الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت سوري فلسطيني في المانيا . هل العودة الى الله كما العودة الى فلسطين ؟

فارس الأسعد

2016 / 6 / 26
حقوق الانسان


موت سوري فلسطيني في المانيا

لم ينقص السوريين موتهم في سورية والفلسطينيين السوريين موتهم المستمر في فلسطين وسورية معاً حتى يموتوا في كل مكان يلجأون اليه انتحارا وقتلا مباشرا او غير مباشر، من المانيا الى السويد ولبنان وتركيا وبلغاريا ومصر
ساكتب عن محمود اسعد اولاً قبل ان اكتب عن حسن رابح فمحمود على الاغلب لن يكتب عنه احد فهو شاب فلسطيني سوري مثل آلاف الشباب الذين هريوا من الحرب السورية تاركا والدته في حلب وانتقل الى تركيا ومن ثم عبر البحر الى اليونان واجتاز اهوال اوروبا كمت فعل مئات آلاف السوريين الى ان وصل المانيا،
سأكتب عن الشاب الفلسطيني السوري محمود اسعد اللاجئ في المانيا والذي توفي في مدينة فلبرت الالمانية في ولاية شمال الراين، مدينة فلبرت القريبة من مدينة ايسن والتي يحتجز فيها مئات اللاجئين السوريين وغيرهم دون عرضهم للمحاكمة وبالتالي دون نيلهم للاقامة رغم انه بعضهم قدم الى مدينة فلبرت منذ تسعة شهور واكثر
وحين سلم نفسه في دورتموند تم فرزه الى مدينة فلبرت التي تقع على بعد 20 كيلو متر من مدينة ايسن، في احد كامبات مدينة فلبرت اقتسم محمود غرفة مع اربعة لاجئين من سورية بضعة شهور منتظرا دعوته الى المحكمة كما هو متعارف عليه لكن الامر طال في انتظار الرسالة الموعودة من المحكمة فاخذ يبحث هو وزملاءه في الغرقة عن بيت كما فعل من قبلهم لاجئون افغان وسواهم
وعده مسؤول السكن في بلدية فلبرت بمنزل له ولاصدقائه لكن الامر لم يتحقق وتكررت الوعود الكاذبة اكثر من اربع او خمس مرات دون جدوى رغم ان بعض الشباب الايرانيين او الافغان اخذوا شققا مستقلة عبر وسيط تابع للكنيسة بعد ان دخلوا الدين المسيحي . ويمكن للشاب السوري ان ياخذ بيت مستقل لكن بشرط ان يتحول اللاجئ السوري الى الديانه المسيحية رسميا
مات محمود اسعد من الانتظار ومن القهر ومن الخوف وبعضهم قال انه مات من سوء التغذية ومن طعام الكامب غير الصحي المعلب او المجمد وهو مالم يعتد عليه السوريون
ليس محمود الاسعد اول شاب فلسطيني يموت قهرا او تسمما او لفعل فاعل في المانيا بل هناك اخبار عن شباب انتحروا او ماتوا بشكل مجهول واخبار عن موجة جلطات قلبية تصيب الشباب العشرينيين بلغت في شمال الراين 20 حاله على الاقل سببها القهر والاكتئاب والانتظار والقلق وسوء التغذية وربما اشياء اخرى نجهلها
والسبب كما بقول العارفين يعود الى التاخير في قبول طلبات اللجوء وكذلك وضع الكامبات المرعب خصوصا في برلين حيث تشبه كثير من الكاميات في غير مكان من المانيا معسكرات الاعتقال النازية التي وضع فيها اليهود والاقوام المنحطة بالتصنيف النازي
ويقول عدد متعاظم من اللاجئين ان بعض الموظفين الالمان وبعضهم من اصول عربية يتعاملون مع اللاجئين بطريقة نازية ابتداء من اللامبالاة بشكاواهم او بتوبيخهم او بالتحرش بالاطفال او التحرش بالنساء او باعتداء الشرطة بالضرب على البعض لاسباب سخيفة
والغريب في الامر ان لا احد من المنظمات الحقوقية الاوربية او الالمانية قد اهتمت بهذه الانتهاكات لحقوق الانسان لاسيما بمتابعة والتحقيق في الظروف التي مات فيها الشباب السوريين اللاجئين في الكامبات او مراكز اللجوء
من ناحية اخرى يهتم الالمان بالتركيز على عملية اندماج العائلات اللاجئة في المجتمع الالماني على حساب اهمال الشباب الاكثر ميلا للاكتئاب والوحدة الذين يضعهم الموظفون الالمان والعاملين في الكامبات في ذيل قائمة اهتماماتهم ...
فما يهم الالمان هو ان يتعلم اللاجئ اللغة اما الصحة النفسية والسلامة الصحية فلا يهتم بها احد الا بعد المرض او الموت او الدخول الى المشفى لاسيما ان نصف اللاجئين السوريين والفلسطنيين السوريين القادمين من سورية يعانون من نوع واحد من الامراص النفسية على الاقل
هكذا إذا دفن الشاب الفلسطيني محمود اسعد في ارض غريبة بعيدا عن حلب وسورية بحجة عدم القدرة على دفع تكاليف نقل جثمانه او بحجة عدم وجود معبر آمن الى حلب عبر تركيا وهي حجة غير صحيحة فالجميع يعلم ان كل المعابر مفتوحة من اجل تهريب الارهابيين من كل اوروبا ومن كل الجنسيات الاوروبية للقتال مع داعش والنصرة والبي ك ك فهل تعجز الحكومات هذه عن نقل جثمان شاب في العشرين مات من القهر والاهمال والظلم الى حضن والدته في حلب السورية ؟

2
موت فلسطيني في بيروت
بطريقة مختلفة ومجهولة ايضا قيل انها انتحار توفي الفنان المسرحي الفلسطيني حسن رابح عن 25 عاما وهو نفس عمر محمود اسعد الذي توفي في المانيا . حسن رابح يمتهن الرقص المسرحي وهو خريج المعهد العالي للمسرح في دمشق وعضو في فرقة سما للفنون . يقال ان حسن القى بنفسه من نافذة منزله في الطايق السابع في عمارة وسط بيروت حيث يسكن منذ سنتين عاطلا عن العمل . حسن الشاب المندفع النحيل الذي يشبه شخصية في رواية لدوستوفكسي او تشيخوف عانى طوال شهور من الاهمال والبطالة فلم يحاول احد تأمين عمل له وهو بلا شك عجز عن مغادرة لبنان الى تركيا كما يريد الجميع وكما فعل عشرات الالاف من السوريين والفلسطينيين بسبب منع تركيا وعشرات الدول العربية دخول السوريين اليها الا بفيزا
مقابل ذلك كان على حسن رابح ان يعتقل بين جدران غرفته في بيروت محبطا يائسا الى ان دفعه شيء للقفز من شرفة غرفته منتحرا كما قيل علما ان من يريد الانتحار يفعل ذلك من فرندا او سطح .
لم ينس حسن رابح قبل ان يموت ان يكتب بوستا يشتم فيه نظام بشار الاسد وداعش واسرائيل والانفصاليين وينهيه بعبارة " الى فلسطين العودة"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الغذاء العالمي يحذر من المجاعة في شمال قطاع غزة... فك


.. مظاهرات واعتقالات في الولايات المتحدة الأمريكية.. حراك جامعي




.. الأمم المتحدة: هناك جماعات معرضة لخطر المجاعة في كل أنحاء ال


.. طلاب معهد الدراسات السياسية المرموق في باريس يتظاهرون دعمًا




.. الأمم المتحدة: الهجوم على الفاشر بالسودان سيكون له عواقب وخي