الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاطىء الحقد

شريف مانجستو

2016 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


طالعتنا مواقع الأخبار اليوم فى وقت صلاة الجمعة بخبر مُفزع ، حيث تمت محاولة اغتيال مفتى مصر السابق الشيخ - على جمعة ، وقد نجى منها بفضل الله .إنه فيضان الدم ، والشهوة لقتل الآخر بسبب وبدون سبب .إنه بحر الحقد الذى يُدمّر بأمواجه العاتية بيوت الرأفة والسلام والحُب الباهر . هذا البحر فى باطنه العقارب والحيات والعلقم . هذا البحر لا يرحم أهل الأرض ، ومع ذلك ينتظر عفو السماء .الأطفال يبكون صُراخاً فى كُل مكان بفضل بحر الحقد . لا أعلم إلى أى شيطان يركع قُرصان بحر الحقد . إن النساء فى القحط يبكون ، وعلى أسرّة الضعف يتألمون ، وتحت أقدام الخوف يصرخون . يا لها من فاجعة ، يا لها من صاعقة ، يالها من حسرة . ويا ليت قومى يعلمون ،بما هو آتٍ . إنى أترّجل مثل ( نوح ) فى الطرقات على شواطىء الغفلة ، مُنبّهاً و مُحذّراً ، من خطر الإرهاب التتارى الحاقد . ولكننى لا أملُك سفينة الإنقاذ من طوفان أوشك على غمرنا بالسموم . لا أملُك إلا صوتى المُنكسر و قلمى الخالى من الأحبار ، لكى أوجّه الجميع للحذر من خطر مُحدق . إن ما حدث اليوم من تهديد لعالم دين ( نتفق أو نختلف معه ) لهو أمرٌ فج فى تصوره ، وخبيث فى أغراضه . على المجتمع أن ينتفض لمجابهته . لا نترُك للإرهاب مجال أو مساحة للتحرك . فالمعركة شاقة ، وعلى الجميع أن يخوضها بشجاعة .الإعلام و التعليم والثقافة وكُل المؤسسات يجب أن تُحذّر الناس ، وألا تترك مساحة للتطرف الدينى أن يعبث بالمجتمع بأفكاره العبثية .فالإرهاب يضرب كُل مكان ، ويهدد كُل مكان ، ويتوعد كُل إنسان . فى الهند وفى بلاد السند ، وفى بلاد ترك الأفيال ، وفى أوروبا وأمريكا ، والشرق الاوسط . فأسباب الإرهاب والتطرف لا تكمن فى التفكير الرجعى ، ولكن تكمن فى غياب التفكير النقدى والإبداعى . تكمن فى غياب تفسيرات دينية حديثة ، تستوعب الحقيقة ، وتحترم الاختلاف ولا تصنع منه أزمة مجتمعية . هذا هو المشروع الوطنة الذى يجب أن نستمسك به ، و أن تعض عليه بالنواجز . فلا يليق أن نقود " إسلام البحيرى " للسجون ، بينما أهل الإرهاب والتطرف يعيثون الفساد فى الأرض !!. إنها حقاً مهزلة أخلاقية و تربوية ، وعلى النظام المصرى أن يستوعبها . فالاغتيالات بدأت تطفوا على السطح ، والتهديد بالخطف والتدمير والحرق ، مازال قائماً . والدولة مازالت تفسح المجال لأشياخ الفكر السلفى البغيض ، الذين لا يملكون إلا كراهية الحياة و السُخط على الآخر . هؤلاء هُم القتلة بأفكارهم الشاذة . هؤلاء هُم المسئولون عن تفتت المجتمع طائفياً و إنسانياً .هؤلاء هُم من يحاربون المرأة والأقباط وقتلوا الشيعة . هؤلاء هُم من انبطحوا لمعونات آل سعود . هؤلاء هُم من مهّدوا لاغتصاب سوريا والعراق وليبيا واليمن . فرئيس الجمهورية المصرى يتحدث عن تجديد والأزهر يتحدث عن خُطبة مكتوبة . الرئيس يتحدث عن الوحدة الوطنية ، وأنصار التيار السلفى يُسيطرون على العديد من المساجد . هل تعلم وزارة الأوقاف شىء ، عن نوعية الكُتب الموجودة داخل كُل مسجد ؟. هل ناقشت وزارة الأوقاف الفكر الطائفى المتزمت فى ندوات ولقاءات داخل النجوع والقُرى النائية فى الوجهين البحرى والقبلى ؟. أين دور المجتمع المدنى من هذا التطرف الدينى ؟. حتى الدكتور -على جمعة قال اليوم بعد محاولة اغتياله الفاشلة ، أنه سيطبع كتبه الجاهزة لكى يواجه التكفيرين والإرهاب ، ويفضح الإخوان المسلمين و تصرفاتهم المُخجلة . كنت أتمنى أن يبدأ الشيخ -على جمعة هذا الأمر مبكراً ، وأن يذهب مع المثقفين والفنانين لإقامة ندوات ودورات تثقيفية و فنية للفقراء فى القُرى ، وأن يتبع ذلك تصميم عميق لدى الدولة لكى تحرق أشجار الظلام الموجودة على شاطىء الحقد التكفيرى البائس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في