الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن لا يدري ، إنه الجحيم إلى العرب .

عبد اللطيف بن سالم

2016 / 9 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لمن لا يدري : إنه الجحيم إلى العرب .
كثيرا ما نرى الأزهار على ضفاف المستنقعات وفوق المزابل فهل نسمي مثل هذه المنابت ربيعا زاهيا نفرح به وهي في الحقيقة تعج من تحتها بالجراثيم الفتاكة وبحشرات الأوبئة المميتة ؟ أليس من نتائج هذه المسماة ثورة عربية والتي استشرت في كامل أنحاء الوطن العربي كالنار في الهشيم ، قتلى وجرحى بالآلاف المؤلفة ومعها المرضى والفقراء والمعطلين عن العمل تزداد نسبهم في كل دقيقة وغلاء المعيشة مع التضخم المالي وضعف المقدرة الشرائية للمواطن متواصل ويقضٌ مضاجع كل المتعايشين في كل بلد ،ومع كل هذه الأوضاع ينتعش الإرهاب ويجد الفرص سانحة للتغوٌل وترصٌد المواقع
واستغلال الشباب اليائس والمهمش في قتل إخوتهم من العرب أو قتل إخوتهم في الإنسانية دون أية رحمة أو شفقة وبكل توحش وليس ذلك بدافع العقيدة كما يقال عادة وكما يظن البعض من الذين يحكمون بالظاهر وإنما هو في الحقيقة بدافع الإحساس بالظلم والمهانة من ذوي القربى ،أهلهم من المشرفين على شؤون البلد والذين حرموهم من الشغل ومن الحرية ومن الكرامة الإنسانية حتى صاروا لا يبالون بأحد ويكرهون كل الناس حتى أنفسهم ولم يعودوا يأبهون بإنسانيتهم و لا بإنسانية غيرهم ... وكل هذا تنفيذ لمخطط امبريالي لتحطيم المنطقة العربية بأقل التكاليف الممكنة مثلما فعلوا منذ زمن قريب بالاتحاد السوفياتي .
الإرهاب ثقافة دينية مؤدلجة سياسيا :
- ومن جهة أخرى فإن الإرهاب ثقافة دينية مؤدلجة سياسيا تُشحن بها عقول البسطاء من الفقراء والجهلة والأغبياء بدعوى أنهم سينالون في الدنيا وفي الآخرة خير جزاء . فللقضاء عليه لابد من القضاء على ثقافته هذه واجتثاثها من جذورها ومن مصادرها المختلفة وهي تلك المبرمجة في الروضات والمدارس والكليات والمطبقة فعليا وبكل حماس وانفعالية في المساجد والجوامع والحلقات والمجالس الدينية .
- ومن نكد الدهر على تونس الجديدة أن ترى """ أعداء لها ما من صداقتهم بدّ
وهل لا نزال نقبل بأصدقاء لنا يقتلوننا ؟ هكذا نُصبح نحن الحمقى والأغبياء . ولا معنى لحقوق الإنسان التي لا يزال البعض يتعلل بها مع مثل هؤلاء الذين لا يفكرون إلا في القضاء علينا بكل الطرق الممكنة لا لشيء إلا لأننا نختلف عنهم في الأفكار والرؤى ولأننا تجاوزنا المرحلة الحضارية التي بقوا هم فيها .
- الحل في رأيي أن تتخذ الدول العربية المتضررة بالإرهاب في الحال القرارات الحاسمة والنهائية التالية :
" إلغاء الأحزاب الدينية كلها .
" غلق المساجد كلها ( ولو بصفة مؤقتة حتى تتخذ معها الإجراءات اللازمة الكفيلة بتحييدها ).
" وتطهير كل مؤسسات الدولة من رموز الإرهاب المتواجدة فيها والتي تنخر في أوصالها وتعرقل تحركها إلى الأمام .
" وفصل الدين عن الدولة مرة واحدة .
- الصادية والمازوشية في الشخصية الإرهابية :
وللعلم فلابد من التساؤل إن كانت "الصادية " مرضا أم حالة عادية وسوية وهل هي فردية بحتة أم أيضا جماعية ومتى تكون من هذا النوع أو من ذاك لما لها من علاقة بالنزعة الإرهابية ؟
فردية كانت أو جماعية هي تعبير عن تلك النزعة العدوانية المتأصلة في البشرية منذ ظهورها و منذ أن كانت حيوانية بدائية قبل اكتسابها التدريجي للروح الإنسانية مع اكتشافها للغة والشروع لاحقا في الحياة الحضرية . لكن ماذا تعني " الصادية " ؟ تعني الاستمتاع والتلذذ بتعذيب الغير وهي الوجه الآخر ل " المازوشية " التي تعني الاستمتاع والتلذذ بتعذيب النفس عندما لا يجد المرء القدرة على تعذيب الغير والانتقام منه نهائيا ، وما الإرهاب هذا الذي نشاهد مظاهره تتضاعف اليوم في المنطقة العربية بالخصوص إلا تعبيرا عن الوقوع في ازدواجية الإحساس بالصادية والمازوشية في الآن نفسه هذا الإحساس المتجذر في الطبيعة البشرية كما ذكرنا آنفا والذي يكاد يغوص في أعماقها بفعل الثقافات الإنسانية المتراكمة عليها عبر العصور لولا أن وفّرت لها اليوم الإمبريالية العالمية أو ما يُسمى ب " العولمة " الظروف المناسبة والأرض الخصبة لتظهر من جديد وتنمو وتفعل فعلها في تحقيق أهدافها ومصالحها في المنطقة بالتعاون مع الجهلة والمتخلفين والخونة من أهلها الذين صاروا منذ مدة يعملون في ركابها ظنا منهم أنهم يعملون ضدُها في حين أنهم يقتلون بعضهم بعضا بتوجيهها وبرمجتها المباشرة أو غير المباشرة ، وما الهامشية في الأفراد والجماعات التي صنعتها هذه العولمة في شباب المنطقة منذ مدة إلا من العوامل الهامة والمؤسسة لهذه الظاهرة الخطرة حتى أننا صرنا نشاهد يوميا في مسلسلاتنا التلفزية الثقافية أيضا القتلى والجرحى والدماء والدموع والدمار والخراب كما لو كانت أمورا عادية في حياتنا اليومية في حين أنها في الواقع تؤسس من حيث تدري أو لا تدري لثقافة العنف والعدوانية وكأنما هي تؤيدها وتعمل على ترسيخها من جديد في الحياة الاجتماعية في حين أنها كما لو كانت في الحقيقة إحياء لما كانت عليه البشرية في عهودها السابقة من التخلف والبدائيية والعنجهية ولكن بوسائل متطورة وبأسلوب أكثر وحشية .
كلمة مكتوبة منذ مدة ولم ينشر إلا جزئ منها في الفايس بوك سابقا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024