الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماغ لينين - بول غريغوري

مازن كم الماز

2016 / 10 / 30
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


الدروس ( من قصة دماغ لينين )

ما زالت قصة دماغ لينين مثيرة حتى اليوم . لقد أصبحت موضوعا لرواية و ما تزال الكتابات العلمية عن فوغت و أبحاثه على دماغ لينين تنشر حتى اليوم في المجلات العلمية . كما قلت من قبل , إن القصة كما وردت في الأرشيف السوفيتي الرسمي تطرح عدة أسئلة و ألغاز . أولها لماذا كان ستالين راغبا في إبعاد فوغت عن المشروع . كان فوغت في محاضراته و كتاباته العامة يدافع عن الرأي القائل بأن دماغ لينين كان يملك علامات تشريحية للعبقرية . هذا ما قاله على ما يبدو أمام "مجموعة صغيرة من القادة السوفييت" عام 1929 . لماذا إذن كان يمثل خطرا على الجانب السوفياتي ؟ كان فوغت يعمل في إطار العلم العالمي , حيث يرحب بالجدال و بالأطروحات المعارضة , لا في البيئة الخاضعة , المسيطر عليها جيدا , للعلم السوفيتي . "اكتشافات" فوغت عن عبقرية لينين كان يمكن تحديها علنا و حتى قلبها رأسا على عقب , مثل الافتراض المضاد أن "الخلايا الهرمية العملاقة" للينين قد تكون علامة على التخلف العقلي . في "العلم" "السوفيتي" لم تكن هناك أطروحات معارضة خاصة عندما يكون خط الحزب هو ضرورة التأكيد على عبقرية لينين . اللغز الثاني هو لماذا أضيفت ملفات اللجنة المركزية عن دماغ لينين من قبل المؤرشفين الروس إلى المجموعة ألأرشيفية "محاكمة الحزب الشيوعي" . جمعت هذه المجموعة الأرشيفية كدليل إثبات من قبل المدعين في القضية ضد الحزب الشيوعي التي جرت في وقت مبكر من حكم يلتسين ( و التي لم تتعرض أبدا للقضايا الرئيسية في الإرهاب أو القمع السابق ) . لذلك يفترض أن ضم هذه الملفات يعني أنها تمثل دليلا ما على الأخطاء أو الجرائم التي ارتكبت . لكن ما هو الخطأ أو الجريمة في هذه الحالة ؟ "الجريمة" هو أن ملفات دماغ لينين تكشف النخبوية الهائلة ( المتطرفة ) للنظام السوفيتي . رغم أن الاتحاد السوفيتي كان "دولة عمال و فلاحين" لكن العمال و الفلاحين لم يكونوا يوما في موقع المسؤولية , كانت الدولة تدار "نيابة عنهم" من قبل ستالين أو المكتب السياسي . كان يجب السيطرة على العمال و الفلاحين من قبل البلاشفة الأذكياء و حتى العباقرة الذين يعرفون أفضل من الجميع , ما هو جيد لهذه الجماهير . في أحاديثهم الخاصة تحدث البلاشفة عن العمال و الفلاحين بسخرية . في اجتماعات المكتب السياسي في منتصف العشرينات وصف الفلاحون بأنهم جشعون و مستعدون ليضعوا أيديهم على أية قطعة أرض حتى لو كانت تعود للقديس بيتر . و العمال بأنهم نكدين , غير راغبين في العمل و لا يمكن الوثوق بهم . لم يلتق لينين حتى قيام الثورة البلشفية بعامل أو يذهب إلى معمل . من دون حكم تلك النخبة المستنيرة على الجماهير غير المنضبطة لن توجد أبدا جنة للعمال و الفلاحين . بناءا على هذا المنطق يجب أن يكون مؤسسو ديكتاتورية البروليتاريا أنفسهم فوق ( متفوقين على ) الجميع . عبر عن هذه الفكرة ليون تروتسكي عندما علق على تراجع حالة لينين الصحية : "كان لينين عبقريا , يولد العبقري مرة واحدة في القرن , و تاريخ العالم يعرف اثنين فقط من عباقرة الطبقة العاملة : ماركس و لينين . لا يمكن خلق العبقري و لا حتى بأمر من أكثر الأحزاب قوة و انضباطا , الحزب هو الذي يمكنه أن يحاول أن يعوض عن تلك العبقرية طالما كانت غائبة , بمضاعفة جهوده الجماعية" . مقارنة فوغت دماغ لينين بأدمغة "الناس العاديين" و حتى المجرمين هي قمة تدنيس المقدس . أما العلماء السوفييت ذوي المواقف السياسية "الأكثر صحة" فقد قاربوا هذا الموضوع الحساس بدقة أكبر بمقارنتهم دماغ لينين مع أدمغة الشخصيات الرائدة في العلم و الفنون , و حتى هنا كان عليهم أن ينتهوا إلى استنتاج تروتسكي نفسه – أن دماغ لينين كان أكثر تفوقا حتى من أدمغة كبار العلماء و الشخصيات الأدبية . اللغز الأخير هو لماذا بعد انتظار 11 عاما من الدراسات لم يقم ستالين بنشر تلك الدراسات التي تتحدث عن عبقرية لينين في الصحافة السوفيتية الخاضعة جيدا للرقابة ؟ أحد التفسيرات قد يكون أن ستالين لم يرغب في عام 1936 , بينما كان يعقوم بإعدام خصومه السياسيين , بتذكير الحزب بلينين "العبقري" الذي كان يعامل خصومه بطريقة أكثر إنسانية . و قد تكون عادة كتم الأسرار عصية على التغيير . كل الوثائق في الملف بين عامي 2925 و 1936 عنونت ب"سري" أو "سري للغاية" . لم يعلن أبدا عن أن دماغ لينين كان قد خضع للدراسة . إبلاغ الناس بأن العلماء السوفييت قد وجدوا أن لينين كان عبقريا , كان أكثر مما كانت القيادة السوفيتية المهووسة بالأمن قادرة على أن تتحمله .

نقلا عن
https://rosswolfe.files.wordpress.com/2016/05/paul-r-gregory-lenins-brain-and-other-tales-from-the-secret-soviet-archives.pdf








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - باكونين وكم الماز
مفلح عبد الحق ( 2016 / 10 / 30 - 16:30 )
اتفق ميخائيل باكونين ومازن كم الماز على أن جميع الناس هم من الأشرار ولذلك لا يجوز تشكيل دولة من الأشرار

فكبف يكون لينين وستالين من الأخيار فيسوسون الأشرار لما هو خير لهم !؟

كم الماز لا يعلم بأن أهم قرار اتخذه اللاشفة كان القرار بانتفاضة أكتوبر
ذلك القرار الأخطر اتخذه مجلس سوفييت بتروغراد قبل أن يتخذه البلاشفة

والسؤال الذي يفرضه هذا السياق هو
هل ميخائيل باكونين ومازن كم الماز من الأخيار أم من الأشرار !؟

اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو