الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم الأمن القومي في صنعاء وعدن

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2016 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أن المرحلة الانتقالية من نظام سياسي إلى أخر دائما ما تمر بمخاطر وتحديات كثيرة وتشتد درجة الخطورة عندما تطول الفترة الانتقالية من واقع الثورة والتحرير إلى واقع بناء الدولة مع افتقار الحامل الأساسي للثورة لأي إستراتيجية أمن قومي شامل بمعنى دراسات أمنية و وقائية وتطويرية لكل اذرعه الدولة من اقتصاد وسياسة وعلوم وبنى تحتية ...الخ عبر استراتيجيات تربط بين الأزمنة الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل وبين الاستفادة القصوى من القوى السياسية والاقتصادية والنفسية والعسكرية لتأسيس الدولة و تحقيق الأهداف التي تضمن سلامتها وأمنها والحفاظ على سيادتها واستقلالها
قبل عام 1990 كان الشمال يتمتع باقتصاد منفتح على العالم ورخاء ولكن بإدارة سياسية داخلية وخارجية ضعيفة بسبب اعتماد الدولة على القبيلة في ممارسة مهامها ومعروف أن القبائل لا تعرف مفهوم الدولة و الأمن القومي الإستراتيجي الشامل إلا على نطاق تجمعاتها ومساحاتها ولهذا فشلت الدولة هناك أن من تكون دولة قائمة على أسس ضرورية وحتمية أهمها السلطة والسيادة والوحدة الوطنية والانتماء الوطني والولاء الوطني , بينما في الجنوب كانت الدولة تعتمد على اقتصاد محدود العلاقة وسياسة خارجية و داخلية ضيقة الأفق قائمة على أساس توجهات و مفهوم الحزب الواحد وفق نظام سياسي متكامل ومترابط الإطراف استطاع أن يفرض نفسه على كل تراب الدولة وإخضاع المواطن للقانون , ولكن لم يستطيع النظام آنذاك التمييز بين السياسة والتخطيط والإستراتيجية وبين التأسيس المعنوي للوطن الذي يجهز الوعي السياسي والعقل الفكري خاصة فيما يخص ترسيخ مقومات الهوية الوطنية وتقوية مقومات المواطنة بحقوقها وواجباتها وآلياتها ولهذا برزت الصراعات بسبب ضيق بعض تلك العقليات وانعدام انفتاحها على العالم و على مفاهيم ومطالب إستراتيجيات الأمن القومي الشامل للدولة .
بعد الوحدة وفي 2002 أنشأ المخلوع صالح جهاز الأمن القومي , الذي يعتبره الكثير من المواطنين المسئول الأول عن العديد من الاعتقالات ألقسرية والاختطافات للناشطين السياسيين ونجح المخلوع صالح آنذاك شمالاً وجنوباً في زرع مفهوم الأمن القومي بأنه جهاز استخباراتي قمعي قوي تابع له يلاحق ويعاقب كل من يخالفه , بينما المفهوم اكبر من ذلك الحجم الصغير الذي رسمه المخلوع صالح أثناء فترة حكمة , لان مصطلح الأمن القومي الحقيقي عبارة عن تشكيلة من العلوم المختلفة المرتبطة بالإجراءات والتدابير التي تتخذها الدولة من أجل حماية أرضها، وشعبها من أي اعتداء أو تهديد سواءً من مصادر داخلية أو خارجية وهو مجموعة الطرق، التي تهدف إلى الاستفادة من كافة القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية في بناء المجتمع وركيزة أساسية من ركائز الدولة المتصلة بسلسلة من السياسات الجديدة , التي ظهرت في القرن العشرين .
جميعنا نسعى إلى تكوين دول ومجتمعات هادئة ومتطورة وعادله وليس بالضرورة أن تكون موحده بالإكراه أو تحت تهديد السلاح ولكن الأهم لمن يريد أن يؤسس لذلك أن يكون قادر على مواجهة الأسئلة الإشكالية ذات الصلة بالدولة والكيان الوطني وعلى معرفة بتحديد مربعات الدولة الحيوية وأولويتها والتركيز على قيمة الإنسان جوهر البناء والتطور و الأمن, وذلك عبر إستراتيجية الأمن القومي الشامل , التي تغذي الأجيال الجديدة بمعاني التأسيس وقيمه وتحدياته وتضحياته وتعزيز الهوية الوطنية من اجل أن تعيش في دولة بيئتها الداخلية والخارجية مستقرة وخالية من الحروب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح