الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمازيغ من (كراكلا) إلى ( بومدين) .

الطيب آيت حمودة

2016 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية




الأمازيغ عبر تاريخهم تعرضوا للتهميش والدمج في منظومة قيم الأمة المهيمنة عليهم ، وأكثر الهيمنات وأشدها الهيمنة (الثقافية والفكرية ) ، وهي ليست وليدة اليوم وإنما هي بجذور مغروسة زمن هيمنة الرومان على هذه الربوع من (بلاد النوميد ).

°°° أجساد أمازيغية لكنها مستلبة ؟

°°°عندما نستعرض عظماء الأمازيغ عبر التاريخ نجد أسماءهم مُرومنة مثل :
1) apulée صاحب أقدم رواية بشرية في التاريخ المعنونة بالحمار الذهبي ، والمكتوبة أصلا باللاّتينية .
2) الثائرالأمازيغي ((FIRMUS المتمرد على حكم الرومان خلال القرن الرابع للميلاد .
3) سبتيم سيفير( Septime Sévère ) أول أمازيغي تقلد منصب الأمبراطورية الرومانية .
وغيرهم كثير في زمن الهيمنة الرومانية حيث عمد الأمبرطور (كراكلا Caracalla (وهو من أصول أمازيغية كذلك استصدار قانون 212 الذي يعطي حقوق المواطنة الرومانية لكل الناس ( بالأصل أو التبني)، ومنه ظهر الشعور بالإنتماء للرومان وكان الإلزام بتسمية مواليد الأمازيغ بأسماء لاتينية .

°°° عندنا .... الإسلام مقرونا بالعروبة ! ؟

في زمن الهيمنة ( العروبية الإسلامية)منذ القرن السابع لميلاد تكرر الموقف ، فتم تفعيل آلية تعريب الأمازيغ باسم الدين (مولى القوم منهم ) ، فترسخت قيمة أن [لا إسلام بلا عروبة ] فانتحل الأمازيغ أسماء عربية كأسماء الصحابة ، تماهيا مع عرب جزيرة العرب مع تحويرات بسيطة ( محند) بديلا (لمحمد) وفطيمة كبديل ل (فاطمة ) .وهكذا ....، وقد لعب الفقهاء دورهم في تعريب مدونة الأسماء حتى كادت تندثر أسماء الأمازيغ بالكلية ، تحت تأثير مدونة الأسماء الإلزامية في فترة الهيمنة البعثية فيما بعد الإستقلال .
°°° الأمازيغ أصناف فيهم الأصيل المحافظ على تراثه وإرثه الثقافي والحضاري ، وفيهم الباحث عن الريع (الثقافي والحضاري و السياسي ) في ظل الإندماج والذوبان في قيم الغير المهيمن ،
فإن كان (سانت أوغسطين ) في اعترافاته قد ذاب في الثقافة اللاتينية زمن هيمنة الرومان ، فإن أمثاله كثر زمن هيمنة ثقافة (الإسلام والعربان) فكانت تسمياتنا بما حمّد وعبّد ، وأسماء أخرى زحفت علينا من مسلسلات المشرق العربي .... فغدت تسمياتنا الأصلية الأمازيغية منبوذة باعتبارها (كفرٌ وجاهلية وارتداد عن الإسلام ؟! )، فكانت مدونة الأسماء تمنع الناس بتسمية مواليدهم بأسماء أصلية أمازيغية .
فقوانين إدماج (الأندجينا) في ثقافة المهيمنين سارية المفعول منذ زمن كراكلا إلى يومنا هذا ، فأسماؤنا محضورة في سجلات الحالة المدنية ، و لغتنا ممنوعة على قمصان الرياضيين برغم وطنيتها ورسميتها .

°°°مفصل القول أن الهيمنة الفكرية ، والثقافية والحضارية أشد وطءا على المجتمع من الإستعمار المباشر ، فهيمنة الفكر والأديولوجية لم تبق من الأمازيغ سوى أجسادا بلا روح ، أجساد ودماء أمازيغية لكنها بفكر دخيل مهيمن إما شرقيا أو غربيا ، لهذا نجد حاليا أمازيغ ضد الأمازيغية ، من أمثال ابن باديس ، وعثمان سعدي ، وأحمد بن نعمان ، و محمد عابد الجابري ، ومولود قاسم نايت بلقاسم .... ونجد أمثال الساسة الحكام (بن بلة وبومدين ) الذين هم أمازيغ جسدا لكنهم عرب ، عرب ،عرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحق أبدا لن يضيع!
ماسنسن ( 2016 / 9 / 26 - 12:30 )
الثورة الأمازيغية قادمة لا محالة والعودة للهوية الحقيقية لشعوبنا المستلبة لا بديل لها

ما يوجد في بلداننا إسمه إستعمار وهذا الإستعمار مهما كانت مسمياته لا بديل عن التحرر منه : الأمر سيأخذ وقت لكن الحرية ستكون حتما مستقبل إيمازيغن على أرضهم


2 - تمديد الفضاء الأمازيغي
عقبة بن سعد ( 2017 / 6 / 1 - 07:14 )
كلام الكاتب آيت حمودة هو صحيح فيما يتعلق بالعالم الامازيغي فقط لأن الأمازيغ هم أول من ظلم الهوية الامازيغية, لكن مشكلة الكاتب أنه يميل دائما إلى تمديد الفضاء الأمازيغي و إعطاءه أبعاد واسعة جدا, بمعنى أنه ينكر وجود الفضاء العربي حيث يعتبره امازيغي مما يجعل الكاتب غارقا في أخطاء تصل إلى ذقنه, فما يلبث القارئ أن يلاحظ مادته العلمية الصحيحة تتعكر و تتكدر شيئا فشيئا بفعل التخبط الناتج عن إنكار و جود الإنسان العربي في الجزائر, رغم أن المؤرخ بن خلدون سبقنا بحوالى تسعة قرون إلى هذا التقسيم الديمغرافي العرقي حيث قال بأن الامازيغ إنخفظت أعدادهم بسبب ترف العيش و بسبب الحرب مع القبائل العربية, لو أن الكاتب إقتنع بعروبة الرئيسين بومدين و بن بلة ربما لكانت قائمة أخطاء الأمازيغ صغيرة و لكان الكاتب أكثر رحمتا و شفقة على قومه

اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ