الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يمكن معارضة دولة مرغوب فيها دوليا

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الراهن الاحزاب او الافراد مهما كانت امكانياتهم داخل الدولة المرغوب فيها دوليا يمكنهم معارضة أحزاب اخرى او أفراد آخرين يرتكبون أخطاء بصفتهم تلك و لا يمكن نسبة هذه ااخطاء للدولة بكاملها او لرموزها أو للحاكم نفسه . معارضة الدولة برمتها وبكامل اجهزتها المختلفة التي لها تراكم تاريخي وضعت للمحافظة على امن و سلامة الجميع بقوانين منظمة واضحة في اغلبها اخذت من تجارب الدول الحديثة المجاورة جغرافيا ، يشبه شخصا يريد افراغ ذلك التراكم التاريخي واحلال دولة اخرى هشة مكانه فيها فقط الذين يتفقون مع افكاره او اسكات محرك يشتغل منذ زمن بعيد و اتبث صلاحيته الصناعية في تدبير الامور او يشبه شخصا ، بمواجهته للاجهزة التي وضعت لخدمته و حمايته ، يقوم بمعارضة نفسه .لان الدولة باجهزتها هي دولته مع الاخرين المختلفين.
مواجهة الدولة المرغوب فيها دوليا امرمستحيل يشبه الانتحار لا يمكن ان يقدم عليه الا المضطربين عقليا.
أما في الدولة غير المرغوب فيها دوليا فيمكن ذلك .لانها تكون في اغلب الاحيان دولة هشة ترتبط اجهزتها الاساسية بالحاكم مباشرة و خصوصا تلك الاجهزة التي ترتكب مخالفات للقانون الدولي او تنتهك حقوق الانسان بشكل فظيع رغم ما تحاول اظهاره من تماسك داخلي يتم الترويج له اعلاميا بالاكاذيب.فشبيحة الاسد مرتبطة مباشرة به .و كذلك فدائيي صدام....نفس الشيء بالنسبة لكتائب القذافي التي كانت كلها تنتهك حقوق الانسان يوميا نهارا جهارا بل و توثق ذلك صوتا و صورة لترهب به الجميع امام العالم .
لذلك كان الارتباط العضوي لهذه الاجهزة بالحاكمين المقصودين احد الاسباب الرئيسية في سقوط أنظمتهم الموغلة في الديكتاتورية ذات الوجه القبيح داخليا وخارجيا بينما صمدت الانظمة التي لم تكن لها مثل هذه الاجهزة الفتاكة امام رياح التغيير لسنة 2011 العاصفة و التي كانت تتعامل مع القوى المعارضة لسياستها بنوع من الانفتاح والتفهم و الحوار أو الاحتواء الذي لا يلغي الاعتراف الواعي بضرورة التعامل مع الاختلاف بواقعية كشيء طبيعي و ايجاد الحلول الوسط لكل معضلة في الوقت المناسب .
و كلنا رأينا بالصورة والصوت تجارب ناس مغاربة كانوا في مناصب قيادية في حركات بالخارج مناهضة للدولة و تقلبوا في الترحال بين دول كثيرة و ذاقوا المنافي نظرا لخطأ قراءتهم للواقع دون تحقيق ما كانوا يعتقدون انه ممكن و قلنا هنا انه مستحيل ثم رقدوا مثل ما سيرقد الجميع المحدود بيولوجيا بعد ان تركوا وصية غريبة و هي "لا تنتموا للاحزاب".مثل ما قال المعارض الملقب بالفقيه البصري الذي كان لاجئا عند القذافي في السبعينات بعد دخوله للمغرب اثر وفاة الحسن الثاني و حلول جو من الانفتاح و ذوبان الجليد مع المعارضين السابقين .
غريب ان ينصح رجل مثل الفقيه البصري بمثل هذه النصيحة في حين انه لا يمكن تحقيق الديموقراطية دون احزاب قوية.
و الاغرب ان العديد من المغاربة البسطاء يقولون لك "ليتركونا فقط كما نحن لحالنا لا نريد اي ديموقراطية على الاطلاق" . بل احدهم قال بالامس لا غير بأن الحياة تنغصت علينا فقط منذ بدأ الحديث عن الديموقراطية وحقوق الانسان و حقوق المرأة حتى بدأت الدمى الجنسية تغزو اسواقنا .
هؤلاء ليسوا قلة ومنهم عمال و فلاحين و مهنيين.ويصعب اقناعهم بأن الديموقراطية تعني تحمل المسؤولية و المحاسبة و أنها في صالحهم .
لذلك فالذين يتحدثون عن ثورة الفلاحين والعمال و المطرقة والمنجل التي انتهى منها الناس في اروبا سيكونون يغردون خارج السرب دون قراءة صحيحة للواقع بجميع مظاهره و العناصر المؤثرة فيه فعلا .و ربما سينتهون يوما ما بشيء شبيه بنصيحة الفقيه البصري او اسوأ من ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة