الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلم المجرد

مالوم ابو رغيف

2016 / 10 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاسلام هو دين اغلب سكان البلاد العربية اسميا، لكن القول بالاغلب ليس الا وهما لا يعكس جوهر الحقيقة، ذلك ان المواطن يرث دينه من والديه ولا يحق له بعد ان يشب ويبلغ سن الرشد ان يغيره فهذا يمنعه القانون المستند على الشريعة الاسلامية.
في العادة لا احد يفكر بتغيير دينه الا نادرا، اذ ان الدين ليس محور تفكير الانسان، هو مثل قطعة اثاث قديمة مهملة في مكان منسي في البيت لا تثير ولا تجذب الانتباه ليفكر الانسان باستبدالها او تجديدها، لكنه ايضا يخشى رميها في مكبات النفيات اتقاء لغضب الساكنين معه فقد تكون هذه القطعة البائسة جزء من ذكرياتهم التاريخية.
ولأن (المسلم) تعبير عام خالي من المعنى سوى دلالة الانتماء الى دين، فان كلمة المؤمن جائت لتدل على تمسك المسلم بتعاليم دينه والعمل بها واتباع الاراء الفقهية لشيوخ الدين والمصاغة على شكل فتوى.
المؤمن هو المسلم الحقيقي، اما المسلم فهو مجرد رقم يفيد التضخيم محسوب على الاسلام اعتباطا، رقم للتباهي والتفخيم مثل القول بان عدد المسلمين في العالم هو مليار ونصف، دون تعداد ولا فرز ولا جوهر ناهيك عن التكفير، لكن ساعة العدد يعتبرون كلهم مسلمين مؤمنين يتبعون الف باء الاسلام.
المسلمون المجردون هم الغالبية العظمى اكانوا سنة او شيعة في كل الدول الاسلامية، بينما يشكل المؤمنون اقلية ضئيلة حتى في البلدان التي يُحكم فيها وفق الشريعة الاسلامية مثل ايران والسعودية.
المسلمون المجردون او ما يسمونهم في العراق( مسلمو الجنسية) لا يهمهم لا اسلام ولا تطبيق الشريعة الاسلامية، هؤلاء وان كانوا ضد هذا التوجه، لأن تطبيق الشريعة يحدد حريتهم ويلجم السنتهم ويكون سوطا على اجسادهم ويحجرعلى افكارهم، لكنهم يتجنبون التصريح بهذه الرغبة تجنبا لرداءة العاقبة.
ان ابرز صفة من صفات المسلم المجرد هي صفة النفاق الاجتماعي. والنفاق هو اظهار ما يتخالف مع ما يضمره الانسان في عقله وفي وجدانه، فالمسلم المجرد يتمظهر بالايمان اجتماعيا، لكنه في حياته الخاصة، او ضمن حلقة اصدقائه ينزع كل خرق الايمان ويمارس حياته على حقيقتها. ان ذلك يعني ازدواجية او انفصام الشخصية او نوع من انواع الـ شيزوفرينيا الاجتماعية.
ليس في المجتمعات الشرقية فقط بل حتى في المجتمعات الغربية، لا يستطيع المثيلي ان يصرح بميوله الجنسية ذلك خوفا من ردة فعل اهله او ردة فعل المجتمع فقد يواجه باحتقار وازدراء وقد يُفرد او يُعزل وحيدا، وقد يُعتبر عارا يجب دفنه والتخلص منه كما في الشرق. لذلك وفي اكثر الحالات، يحرص على ان لا يكون متناقضا مع اعتيادات المجتمع لكنه حالما يطمئن بانه خارج رقابة المجتمع فانه يتحرر من كافة القيود الاجتماعية والجنسية المفروضة عليه والمتجذرة في ذاكرته الاجتماعية.
مثل ذلك ايضا المسلم المجرد الذي يخشى الاعراب عن رأيه الصريح في الشريعة، او يبتعد عن انتقاد الجوانب السلبية في الدين، لكنه حالما يكون لوحده او بين اصدقائه الذين يأمن لهم يعرب عن ضجره ومعارضته للدين.
نشير هنا الى المسلمة المجردة، التي رغم ان الدين الاسلامي يعتبرها ناقصة عقل ودين ويعطي للذكر مثل حق الانثيّن في الميراث ويعتبرها من مبطلات الوضوء ويحكم عليها بالنشوز ان هي لم تطع همجية زوجها، الا انها لا تستطيع الاعتراض على اي تصور او حكم ديني ينتقص من انسانيتها، ذلك انها ايضا تتمظهر بالانصياع للدين وان كانت حانقة غاضبة على الاله الذي شرعه.
ان هذه الازدواجية عند المسلم (ــة) المجرد(ة) تسفر بان يكون الزيف هو الحقيقة، اذ يبدو الناس وكانهم مؤمنون وطائعون برغبتهم للشرع ومتلطبات الايمان وان الاسلام يشكل الثقافة العامة. ان ذلك يمكن الاقلية الضئيلة على فرض ارادتها وذائقتها وحكمها على الاكثرية المنافقة الخائفة تاريخيا من معارضة الدين، ذلك ان التدين اعتبر احد مظاهر الشرف الاجتماعي.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه مغالطة أستاذ مالوم
nasha ( 2016 / 10 / 22 - 22:27 )
لا أعتقد أن مقارنة العقيدة الدينية (المكتسبة بالتلقين) والميول البيولوجية (المؤصلة بالطبيعيه) مقارنة صحيحة.
المثلي لا علاقة له بالمتدين يا سيدي.
المشكلة الرأيسية هي ما ركزت عليه أيضا يا استاذ وهو ( النفاق (
النفاق بدوره (عند المسلم العادي) ضرورة للتخلص من المحاسبة ومن الشذوذ عن ما هو سائد
ولذلك المشكلة تتركز في العقيدة نفسها . العقيدة نفسها عقيدة سلطوية عنيفة.
ولكن نرجع ونقول أن العقيدة متواجدة منذ مئات السنين ولم يكن هنالك اية مشكلة من هذا النوع وهذا صحيح أيضا.
إذن المشكلة في مكان آخر أليس كذلك؟
المشكلة يا أستاذي هي جمود العقيدة الإسلامية وتوقفها عند زمن في الماضي . العقيدة الإسلامية لم تتطور لتنافس الأفكار والثقافات السائدة في العالم هذا اليوم.
الثقافة كأي عنصر من عناصر الحياة الأخرى يجب أن تتطور مع الزمن ومع حاجة المجتمع للوقت الحاضر.
في اعتقادي حرفية القرآن ومفهوم الوحي وكلام الله الذي لا يجب أن يتغير هي أصل جمود الفكري الإسلامي.
لا يمكن لأي شيئ سواء مادي أو غير مادي في هذا العالم أن يمنع من التطور والتغير المستمر.
التغيير ظاهرة طبيعية لا يرحم من يقف في طريقه.
تحياتي


2 - ظاهره الاسلام
كامل حرب ( 2016 / 10 / 23 - 03:58 )
الاستاذ المحترم مالوم ابو رغيف , مقالك اكيد يلفت النظر الى هذه العقيده البدويه الصحراويه , انت بالطبع تتحدث عن المسلمين فى دول يعرب وتعدادهم اقل من عشرين فى المائه من مجموع المسلمين فى العالم , حقيقه انا لاافهم مايحدث فى هذا العالم الغريب , الغالبيه الكاسحه من مسلمى العالم لايتحدثوا العربيه وفى تأديه صلاتهم فأنهم يسردوا ايات لايفهموا معناها , وغير مقبول لهم ان يترجموا ايات القرأن لان هذا كفر والعياذ بالله , السؤال الملح كيف لهؤلاء القطعان البشريه ان يأمنوا بدين لايفهموه وان يصلوا بلغه لايفهموها , كيف تنساق هذه القطعان البشريه بهذه البساطه , احيانا افكر فى اندونيسيا وهى اكبر البلاد الاسلاميه , كيف تسلل هذا الدين البدوى الارهابى اليهم حتى اصبح الغالبيه الكاسحه مسلمين , هذا بالطبع ينطبق على الباكستان والبنجلاديش وايران وماليزيا ونسبه كبيره فى الاتحاد السوفيتى السابق وغيرها , كيف يؤمن الناس بشئ لايفهموه وهل يفهموه حقا , معضله


3 - انها ليست مغالطة يا صديقي
مالوم ابو رغيف ( 2016 / 10 / 23 - 09:55 )
الزميل العزيز ناشا
تحياتي
العقيدة الدينية غير متسبة بالتلقين، انها كتسبة بالوراثة، نحن كلنا ما عليه الآن بسبب وراثتنا لدين آبائنا، في الدول الاسلامية يمنع تغيير الدي وحتى الملحد يُحسب على الاسلام وتطبق عليه قوانينه، لذلك اصدر الخميني حكما بقتل سلمان رشدي لانه اساء الى النبي محمد مع ان سلمان رشدي قال انه ملحد ولا يؤمن بالاسلام.ـ
وجه الشبه بين المسلم المجرد من الايمان وبين المثيلي هو انهما كلاهما لا يستطيعان التصريح بسبب العرف الاجتماعي وتوقع العواقب الوخيمة وليس نوع الميول. كلاهما يمنعهما الخوف، فقط عندما يتحرر الانسان من الخوف يعبر عن ذاته الحقيقية.ـ
اما عدم وجود مشكلة رغم تواجد العقيدة فهذا غير دقيق.. كلما وجدت عقيدة واعتبرت هي الصحيحة او المقدسة دون سواها، تتكون المشاكل ويكون الاضطهاد والقمع ابرزها، ذلك لوجود من لا يتوافق مع هذا الرأي، ولا فرق في هذا الامر اكانت العقيدة شيوعية او دينية.ـ
عزيزي ناشا
اتفق معك جدا بان التغير سيفرض نفسه، لكنه يحتاج الى محرك الى دافع والى محرض دون ذلك سنكون بانتظار غودو
تحياتي


4 - تصحيح واعتذار
مالوم ابو رغيف ( 2016 / 10 / 23 - 10:34 )
في الرد على الزميل ناشا وردت بعض الاخطاء الاملائية بسبب رداءة الكي بورد والتي لم انتبه لها
لذلك اعتذر واصحح الرد
العقيدة الدينية ليست مكتسبة بالتلقين،، انها مكتسبة بالوراثة
في الدول الاسلامية يُمنع تغيير الدين وحتى الملحد يحسب على الدين الاسلام


5 - الاسلام في افريقيا
مالوم ابو رغيف ( 2016 / 10 / 23 - 13:05 )
الزميل العزيز كامل حرب
تحياتي
انا اميل الى الاعتقاد بان الاسلام في البلدان غير العربية، هو اسلام من انتاج محلي، اي انه يتوافق مع التقاليد والعادات واللغة التي نشأ فيها، هو اسلام ايضا مجرد من الاسلام العربي
، وقد انتبه السعوديون والازهريون الى هذا النقطة فخصصوا مليارات الدولارات لنشر الاسلام الوهابي او الازهري او الشيعي في تلك البلدان التي لا تعرف من الدين سوى الاسم
فمثلا ما هي علاقة النيجيريين بالحسين بن علي حتى تخرج مواكب العزاء واللطم والحزن عليه؟
وما علاقة الاندنوسيين بعمر او علي حتى يتحاربون عن افضلية هذا على ذاك؟
هذه هي نتائج التبشير الاسلامي الوهابي.. بوكو حرام والاف الانتحارين والذباحين
في الدول الاروبية يوجد اسلام مجرد ايضا، في البوزنا مثلا، ورغم محاولات الوهابية في نشر التزمت الديني، الا ان البوزنيين ليس لهم من الاسلام سوى الاسم، فهم يحتسون الخمور وتبقى بناتهم الى وجه الفجر في المراقص ولا تضع الحجاب على شعرها وتتصرف تماما مثل بقية النساء غير المسلمات
بنغلادش انفصلت عن باكستان بسبب الكتابة، فقد اعتبرت الحرف السنسكريتي غير مقدس بينما الحرف العربي اسلامي مقدس.


6 - الإسلام مذهب سياسي
بارباروسا آكيم ( 2016 / 10 / 23 - 14:01 )
إِقتباس :
تقول :( العادة لا احد يفكر بتغيير دينه الا نادرا، اذ ان الدين ليس محور تفكير الانسان)
هل تصدق أَخ مالوم حقاً هذا الكلام !!؟
هل حقاً إِن مانع تغيير الدين في العالم الإسلامي هو فقط كون الدين - ليس محور تفكير الإنسان - أَم إِن الموضوع بالفعل مرعب ويمكن أَن يصل لقطع الرقاب؟
أَمَّا بالنسبة لموضوع التبشير الوهابي وأَثر البترودولار في تدمير الوعي الشعبي، فهذا صحيح نسبياً ولكن العنف الإسلامي في العصر الحديث سابق لفترة التبشير البترودولارية

http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=503750

تحياتي وتقديري


7 - هل الدين محور تفكير الانسان؟
مالوم ابو رغيف ( 2016 / 10 / 23 - 22:10 )
الزميل بارباروسا آكيم
تحياتي
لو لم اعتبر الكلام الذي ورد في المقال صحيحا لما كتبته، انا ابحث عن الاسباب وليس عن الظواهر، انا اتحدث ايضا عن بيئة معينة، ليست بيئة دينية، بل بيئة انسانية يهتم فيها الانسان بحياته ويجري وراء لقمة عيشه وراء ضمان مستقبل اطفاله وراء العمل الذي قد لا يحصل عليه الا بالمشقة وراء دواء لامراض صعبة
لا اتحدث عن ترف فكري او ترف ديني للتفاضل بين الاديان
اهتمامات الانسان العادي هي متطلبات حياته اما الدين، اي دين لا يكون من ضمنها.ـ
التقيت برجل من الصومال كان قد درس في الازهر، قال لي انه هجر الاسلام بعد اكتشافه بنفسه اخطاء القرآن، لذلك قرر الالحاد، مثل هذا الرجل ليس النموذج ليس مقياس، فالدين هو محور تفكير رجال الدين لكنه لا يمكن ان يكون محور تفكير الانسان العادي
اما عن العنف فانا اتحدث هنا عن ذلك الموجود في القارة الافريقية والذي هو نتاج مباشر للايديلوجية الوهابية المتشرة في افريقيا. لا حظ ايضا ان هذه الايدلوجية قد انتشرت وساعد الامريكيون على انتشارها بتوفير كافة الوسائل للوهابيين لإعداد المجاهدين لمحاربة السوفيت في افغانستان اما عن الاخوان فهم ايضا نتاج وهابي

اخر الافلام

.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال