الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى بطلة كربلاء

كفاح حسن

2016 / 10 / 6
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بين بساتين كربلاء و عند الوادي القديم, قرب قبر سيد جوده.. كان هناك بيت أبو حامد, ذلك الإنسان الرائع بحبه لعائلته و أهل مدينته و مهنته كسائق تكسي. مهنة جعلته قريبا من الناس و عايش همومهم.
و في هذا البيت نشأت رسمية جبر الوزني. و تعلمت من والدها كيف تحب أهلها و فقراء المدينة و تمد يد المساعدة لهم. و إختارت مهنة التعليم لحبها لمهنة التعليم. و لما في هذه المهنة من دور كبير في خدمة الناس.
و في المدرسة , وفي البيت تعرفت على الحزب الشيوعي العراقي. و إلتحقت بخلاياه النسوية منذ مطلع شبابها. و قد نالت إحترام و تقدير رفاقها و رفيقاتها و الذين كلفوها بمهمة تلو الأخرى. لتجد نفسها كادرا نسويا مرموقا في صفوف منظمات الحزب في كربلاء و الفرات.
لقد عرفتها أزقة و درابين و محلات المدينة الفقيرة.. الدخانية, الجاجين , باب السلالمة, الخيمكة و العباسية بشرقيتها و غربيتها..و عرفتها و أحبتها نسوة المدينة و هي تدافع عن حقوقهن و تسعى إلى إرشادهن إلى طريق الخلاص من الظلم و الإضطهاد.
إلتقيت بها لأول مرة في مقر الحزب في كربلاء في شتاء 1974
..حيث جمعتنا التحضيرات للإحتفال بذكرى تأسيس الحزب. لقد أذهلتني بقوة شخصيتها و ثقتها العالية بالنفس و تواضعها الجم. و بقت علاقتي معها كعلاقة طالب بمعلمته. حتى غادرت المدينة نحو بغداد لمواصلة الدراسة الجامعية. و فرحت بإلتحاق شقيقتها الفقيدة ماجدة معنا في الدراسة في نفس الجامعة. فبذلك أستطعت أن أحتفظ بعلاقتي بمعلمتي رسمية.
و في عام 1977 بعد زواجها من الكادر الحزبي المجرب محمد النهر وولادتها بإبنتها لينا, أرسلها الحزب مع زوجها للدراسة الحزبية في موسكو.
و بدلا من أن نلتقي في كربلاء, كانت لقائاتنا القادمة في مدن الغربة..
و كانت من الرفيقات السباقات في حمل السلاح و الالتحاق بفصائل الأنصار بين الوديان و الهضبات العاصية. و تحولت إلى مقاتلة شجاعة و عنيدة وسط رفيقاتها و رفاقها المقاتلين الأنصار.
و كانت لقائاتنا محدودة و بالصدفة في عدد من المواقع و المقرات الأنصارية.
و لكن حنينها لم يخفت لمدينتها و بساتينها و أهلها. فقررت ترك حياة الأنصار و الإلتحاق بمنظمات الحزب السرية في الفرات الأوسط.
و فد تمكن جلاوزة السلطة الدموية من الوصول إليها بعد وشاية من أحد الخونة.. و لقد أرعبت الجلادين بصمودها و تحديها. لم يرعبها تعذيبهم و وحشيتهم, بل زادها تصميما على التمسك بمبادئها و حزبها.
و إعتلت منصة الإعدام بشموخ و إباء, و كأنها ترتقي ميدان معركة رابحة..
و تحل في هذه الأيام ذكرى إستشهادها.. ففي صبيحة الثامن من تشرين الأول في 1986 أقتيدت أم لينا نحو منصة الأعدام..
فمجدا لإبنة كربلاء البطلة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية من القلب
علي عدنان ( 2016 / 10 / 6 - 16:22 )
لها ولكل شرفاء الوطن اللذين كانوا يبحثون عن انعتاقه وكرامة شعبه وحياة سعيدة لاطفاله ونسائه
يعتصر القلب الما لالاف اللذين سقطوا وهم يريدون وطنا يعيش فيه شعبه بلا عوز ولم يبحثوا عن مال او جاه او سلطة
وكل اللعنة للقتلة البعثيين الفاشيين

اخر الافلام

.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟


.. سيارة جمال عبد الناصر والسادات تظهر فى شوارع القاهرة وسط أكب




.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم