الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيلت الحرية مع ناهض حتر ثلاث مرات دفعة واحدة

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2016 / 9 / 26
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


اغتيلت الحرية مع ناهض حتر ثلاث مرات دفعة واحدة...
رصاصات الردة الخمس التي أصابت حتر في مقتل صبيحة يوم أمس أمام المحكمة في الاردن لم تظفر باكثر من نبض قلب ناهض حتر، أو هكذا كان يجب لها أن تكون، أن يخيب مسعاها وأن تخونها الاحداث، وأن لا تصيب منا أكثر من جسد شهيد آخر ترتقي ذكراه و سعيه للنور والحرية درجات في سلم الحياة الابدية للأفكار الحرة و حرية التعبير، رفقة من سبقوه من ضحايا غدر خفافيش الظلام والرجعية في كل مكان. ولكن المصاب أكثر خطورة فقد أطلقت الدولة الاردنية عبر رئيس حكومتها رصاصات أشد فتكا من تلك التي أصابت جسد حتر، لما دفعت لمحاكمته على فكرة، على صورة، على رأيه الحر وتصوره الخاص المسالم لشان من شؤون الحياة والسياسة وحتى الدين، عبر عنه بكل حرية وطوعية وسلمية، فأغتالت عبره الحرية مرة أولى عبر محاكمته بدعوى الزندقة وإزدراء الاديان!!! وهي تهمة ركيكة لا إنسانية لا تقل خطورة عن أي فتوى دينية رجعية تطلق يد القتلة والمجرمين ليتلاعبوا كيف ما إتفق لهم بحياة البشر وأعمارهم، فالحكومة الاردنية بهذا قد وفرت السلاح الاخلاقي و الشرعي للقاتل ليعتقد أنه جلاد بإسم الله ينفذ مشيئة الرب ويدفع عنه أذية كما صنفها الشرع والعرف والقانون!!! وهي بهذا لا تقل في إجرامها عن أي داعشي أو متطرف يعتقد أنه جندي من جند الله في الارض في حالة حرب دائمة ضد كل من يخالف شريعته!!! واما المرة الثالثة من رهط من الناس ومنهم من يدعي الثقافة أو يتثاقف ممن مروا من بؤس وخطورة حدثي الاغتيال المعنوي والمادي!! لمناقشة أفكار وتصورات حتر (خاصة رسم الكاريكاتير ) هل كانت تجيز طبيعة العقاب، القتل عمدا، أم انه مبالغ فيه!؟ هل تمادى مستفزا أنصار الله!؟ ايخدم توقيت الاغتيال شريعة الله أم يزيدها عوائق!؟؟ حتى وصل الامر ببعضهم الى المقاربة بين فكرته المسالمة بين الإصداح برأيه -بوصفه عملا إستفزازيا معاديا لله - وبين جريمة الاغتيال عبر إعتبارهما تطرفين!! كذا!! مناقضين لطبيعة المجتمع المسالمة و لدعوة المعتدلين للتعايش، وبآخرين الى المحاججة بإعتذاره عما نشر وسحبه للمنشور قبل الاغتيال مما يعتبر توبة لا تستوجب الحد!! وأما فريق ثالث فقد دعى الى إنتضار تطبيق قانون المحاكم الوضعية قبل إطلاق يد الفرد للاعدام كيفما إتفق له!! الا بؤسا لهم يخشون على دولة غاشمة ومجتمع ظالم وأخلاق متهالكة أكثر من حرصهم على حياة الانسان، يخافون الفكرة ويشقون بحرية التعبير أكثر من تجريمهم للقتل والارهاب. لم أعرف أفكار ناهض حتر عميقا من قبل ولم يكن له تأثير يذكر بالنسبة لي ولكن اليوم أجد لزاما عليا أن أتبنى وارفع عاليا ما قتل من أجله من فكر حتى لا يغتال مرة ومرات أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ