الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية ليست بالعافية، ردا على التحريض في المغرب

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 10 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شعارنا حرية -- مساواة -- أخوة

نشرت جريدة بديل انفو المغربية مقالا قصيرا جدا تحت عنوان "الكتاني يكفر كاتبا ويصفه بالحقير الخ " (رابط الخبر من موقع بديل اسفل المقال)
والكتاني هذا يعتبر ممن يسمون شيوخ السلفية بالمغرب الذين دخلوا السجن ثم تم العفو عنهم أمثال الفزازي و ابي حفص والحمدوشي و غيرهم .
و الكاتب المقصود هو عبد الكريم القمش المغربي الذي كتب مقالا بعنوان "انتم لا تعبدون الله انما تعبدون في السياسة" حسب ما وجدت في الانترنيت حول الموضوع و اثار حفيظة السلفي المذكور.
و نصيحتي للاخوة الذين يكتبون في موضوع الاسلام و هي انه يجب طرح السؤال حول مدى صحة الروايات التي ينطلقون منها قبل ان يقرروا في الموضوع .
أضافت الجريدة للخبر ما يلي (يشار إلى أن هذا المقال لم يكن يعلم به أحد ولا كان سينتبه له أحد لولا بعض النشطاء المحسوبين على الإسلام السياسي الذين جعلوه مشهورا.
وحري بالإشارة إلى أن الإسلام والله والرسول يساء إليهم يوميا في المغرب من خلال العديد من المظاهر ولا يسمع أثر للكتاني ولا لغيره فقط لأن الأمر يتعلق بالدولة ونظامها السياسي وليس بكاتب مغمور لا حول له ولا قوة غير لسانه "السليط".)
بين قوسين ، ما لم تقله جريدة بديل أنفو و هو أن مجلة آخر ساعة محسوبة حسب ما قيل في مقالات أخرى عن الموضوع على حزب الأصالة والمعاصرة الذي يطالب بفصل الدين عن السياسة و بعلمنة الدولة و يقول رئيسه "إلياس العماري" ان المغاربة مسلمون وليسوا اسلاميين و استغلال الدين في السياسة أمر مرفوض.و لذلك لقي رواجا كثيرا.
وكان الفضل في تأسيس هذا الحزب مع شخصيات أخرى للمستشار فؤاد عالي الهمة الذي أسس جمعية "حركة لكل الديموقراطيين " التي ستصير الحزب هذا.وهو الحزب الذي فاز في الحقيقة في انتخابات 7 اكتوبر إذا علمنا أن عدد مقاعده لم يكن يتجاوز ما يقارب 47 مقعدا في الانتخابات البرلمانية قبل الاخيرة .و معنى ذلك انه الحزب القوي عددا من حيث مقاعد البرلمان .إذ لن يحتاج أي عناء يذكر مع الاحزاب الاخرى باستثناء حزب العدالة والتنمية "الاسلامي جدا" لتشكيل الحكومة المغربية في حال فشل هذا الأخير الذي يبدو ان له أعداء كثيرين في الظاهر من المشهد في المهمة و هي تشكيل الحكومة .لأنه إنتقد الجميع و خاصة حزب الأصالة و المعاصرة و أطلق على المستشار المذكور أعلاه في مناسبات عديدة نعوتا لا تليق في الواقع أن يطلقها ناس متعلمون .و اظهر المستشار صدرا رحبا جدا نال اعجاب الكثيرين .انتهى القوسان.
المهم بالنسبة للموضوع و هو هذه الموجة من التكفير و التحريض على العنف التي اصبحت تطال مؤخرا كتابا و ناشطين في مجال حقوق الانسان امثال الاستاذ عبد الكريم القمش والاستاذ احمد عصيد وغيرهم و التي في الواقع ليست جديدة و تنهل من طبعة رديئة للاسلام لا تعبر عن فيلم الاسلام الحقيقي كما حدث في شبه الجزيرة العربية و التي لا تجعل من الاسلام ارهابا أو تجعل من محمد ارهابيا أوقاتلا أو زير نساء أو آمرا بالسطو على ممتلكات الناس و كل ما الصق به من نعوت هدامة مثل ما ورد في مقال الاستاذ عبد الكريم القمش الذي كتب ايضا مقالا آخر قبل ذلك عنوانه "العلمانية هي الحل".
هذه الظاهرة تجعل في قبل الحدث مسؤولية الدولة مباشرة حول سلامة مواطنيها المستهدفين .مما يعني توقع اتعاب اخرى مضافة للاجهزة الامنية التي هي غير ناقصة مشاكل بسبب التأكد وتتبع الانشطة الارهابية التي يكون مصدرها غالبا الخارج.
و يبدو ان هناك مواطنين امثال الكتاني و ابو النعيم وهم قلة يتضايقون من حرية التعبير و من قراءة افكار الاخرين التي يجدونها في فضاء عام و من سلوكات النساء اللواتي يلبسن الجينز و من الشواطيء حين تمتلئ في عز الصيف بالاجساد الادمية العارية الخ ، فاعتقد أن لدي اقتراح ربما ينال قبول الجميع في المغرب الممتد حتى لكويرة قرب موريتانيا .
الاقتراح بسيط جدا و لكن يمكن ان يحل المشكلة.
بما ان هناك فضاءات عمومية يخصصون فيها أماكن للمدخنين و اخرى لغير المدخنين و يجد الجميع نفسه راضيا مرضيا ، فلماذا لا يتم تخصيص أماكن في المغرب كالجنوب الصحراوي مثلا الذي يشبه فضاء شبه الجزيرة العربية في حرارتها و صمتها الممكن ان يساعد على التأمل لهؤلاء الناس لكي ينعموا بافكارهم هناك و فصلهم عن اليهود والعلمانيين واللادينيين والملحدين والمسيحيين والبهائيين و غيرهم الذين سيجدون انفسهم في الشمال أتوماتيكيا بعد هذا الفصل دون ان يُحرم المتطرفون من السفر للشمال كزائرين فقط لفضاء ليس مخصصا لهم يلزمهم القانون فيه باحترام الناس دون ازعاج وكأنهم يزورون سويسرا مثلا ؟
و يمكن تأثيت فضاء السلفيين هناك بما يريدون من شعارات ورايات ومباني (مبان) تشبه تلك الموجدودة في السعودية و شيعة اذا ارادوا هم ايضا الجدل مع السنة ليجدوا مع من يتجادلون و مباني تشبه مباني شبه الجزيرة العربية التي يحبون وشريعة منسوبة للاسلام و اعفائهم من التلفزيون و كل ما يعتبرونه كفرا .
و في حالة ما اذا غير أي من الطائفتين افكاره يمكنه تقديم طلب للسلطات بتغيير المكان الذي كان فيه من الجانبين.
أليس هذا الحل هو حل عادل؟
فالعلمانية ليست بالعافية على أحد .
وتحياتي للجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العلمانية ليست بالعافية ولابالسخرية
عبد الله اغونان ( 2016 / 10 / 24 - 11:37 )

يظهر أن الكاتب من خلال مقاله هذا لايعرف جيدا المغرب ولاأحزابه العلمانية والاسلامية

ولا الجماعت الاسلامية

ولعله استقى معلوماته من مصادر متحيزة وأحادية

في اعتباره السلفيين أقلية ووصفه حزب الأصالة والمعاصرة بالناجح انتخابا وهوالموسوم

وبالتحكم والفساد وقد تناولت الصحافة المغربية المتتبعة والمواقع الاليكترونية فضائحه في

الدار البيضاء وفي الانتخابات ويكفي للدلالة على ذلك سقوط كل رموز هذا الحزب في المدار

الحضري في الجماعات والجهات والبرلمان واقتصاره على البوادي حيث تسود الزبونية

والرشوة والأمية .فأين تظهر علمانيته وحداثته ؟

اقتراح الكاتب بنفي المتدينين الى الصحراء ليس نقدا للدين والمتدينين بل هو سخرية

اذا كان حزب العدالة والتنمية هو الفائز في الانتخابات وهو في مفاوضات لتشكيل الحكومة

ولديه حلفاء أعلنوا عن رغبتهم المشاركة فيها كحزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية

اليساري والذي كان حليفا مشاركا في الحكومة المنتهية ولايتها وغيرهما من الأحزاب فكيف

يدعي الكاتب حدوث أزمة في تشكيل الحكومة ؟

انتقاد الاسلاميين لمن يسيئون الى المقدسات هو أيضا من حرية التعبير


اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة