الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمهورية الصحراوية ستصوت لصالح انضمام النظام المغربي الى الاتحاد الافريقي

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2016 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لقد استعملنا مصطلح النظام وليس مصطلح المغرب ، لان النظام منذ ان كان ، وهو يستفرد بملف الصحراء دون إشراك الشعب فيه . فالنظام في الستينات عندما كان يطالب بالاستفتاء وتقرير المصير ، ويصف الصحراء بالاسبانية ، ومن أعلى منبر بالأمم المتحدة ، فانه كان يتصرف كمستفرد بالملف ، ولم يكن يشرك الشعب في شيء . انه نفس الاستفراد سنلاحظه عندما تقدم الحسن الثاني بحل الاستفتاء وتقرير المصير في نيروبي سنة 1982 ، وفي اتفاق الإطار الذي قبل به النظام ، ثم رفضه من بعد ان تبيّنت أخطاره ، بعد انتهاء مدة الحكم الذاتي ، وهو نفس الاستفراد تم تسجيله عندما طرح النظام ، وليس الشعب الذي لم يُستشر في شيء ، حل الحكم الذاتي الذي كان من المفروض أن يخضع لاستفتاء شعبي ، ليعبر الشعب عن موقفه من حلول التهرب من الواقع ، والخطورة ان النظام حينها لم يستشر حتى كراكيزه ( الأحزاب والنقابات ) ، التي باركت حل الحكم الذاتي ، تيمنا بما جادت وتجود به قريحة النظام من نزاع عمر لأكثر من أربعين سنة .
ومثل ما آن النظام لم يستشر الشعب عندما انسحب من منظمة الوحدة الإفريقية ، فهو لم يستشره كذلك عندما قرر الانضمام الى الاتحاد الإفريقي ، رغم ان سبب الانسحاب من المنظمة لا يزال هو نفسه بالاتحاد ، حيث ان الجمهورية الصحراوية العضو المؤسس ، ساهمت في تحرير ميثاقه .
فهل الأمر يتعلق بعودة الى منظمة لم تعد موجودة ( منظمة الوحدة الإفريقية )، أم أن الأمر يتعلق بانضمام إلى اتحاد لم يساهم النظام في تأسيسه ؟.
لقد تقدم النظام رسميا بطلب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي ، معللا طلبه هذا بالرغبة في العودة إلى ما اسماه ب ( الأسرة الإفريقية ) . وإذا كان من حق النظام ان يتقدم بطلبات مماثلة الى منظمات او اتحادات ، فان السؤال الذي يجب ان نطرحه ، يتعلق بالهدف من الانضمام الى الاتحاد ، ويتعلق بالتوقيت الذي قدم فيه طلب الانضمام .

يعاني النظام المغربي بسبب ملف الصحراء ، وبسبب الوضع الحقوقي ، والنظام الديمقراطي ، عزلة دولية تزداد استفحالا يوما بعد يوم . فمن الجمعية العامة ، ومرورا بمجلس الأمن ، إلى الاتحاد الأوربي ، والبرلمان الأوربي ، والاتحاد الإفريقي ، ومحكمة العدل الأوربية ، كلهم يركزون في نزاع الصحراء ، على حل الاستفتاء وتقرير المصير ، ودون إشارة ولو محتشمة لحل الحكم الذاتي الذي اقترحه النظام ، وليس الشعب ، ومات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به .
وأمام هذه العزلة التي جعلت النظام معزولا ومنبوذا دوليا ، إضافة إلى الاهانات الكثيرة التي تعرض لها في شخص الملك على يد بانكيمون ، و اوباما ، وفرانسوا هولاند ، والحرس الاسباني، وكبار الساسة مثل السفير الفرنسي الذي وصف النظام بالعاهرة ، والمقصود بالنظام هنا الملك ، إضافة إلى بهدلة رئيس الدولة حين أوقفت الشرطة والجمارك الفرنسية صلاح الدين مزوار وهو يحمل جواز سفر دبلوماسي كوزير للخارجية ، وأخضعته للتفتيش حيث أزال حدائه وجواربه .
وأمام دخول نزاع الصحراء مرحلة العد العكسي ، حيث تفصلنا سبعة أشهر عن ابريل 2017 ، لم يجد النظام من وسيلة للتنفيس عن هذه العزلة ، غير اقتراح الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي ، عله هذه المرة ينجح في تعطيل موعد الاستفتاء وتقرير المصير ، وفي محاولة خلق تفرقة قد تؤدي الى تقسيم الاتحاد الإفريقي إلى اتحادين ، اتحاد مع النظام المغربي ، واتحاد آخر مع النظام الجزائري ، ومن ثم النجاح في خلق تمثيليتان تتنازعان الشرعية الإفريقية ، أمام الأمم المتحدة ، وأمام البرلمان الأوربي ، والاتحاد الأوربي . وهو ما قد يجد نوعا من الاستجابة الدولية التي تلعب على التناقض السياسي والمشروعية بين الاتحادين المتصارعين . وعوض ان ينكب النقاش على موعد الاستفتاء ومسطرة تنظيمه ، فانه سيتحول الى مناقشة مواضيع لا علاقة لها بحل الاستفتاء ، ولا بتقرير المصير . ويكون النظام المغربي من ثم ، قد نجح في تعطيل أي حل خارج أطروحته التي يدافع عنها في فض النزاع .
لكن وحتى قبل ان يتمكن النظام من بلوغ مقاصده ، فان الطرف الآخر المطالب بحل الاستفتاء وتقرير المصير ، يكون قد استوعب الخطر المحدق بقبول انضمام النظام الى الاتحاد ، ويكون من ثم قد اتخذ جملة احتياطات تجعل الاتحاد محجوبا من اي تفرقة او انقسام . وهنا وبالرجوع الى القانون الأساسي للاتحاد ، والذي تم تحريره من قبل الجزائر ، ومشاركة الجمهورية الصحراوية بطريقة تُحصّنهما ودون ان تأخذ منهما ، فان النظام يكون قد تقدم بطلب مكتوب الى مفوضية الاتحاد يعرب فيه وبشكل واضح عن رغبته في الانضمام الى الاتحاد ، مع الالتزام واحترام شروط الانتماء التي هي الالتزام بالقانون الأساسي ، والاعتراف بجميع دول الاتحاد ودون استثناء . وهذا يعني خضوع النظام المغربي لام لاءات الجزائر ، ومنها الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، أي أن النظام لن يستطيع إن دخل الاتحاد ، ان يطالب بطرد عضو مؤسس له ، الذي هو الجمهورية الصحراوية . من هنا فان الطلب الذي تقدم به النظام الى المفوضية الإفريقية ، يعني انهزام النظام في معركة الصحراء ، وهو انهزام عسكري حين كانت جبهة البوليساريو تهاجم وتقتل بالآلاف من الجيش والدرك والقوات المساعدة ، ويقوم بالنظام بدفنهم جماعات في حفر جماعية ، إضافة إلى اسر أكثر من أربعة آلاف أسير حرب منهم من قضى أكثر من ستة وعشرين سنة لدا جبهة البوليساريو والجزائر ، وحين تم إطلاق سراحهم بسبب تدخلات دولية ، تنكر لهم النظام بعد أن أداقهم الهراوة وهم معتصمون بشارع محمد الخامس أمام البرلمان . ومثل ما ان طلب الانضمام الى الاتحاد ، هو دلالة عن هزيمة عسكرية ، فانه كان كذلك دلالة ساطعة عن هزيمة دبلوماسية دولية ، حيث ولو دولة واحدة تعترف بمغربية الصحراء ، ولا بحل الحكم الذاتي ، كما ان هناك حوالي تسعة وثلاثين دولة تعترف بالجمهورية الصحراوية ، وهناك دول أخرى تعترف بالجبهة الشعبية ، وتفتح لها مكاتب بعواصمها ، ومدنها ، وتؤطر أنشطتها . كما ان جميع قرارات مجلس الأمن منذ 1975 ، وتوصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 1963 تنص على الاستفتاء وتقرير المصير . وما الخرجة الأخيرة ، والتصريحات الخطيرة لبانكيمون عند زيارته المنطقة ، حين اعتبر التواجد المغربي في الصحراء ، بمثابة احتلال ، وركز على حل الاستفتاء ، ونفس الشيء يعتمده الاتحاد والبرلمان الأوربي ، سوى اعتراف بفشل أطروحة النظام في معالجة ملف الصحراء .
ان اكبر الاهانة والذل اللذين ألحقهما النظام الحاكم في المغرب بالشعب المغربي وبأمجاد المغرب ، هو حين ستصوت الجمهورية الصحراوية والجزائر على قبول او عدم قبول النظام لعضوية الاتحاد الإفريقي . فكيف يستسيغ المرء ، أنّ النظام الذي لا ينتمي الى الاتحاد ، تقدم بطلب كتابي للانضمام إليه ، لا يزال يحتفظ بنفس الأسباب التي تحجج بها النظام ، عند تبرير انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية ؟ وكيف يستسيغ المرء كون الجمهورية التي يدعي النظام انه لا يعترف بها ، هي من سيشارك في التصويت على انضمام النظام الى الاتحاد ؟
ان طلب النظام بالانضمام الى الاتحاد الإفريقي يعني :
--- ان النظام الملكي وليس الشعب ، سيحجز مقعدا له بجانب مقعد الجمهورية الصحراوية .
--- ان النظام الملكي وليس الشعب المغيب في ملف الصحراء يعترف بالجمهورية الصحراوية ، رغم ان قرارات مجلس الامن لا تزال تنص على الاستفتاء الذي قد يؤدي الى تأسيس الجمهورية ، وما ان جمهورية تندوف أسستها الجزائر وليبيا ، ولم تنشأ عن طريق استفتاء وتقرير مصير الصحراويين .
--- ان النظام الملكي وليس الشعب ، يلتزم بقرارات الاتحاد الإفريقي التي لا ترى حلا لنزاع الصحراء خارج الاستفتاء وتقرير المصير .
--- ان النظام الملكي وليس الشعب المغربي ، يكون بهكذا موقف ، قد تخلى نهائيا عن مقترح وحل الحكم الذاتي الذي مات من أوله ، ولم يظل إلاّ في جمجمة النظام المتهالكة .
--- ان النظام الملكي وليس الشعب ، يؤيد قرار الاتحاد الإفريقي بانتداب ممثل شخصي للاتحاد لدا مجلس الأمن ، والجمعية العامة في قضية الصحراء الغربية .
--- ان النظام الملكي الذي تلاعب بالشعب في ملف الصحراء ، وليس الشعب قد فشل فشلا ذريعا في ملف الصحراء .
--- والنتيجة انه بعد أربعين سنة من التيه وفقدان البوصلة ، يخضع النظام الملكي وليس الشعب للأمر الواقع ، ويكون بذلك قد أعرب عن استعداده للتنازل عن الصحراء الغربية ، باسم الأمم المتحدة ، والقرارات الأممية ، والشرعية الدولية ، ومن ثم فهو سينضبط للمشروعة ولتبرير ذهاب الصحراء ، مثلما تنازل عن الصحراء الشرقية رغم حرب الرمال في سنة ،1963 وتنازل عن موريتانيا وعن سبتة ومليلية.
ان الجلوس بجانب الجمهورية الصحراوية بالاتحاد الإفريقي ، هو اعتراف قانوني وسياسي بها ، ومن ثم وفي غيبة الشعب الذي يعتبره النظام مجرد رعايا قطيع ، فان هذا الاعتراف هو :
--- خيانة واضحة لقسم المسيرة الذي شطبوه نهائيا من ذاكرة المغاربة حتى يمهدوا الجو لإجراءات الخيانة والتواطؤ .
--- خيانة للجيش ، من جنود ، وضباط صف ، وضباط الذين استشهدوا بالآلاف في الصحراء ، والذين سقطوا في الأسر من اجلها .
--- خيانة لهذا الشعب الذي ضحى بأبنائه في الدفاع عن الصحراء .
--- خيانة للحسن الثاني الذي قال عندما سألته الصحافة الفرنسية عن إمكانية منح الصحراويين حكما ذاتيا قائلا " كيف هل يريدون مني ان اقبل بجمهورية الصحراوية ؟ أبدا " .
--- خيانة لمحمد الخامس عندما زار امحاميد الغزلان في سنة 1958 مؤكدا على مغربية الصحراء ، ولم يتحدث عن جمهورية ، ولا عن استفتاء ، ولا عن حكم ذاتي ؟
--- خيانة لجيش التحرير الذي واصل تحريره للصحراء قبل خيانة النظام له في واقعة المكنسة ، او ايكوفيون .
--- واكبر الخيانات ، هي حين ستصوت الجمهورية الصحراوية التي أنشأتها الجزائر ، وليس يؤسسها الصحراويون بمقتضى استفتاء ، او قرروا بشأنها مصيرهم ، --- أقول ستصوت على قبول النظام عضوا بالاتحاد الإفريقي .
من هذا المنبر ندعو الجماهير المغربية بالصحراء لمقاطعة الانتخابات ، والتخندق الى جانب إخوانهم بالأقاليم الأخرى ، والذين سيقاطعون هذه المسرحية المسماة انتخابات ، للوقوف ضد ما يطبخ ويحاك لملف القضية الوطنية من قبل النظام الذي إن كان هو في كفة ، والصحراء في أخرى ، سيضحي بها حتى يبقى هو يواصل الافتراس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ