الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دونالد ترامب والمعسكر الديمقراطى

شريف مانجستو

2016 / 6 / 24
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية من الانطلاق ونحن نجد حرب ضروس تقودها شركات احتكارية داخل الولايات المُتحدة الأمريكية ضد المُسلمين .وبالطبع تلك الحملات تصب فى مصلحة المُرشح الجمهورى -دونالد ترامب " الملياردير الأمريكى الرهيب" .فدونالد ترامب لديه حضور إعلامى بحكم عمله فى إحدى المحطات التلفزيونية فى الولايات المُتحدة . فهو يقود حملة شعواء ضد المُهاجرين المُسلمين . مُستدعياً العمليات الإرهابية الجبانة التى ضربت بعض الولايات الأمريكية . فتلك الحملة ضد المُسلمين أراها مُفتعلة جداً ومُبالغ فيها .والسبب الأصيل هو أن الديانات كُلها على وجه الأرض تُحرّض على السلام وعلى الحُرية ، ولكن المأساة الكُبرى تكمن فى بعض التفسيرات والتأويلات الدينية لتلك الاديان .وهُنا يأتى السؤال الأهم ، لماذا يتمسك دونالد ترامب فى حملته الانتخابية بمحاربة الإسلام أو إبداء عدم ارتياح لوجود المؤمنين بهكذا ديانة ؟. يبدوا أن الامر يتعلق بانغماس الإدارة الأمريكية الحالية فى دعم جماعات التطرف الدينى فى الشرق الأوسط ، واستغلال هذا الانغماس فى التشهير بالمعسكر الديمقراطى ( المتعاون فعلياً مع تيارات رجعية وتكفيرية فى الشرق الأوسط) . فالإدارة الأمريكية تورطت فى دماء الشعب السورى واليمنى والليبى واليمنى ، وذلك من أجل نشر الفوضى والسيطرة على موارد تلك الدول ( الآخذة فى النضوب !!). فى الواقع يجب أن يشعر المسلمون فى أمريكا وأوروبا بالخوف والقلق من التطرف الدينى وانتشاره وهجرته إليهم ، مع العلم ان القادرين على قطع الرقاب فى سوريا هُم من الغرب الاستعمارى أو من مُعسكر التسامح العلمانى مع الآخر .فدونالد ترامب يلعب على هذا الوتر بحرفية شديدة ، وهذا أيضاً يصب فى طاحون الليبرالية الجديدة ، والتى تبحث دائماً عن عدو فى دول الجنوب لتمرير قرارات اقتصادية مُجحفة جداً ضد مواطنيها. فالولايات المُتحدة تُعانى من انخفاض رهيب فى المرتبات و زيادة فى الدين الداخلى ، مع ازدياد حالات العُنف الموجّه لأصحاب البشرة السمراء هُناك . مع انتشار حالة من التخبط فى الإدارة الأمريكية فى ملف الهجرة القادمة من المكسيك ، وارتباطها بأعمال تهريب وعُنف فى الولايات الجنوبية . فعندما يتحدث دونالد ترامب الجمهورى المُتشدد عن الإسلام ومخاطره ، فهو بهذه الطريقة يتحدث بطريقة ديماجوجية مسمومة . لأن الصراع الدينى الذى يُريده ترامب ، يقوده إلى مرحلة العولمة الصليبية . أى أننا سنحارب وفى أيدينا الصليب أو المُحصف أو تلمود بنى إسرائيل . فهذا التصور لن يُفيد الأمريكان أبداً ،بل سيدفع جماعات إرهابية أكثر خبرة بتنفيذ هجمات أخطر ومؤثرة. أما بخصوص المواطن الأمريكى فربما يكون فى مأزق . حيث يشتد الإرهاب فى العالم بطريقة واضحة، والإرهاب الداعشى يحتضر فى منطقة ، وينشط فى أُخرى .وهذا بلا شك يجعل الحديث عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية غير مطلوب . وهذا ما رأيناه فى فرنسا فى هذه الأيام ، حيث قررت الحكومة منع أى مظهر احتجاجى بسبب الإرهاب ، بل تشددت الحكومة فى المُطالبة بقوانين استثنائية لدحر المخاطر التى يقودها العمال المطالبين بتعديل قانون العمل الفرنسى المُجحف . فالمواطن الأمريكى يرغب فى العدل ويرغب فى الأمن ، ولذلك هو فى حيرة من أمره . هل يختار المعسكر الديمقراطى بقيادة هيلارى كلينتون ؟. أم يختار مُرشح ديماجوجى يُعادى الآخر ويُعادى العدل الاجتماعى حتماً ؟. المأساة الرئيسة فى هذا الوضع أن الحركات اليسارية لم تستطع حتى الآن أن تصنع الفارق الشعبى لها فى أمريكا . وذلك لأسباب ذاتية لديها. فالساحة الدولية وصلت لأعلى مراحل الرأسمالية كما شرح لينين كثيراً ، وذلك استناداً للفهم الماركسى الكلاسيكى . فالخيار فعلاً صعب والحركة اليسارية الراديكالية فى أمريكا تم استنزافها فى حروب الدفاع عن البيئة ونبذ العُنصرية ، وللأسف هذه الملفات فشل اليسار فيها وفى إدارتها لخلق تيار شعبى قادر على فرض شروطه فى الحرية والعدل والمساواة .لذلك يجد المواطن الأمريكى نفسه فى حيرةِ من أمره . فهو خائف من الإرهاب الدينى ويخشى على ضياع العدال فى بلد الحُريات المزعومة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو