الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعركة المصيرية في الحانة الشامية

كفاح حسن

2016 / 9 / 28
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


بعد منتصف الليلة الماضية قادتني ساقاي نحو نادي ليلي شامي كان مزدحما بشكل غير طبيعي. و هناك عرفت بأن معظم جمهوره كان من العراقيين. واخترت لنفسي طاولة خلفية. و إلا إنني عرفت بعدين بأن عند الطاولتين المجاورتين لي كان يجلس أيضا عراقيين. عندما بادروني بعد الجلوس بلازمة العراقيين
- الله بالخير..
و بدأ الغناء و الرقص. حيث ازدحمت الحانة بالبنات المتلهفات لجيوب زوار الحانة..
و بدأت الصولة الأولى من الرقص الشرقي. حيث نزلت الراقصة مع المغني.. ووقفت عند أقرب طاولة لهما. و هنا وقف شاب يلبس الدشداشة و العقال و يشماغ احمر.. ومعه كيس مملوء بالليرات السورية. و طلب من المغني و الراقصة تحيته. و عرف نفسه بالشيخ عمر الشمري..و طلب تحية لعشيرته و أهل الغربية في مقاومة الهمج الصفويين. و رقصت الراقصة على موسيقى..
على ظهور الخيل صعدت الخيالة ..
و أغرق شيخنا المغني و الراقصة و الفتيات الراقصات بأوراق الليرة السورية التي كانت محشورة في كيسه.
و جاء الرد من الشيخ مهند الكعبي.. حيث نزل إلى حلبة الرقص بدشداته البيضاء و غترته البيضاء و هو يحمل كيسا أكبر مليان بالليرات السورية..و هو يحيي أبناء محلة العمارة في النجف والذين هم كما يدعي تاج على رأس الكل..و هنا تحول المغني ليغني
يا عراقنا يا حبيب ..هذولة احنة رجال الغيرة..
و هزت الراقصة بعنف اردافها.. و تعرقت أجسام الصبيات الراقصات من شدة الرقص.. و أفرغ شيخنا هذا مايحمله من ليرات على أجساد الصبايا و الراقصة و رأس المغني..
و لم تنتهي هذه الصولة إلا و شيخنا الشمري يدخل الحلبة من جديد بكيس أكبر مليء بالدنانير العراقية.. و يعدد اسماء أطلق عليهم اسم شهداء مقاومة الغزو الصفوي..و هنا صدح صوت المغني باغنية
يا كاع ترابج كافور
وامتلأت حلبة الرقص بالصبايا المنتظرات لنثر الدنانير العراقية من الشيخ الشمري.. و التي نثرها في لحظات على رؤوسهن..
وكان منضدتا الشيخين مغتصتين بحاشيتهما و عليهما كل ما لذ و طاب من مأكولات و مشروبات..
و هنا دخل الحلبة شيخنا الكعبي و هو حاملا لكيس مليئا بالدنانير العراقية..و هو يصرخ ممجدا بشهداء لواء أبو الفضل العباس. و فاجأنا المغني بترديد قصيدة حسينية..
أخاف من اعوفك بعد ما اشوفك
ثم هزت القاعة صخب الطبول و اعمت العيون الاضوية الملونة و المغني يغني
ها خوتي عليهم ها عليهم
والصبايا إحمرت وجوههن من الهز و القفز و جمع أوراق النقود المنتشرة على الأرض.
و عرف صاحب الحانة من أن المنضدة بجانبي يجلس عندها أبناء مدينة حديثة المقاتلة. فطلب من الراقصة التوجه نحو المنضدة .. ليدخلوا في هذه المعركة المصيرية. فما كان من كبيرهم إلا و يطرد الراقصة بغضب. رافضا الانضمام لهذه المعركة.
و استمرت المعركة حامية الوطيس مابين الشيخان الشمري و الكعبي.. وفي كل صولة تغرق أرض المعركة بالدنانير..
وقام أحد الخبثاء بتبليغ صاحب الحانة بأنني من كربلاء. و ربما لدي أكياس من النقود سأصبها في ساحة المعركة فوق رؤوس الحسناوات الشاميات..فقطعت شكهم باليقين بأنني لست اهلا لهذه المعارك البطولية..
و انتهت المعركة بمغادرة المطرب و الراقصة و الصبايا الحانة بغنائمهم من مختلف العملات..
و حملت الحاشيتين شيخاههما مخمورين إلى حد الثمالة..
و ما كان من جاري الحديثي إلا أن يصرخ بحسرة..
- اولاد القحبة..
فاجبته بمقطع قصيدة ابن النواب..
- اولاد القحبة لست خجولا حين اصارحكم بحقيقتكم
فحضيرة خنزير أطهر من اطهركم..
نعم هذه بطولاتنا منذ أمد التاريخ
بطولات المواخير و الغانيات
أبطال فيما بيننا
و جبناء أمام أعدائنا الحقيقيين..
لعن الله الشيخين فقد حرمونا من سهرة هادئة و مريحة.

كفاح حسن
دمشق
27 أيلول 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ