الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدراج الأهوار والمناطق الأثرية في العراق للائحة التراث العالمي

طاهر مسلم البكاء

2016 / 7 / 19
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


صادقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، مساء الأحد - 17 تموز ، في اجتماعها بمدينة أسطنبول بتركيا على ضم الاهوار والمناطق الاثرية في العراق على لائحة التراث العالمي.
ومن الجدير بالذكر ان برنامج المنظمة هذا انطلق عن طريق اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي والذي أعتمد خلال المؤتمر العام لليونسكو الذي عقد في (16 تشرين الثاني 1972)، ومنذ ذلك الحين ، فقد صادقت 189 دولة على هذه الاتفاقية، ويهدف البرنامج إلى تصنيف وتسمية والحفاظ على المواقع ذات الأهمية الخاصة للجنس البشري.
يعد كل موقع من مواقع التراث ملكاً للدولة التي يقع ضمن حدودها، ولكنه يحصل على اهتمام من المجتمع الدولي للتأكد من الحفاظ عليه للأجيال القادمة، وتشترك جميع الدول الأعضاء في الاتفاقية، في حماية والحفاظ على هذه المواقع .
وتعتبر الولايات المتحدة اول من اطلق فكرة الجمع بين الحفاظ على التراث الثقافي والحفاظ على الطبيعة، وذلك في مؤتمر عُقد بالبيت الأبيض عام 1965، دعا إلى الحفاظ على التراث العالمي في العالم والمناطق الطبيعية الخلابة والمواقع التاريخية والأثرية الرائعة.
وفق ذلك قدم الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة اقتراحات مماثلة في عام 1968، وقد تم عرضها في عام 1972 على مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية والذي عقد في ستوكهولم، واتفقت جميع الأطراف على نص واحد للاتفاقية المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي والتراث الطبيعي والتي اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو في، 16 تشرين الثاني 1972 .
ويتعين أن يكون الموقع مثالا رائعاً لممارسات الإنسان التقليدية، في استخدام الأراضي أو مياه البحر بما يمثل ثقافة أو ثقافات أو تفاعل إنساني مع البيئة وخصوصا عندما تُصبح عرضة لتأثيرات لا رجعة فيها.
ويجب أن تكون مرتبطة بشكل مباشرة أو ملموس بالأحداث أو التقاليد المعيشية أو الأفكار أو المعتقدات أو الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية الفائقة.
أما المعايير الطبيعية، فيجب أن تحتوى ظاهرة طبيعية فائقة أو مناطق ذات "جمال طبيعي استثنائي"، وأن تكون الأمثلة البارزة التي تمثل المراحل الرئيسية من تاريخ الأرض، بما في ذلك سجل الحياة، و ما يجري من عمليات جيولوجية في تطوير تضاريسه، أو ملامح شكل الأرض .
مؤتمر اسطنبول :
افتحت الدورة الـ 40 للجنة التراث العالمي التابعة لـليونسكو ، في مدينة إسطنبول التركية، و بحضور نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، ووزير الثفافة والسياحة نابي أوجي، ومديرة منظمة اليونسكو إيرينا جورجيفا بوكوفا.
قدم الوفد التركي لاجتماعات اليونسكو ، اعتراضا رسميا على ادراج اهوار العراق على لائحة التراث العالمي، الامر الذي عقد الملف وجعله امام خيارات صعبة.وكانت في البدء هناك اعتراضات من ايران وانتقادات لاذعة من فرنسا واتهام للحكومة العراقية بتخريب هذه المناطق ثم مالبث ان تلاشى اعتراض ايران وفرنسا وبقيت تركيا ،وكان الاعتراض التركي متوقعا كون ادراج الملف سيلزمهم بتأمين حصص مائية كافية لانعاش الاهوار .
وأدرجت المنظمة للائحة التراث العالمي ،مواقع عراقية مهمة عالميا ًوهي اور واريدو والوركاء، فيما يعد الرابع طبيعي وهي الاهوار، بعد مفاوضات طويلة للوفد العراقي مع الجانب التركي الذي كان معترضا بشدة لكنها تكللت مؤخراً وصوت لصالح القرار.
وحسب السفير العراقي في تركيا هاشم العلوي : ان هذا الإنجاز إضافة مهمة لقائمة التراث العراقي ونجاح كبير تحقق بفضل دعم مكتب رئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء وقيادة وزارة الخارجية العراقية بالتعاون مع أعضاء الوفد العراقي الذي ضم عددا كبيرا من المتخصصين والخبراء في مجالات متنوعة ومن وزارات وهيئات عراقية متخصصة .
وبذلك سيكون للعراق ثمانِ مواقع على لائحة التراث العالمي، حيث ادرج العراق على مدى تاريخه اربعة مواقع فقط وهي اشور وسامراء والحضر وقلعة اربيل .
وسيضمن العراق بذلك محمية طبيعية للمواقع العراقية، ويوفر إمكان وضعها تحت وصاية وحماية اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وتعريفها دولياً، وسيساعد على الاستقرار الاجتماعي ورفع المستوى الاقتصادي للسكان.
وأصبحت من الآن الاهوار والمناطق الاثرية المذكورة في العراق والتي ضمت للاثار العالمية ، تحتم على اي دولة منبع للمياه بعدم قطع او تقليل الحصص المائية بما يؤثر على الاهوار، وعدم السماح لأية حكومة عراقية بتجفيف الاهوار تحت اي عذر.
كما لن يسمح "دوليا" بأية نزاعات عسكرية كالحروب في الاهوار، ولن يسمح بأي صيد جائر للكائنات الحية هناك، وحماية الطيور المهددة بالانقراض واعادة تكاثرها عن طريق توفير بيئة مائية مستقرة .
كما سيضمن إزدياد التنوع الاحيائي حيث توجد انواع من الطيور و الاسماك فيها لا وجود لمثيلها في العالم، وخلق فرص عمل للسكان المحليين عند تطوير المنطقة، وإيصال خدمات التعليم و الطاقة اليها ،
كما ستعود بالفائدة الاقتصادية للبلاد من خلال عملية الاستثمار في الأهوار والمناطق الاثرية في العراق، وازدياد اعداد السياح الاجانب اليها .
وصف المنطقة :
يجمع علماء الأثار على ان حضارة سومر(6000) ق . م ، وهي اقدم الحضارات وقد نشأت على ارض الرافدين ، وكانت متطورة جدا ًوقد بلغت من التقدم الحضاري ما ادهش المتخصصين ،وقد نشأت مدن مهمة في هذه المنطقة مثل أور، واريدو وغيرها. وتفصل المستنقعات بين هذه المدن، ولكنها تتصل بأقنية ممهّدة. وهنا اكتشفت آثار مهمة كصحيفة الملك وهي احدى أكثر الاثار العالمية غرابة ،وهي عباره عن صحيفة حجرية منقوش عليها أخبار الأرض على مدى 400 الف سنة سبقت السومريين. هذه الصحيفة تذكر بالصحف المحفوظة في خزائن الملك والتي لايصل إليها يد التحريف والمعلومات التي فيها تشير إلى ان السومريين كانوا يقسمون التاريخ إلى قسمين، ما قبل الطوفان وما بعد الطوفان.
وتمتاز هذه المواقع بميزة فريدة وهي انها كانت الموقع الذي يُطلق عليه الكتابات القديمة "جنة عدن"، وتشير الدراسات والبحوث التاريخية والأثرية إلى أن هذه المنطقة هي المكان الذي ظهرت فيه ملامح السومريين وحضاراتهم، وتوضح ذلك الآثار والنقوش السومرية المكتشفة.
تبلغ مساحة إجمالي الأهوار، ما بين 9000 - 20000 كيلومتراً مربعاً، وتقع ضمن محافظات ميسان وذي قار والبصرة،ومياههما الرئيسية من نهري دجلة والفرات ، واللذين غيرا مجريهما كثيرا عبر الزمن ،حيث كانا يمران بالقرب من المدن الأثرية القديمة ويستخدمان في النقل البحري .
الساسة يستغلون الموضوع كالعادة :
بعد أعلان موافقة المنظمة تزاحم الساسة العراقيون، وكأن كل منهم هو من قام بأدراج هذه المواقع ،في تقاتل أعلامي مفضوح ، غير ان الحقيقة تبرز ان هذه المواقع هي عالمية أصلا ً ، سواء أدرجتها اليونسكو ام لم تدرجها ، والذي يجهله الكثير من العراقيين ان موضوع ادراج هذه المواقع تم اثارته من المنظمة نفسها والتي كانت راغبة في تدعيم نفائسها بهذه النفائس المشهورة عالميا ً ،وكان ممثل اليونسكو أكد على أهمية الملف العراقي وادراج الاهوار والمواقع الاثرية ضمن لائحة التراث العالمي،والمفارقة ان هذه المواقع كانت والى حد لحظة انضمامها الى المنظمة مهملة من الحكومات العراقية المتعاقبة وقد تعرضت الى أنواع متنوعة من التخريب ،كتجفيف مياهها أو تغيير طبيعتها بأدخال أنواع من الأسماك تعتاش على بيوض الأسماك التي كانت موجودة أصلا ً مما ادى الى انقراضها ، كما تقلصت بشكل كبير رحلات الطيور المائية المتنوعة التي كانت تأتيها من أصقاع بعيدة على الأرض بشكل دوري مستمر،وماخصص من مبالغ لأنعاش الأهوار تعرضت لفساد كبير يشهد عليه الفشل الكبير لمراسي السفن التي انشئت بمليارات الدنانير دون ان يستفاد منها أحد ، ولم تشهد انشاء مراكز سياحية جاذبة حتى للعراقيين !
وسنتوقع ان جلبة أعلامية كبيرة سترافق هذا الحدث ثم ماتلبث ان تخبو دون أي تطوير للقطاعات السياحية ،وتعزيز للموارد الاقتصادية في المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل