الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمودنا الفكري

طوني دغباج

2016 / 7 / 17
التربية والتعليم والبحث العلمي


في رايي ان لم اكن مخطيء يبدا الجمود الفكري من التقليد الاعمى حيث بالتقليد ننسخ و ننقل عما سبق وبذلك لا نكون قد استخدمنا العقل و للخروج من الجمود الفكري ينبغي الخروج من التقليد فبالابتعدنا عن التقليد يشتغل العقل ويفكر في شي جديد.
اعتقد ان هذا هو احد الفروق بيننا كعرب و الشعوب الغربيه المتقدمه لاننا نحب ان نراقب بعضنا و نراقب الاخرين فاول ما نقوم بفعله بعد ذلك هو التقليد بينما الشعوب الغربيه و المتقدمه نراهم كل واحد بحاله لذلك تجد ان عقله فكر و لم يقلد.
يضاف الى ما ورد مثلا قول العالم المصري د. احمد زويل ( الفرق بيننا و بين الغرب هو انهم يدعمون الفاشل حتى ينجح و نحن نحارب الناجح حتى يفشل ) اذا لماذا لا نستخدم الوقت في الابتكار و التفكير بدلا من هدر هذا الوقت بمحاربة شخص ناجح.
ثم اننا نريد كل شي من الاخر و جاهز بل مثلا نفخر باستيراد السلع الاجنبيه من الغرب و اذا نظرنا بعمق الى مشكلتنا هذه سنجد ان الشعوب العربيه الاكثر ثراء جمودها الفكري اكبر من الجمود الفكري لدى الشعوب العربيه الفقيره التي لا قدره قويه لديها للاستيراد حيث لا مال وفير و بذا يضطر العقل ان يعوض و يعمل و هذا طبعا يختلف عن من يدفع و يستورد ما هو جاهز. لناخذ مثالا على ذلك سوريه ( قبل الازمه الحاليه حيث مصانع حلب وشطارة المواطن السوري بالتجاره التي يغلب بها باقي الشعوب العربيه ) الخ.
و هذه قصه قصيره لها دلاله كبيره على فلسفة التقليد
كيف ينشا و يستمر دون ان تكون له فائده و هذا هو التقليد الاعمى , السمكة والمقلاة يحكى أن فتاةً كانت إذا أرادت قلي السمك قطعت رأسه، فسُئلت: لماذا تفعلين هذا قالت لأن أمي كانت تفعله، فسألوا الأم لماذا تقطعين رأس السمكة، فأجابت لأن أمي كانت تفعل هكذا، فذهبوا إلى الجدة الطاعنة في السن وسألوها لماذا كنت تقطعين رأس السمكة، فقالت لأنني فيما مضى كنت لا أملك سوى إناء صغير لا يتسع للسمكة كلها فكنت أضطر إلى قطع رأسها حتى يسعها الإناء اذا الاستفسار و السوال هو الذي يخرج بنا من التقليد الاعمى ايضا حيث بقيت حالة التقليد ساريةً عبر الأجيال حتى جاء من يسأل.
لنلاحظ اننا نشأنا في مجتمعات وجدنا فيها أوضاعاً قائمةً عشنا معها دون أن نفكر كيف نشأت هذه الأوضاع وهل هناك إمكانية لالغاءها تغييرها او
تطويرها المبدعون كمثال هم اناس يتقنون فن التساؤل لا يأخذون الأمور كمسلمات و للوصول الى ذلك مثلا لماذا لا يلغى دور معلم المدرسه من دور التلقين و نقل المعلومه الى الطلاب إلى حث تلاميذه على البحث والقراءة بدل إيصال المعلومة لهم؟ لو قارنا مناهجنا الدراسيه للاطفال بمناهج الاطفال الامريكيه لوجدنا ان مناهجنا نقل المعلومه للطفل بواسطة المعلم و الكتاب بينما المنهاج الامريكي يحث الطفل على البحث و هذا راءع لتحريك العقل و تشغيله.
نحن بحاجة إلى مراجعة منظوماتنا التعليميه و غيرها لنصبح قادرين على البقاء و وقف التدهور.

اللهم حرك عقولنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا