الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بداية العلاج الاعتراف بالمرض

وليد يوسف عطو

2016 / 10 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



يصور الباحث حامد عبد الصمد في كتابه ( سقوط العالم الاسلامي : نظرة في مستقبل امة تحتضر ) حالة الفكر في العالم الاسلامي بمجموعة من البشر محبوسين في كهف وفق رواية افلاطون :
(السياسة )وهم مكبلون امام حائط الكهف وخلفهم ضوء خافت فلا يشاهدون الا ظلالهم على الحائط .

اراد افلاطون طرح السؤال التالي :ماذا سيحدث لو ان اصحاب الكهف تمكنوا من فك قيودهم واستداروا الى الخلف ؟ حينها سيبهرهم الضؤ وسيعودون الى الحائط لانهم تعودوا على الظلمة . عاش المسلمون في عزلة عن باقي امم الرض لمئات السنين وهم متصورين انهم خير امم الارض .

لقد كانت نظرة جنود نابليون والجنود البريطانيون الى الفلاحين في مصر تشكك المصريين بانهم خير امة .كان المسلمون يحاولون تعويض النقص بالشعور بالتفوق الاخلاقي ,فهم المؤمنون مقابل الاوربيون الكفرة . والان ماذا سيحدث لو فتح الكهف بالقوة وتحرر احدهم وخرج للنور؟في البداية يخاف من النور,لكنه مع الوقت سيعتاد الوضع .ولو عاد الى الكهف مرة اخرى ليشرح لجماعته بان العالم شيء اخر غير الظلال والاشباح التي يرونها على الحائط فلن صدقه احد منهم .بل سيتهمونه بالجنون وبان عينه اصابها العمى .وقد يقومون بقتله لانه عكرصفو عزلتهم وشكك في عظمة كهفهم .

وكما يقول حامد عبد الصمد ( من الان فصاعدا سيقتلون كل من يحاول ان ينزع عنهم قيودهم وياخذهم الى النور ).وهو مايسميه الفيلسوف الالماني ايريك فروم ب( الخوف من الحرية ).فالانسان بطبعه يسعى الى الامان وليس الى المعرفة والحرية. وهو يجد هذا الامان في الدين وفي القبيلة وقليلون جدا من يستطيعون نزع قيودهم عن انفسهم وتحمل مسؤولية قراراتهم .

الحرية قد تؤدي الى العزلة لذلك يخافها الكثيرون .حياة الكهوف تولد تعظيم الذات والوسواس القهري والشك في كل ماهو غريب وجديد.وهذا هو حال العالم العربي الاسلامي , ينظر الى كل نقد خارجي على انه اعلان حرب وعلى كل نقد داخلي على انه خيانة وكفر.

ولو عاد احد ابناء الكهف من الخارج ليفتح عيون جماعته لاتهموه بالعمالة للغرب , لان الجميع مشغولين بكراهية العالم الخارجي .وكلما زاد تاثير العالم الخارجي على اصحاب الكهف زاد ضغطهم على بعضهم , فتنتشر ثقافة المراقبة وثقافة الصمت .كل ذلك يؤدي الى حالة يسميها حامد عبد الصمد ب( زنا المحارم الثقافي )والنتيجة الطبيعية له تشوهات في الولادات واطفال مرضى.

ولقد خاطر الكثيرون بحياتهم عندما حاولوا كسر العزلة بداية بابن عربي وابن رشد وصولا الى محمود محمد طه وفرج فودة ونصر حامد ابو زيد . من هنا كان قرار البرلمان العراقي بمنع استيراد وبيع الخمور محاولة للبقاء في الكهف وعدم اثارة الاسئلة الوجودية للوصول الى الحرية :
الا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر – ولا تسقني سرا اذا امكن الجهر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحرية
عدلي جندي ( 2016 / 10 / 29 - 14:19 )
للحرية ثمن ويتطلب الحصول عليها العمل المجدي
العمل يتطلب عقول متحررة كي تبدع وإلا صار الإنسان كالثور في ساقية يعمل ولكنه يبدأ من حيث ينتهي
عقولهم تعطلت منذ زمن بعيد بعيد .. والبداية دائما صعبة 
دمروا كل ما يربطهم بتاريخ الدول التي ينتمون إليها ..داعش وتدمر
يريدون تدمير حتي المجتمعات التي تعمل علي تهذيب عقولهم ..العمليات الإرهابية في كل العالم
عودة الوعي فقط عندما تتعافي وتصحو مصر وسوريا والعراق
من يمتلك مقدرة ثمن وحساب زمن عودة الوعي
المثقف مثلكم يمتلك فقط عقل ومشاعر وقلم
أما السلطة ورجال الدين هم رعاة الغنم
دمتم نصيراً للفكر الحر والقلم
تحياتي


2 - الاستاذ عدلي جندي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 10 / 29 - 15:05 )
شكرا لحضوركم الثري والجريء والمتجدد ..

نلتقيكم على مسارات فكرية ونقدية جديدة ..


3 - معضله داعش
على سالم ( 2016 / 10 / 30 - 06:09 )
استاذ وليد , حقيقه اننى اشكر داعش جدا بسبب تواجدها الان فى العالم , اعمالهم الاجراميه الدمويه البشعه سببت وتسبب حرج دائم لقطعان المسلمين السذج بشكل يومى , المسلمين الان فى حاله صراع وتشويش ومعاناه وعجز عن مجابهه حقيقه الاسلام المطاطى , الاسلام اصبح تحت الميكرسكوب العالمى وداعش يعرفنا كل يوم حقيقه الاسلام الرهيب والصحيح , التخبط واضح بين الشيوخ الكذبه المجرمين الفاسدين , الاكاذيب اصبحت واضحه وحقيقه الاسلام اصبحت جليه , الاسلام يترنح ويهتز بعنف قبل السقوط المدوى , شكرا لداعش


4 - الأستاذ وليد عطو المحترم
nasha ( 2016 / 10 / 30 - 07:40 )
دفعت وستدفع الأقليات الدينية ثمن تشخيص ومن ثم ثمن العلاج للشفاء من جهل وفاشية الإسلام.
ما فعلته داعش في مناطقنا المحيطة بالموصل من خراب وتدمير غير مبرر دليل دامغ على كراهية عميقة في نفوس المسلمين ومن الصعوبة اقتلاعها إلا بموت أجيال عديدة ورحيلها عن هذا العالم.
الأجيال الحالية مشبعة بكراهية مخيفة ولا أعتقد أن أي تشخيص أو علاج سينفع معها.
انا محبط ولا أعتقد أن أي مجموعة دينية غير إسلامية ستتحمل الاضطهاد والكراهية وتبقى في مواطنها الاصلية ولكنها ستضطر للهجرة بعيدا عن بؤرة الفاشية والاضطهاد الممنهج.
تحياتي وشكرا لفتح باب التعليقات من جديد


5 - الاستاذ علي سالم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 10 / 30 - 11:48 )
شكرا على حضوركم وتعليقكم على مقالاتي..


6 - الاستاذ ناشا المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 10 / 30 - 11:50 )
شكرا على حضوركم وتعليقكم ..

الكلام طويل ولا يسعني التوسع في الموضوع..

نلتقيكم على خير دائم ..

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24