الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤامرة السعودية على القضية الفلسطينية منذ مطلع القرن العشرين

عليان عليان

2016 / 10 / 27
القضية الفلسطينية



الموقف السعودي المتآمر عىلى القضية الفلسطينية وبقية القضايا العربية وفي مقدمتها القضية السورية ليس جديدا ، إنما يمتد عميقاً في التاريخ منذ مطلع القرن العشرين ، واستمر منذ خمسينات القرن الماضي وحتى اللحظة الراهنة ، وفي الذاكره دور آل سعود في التآمر على الوحدة المصرية السوية (1958-1960) وفي التآمر على الدور المصري الداعم الثورة اليمنية بقيادة المشير عبد الله السلال عام 1962، ودوره العدواني المجرم ضد الشعب اليمني الشقيق منذ أكثر من عام والمدعوم أمريكياً .
مسلسل التآمر السعودي طويل جداً ويحتاج لدراسة معمقة ، والجزء الخطير جداً من هذا الدور هو مؤامرته الراهنة على سورية العروبة واندغامه الهائل في المشروع الصهيو أميركي لتغيير الجغرافية السياسية لسورية ، واعتباره الكيان الصهيوني صديقاً وحليفاً إستراتيجياً.
وبخصوص الموقف السعودي التآمري على القضية الفلسطينية منذ مطلع القرن العشرين نشير بشكل مكثف إلى ما يلي :
أولاً : الخلفية التاريخية لتآمر آل سعود على فلسطين منذ مطلع القرن العشرين وحتى نشوء النكبة الفلسطينية
1-محطة الاعتراف بوعد بلفور عام 1917 ،وذلك وفق التصريح التالي المرسل للمندوب البريطاني السير بيرسي كوكس وبالنص الحرفي " أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود ، أعترف ألف مرة لسير برسي كوكس ، مندوب بريطانيا العظمى ، لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم ، كما ترى بريطانيا ، التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة"
2-محطة المؤتمر الاسلامي الأول في مكة عام 1926الذي رفض فيه عبد العزيز آل سعود إدراج القضية الفلسطينية في جدول أعمال المؤتمر.
3- محطة التآمر على ثورة 1936 في فلسطين ، عندما وعد عبد العزيز آل سعود بريطانيا بالعمل على وقف هذه الثورة دون أدنى التزامات مقدمة من الحكومة البريطانية، وذلك عندما أقنع بعض الحكام العرب ليشاركوه في رسالة موجهة إلى اللجنة العربية العليا في فلسطين ، يطلب من خلالها وقف الثورة ، مقابل أن تلبي بريطانيا طلبات الشعب الفلسطيني بوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ووقف نقل الأراضي لليهود ألخ.
4- دور عبد العزيز آل سعود أداة في خدمة بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية عبر إرسالة قوات سعودية لتحارب إلى جانب الانجليز في مرسي مطروح.
5-تغير الولاء والتبعية من بريطانيا إلى واشنطن عام 1945 ، عندما استدعى الرئيس الأمريكي روزفلت عبد العزيز آل سعود، إلى جانب كل من الملك فاروق والامبراطور هيلاسيلاسي للقائهم في البحيرات المرة على ظهر طراد أمريكي في الإسماعيلية.
6- خذلان الاجماع العربي في الجامعة العربية عام 1946 ( في بلودان ) ضد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
ثانياً :تداعيات الموقف السعودي الراهن على القضية الفلسطينية
لعبت المملكة السعودية قبل النكبة الفلسطينية وبعدها، ومنذ مطلع الألفية الراهنة دوراً سلبياً وخطيراً على القضية الفلسطينية من خلال سلسلة مواقف عديدة أبرزها ما يلي :
1-طرحها للمبادرة العربية للسلام في القمة العربية في بيروت بتاريخ 27-3- 2002 على قاعدة الأرض مقابل السلام في، ظروف اشتعال انتفاضة الأقصى وهيأت بذلك المجال لشق طريق عريض للتطبيع مع العدو الصهيوني.
والأخطر من ذلك أنها تجاهلت في البداية "حق العودة للاجئين الفلسطينيين" وعندما أصر الرئيس إميل لحود على تضمين موضوع حق العودة في المبادرة تمت صياغة فقرة لا تلبي تنفيذ القرار 194 على نحو " حل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين وفق القرار 194" حيث لم يدع القرار إلى تطبيق القرار 194 ، بل دعا إلى حل متفق عليه عملياً مع الجانب الصهيوني ، الذي يرفض التعامل مع هذا الحق لا من قريب ولا من بعيد.
تجدر الإشارة إلى أن من صاغ مسودة هذه المبادرة للأمير عبدالله بن عبد العزيز آنذاك الصحفي الأمريكي توماس فريدمان.
وسبق للسعودية أن طرحت في ثمانينات القرن الماضي مبادرة فهد للتسوية عام 1981 التي خلقت انقساماً في حينه في الساحة الفلسطينية ، وعاودت طرح ذات المبادرة في مؤتمر فاس بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت عام 1982 .
2- إصرار السعودية على طرح ذات المبادرة في جميع القمم العربية رغم تجاهل الكيان الصهيوني لها ، وبحيث باتت العلاقة طردية ما بين طرح المبادرة مجدداً في كل قمة ، وما بين ازدياد شهية العدو الصهيوني في مصادرة الأرض والاستيطان... وبتنا نقرأ في معظم البيانات الختامية للقمم العربية عبارة ممجوجة" تكليف لجنة مبادرة السلام العربية بإعادة تقييم الموقف".
3- إصرار الحكم السعودي على حرف بوصلة التناقض الرئيسي باتجاه ايران " والشيعة" وحلف المقاومة بدلاً من الكيان الصهيوني.
4- ترجمة السعودية الفعلية لعملية "حرف بوصلة التناقض" من خلال تشكيلها لفصائل ارهابية للعمل في سورية ودعمها لفصائل أخرى ، مقدمةً خدمةً جليلة للكيان الصهيوني وعلى حساب الحضور السياسي للقضية الفلسطينية
5- خذلان الحكم السعودي للمقاومة الفلسطينية ( انتفاضة الحجارة 1987- 1993) ( انتفاضة الأقصى 2000- 2005م ) ووقوفها موقف المتفرج على الأهل في قطاع غزة ابان مسلسل الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة في الأعوام 2008 ، 2012 ، 2014 ، ناهيك أنها وبقية أطراف النظام العربي الرسمي ساهمت في إحكام الحصار على قطاع غزة ، والغريب أن بيانات القمم العربية لا تطالب النظام المصري بفك الحصار عن قطاع غزة عبر فتح معبر رفح بشكل دائم ، وتكتفي بالعبارة التقليدية " مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر "
5-العلاقة السعودية الإسرائيلية في التحليل النهائي على حساب الثوابت الفلسطينية في التحرير والعودة...كيف؟؟
أ-السعودية وإسرائيل تشتركان في ذات الموقف في معاداة إيران وحلف المقاومة وتعارضان برنامج ايران النووي وتعتبرانه تهديداً لهما وللمنطقة... وسبق أن ذكرت صحيفة نيويورك تايمزأن السعودية ستسمح للقوات الجوية الإسرائيلية عبور مجالها الجوي لقصف إيران.
ج-لقاءات مسؤولين سعوديين متكررة مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين سابقين نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر لقاءات تركي الفيصل - رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الاسبق-مع عاموس يادلين، نظيره الاسرائيلي الرئيس السابق للموساد، ومع يعقوب عميدرور - أحد ابرز مستشاري بنيامين نتنياهو الذي كان يشغل منصب رئيس ما يسمى "هيئة الأمن القومي" والمستشار الخاص لرئيس الوزراء الاسرائيلي ، ولقاء الجنرال السعودي أنور عشقي دوري غولد - احد ابرز مستشاري بنيامين نتنياهو الذي كان يشغل منصب رئيس ما يسمى "هيئة الأمن القومي" والمستشار الخاص لرئيس الوزراء الاسرائيلي.
ولعل أخطر العلاقات التطبيعية – ذات المضمون الإستراتيجي- قيام الجنرال السعودي أنور عشقي - مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية بجدة - بزيارة للكيان الصهيوني في 22 تموز2016 على رأس وفد كبير من رجال الأعمال وغيرهم ،حيث أجرى الجنرال السعودى أنور عشقى لقاءات مع أعضاء في الكنيست ومسؤولين إسرائيليين.
ما تقدم يشكل بعضاً من فيض من تاريخ تآمر حكم آل سعود على القضية الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع العربي الصهيوني ، ومن ثم فإن تآمر هذا الحكم على سورية العروبة يأتي في هذا السياق خدمة للكيان الصهيوني ، وللمشروع الصهيو أميركي الرجعي في المنطقة .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القضية الفلسطينية
فهد العطار ( 2016 / 10 / 28 - 06:03 )
بحكم تخصصي في القضية الفلسطينية فإن أعداء الشعب الفلسطيني من غير المتطرفين الصهاينة هما إثنان وأتباعهما حافظ الأسد وحسن نصرالله وقد نجحا في حرب عناقيد الغضب في انتصار الليكود في الانتخابات والمجيء بنتنياهو والقصد إفشال عملية السلام بدءا باتفاقية أوسلو
الكاتب من اتباعهما
هؤلاء الأعداء ليسوا أقل من إيغال عمير

اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا