الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتماء للوطن

أنطوني ولسن - أستراليا

2016 / 7 / 30
العولمة وتطورات العالم المعاصر



عندما ينشأ إنسان على تربة أرض رحبت به، تصير هذه الأرض وطنه وشرفه. يدافع عنها ويحميها بكل عزيز ونفيس. يموت لو اقتضى الأمر من أجل حمايتها من أي مغتصب أو دخيل.
أستراليا، وطن حديث التكوين ليس له تاريخ قديم، مارس فيه سكانه تجارب الحياة والعلاقات العامة بين الناس وبعضها البعض على أرضه أو بينه وبين جيرانه من دول عريقة لها تاريخها وحضارتها وتعاملها الدولي.
أستراليا، قبل أكثر من مائتي عام، كانت موجودة، وكان عليها إنسان أبروجيني.. وما يتميز به أنه مسالم يتعامل مع الطبيعة فقط. وقالوا أنه أيضاً هاجر من الهند على شكل اعداد قليلة واستقر على الأرض الأسترالية يرتحل من مكان الى آخر تابعاً طقوساً دينية من وحي الطبيعة وقسوتها.
الأن أستراليا، اصبح لها شعب يسمى الشعب الأسترالي، وأصبحت دولة لها وجود على الخارطة العالمية، ولها عَلَمْ يعرفه المجتمع الدولي. لها حكومة ممثلوها موجودون في العالم كله، ولها ما لكل دولة أعتُرف بها دولياً.
زحف غير "الأنجلوساكسون"؛ ليمثل مساحة بشرية لا يستهان بها. أرادت أن تنفرد بنظرية التعددية الثقافية، وتفتخر بها بين الأمم، مسايرة بذلك النظام العالمي الجديد، الذي ينادي أيضاً بالتعددية الثقافية العالمية. خاصة وهذه التكنولوجيا العظيمة التي جعلت من العالم قرية صغيرة.
لا غبار على هذا الكلام نظرياً، لكن البلد المتزعم لهذه النظرية، يحاول فرضها تارة بالقوة وأخرى بالاقتصاد. والذي أعنيه هنا الدولة الأمريكية. ونسأل هنا: هل تطبق هذا النظام في بلدها، وعلى أرضها، وفي قوانينها؟. وهل الدستور الأمريكي يشير في مقدمته الى هذه التعددية؟، أم يهتم بما هو أمريكي، رغم التعددية؟..
طبقت انجلترا التعددية، وامتلأت لندن بغير الانجليز، وأصبحت شوارعها كسوق عكاظ به أناس من كل حدب وصوب. نجحت أمريكا في جعل انجلترا وشعبها كدمية في يدها، تحركها كما تشاء. بل أصبحت الظل الباهت. من كان يشاهد أفلام"الكاوبوي"، ويرى البطل الذي كنا نطلق عليه اسم " الشجيع"، وتابعه الذي أيضاً كنا نطلق عليه"العبيط"، نراه صورة مجسمة في الشخصية الأمريكية وسياستها الخارجية. اميركا "الشجيع" البطل، وانجلترا الظل الباهت و"العبيط" التابع لها. وما محاولة الاتحاد الأوروبي الا محاولة خلق قوة اقتصادية تمكنها يوماً الوقوف امام القوة الأمريكية.
لكن، أخيراً، أستيقظت انجلترا لما جلبته امريكا بما يسمي التعددية الثقافية التي اختلط فيها الحابل بالنابل ، ورأت نفسها "انجلترا"، فريسة لأصحاب الأغراض الأخرى التي يريد أصحابها احتلال انجلترا، وجميع الدول الغربية، وفرض قوانينها وسلطانها، والتحكم في الشعب البريطاني والأوروبي؛ فقررت الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، واستقال رئيس الوزراء لأعتراضه على الانسحاب. وتم تعيين رئيسة وزراء جديدة.
من المؤكد، أن بقية الدول الأوروبية سوف تنسحب تدريجيا من الاتحاد الأوروبي. وتعمل كل دولة على السيطرة على الموقف بما فيهم انجلترا للتصدي لهذه الهجمات الانتحارية من جماعات داعش، ومن على شاكلتها؛ لأنها جماعات تنتمي للدين وليس للوطن، الذي فتح الباب على مصراعيه وأحسن اليهم، فكان جزاؤه قتل وسفك دماء شعبه دون رحمة أو شفقة، ساعياً لامتلاك أرض ليست أرضه.
اذن أمريكا، رجل الشرطة العالمي، والقاضي، والجلاد، تعمل على جعل هذا العالم "العبيط"، تابعاً لها، للبطل الشجيع، حيث لا شخصية لدول هذا العالم. تفتت البعض باسم الدين، والبعض الآخر بالفتن الداخلية، ومن تبقى، تضربه بارتداء ثوب التعددية.. "وهو اسم لا يشجع على وحدة الوطن".
أستراليا مع الأسف الشديد، يحاولون ارغامها على ارتداء هذا الثوب. فهل الرئيس المنتخب حاليا مالكوم ترينبل، يعرف جيداً أن التعددية الثقافية ما هي الا فخ منصوب للشعوب حديثة التكوين؛ حتى لا يرتدوا ثوب الوطنية والأنتماء للوطن، فيضيع الوطن، ولا يكون هناك مستقبل لأبنائه؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم