الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا تقف على عتبة إعادة المشروع النهضوي ، دون بطاقة مرور .

مروان صباح

2016 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يعاني الإنسان الروسي عبر التاريخ ، وتحديداً ، منذ أن شكل دولته ، داخل حدود جغرافيته التقليدية أو حتى المتمددة ،لأسس حقيقية قادرة على رفع من مستوى اقتصاديات الدولة ، الذي يتيح له تدريجياً ، من تحقيق الحلم الروسي في إعادة الإمبراطورية وتوسيعها نحو أوراسيا ، قديماً ، تركيا حديثاً ، ويتضح ذلك ، على اختلاف مراحل الدولة وإعتنقاتها ، الديني أو الوجودي ، وأيضاً مؤخراً ، بالرغم من الحداثة التى طرأت على الحياة الروسية ، مازال ، نمط التفكير ينحصر داخل بنيوية قديمة ، تقليدية ، وبالتالي ، يعكس دائماً ، على الإنتاج الصناعي وحجم الصادرات ، التى بالأصل ، متواضعة ، وقد يشير الحكم في روسيا ، السلافي تاريخياً ، الذين يشكلون أكثر من 80% في البلاد ويعتبرون من أكبر المجموعات في العالم ، في احتكامه لعملية بناء الدولة ، على المؤسسة العسكرية ، وأقل بكثير ، للمؤسسة السياسية ، حيث ، يعتبرون أنفسهم ، تلاميذ الإنتاج الفكري ، وهذا يفسر على الأقل ، تفوق الروسي في المجال العسكري وأيضاً المجال الفضائي ، ويفسر للمرء بشكل أوضح ، العقلية الروسية ونمطية التفكير الشعبي والشعبوي ، فهو ، محيط من الجوانب الأربعة ، ببعد واحد ، حيث يُبدع الفرد ، لكن ، المؤسسة لا تتمدد ، ويستمر بالإبداع ، لكن ، النظام يخفق في التسويق ، فالمؤسسة العسكرية ، لا تعتبر ، رأي الشعب ذات أهمية ، لكنها ، تحترم وتؤمن ، أن هناك شخصيات خارج دوائر الرسمية ، لها قدرات ولديها من الإمكانيات التى تضيف للمشروع العام ، ربما هي دائماً ، مهمشة ، وأحياناً ، يمارس في حقها الإقصاء .

وقد يجزم المرء ، لولا تفوق روسيا بالصناعات الحربية وقدراتها الاستخباراتية ، كان حال موسكو ، ليس أفضل بكثير من الدول العربية ، فالروس يعتمدون بشكل اساسي على الخامات التى هي بالأصل ، تتعرض في السنوات الأخير إلى تقلبات ، في حين تشير جميع المؤشرات ، بأن المستقبل ، للخيار المعرفة والتقنية العالية ، وإذا نظر المرء أيضاً ، نظرة عملية مجردة ، يجد أن الاتحاد الروسي ، وفي ذروة انتعاش الدولة وإعادة هيكلتها بفضل رجل المخابرات السابق ، مجدد الدولة اليوم ، الرئيس بوتين ، لم تواكب التغير ، ولم تسوق المجتمع إلى إصلاح حقيقي في قطاعين ، الصناعي والزراعي ، بل ، مارست مزيج من الكسل والغلو عندما اتكأت على تصدير النفط والثروات الطبيعية ، وهنا ، لا بد للروسي قبل أي فرد أخر ، حليف أو محايد ، أن يعي مسألة بالغة الأهمية ، وقد تكون بديهية ، لكنها ، مؤشر صريح ، يهدد الدولة استراتيجياً ، رغم تعاملها مع ذاتها ، على أنها دولة تمثل أمة ، حيث ، ترفض أن تكون دولة فوضوية ذات وظيفة عالية ، فقط ، كما ترغب واشنطن لها أن تكون ، فالوقائع تشير ، أن روسيا تقف على قاعدة صلبة ، كما شأن جميع الدول الكبرى ، تتمتع الدول الكبرى بمسألتين ، الأولى ، عسكرية والأخرى ، اقتصادية ، وهذا ، في الواقع الروسي حاصل من الجانب العسكري ، بفائض ، لكن ، من الناحية الاقتصادية ، تعتبر من الدول المتخلفة ، وقد سجل التاريخ ، خاسراتها في جميع المنافسات مع الدول المتقدمة ، صناعياً ، بل ، هي عاجزة من إحداث اختراق دولي في هذا المجال ، الذي يجعل خصومها مرتاحين للسقف التى تنتهي اليه .

بالإضافة إلى كل ما أسلفنا ، تواجه روسيا أيضاً مسألتين مختلفتين ، الأولى أمنية ، تهدد الإتحاد ووحدته ، وأخرى ، اجتماعية ، مثل الصحة والسكن والتعليم ، بالطبع ، الاثنين يجهدان الموازنة العامة ، وتستهلكان أموال طائلة ، لكن ، قد تكون المسألة الأخطر التى ستواجهها روسيا في المنظور القريب ، خروج النفط من السوق العالمي ، وهذا ، يحتاج إلى مشروع نهضوي ، ينهض بقطاعات مختلفة ، كالصناعة والزراعة ، وقبل ذلك ، لا بد من تفعيل القواعد العلمية ، المنتشرة في ارجاء التراب الروسي ، فلديها بنية تحتية ، لو قدر لها ، استثمارها والاعتماد عليها ، ستتخطى العتبة ، ببطاقة ، التى ستنقلها إلى نهوض حاضر دولياً ، بشرط ، توفير سوق ومجتمع ، حر ، وأيضاً ،لا بد من التحرر ، أولاً ، من الإرهاب الأمني ، الموروث عن النظام السابق ، لأن ، حدث رحيل النفط ، سيكون جلل وإرباك قاسي لكل من اعتقد أن رحيله غير وارد ، الخلاصة الأخيرة ، هنا لا افترض ، بل ، أرجح كذلك ، حول تلك العلاقة بين الأمريكي البرتستنتي المتواري خلف شخصية الكاوبوي والروس الأرثوذكسي المتواري خلف القناص زايتسيف ، وبالتالي ، العلاقة مازالت عصية على المراقبين والمحللين والسياسيين وأيضاً المفكرين ، هي شائكة وأكبر من التفكيك ، طابعها ، السرية ، يديرها رجال المخابرات من طراز الوزن الثقيل ، قد يفسر لنا التاريخ ، بدايتها ، التى بدأت منذ ، أن قرر الأمريكي انشاء مصنع أقلام الرصاص في الإتحاد الروسي وقبلها مصنع تجميع لسيارات فورد الشهيرة الأمريكية في ضواحي مدينة نيجني – نوفغورود وتطورت المصالح خلال الحرب العالمية الثانية ، حيث ، تلقت روسيا دعم غير محدود من لندن وواشنطن ومازالت تتلقى بسرية عالية ، دعماً ، الذي يوفر لها أن تلعب دور الموظف الكبير في منطقة الشرق الأوسط .
والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تقييم يفتقد للكثير من الموضوعيه
قاسم ا ( 2016 / 9 / 7 - 18:59 )
لاادري كيف تغافلت تماماً من كون روسيا ايام الاتحاد السوفياتي كانت مستورد رئيسي للقمح عكس روسيا اليوم التي تعد من المصدرين المهمين لهذا المنتج الأمر الذي يعكس ان هناك نهوضاً متميزاً في القطاع الزراعي كما ان صناعة السيارات الروسية تشهد هذه الأيام تطورا مهما اقلق الآسيويين

اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا