الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الإرهاب- أخر أسلحة الرأسمالية الإمبريالية .. -نيس- ليست بداية هي عملية في سياق ولن تكون أخر العمليات.

حسن عماشا

2016 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مع كل عملية "ارهابية" كبيرة تحصد المزيد من الضحايا وخصوصا في أوروبا أو أميركا. والمواقف التي تليها تتوزع بين اصطفافين:
- الأول: ينطلق من كون "الإرهاب" فعل شيطاني يأتي معزولا عن سياق الأحداث والصراع في المنطقة والعالم كأنه آت من كوكب أخر. أو انه مولود بيئة ثقافية وتاريخية تلتصق بالإسلام وتعبيرا عنه لخلق عباءة تعاطف انساني يترجم سياسيا في مواقف تصب بمصلحة المشروع الأميركي حيث تصبح مواجهة الارهاب أولوية تتقدم على أية مسائل اخرى.
- الثاني: يحاول أمام الحقائق الثابته والتي لا يمكن انكارها ان يوحي بأن صانع "الإرهاب" :تنظيما وتدريبا وتسليحا وتمويلا. فقد السيطرة عليه وامسى وحش متفلت من عقاله يضرب خبط عشواء لا هدف له الا القتل لمجرد القتل. يستثمر الرعب المتولد عن أفعال ليوظفه في تمرير السياسيات التي تصب في نهاية المطاف بخدمة الإصطفاف تحت جناح الولايات المتحدة.
يربط بينهما خيط رفيع يُجَهّل الفاعل الحقيقي والمحرك الخفي للـ"إرهاب" في غالب الأحيان. لكنه لا يستتر عند استثمار عملياته في منطقتنا العربية والاسلامية من باكستان الى مصر والسودان، الى ليبيا وتونس، الى سوريا والعراق ولبنان. ولن يتورع عن وضع المعيقات في مواجهته من قبل قوى لا تخضع لهيمنته مثل الحشد الشعبي في العراق والجيش العربي السوري في سوريا وحزب الله في لبنان.
بل يسارع الى انقاذ قادتة الا من خرج منهم عن سيطرته كما جرى في تكريت العام الماضي وكما استغل الهدنة في سوريا وزود المنظمات الارهابية باسلحة متطورة وحشد لها عناصر جدد من كل اصقاع الارض.
هي الولايات المتحدة الأميريكية، ليست فقط من عملت على تنظيم وتدريب وتسليح وتأمين الرعاية الاقليمية للمنظمات الارهابية . بل هي التي تسير هذه المنظمات وتوجهها وتوفر لها كل الشروط لبقائها كسلاح فتاك بعد ان استنزفت في الحروب المباشرة والغزوات التي سعت من خلالها الى التحكم في العالم وبعد ان فقدت التغطية لتلك الغزوات والمشاركة الميدانية العسكرية من قبل ما يسمى حلفاء أميركا في الحلف الأطلسي والدول الاوروبية.
ومع دخول روسيا على خط الأزمات الساخنة في المنطقة وبشكل أساسي في سوريا عسكريا وميدانيا لم يعد لدى الولايات المتحدة العديد من الخيارات واصبحت مكرهة ان تقبل بالدور العسكري الروسي وتسعى للتعاون مع روسيا ليس على قاعدة التنازل لها بالكامل بل على اساس شراكة متوازنة نسبيا .وهذا يستدعي شروط مادية ملموسة ليتحقق. لا تملك الولايات المتحدة القدرة على تأمين توازن مادي ينعكس في التفاهمات على الشراكة. خصوصا ان حلفائها المحليين الإقليميين لهم اجندات خاصة لا تتوافق بالكامل مع المصالح الأميركية ويعملون لحساباتهم الخاصة مثل الكيان الصهيوني ومأزقه الوجودي الذي يدفعه الى التقرب من روسيا. والمملكة السعودية التي تشعر انها غرقت في الصراع العسكري المباشر وأمست تستشر القلق على بقائها كقوة اقليمية اخذ نفوذها يضمحل لحساب إيران بعد الاتفاق النووي وتخسر مواقع نفوذ تاريخية في المنطقة بعد تورطها المباشر في الحرب السورية واندفاعها الطائش في حرب اليمن. ولتركيا ايضا عقدتها التاريخية في مسألة الكرد. الذين لم يبقى غيرهم لدى الولايات المتحدة من بيئة اجتماعية في نسيج المنطقة يمكنها الرهان عليها بان تشكل ركيزة ثانية موازية للكيان الصهيوني.
من هنا لم تأتي عملية نيس الفرنسية خارج السياق العام الذي تهدف من ورائه الولايات المتحدة الى حشد اكبر حجم من القوى لتتراصف في تحالفها تحت عنوان مواجهة "الارهاب" علها بذلك تأمن التوازن المطلوب مقابل روسيا وحلفائها الإقليميين. وتستعيد احكام السيطرة على الدول التابعة لها في المنطقة والعالم.
"نيس" ليست بداية هي عملية في سياق ولن تكون أخر العمليات.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في