الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذئب اردني منفرد بأدغال افريقيا

عيسى محارب العجارمة

2016 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ذئب أردني منفرد بأدغال افريقيا

خاص – عيسى محارب العجارمة – خرج الامام علي بن ابي طالب رضي عنه ذات ليلة بعد عتمة وهو يقول :- (همهمة همهمة ، وليلة مظلمة ، خرج عليكم الامام ، عليه قميص آدم ، وفي يده خاتم سليمان ، وعصا موسى عليه السلام ) . وكان رضي الله عنه حينما سمع ليلة مقتله ، صياح الاوز في الدار قد قال :- ( صوائح تتبعها نوائح )، فقتله ابن ملجم لتمضي مقادير الله عز وجل .

قبل سنوات عدة تناقلت وكالات الانباء العالمية ، خبر وفاة مدير جهاز المخابرات العامة الاسبق ، المشير البطل سعد خير – رحمة الله – أثناء قيامة برحلة غامضة للعاصمة النمساوية فينا – رغم تقاعده – فرجل الامن الاردني يستمر بجهاده من المهد الى اللحد، ولاشك انه احد أبرز القادة الامنيين على مستوى العالم ، الذين قاموا بتفكيك اسطورة تنظيم القاعدة بعد هجمات ايلول 2001 ، في حرب اردنية استخباراتية مضنية مستمرة لليوم ، ضمن مجهود دولي جاحد لبطولات الاجهزة الامنية الاردنية البطلة ، التي اسهمت بأنقاذ العالم الحر من براثن وحش الارهاب الدولي المنتظم عقده من عتاة خوارج العصر.

ولشد ما ارغب ان يكون مقالي هذا بلون بذلة ميدان(فوتيك) جنود الاردن، وانا اشارك امتنا العربية مناسبة المأتم الدائم في حلب وبغداد وليبيا واليمن وسيناء ، والمأتم الجلل السرمدي بالقدس وفلسطين . وهي جميعا تقع بصلب اهتمام دوائر صنع القرار الاردني ، ملكا وجيشا واجهزة امنية ، في مسعاها النشط الدائم لانتشال الاردن والوطن العربي من براثن الفوضى الخلاقة ، بوعي وطني وقومي وديني ، مع مراعاة الجوانب الامنية التي يسمح بها واقع الحال الاردني .

فزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لافريقيا الشهر المنصرم ، وتحديدا للعاصمة الكينية نيروبي ، تأخذ بعدا أمنيا استراتيجيا بالغ الاهمية ، وتجعلني اعود لعنوان مقال سابق لي معنون ب( ملك يباري الريح ) ، فجلالته على عجلة من أمره كما هو حاله دائما ابدا ، وهو قد قفل حفظه الله عائدا من نيويورك برحلة عمل شاقة ، تتعلق بأسفين النزوح السوري الدولية الشائكة الابعاد والمديات .

ويبدو ان تصريحات جلالته حول خوض الاردن لحرب استباقية للارهاب الدولي ، تجعلنا نتوقع خوض مواجهة جدية لمنظومة امننا الوطني الخارجية ، ضد تنظيم بوكو حرام الارهابي ، الذي يتخذ من القارة الافريقية ملاذا آمنا له وخصوصا بنيجيريا ، وارتباطه الوثيق بتنظيم داعش الارهابي بليبيا والمغرب العربي ، وصولا لداعش سيناء .

يبدو ان الاردن يتقدم منظومة الامن الدولية في افريقيا القارة اللغز أمنيا وعسكريا، وصولا لكبح جماح داعش الافريقي ، ولا شك ان التعاون الاردني المصري المغربي امر مطلوب بقوة في مجاهل القارة السوداء وأدغالها، وهو جزء من الحرب الاستباقية قبيل الفرار الوشيك لقيادات داعش في الموصل، صوب جهة وجبهة جديدة هذه المرة – وقطعا لن تكون افغانستان او شبه القارة الهندية - فقد تكون افريقيا القريبة البعيدة عنا نحن العرب .

جلالة الملك تحدث بمقابلة قريبة عن تصفية شخصيات كثيرة من عصابة داعش ثأرا للشهيد الطيار معاذ الكساسبة ، وتحديدا المجرمين الذين ظهروا في الفيديو الذي صور الجريمة النكراء ، وهاهو يصرح بحرب استباقية جديدة مع داعش مما يعني ضمنا انه دخل بمواجهة نارية مع الاخطبوط الدولي للتنظيم المتوحش ، ساحتها كل الكرة الارضية بما فيها أدغال افريقيا المجهولة .

ان هذا القائد التاريخي الملهم للاردن الهاشمي ، هو اليوم احد ابرز قادة العالم العربي لابل والعالم اجمع في محاربة الارهاب بعقر داره ، وان صفاته القيادية الشجاعة ليست موضع لبس او شك ليس لدى العالم الحر فحسب ، بل لدى قيادة التنظيم الارهابي الدولي نفسه وفروعه الاقليمية وخلاياه المحلية النائمة منها واليقظة التي تسلل بعضها خلسة لادارة دفة حملة المناهج الظالمة .

انني اشيد بمواقف جلالة الملك البطولية بهذه الحرب الكونية الشرسة ، حالي حال اي مواطن اردني اوعربي او مسلم ، ينظر بعين الاجلال والتقدير لهذا الملك البطل الذي يخوض عدة حروب على جبهات متفرقة ليس اقلها قتالة دفاعا عن القدس والمقدسات ضد الصهيونية العالمية .

وهو دونما ادنى شك ملك يباري الريح وهو يقوم بدور الذئب المنفرد بمحاربته للدول الراعية والممولة للارهاب، تاركا بقية العالم الحر والعرب المعتدلين بسباتهم العميق عن ارهاب وتجاوزات خوارج العصر ، قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :- من مات وليس عليه امام فميتته ميتة جاهلية .

اللهم اقبل بيعتي لعبدك عبدالله الثاني بن الحسين ملك الاردن الهاشمي ( خليفة وامام بالدنيا والآخرة ) وقد بايعته على ذلك - مرغبا بذلك عامة الامة الاسلامية - وهذا ما أدينك عليه اللهم في عرصات يوم القيامة . اللهم اشهد فقد بلغت والله المستعان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص