الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما وداعش .. من يعوض العراق ؟

طاهر مسلم البكاء

2016 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


قيل الكثير عن علاقة امريكا بالعراق بعد عام 2003 ،وصور الحالمون ان أمريكا ستسير بالعراق الى حيث البناء واعادة الأعمار ،وسيكون العراق درة ًفي الشرق الأوسط ، غير ان من أدرك أهداف أمريكا الحقيقية من العدوان عرف انها تنشد مصالحها وحسب .
وقيل الكثير عن داعش ،هذه المجاميع المتوحشة التي استولدت في غفلة فبدت وكأنها تخرج من العدم الى الحياة ، متلفعة برداء اسلاموي ، وفي حقيقتها و بتصرفاتها الدموية ابعد ما تكون عن تعاليم الأسلام .
غير ان الواضح للعيان ان هذه المجاميع وامثالها تمتلك دعم كبير مادي وتعبوي وتمتلك رؤية وعزيمة لتحقيق طموحاتها المزروعة في ذاكرتها زرعا ً شبيه بالبرمجة ، دل على ذلك سرعة تقدمها وانتشارها على اراضي العديد من الدول المهمة ، وهذا يجعلنا نبحث عمن استولدها وقام بتعدها بالرعاية والدعم المستمرين وما هي مقاصده من كل ذلك وهل هو جهة واحدة ام حلف مكون من العديد من الاطراف .

بين سوريا والعراق :

لم نستغرب ما جرى في سوريا حيث ان امريكا والغرب ومن يلف لفهم من دول المنطقة المنفعلة بالسياسة الأمريكية ،جميعهم كان يوحدهم هدف اسقاط النظام السوري وبالتالي كان ظهور هذه الدول على شكل حلف يدعم ويساند هذه الجماعات وبشكل سافر لا غرابة فيه ،ولكن ما حصل في العراق يثير الف سؤال وسؤال عن طبيعة ومدى الأهداف الأمريكية وما الذي تنشده في العراق، فالعراق سال دم مواطنيه منذ العام 1991 ولحد الأن بما فيه الكفاية، ودمرت بناه التحتية بالكامل وسرقت كنوزه ،ويعشش ويفرخ الأرهاب الذي انتشر فيه منذ العام 2003 ولحد اليوم ،والمتتبع للتصريحات والتصرفات الأمريكية منذ دخول داعش العراق واحتلال مدنه ولحد اليوم ،يرى ويسمع العجب ،فالمفروض ان العراق الذي حل جيشه بقرار امريكي عام 2003 يكون الان تحت الحماية والمسؤلية الأمريكية على الأقل ، غير ان داعش وصويحباتها قضمت العديد من مدنه الرئيسية كالرمادي والموصل وصلاح الدين وديالى واصبحت على مشارف بغداد فيما كانت تصريحات القادة الأمريكان باردة ولاتتناسب مع الحدث اطلاقا ً وسارعوا الى الضغط على الحكومة العراقية مستغلين الموقف للحصول على حصانة لجنودهم دون ان يكون هناك شرط اشتراكهم في عمليات حربية ضد داعش ،وحتى مع الكوارث الفضيعة التي حصلت للعراقيين من المسيح والأيزيدين ،كانت امريكا وحلفائها الغربيون كمن يتسلى بمدينة للألعاب ، يرسلون مساعدات غذائية بالمظلات لشعب مبتلى ومهجر ويعيش اوضاعا ًصعبة ،دون مناصرته بأي تدخل حربي ،وبعضها يسقط بيد الدواعش .

يراقبون نتائج داعش :

بدى الحلف الغربي كمن يشعر بالغبطة ويترقب نتائج هذا المولود الجبار الذي بدى كمارد يصنع الخراب والقتل والدمار بسهولة فائقة دون ان يتقيد بضوابط او محذورات ، فهو ليس دولة او كيان وليس مسؤول من احد ولكنه يتلقى عناية فائقة حيث الدعم المباشر والغير مباشر ،فبأعتراف الغربيين فأن المئات من مقاتليه يتلقون تدريبات داخل البلدان الغربية ومن ثم تسهل لهم طرق الوصول الى المناطق الموبوءة المراد احداث الفوضى فيها ،وبعد ان يتمكنواويمسكوا بالأرض فأنهم يستطيعون بيع النفط وبحرية ودون اي عوائق ،كما تصل اليهم المؤن والأعتدة والأسلحة لأجل الأستمرار بالتخريب واحداث الفوضى العارمة ،وحتى بعد تصريحات الأمريكان ان طياراتهم سوف تحلق في طلعات جوية فوق المدن العراقية المحتلة فانها اخذت تحوم دون التدخل وتوجيه ضربات مؤثرة .
ولايمكن ان نعد بضع ضربات توجيهية وتحذيرية لداعش عند اقترابهم من اربيل بمثابة تدخل فعلي ضدها بل هو ارشادهم الى الخطوط الحمر التي يتناسونها بفعل طبيعتهم الوحشية والعدوانية وهكذا يمكن ان نطلق على ما يحدث بين الأمريكان وداعش بغزل الحبايب .
اوباما وداعش وجائزة نوبل للسلام !
نعرف ان من يعتلي رئاسة امريكا، كائن من يكون ، ينفذ افكار وسياسة امريكا،ولكن يحلو للكثيرين ان يعيشوا بالأحلام مع مجئ كل رئيس جديد ،وقالوا عن اوباما انه مسلم وانه وانه ...
وعندما نال جائزة نوبل للسلام،بعد أقل من 9 أشهر من توليه ، ازداد اللغط عن انه حمل امريكي وديع ومسالم وزاد البعض على انه سيدافع عن قضايانا العادلة ! ،وبالأمس و في اشتداد حمى الأنتخابات الأمريكية يكشف المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب : ان أوباما هو من قام باستولاد داعش ، فمن يعوضنا عما لحق بنا من خسائر من جراء حروب عصابات داعش ،وهل نكتفي بعد سنوات ان يعتذر اوباما للشعب العراقي ،كما فعل من قبله بوش وبلير ؟!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل