الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ يتكرر: لعبة السادات ولعبة السيسى!!!!!!!!

مجدى خليل

2016 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


التاريخ يتكرر: لعبة السادات ولعبة السيسى!!!!!
مجدى خليل
يتشابه الرئيس السيسى مع الرئيس السادات فى عدة أمور، فى أن كليهما يتسم بالخبث الشديد، وأن كليهما يتفاخر بورعه الإسلامى، وأن كليهما يأتى من خلفيات عسكرية ممزوجة بالإسلاموية، أى خلط العسكرية بالإسلام، وأن كليهما تتوسط جبهته علامة الصلاة المعروفة بالزبيبة، وأن كليهما يستخدم الدين لتدعيم أركان حكمه، وأن كليهما على علاقة متميزة وخاصة بالسعودية، وأن كليهما له علاقة ما بالتيارات الإسلامية، وأن كليهما يعلن على الملأ بأن مسئوليته وحسابه فقط من الله وليس الشعب، وأن كليهما أعلن عدة مرات أن دوره هو حماية الإسلام والدفاع عنه، وأن كليهما يتسم بالنرجسية الشديدة المدمرة، وأن كليهما عمل على أختراق الكنيسة من داخلها، ويبدو أن كليهما سيلقى نفس المصير ومن نفس الجماعات التى لعبوا معها لعبة الصراع على السلطة.
اقر الرئيس السادات أنه قرأ تاريخ الكنيسة جيدا ، وقال علانية أنه قرأ كتاب القمص منسى يوحنا عن تاريخ الكنيسة القبطية، ومن خلال قراءته عرف الكثير عن نقاط ضعف الكنيسة وتاريخ خيانات بعض رجالها، وبدأ خطته باختراق الكنيسة ثم مراقبتها ثم تأسيس قسم الأقباط فى مباحث أمن الدولة والمخابرات العامة...ونجح السادات فى استقطاب بعض قادة الكنيسة لكى يخونوا قداسة البابا شنودة الثالث، بل أن من وضع للسادات خطة إستبعاد البابا شنودة كانوا من رجال الدين الأقباط، رغم أن السادات بدأ خطته فى وقت كانت الكنيسة بها قامات روحية سامقة عكس الوضع الحالى، ومع هذا نجح فى اختراقها وتقسيمها من الداخل.
لقد اطلعت على كتابات المرحومين الدكتور سليم نجيب والدكتور شوقى كراس، وكتابات الأستاذ الفونس قلادة والدكتور رائف ينى مرقس عن هذه الفترة الصعبة، وكذلك دراسات الباحث الأبائى الراحل دكتور رودلف ينى، ورأيت من خلال ما كتبوه كيف نجح السادات بالفعل فى أختراق وتقسيم الكنيسة من داخلها وإشعال الحروب داخلها.
فى منزل دكتور شوقى كراس فى كوينيتكت اطلعنى عام 1995 على خطاب وقع عليه معظم أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى وكان موجها لمبارك عام 1982 لكى يعيد قداسة البابا شنودة من محبسه بالدير، هل تصدقوا من دار على أعضاء مجلس الشيوخ ليثنيهم عن ارسال الخطاب لمبارك؟ وقالوا لهم أن وجود البابا فى الدير أفضل له بحجة الحفاظ على حياته!!!!، أثنين من أساقفة الكنيسة القبطية هم من فعلوا ذلك أحدهم رحل والثانى مازال على قيد الحياة..ويمكن قراءة تفاصيل ذلك فى كتاب المرحوم شوقى كراس بالانجليزية ( الأقباط منذ الغزو العربى لمصر: غرباء فى أرضهم).
بدأ السيسى نفس لعبة السادات فى أختراق الكنيسة، وفى هذه المرة فى ظروف مختلفة تماما، حيث يجلس على الكرسى المرقسى بابا محدود الخبرة جدا، وحيث أن أختراق قسم أمن الدولة للأقباط جعلهم يجمعون مئات الوقائع المشينة على رجال الدين الأقباط من كهنة وأساقفة، مما جعلهم فى موقع أقوى لإبتزاز الكنيسة وأخضاعها تماما لإرادة الدولة الإسلامية. وبدلا من أن تأخذ الكنيسة موقف السيد المسيح الذى طهر الهيكل من الدنس بنفسه،أتبعت الكنيسة القاعدة الإسلامية إذا أبتليتم فاستتروا، ومن ثم تراكم الصديد داخلها وأصبح يهدد الجسد القبطى كله.
إن الضحية فى الحالتين أيام السادات وأيام السيسى هم الشعب القبطى، ولكن الفارق أن البابا شنودة كان محنكا جدا، وكما قال لى بالحرف الواحد فى لقاء معه فى أمريكا عام 2003 أنه رغم كل الضغوط الشديدة التى مارسها السادات عليه لم ينطق حرفا واحدا ضد الأقباط فى المهجر، فى حين أن البابا تواضروس يتطوع بنفسه للهجوم على الأقباط فى المهجر... وبهذه المناسبة أذكر البابا تواضروس بأنه فى عام 2015 فقط حدثت أكثر من مائتى زيارة لأساقفة للمهجر تكلفت رحلاتهم حوالى 2 مليون دولار وحملوا معهم حوالى10 ملايين دولار من أموال أقباط المهجر الذى يتهمهم البابا تواضروس بأنهم يشوهون سمعة مصر.
إن الكنيسة القبطية السجينة والرهينة فى يد الدولة الإسلامية فى مصر تريد أن تسحب الأقباط فى المهجر لكى يكونوا رهائن مثلها داخل نفس القفص بدلا من أن يكونوا الصوت الحر الذى يدافع عن الشعب القبطى المضطهد فى مصر.
إن زيارة السيسى لأمريكا فى 18-20 سبتمبر 2016 هى زيارة كاشفة ، حيث تطوعت الكنيسة القبطية بالدعوة لحشد الأقباط للترحيب به من أموال تبرعات الأقباط، رغم أن عهده فاق عهد مبارك فى إضطهاد الأقباط.
لقد رحبنا بالسيسى فى أول زيارة له للأمم المتحدة بعد توليه الحكم لعدة أمور أولها لكى نشجعه أن يتخذ خطوات إيجابية لإنصاف الأقباط، وثانيا لدعم شرعيته فى مواجهة الاخوان المسلمين، وثالثا رحبنا به كتقليد فى الحركة القبطية بالترحيب بالروساء فى بداية عهدهم حتى يتم تقييم سياساتهم تجاه الأقباط.
ولكن بعد مرور أكثر من سنتين للسيسى فى الحكم ووضوح سياساته تجاه الأقباط والتى تتسم بإستغلالهم إلى أقصى درجة مع تركهم وحدهم فى مواجهة التطرف الدينى، بل ومساعدة الدولة لإضطهادهم بتنفيس غضب الشارع فى الأقباط....يبقى الترحيب بالسيسى بعد إنكشافه خيانة للأقباط المضطهدين فى مصر وخيانة لدماءهم التى نزفت على كل أرض مصر.
أننا ننبه عقلاء الأقباط من رجال الكنيسة ومن الشعب القبطى لخطورة المنزلق الذى يقودنا فيه البابا تواضروس وفريق من الأساقفة المتعاونين مع الأمن، وحيث أن عام 19981 يختلف عن عام 2016 فأن تداعيات ذلك ستكون خطيرة على الأقباط وكناءسهم فى أمريكا والمهجر، وسيتحمل قداسة البابا تواضروس شخصيا ومعه المجمع المقدس النتائج....وبالطبع سيحاسبهم الله يوما ما على هذا السلوك المنافى للشهادة للحق.
ونناشد الأقباط أن يكونوا متحدين خلف الحق القبطى ودعما للمضطهدين فى مصر، ففى النهاية ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس، وأننا مسئولون كأفراد عن عملنا أمام الله وحده.
الويل لكم أيها الكتبة والفريسيين المراءون.
ومن له أذنان للسمع فليسمع.
مجدى خليل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصير بلادنا في يد الممسك بزمام الأمور الذي حفظها
سناء ( 2016 / 9 / 13 - 17:22 )
من عاش 25 يناير ومابعدها يدرك جيدا الكارثة التي عاشتها بلادنا وكيف روج لسقوط بلادنا وكان من المقرر أن يكون أقباط مصر أحد معاول هدمها وهذا لم يحدث... وظهرت الحقيقة التي لم يكن يدركها الكثيرون وهي اسقاط الدول وتسليمها لجماعات التطرف الإسلامي أصدقاء أمريكا في اسقاط دول اوربا الشرقية ,أصحاب أكذوبة الاسلام المعتدل. لأول مرة نرى الإخوان على حقيقتهم يستعينون بأوربا والأمريكان لإنقاذ دولة الاخوان.لقد كانت معجزة فوق ادراك العقل ان يسقط حكم باعة الوطن وقتلة أبنائه, كانت معجزة أن يجتمع المصريون جميعا ليطلبوا وقوف جيشهم بجانبهم لأنهم أدركوا أن وجودهم ووجود بلدهم قد اوشك على الانتهاء..
لازال الاخوان وزبانيتهم يحاولون الرجوع واسقاط الدولة ثانية فلماذا يا أستاذ مجدي تعطيهم الفرصة لتنفيذ هدفهم! لقد كررت كثيرا ان السادات قد قال خلال سنوات سوف يحول أقباط مصر إلى ماسحي أحذية وشحاذين..اين السادات الآن؟
لكن لماذا الهجوم الشديد على الرئيس السيسي وهل يعقل اتهامك له ان سنتين من حكمه اضطهاد الأقباط فاق 30 عاما؟ ألم تثر على مبارك وهللت لوكسة 25 يناير (الاخوان حاليا يمدحون في مبارك)

اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ