز الإمبريالية الأوروبي، الذي يدعم مخططات عدوانية ضد الشعوب و يتماشى مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي". ونحن في مواجهته. حيث تؤكد أحزابنا، عبر المبادرة الشيوعية الأوروبية أن "هناك مسار تطور آخر للشعوب. و هو الذي يُبرز من خلال نضالات العمال، منظور أوروبا أخرى، أوروبا رفاه الشعوب والتقدم الاجتماعي والحقوق الديمقراطية، والتعاون على قدم المساواة والسلام والاشتراكية".

الأصدقاء والرفاق الأعزاء،

في ختام مداخلتنا الاستهلالية، نود أن نحيي بحرارة، شيوعيي و شيوعيات ايرلندا وانكلترا، للنضال الذي يخوضونه في الاستفتاء المقبل، مع إبراز الطابع الطبقي و الرجعي للاتحاد الأوروبي. ونحن نعتقد أن جزءا كبيرا من الطبقة العاملة، و الشرائح الشعبية و الشباب سيدعم التصويت ﺒ"لا" للاتحاد الأوروبي من مواقع الصدام مع رأس المال و سلطته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟