الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالسلاح و ليس بالانجيل إسترد مسيحيو العراق كنائسهم

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 10 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


شعارنا حرية – مساواة – أخوة

بعدما نشر قبل عامين شريط فيديو غاية في التكنولوجيا مصور بالسلم الاتوماتيكي مرعب جدا منسوب لداعش ليبيا يظهر قتل 21 مسيحي قبطي من مصر كانوا عمال في ليبيا ، كتبت سابقا مقالا بالاسم القديم عنوانه "أيها المسيحيون غيروا أناجيلكم" أشرت فيه لعبارات من الكتاب المقدس من سفر إشعياء و من الإنجيل مثل " وسيق إلى الذبح مثل شاة فلم يفتح فاه " والمقصود هنا يسوع الناصري بمناسبة صلبه ثم "من ضربك على خدك الأيمن أدر له الأيسر" كتعاليم يقال ان يسوع قالها .و قلت أن مثل هذه النصوص لا توفر أدنى حماية للمسيحيين الذين يوجدون في حالة أمنية لا يحسدون عليها في الوقت الذي نلاحظ فيه ، اذا كنا نعتقد و نحن نعتقد ان الله هو خالق كل شيء ، أن جميع الكائنات الحية قد تم تزويدها بآليات للدفاع عن نفسها .فلا يقال لنا أن الله يتعامل بتمييز مع الكائنات في الانجيل .بمعنى انه بتلك التعاليم التي تقول ان مصدرها الهي يراد للمسيحي عكس ما نشاهده في الطبيعة ان يكون دون دفاع.و اعطيت امثلة لعمليات تفجيرية لكنائسهم في عدد من المناطق ذهب ضحيتها كثيرون ابرياء .
اليوم في قرية الرطلة بالعراق بمحافظة نينوى المذكورة بالكتاب المقدس ولأول مرة قبل عامين يتم تحرير القرية من ايدي ارهابيي داعش .ويعود السكان لمنازلهم و يعلقون الصليب في كنيسة المدينة و يدقون اجراسها و يفرح المؤمنون هناك.
رابط الخبر:
http://www.hespress.com/international/325845.html
و اذا اردنا ان نعرف لماذا يصر المسيحيون على حياتهم تلك وسط جو من الاضطراب و عدم الاستقرار الذي ذهب بارواح الكثير منهم ، فيجب معرفة ان الحياة المسيحية هي شركة بين المؤمنين في كل شيء يتقاسمون فيها الطعام والشراب و الاخبار و يساعدون بعضهم بعضا ليظهروا مفهوما اساسيا لديهم هو "المحبة". و هؤلاء يُسمَّوْن "الكنسية" في مصطلح الانجيل اي جماعة المؤمنين بالمسيح .اما الكنيسة اي البناية فهو مصطلح آخر رغم أهميته فهو لا يساوي باستثناء رموزه نفس مفهوم الكنيسة أي جماعة المؤمنين أو ما يسمى ايضا جسد المسيح.
لذلك تجد تضامنا اسطوريا لدى المسيحيين فيما بينهم بخلاف ما يوجد من مفاهيم اسلامية تقتصر الطقوس فيها على العبادة في المساجد فحسب ثم يغلق كل منهم الباب في وجه الاخرين "المؤمنين" و ينشغل باموره الخاصة .
المهم هنا ليس هذا كله بالنسبة لي و إنما المهم و هو ان تحرير المدينة قد قام به جنود مسيحيون مدججين بأسلحة متطورة و حققوا ما عجز عنه الانجيل .و معناه ان المسيحيين قد استفادوا من الدرس ولم يطبقوا تعاليم الانجيل في استرداد مدينتهم و لم يعطوا خدهم الايسر لداعش هذه المرة.
إذن يمكنهم ان يضيفوا للانجيل أن ما تم أخذه بالقوة لا يمكن ان يتم استرداده الا بقوة اخرى اكبر منه .
و هنيئا لكم يا مسيحيي نينوى .
تحياتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما اخذ بالسيف بالسيف يؤخذ
مروان سعيد ( 2016 / 10 / 25 - 21:22 )
تحية للاستاذ كمال ايت بن يوبا
اشكرك على مقالك هذا وتهنئتك للمسيحيين واضيف اهنئ جميع العراقيين على انتصارهم على المتوحشين الدواعش
ولكن لو نظرت للذي حدث ستجد من الحكمة عدم مقاومة التوحش والشر بالشر وهذا ما نادى به السيد المسيح تصور انت بقرية عدد شبابها 50 وليسوا مستعدين لمعارك وليسوا مدربين واتوا على هذه القرية 500 من الدواعش مجهزين باحدث الاسلحة والمصفحات والعربات ذات الدفع الرباعي محمول عليه رشاشات متوسطة
ماذا ستكون النتيجة لو دافع هؤلاء الخمسين عن بلدتهم الايكون الدمار والقتل اكبر بمئة مرة من الاستسلام اوالهرب بعائلاتهم من النساء والاطفال وترك كل نفيس ورائهم
اليس افضل من سبي نسائهم وقتل الرجال وتيتم الاطفال
وفي الاخر نقول ان هؤلاء الدواعش هم مظلومين وهم ضحية فكر شيطاني سيطر على عقولهم واغراهم بهذا الطريق المؤدي للهلاك
واخيرا ان رسالة المسيح هي الاصح لاانها تؤدي لااقل الاضرار وتفادي سفك الدماء
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو