الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنقلاب التركي الجديد :

طاهر مسلم البكاء

2016 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مساء الجمعة على ليلة السبت 15/16 – 7 – 2016 جرت أحداث دراماتيكية شدّت أنظار العالم ،وخاصة الدول المحيطة بتركيا وتلك التي لها مصالح فيها ،وبدت في لحظاتها الأولى وكأن الأنقلابيون والذين كانوا يمثلون عناصر مهمة من الجيش ،قد سيطروا على البلاد وبدئوا بأصدارالبيانات و الأوامر، ففي بيان مساء الجمعة، ذكروا أنه تم تعيين "مجلس سلام" لقيادة السلطة في البلاد،وأعلنوا عن تعليق العمل بالدستور الحالي في تركيا وفرض الأحكام العرفية على كامل أراضي البلاد، مؤكدا إطلاق عملية إعداد دستور تركي جديد قريبا.
والذي لفت انتباهنا منها كعراقيين هو قرارهم بسحب القوات التركية الموجودة في الداخل العراقي رغما ً عن الحكومة العراقية .
غير ان سيطرتهم لم تدم غير ساعات معدودة ، حيث عادت القوات الموالية للحكومة والجموع الشعبية الى السيطرة على الموقف ثانية ليتنفس أردوغان الصعداء بعد ما أشيع عن طلبه اللجوء الى ألمانيا .
أوردغان الداعشي :
اتضح من الموقف الشعبي الذي برز من خلال قنوات التواصل الأجتماعي ان كل شعوب الدول المحيطة بتركيا تكن البغض وتحمل مرارة من تصرفات أوردغان المتعالية وتصرفاته الحمقاء التي يشعر فيها وكأنه يعود بالزمان الى ايام السلطان العثماني ،وخاصة سيرته بعد العام 2011 م ومارافقها من مساندة علنية للأخوان المسلمين ومن ثم لعناصر داعش الأرهابي وتسهيل طريق الدخول والخروج الى سوريا والعراق ، وقيامه بالتنسيق مع هذه العناصر في تخريب هذه البلدان واسالة الدماء فيها و سرقة ثرواتها وخاصة النفط .
وقد برز بدور من يبحث عن المشاكل لشعبه من خلال اثارة الأكراد وعودة عمليات البككة في الداخل التركي ، وفي خلافه الكبير مع روسيا واسقاطه احدى طائراتها مدافعا ً عن الدواعش !
مما لاشك فيه انه كان ينسق مواقفه الداعشية مع الأمريكان ودول الخليج والغرب ، ولكن الأمريكان بدو وكأنهم غير راضين عن تصرفاته رغم العلاقات الأستراتيجية معه ، وظهر كالأبن العاق بما تطرف به من مصالح شخصية لعائلته ولتركيا دون النظر الى مصالح الحلفاء .
الأنقلاب الخامس :
منذ إنشاء الدولة الحديثة في تركيا في عام 1923، نظمت القوات المسلحة التركية ثلاثة انقلابات عسكرية : في 1960 و1971 و1980 وتدخلت في عام 1997 عن طريق مذكرة عسكرية ، وقد اعتبر الجيش نفسه الوصي على الدولة التركية العلمانية المنشأة في عهد مصطفى كمال أتاتورك.
في السنوات التي سبقت محاولة الانقلاب عام 2016، جرت محاكمات إرغينكون، التي تعتبر محاولة من القادة المدنيين في تركيا تحت قيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لفرض الهيمنة على الجيش.
والأنقلاب الحالي هو الخامس ،وأكدت مصادر تركية أن قائدي القوات الجوية والبرية هما من نفذا الانقلاب، مؤكدة أن محرم كوسا المستشار القانوني لرئيس الأركان هو من خطط للانقلاب.
من جهتها أعلنت قناة "سي أن أن تورك" أن محاولة الانقلاب كان يديرها المدعي العسكري العام التركي بدعم من 46 ضابطا تركيا رفيعي المستوى، مضيفا أنه تم في اسطنبول تحديد 104 مشاركين في العملية التي كان من شأنها الإستيلاء على السلطة .
غولان وأوردغان :
فتح الله غولن، داعية إسلامي صوفي، تزعم حركة الخدمة في تركيا في مواجهة حزب العدالة والتنمية، وقد لاقت حركته انتشارا واسعًا في تركيا، كونها فكرا صوفيا روحيا، وتنحاز إلى قومية الدولة التركية، في مواجهة فكرة استعادة أمجاد الدولة العثمانية، التي يتبناها حزب العدالة والتنمية.
واشتد الصراع بين حركة غولن، وحزب العدالة والتنمية منذ 2010، وتطور الخلاف إلى لجوء فتح الله غولن سياسيا إلى الولايات المتحدة، ليأخذ الصراع بعدا جديدا، بانقلاب الجيش التركي على الرئيس أردوغان.
ويعيش غولن في منفى اختياري في ولاية بنسلفانيا الأميركية حيث يترأس شبكة ضخمة غير رسمية من المدارس والمراكز البحثية والشركات ووسائل الإعلام في خمس قارات.
وقد أنشأ أنصاره وأتباعه ما يقرب من 100 مدرسة مستقلة في الولايات المتحدة وحدها، كما اكتسبت حركته زخما قويا في أوروبا منذ تأسست أولى مدارس كولِن في شتوتجارت بألمانيا في عام 1995.
وكانت بداية تأسيس حركة غولن في العام 1990، ووجدت هذه الحركة صداها في تركيا ثم ‏خارجها، وقد وصلت هذه الحركة إلى ذروتها في الاجتماع الذي تم عقده في الفاتيكان بين فتح الله وبين ‏البابا .
وحظيت حركة غولن بترحيب كبير من الغرب، إذ يعتبرها "النموذج" الذي ينبغي أن يحتذى به بسبب "انفتاحها" على العالم، وخطابها الفكري.
الحكومة تتهم غولن رسميا ً :
قال وزير الدفاع التركي، فكري إيشيق : أن غالبية العسكريين لم يدعموا الانقلاب، مضيفا أن "الجيش التركي لا يمكن أن توجهه أوامر تأتي من بنسلفانيا"، في إشارة منه إلى مدينة أمريكية اتخذها مقرا له المعارض التركي فتح الله غولن الذي اتهمه الرئيس أردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب.
وفي وقت سابق قالت وزارة العدل التركية أن حركة "حزمة"، التي أنشأها المعارض التركي فتح الله غولن، تقف وراء محاولة الانقلاب، الأمر الذي أكده لاحقا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
لكن الحركة نفت بدورها أي اتهامات بتورطها في محاولة الاستيلاء على السلطة في تركيا .
والملفت للنظر ان اردوغان هدد بقوة الدول التي تعترض طريق تسليم المعارض غولن ،وبطبيعة الحال هو يقصد أمريكا حيث يتواجد غولن وهذا مايثير الشكوك حول تأييد أمريكا للأنقلابيين أو اعطائهم الضوء الأخضر ، فليس من السهل ان يطلق أوردغان مثل هذه التصريحات فيمالايزال الوضع حرجا ً في البلاد !
فشل الأنقلاب لايحسب لأردوغان :
أفاد شهود عيان لوكالة "نوفوستي" بأن آلاف المواطنين الأتراك خرجوا إلى شوارع ثلاث أكبر مدن في البلاد، وهي أنقرة واسطنبول وإزمير، للاحتجاج على محاولة الانقلاب، حيث حمل الكثير منهم أعلام تركيا وصورا لمؤسس الدولة التركية كمال أتاتورك .
وبدى إن الناس لا يدعمون الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان بقدر ما يحتجون ضد محاولات العسكريين التدخل في الحياة السياسية، وكانوا يرددون : نحن مع المبادئ الديمقراطية وضد استخدام القوة .
وهذا يحمل أوردغان مسؤوليات جديدة للتعامل مع الشعب التركي بنقد ذاتي بناء دون الأستمرار في أحلام اليقظة التي لاتجلب الى بلاده سوى الأزمات .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو