الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا .. وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ

طاهر مسلم البكاء

2016 / 7 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


المفروض بمن يقتدر ان يقوم بنشر الفضائل وأهمها الحق والعدل والسلام ، فيكون كالزهر الذي ينشر عطره اينما كان ،ولكن ان يقتدر فيعلن الويل والثبور على الخلق فهذا هو التجبر والطغيان بعينه ،واذا ناقشنا مسيرة الأمبراطورية الأمريكية التي أعلنت نفسها على العالم بعد انهيار السوفيت عام 1991 م بانزال العلم الأحمر من الكرملين ،نجد انها لم تصبر لتكمل عام حتى ، حيث جيشت الجيوش عبر آلاف الكيلومترات مجتازة البحار والمحيطات لا لأهداف نبيلة سامية ،بل للقتل والدمار والموت وإظهار جبروت وبطش أسلحتها المخيفة على عامة الناس ممن لاحول ولاقوة لهم ،حيث سقط آلآلاف المدنيين صرعى تلك الأسلحة الرهيبة في إفغانستان والعراق وليبيا وغيرها .
اللعبة المستلطفة :
لقد ظهرت هذه الدول وهي تستلطف اللعبة وخاصة بعد ان شاهدت سهولة الأمر بعد الذي جرى في ليبيا وبدوا شديدي الأشتياق لرؤية ذات الأمر يتكرر في سوريا في الطريق الى لبنان والعراق وايران وروسيا وغيرها ،حيث لايتطلب الأمر سوى رزم من دولارات البترول وتسهيلات على الأرض وتصويت في مجلس الأمن ويكون قد انتهى الأمر .
فقدان جزء من اللعبة :
لقد بان التأفف وعدم الأرتياح واضحا ومكشوفا ً على وجوههم ،كالاطفال وقد فقدوا لعبة ،وذلك عندما اطلق الروس والصينيون اول فيتو في مجلس الأمن بالضد من تطلعات السيد الأمريكي وذيوله من عرب الدولار مما ادى الى عدم تكرار اللعبة الليبية في سوريا والحد من تخريبها .
فأمريكا المدافعة عن الحرية وحقوق الأنسان وهي البلد الأول في انتاج اسلحة القتل والدمار واستعباد الآخرين ،وهي البلد الذي حصل رؤسائه على جائزة نوبل للسلام ،لما اصبحت لهم من سيطرة على المنظمات الدولية ،فيما هم يصطفون على طول الخط مع الصهاينة الذين يزيحون الفلسطينيين خارج ارضهم او يقتلونهم ليجلسوا مكانهم والذين جربوا فيهم كل انواع الحصارات وكل انواع اسلحة امريكا القديمة والحديثة، واذا نظرنا الى احدث تقرير تابعته "المسلة" على صفحات " نيويورك تايمز "، واستمد معلوماته من "مركز بحوث الصراعات المسلحة"، الامريكي، الذي قام بدراسة عينة كبيرة من الأسلحة والذخيرة التي يستخدما تنظيم داعش في العراق وسوريا يبيّن :
أن "الذخيرة التي تم نقلها للمساعدة في استقرار الحكومات، تم تمريرها بدلا ً من ذلك إلى الجماعات (الجهادية)"، مما ساعد على تغذية صعود "الدولة الإسلامية".
وعلى صعيد الاهتمام بالحرب على الارهاب في الشرق الاوسط، قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية جيمس كومى، إن السلطات الأمريكية تعرف أن هناك عشرات الأمريكيين يقاتلون جنبا إلى جنب مع المتشددين المتطرفين، وسوف تتعقبهم حال حاولوا العودة إلى البلاد .
وأشار مدير الـ FBI إلى أن الإرهابيين سواء مع "جبهة النصرة" أو "داعش"، على مستوى عال من الخبرة والخطورة. فكلتا الجماعتين وريثتين لتنظيم القاعدة وتشكلا تهديدات مختلفة .
ويثير هذا الطرح السؤال عن مدى تناغم الأدارة الأمريكية مع حلفائها في المنطقة مثل قطر والسعودية وتركيا والاردن في تقديم الدعم والتسليح
للتنظيمات الارهابية في سوريا وانتقالها بعد ذلك باسلحتها الى العراق.
نبوءة مؤسّس الولايات المتحدة بنيامين فرانكلين :
في خطابه أمام المجلس التأسيسي الأمريكي عام 1789 أي بعد إعلان الدستور الأمريكي في عام 1787 ، في ذلك الوقت قال فرانكلين :
( لا تظنوا أن أمريكا نجحت في الابتعاد عن الأخطار بمجرد أن نالت استقلالها، فهي ما زالت مهددة بخطر جسيم لا يقلّ خطورة عن الاستعمار نفسه، وسيأتي ذلك الخطر من تكاثر اليهود وسوف يصيبنا ما أصاب البلاد الأوربية التي تساهلت مع اليهود الذين سعوا للقضاء على تقاليد أهلها ومعتقداتهم وفتكوا بحالتهم المعنوية وشبابها لأنهم أشاعوا الرموز والأفكار الخاصة بالماسونية الإباحية واللاأخلاقية التي كرسوها بين النخب الحاكمة ثم افقدوهم الجرأة على العمل وجعلوهم يتجهون نحو الكسل والتقاعس والفوضى، بما حاكوه من فتن وحيل لمنافستهم في السيطرة على كل المؤسسات الاقتصادية والأمنية والمالية، فأذلوا أهلها وأخضعوهم لمشيئتهم بقدرات خفية اساءوا فيها للإنسانية والتقدم البشري ورفضوا الاختلاط بالشعوب التي يعيشون معها، بعد أن كتموا أنفاسها ولاحقوا خيرة أبنائها وأمسكوا بزمام حياتها ومستقبلها) .
لايمكن تلميع وجه الأمبراطورية الدموية ؟
يحاول أوباما بما تبقى له من فترة شرفية ،زيارة مناطق وبلدان سبق وان افترستها أمريكا ،ولكن هل يمكن له ان يلمّع ماتلطخ به وجه الأمبراطورية التي وصفت بحق (بالأمبراطورية الدموية ) ،فمجازر الحرب العالمية في المانيا وايطاليا وفرنسا وهيروشيما ونكازاكي، ثم كوبا والفلبين وفيتنام وكوريا ويوغسلافيا وافغانستان والعراق والصومال وليبيا وسوريا وفلسطين واليمن ..ومع ان جميع ضحاياها في الحرب العالمية الثانية 2.5 مليون ،ولكن ضحاياها الحديثة في العراق فقط 2.5 مليون ،وسنعجز ان استمرينا بتعداد ضحايا وفرائس الأمبراطورية المتوحشة التي تندرج بين قتل المدنيين والأغتصاب وقتل الأسرى وتدمير البنى التحتية والدسائس والفتن واسقاط الزعامات والحصارات والتجويع والعنصرية والأنتصار للباطل ،فيما تتوشح امريكا بحجاب مزيف ومطرز بدعاوى حقوق الأنسان والدفاع عن الحريات .
اليوم تتهرئ أمريكا من الداخل :
كما تفننت في هندسة وتخطيط الصراعات داخل دولنا ،كالصراعات المذهبية والطائفية فأمريكا اليوم تعاني من ذات المرض ، وهي خليط غير متجانس من الشعوب ،وإذا كانت تخادع شعوبها سابقا ً بالسلام وحقوق الأنسان فقد أظهرت خلال سنوات تسيدها للعالم الصورة الحقيقية لوجها الكالح كيانكي يريد التحكم بمصائر الآخرين ونشر القتل والخراب والصراعات المختلفة ، وتتناقل الأخبار يوما ًبعد آخر بداية التصارع الداخلي الأمريكي وبروز الأمراض التي حاولت أمريكا نشرها في احشاء دول العالم ،في أحشاءها هي بالذات .
وثمة أسطورة إعلامية تقول إن الولايات المتحدة قد تمكنت من إنهاء مشكلة العنصرية ،غير ان وقائع الأرض تقول ان من الأنسب تقسيم أمريكا مبدئيا ً الى دولتين واحدة للبيض والأخرى للسود لكي يعيش الشعب الأمريكي بسلام .
حيث تشهد أمريكا اليوم أعمال عنف عنصرية بين المواطنين البيض والسود .

( وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ) {11}الأنبياء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا