الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانفلات القانوني ودور الشريعة في التناقضات والصراعات الطائفية والأيديولوجية الإسلامية ... ولعبة الحجاب 3 - 3

يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)

2016 / 10 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الانفلات القانوني ودور الشريعة في التناقضات والصراعات الطائفية والأيديولوجية الإسلامية ... ولعبة الحجاب 3 - 3
عندما انقلب جمال عبد الناصر على الاخوان المسلمين اتخذ موقفا مغايرا لكل مفردات الفكر ألاخواني رغم انه لم يكن معاديا للإسلام، فدين الدولة الإسلام ولكن من الطبيعي ان تكون ايديولوجيته معاكسة للإخوان، وأسس نظاما مبنيا على انفتاح مصر على الحضارات وخاصة ذات الطابع اليساري. (وبقدر تعلق الامر بالحجاب في هذا المقال)
دعم عبد الناصر الاستمرار في التخلص من ألحجاب حيث بدأت مثقفات مصر نزعه منذ بدايات القرن العشرين وِسَخر عبد الناصر علنا من طلب الاخوان بفرضه بالقوة وهذا وحده يؤكد ان مسألة الحجاب لم يبدأ بقرار شخصي من المرأة المصرية بل التخلص منه كان قرارا شخصيا وهكذا نجح عبد الناصر في سياسته واختفى الحجاب في عهده. فمن غير المنطقي ان تتحدى عدوك وانت ترتدي جلبابه.
إلا انه وبعد استلام أنور السادات السلطة وتبدل سياساته بدأ بالانقلاب على الاتحاد السوفييتي والاتجاه نحو الخليج وساعد ذلك الحركات الإسلامية والوهابية بالعودة بقوة الى الساحة المصرية وبدأ الاخوان بالتحرك لإعادة احياء مبدأ الحجاب واستخدموا كل اساليب الترغيب والاقناع والترهيب والطعن بالشرف في فرضه (وعمل كهذا على مستوى دولة واحدة مثل مصر ياترى كم من الأموال انفقت لدعمه ومن أين جاءت؟)
هذه الاموال وهذه السياسات امتدت الى العديد من دول العالم واوربا وامريكا) أما السادات فقد تغاضى عن الموضوع للاستفادة من انحياز القوى الإسلامية الى جانبه لتسهيل مهمة زيارته الى إسرائيل ! (طبعا كل منهم كان يلعب على ليلاه)
إذن مات النظام الناصري وماتت معه كل المفاهيم والمكتسبات بنفس سلطة الدستور والقانون، كون التغيير كان عملا ترقيعيا لا أكثر، فألمشكلة اذن على من يريد ان يغير او يدعي التغيير أن يبدأ من الدستور أولا وبعد ذلك، الى الخطاب الديني باسره.
اعطى وصول الخميني الى السلطة في ايران دفعة قوية للحركات الإسلامية في فرض الحجاب في مصر والأردن ولبنان ومناطق أخرى في العالم الإسلامي مع ان المرأة الإيرانية تتمتع بنوع من الحرية والانفتاح وحتى طريقة ارتدائها للحجاب او العباءة الايرانية فيه الكثير من المرونة ولا يخضع للمعايير والمقاييس التي تفرضها الحركات الأصولية والاخوانية، وإن العباءة هي تراث فارسي قديم ربما يعود للعهد الصفوي او قبله، وأيضا في ايران لا توجد منقبات، كل ذلك رغم ان النظام يخضع لرقابة السلطة ألدينية !
وقد سهل دخول الحجاب بقوة الى أوروبا وصول اردوغان الى السلطة في تركيا، ومن المضحك أن تجد من يدعي ان المرأة الاوربية المسلمة تمارس الحجاب كلباس تراثي ويبدوا انه نسي انه قبل عشرين سنة كان 99% من المسلمات لا يرتدون الحجاب، ودائما عندما تستمع للمدافعين عن الإسلام تشعر انهم يعتقدون ان أحد الطرفين من عالم او كوكب اخر.
.
إشتكى البعض في احدى البلدان الأوروبية لقيام أحد مدربي السياقة بحث احدى المنقبات على عدم ارتداء الحجاب يوم امتحان السياقة لأنها استجابت لفكرته، مما يدل على ان هناك من يستغل الحجاب لمراقبة المسلمين في أوروبا وربما مناطق اخرى من العالم.
.
وفي العراق ومنذ بداية القرن العشرين دعمت الدولة بقوة التحرر ودعمت تأسيس الجمعيات النسائية وكانت الأجور والرواتب للعاملات في الدولة في دوائر ومؤسسات الدولة متساوية مع الرجال وساهمت الصحافة والمثقفين في دعم هذا الاتجاه ومن أمثلة ذلك كتب الشاعر والسياسي العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي والذي سبق له أن عمل عضوا في مجلس المبعوثان العثماني في ألاستانة.
اسفري فالحجاب ياابنة فهر - هو داء في الاجتماع وخيم
كل شيء الى التجدد ماضي - فلماذا يقر هذا القديم
وقال ايضا
مزقي يا ابنـة العراق الحجابا ـ واسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيـه أو احرقيـه بلا ريثٍ ـ فقد كــان حارســاً كذابا
زعموا أن في السفور سقوطاً ـ في المهاوي وأن فيـه خرابا
كذبـوا فالسفور عنوان طهرٍ ـ ليس يلقى معرّةً وارتيـابـا
ودعمت الحكومات المتعاقبة الأفكار التحررية بقوة واندفعت النساء بدأ ببنات مدارس المدن الرئيسية بالسفور (وفي منتصف السبعينات توجب على الرجل الذي يريد الزواج من امرأة ثانية الحصول على موافقة ألزوجة الأولى ولكنه قرار لم يدم أكثر من عشر سنوات) بعد أن بدأ الضعف يظهر داخل النظام وبعبارة أخرى تستطيع ان تكتشف قوة النظام الإسلامي من شخصيته المتحررة فكلما يبدا أي نظام بأرتداء ثوب الايمان تشعر ان العد التنازلي للنظام قد بدا.
.
ومن الأمور التي تدعوا للسخرية انه بعد الاحتلال الأمريكي بدأ النظام يشجع التحجب ثم تحول الى الزام بدأ بموظفي الحكومة نفسها واليوم تقوم الميليشيات بملاحقة غير المحجبات وهو أيضا دليل صارخ على ان الحجاب مشروع إستغلالي سياسي مقصود للتغطية على نهب ثروات البلد باسم الايمان انه الايمان الفاسد وبقيادة( المؤمنين الفاسدين).
.
وفي الآونة الأخيرة ظهر ألبوركيني وهذا اللباس المثير للجدل بشكل لا مبرر له فقد ثبت لدى الجميع انه مرفوض دينيا، ولكن هل سيتركون الغرب الكافر بلا منغصات، أن مجرد ظهوره في فرنسا هو سبب الجدل فجاء الهجوم الشرس من الاعلام الإسلامي نفسه على انه منافي للحرية وحقوق المرأة والعلمانية، وهكذا تم إستغلال الفكرة وتحويلها الى مشكلة سياسية وتمييز ديني. أعجبني رد احد المثقفين المسلمين في هذا المجال عندما قال(لماذا لا تتعرض الهنديات مثلا ، بلباسهن التقليدي ( الساري ) ، للمضايقات في فرنسا ؟ .
لأن بعض المسلمين المتطرفين هم الذين يجلبون المضايقات على بقية إخوانهم المسلمين المسالمين)
وقال مثقف اخر(لماذا نتفنن في محاربة الغرب بقوانينه ونعجز عن مجرد انتقاد كل السلبيات التي تعشش في مجتمعاتنا منذ قرون؟)
.
وأيضا لاحظ كيف يسير التطور نحو التخلف او بعبارة السينما المصرية الصعود نحو الهاوية.، عدا ما تثيره هذه الأفعال المقصودة للعمل على الالتفاف على القوانين الوطنية والمدنية بحجة الرجوع الى الشريعة الإسلامية، وكل ذلك في ظل الأنظمة التي تعتمد الشريعة في دساتيرها!
وخلاصة حديثنا
لقد بعثرت الدول النفطية الثروات الهائلة لدعم التخلف ليس في بلدانها وحسب بل العالم كله على وتعمل أكبر منتج للبترول (أكثر من (10) مليون برميل يوميا) على اتخاذ إجراءات تقشفية كما بين السيد وزير الاقتصاد السعودي والذي قال بالحرف الواحد لو لم نقم بالإصلاحات لأ فلست المملكة في غضون ثلاث سنوات ونصف، كان يتوجب ان تكون السعودية واحدة من أكبر الدول المتطورة في العالم فيما لو انفقت تلك الأموال لتوجيه أبناء البلد توجها تربويا وحضاريا بدل تعميق ظاهرة التعصب والطائفية وخاصة عند مواجهة عدو جديد ظهر بثوب الإسلام الذي اضر السعوديين على التمسك به.
غير ان السعودية ليست وحدها تقود العالم الاسلامي المتخلف ففي الطرف المقابل نجد ايران تسير بنفس الاتجاه ولكن بطريقتها وايدولوجيتها والتي كانت ثاني دولة منتجة للنفط في أوبك وفي بلد يزيد عن (70) مليون نسمة تدهور اقتصاده بسبب سياسته في امتلاك القوة ومحاولاته في قيادة عالمه المتخلف الخاص، ففي العراق المسيطر عليه يجري تحويله بشكل منظم الى ايدولوجيتها وان كان ببطي وعلى طريقتها وقد تجر معها اليمن وسوريا ولبنان اذا تمكنت طبعا بنفس الطريقة التدريجية
فكلاهما يسيران نحو الفكر الداعشي ولكن بطريقة تبدو متطورة تماما كقصة احد امراء الكلي لحوم البشر في الكونغو الذي سافر الى بلجيكا للدراسة وعندما سألته احدى الصحافيات هل ستود الى اكل لحوم البشر بعد ان أصبحت مثقفا قال طبعا ولكن سآكلهم بالشوكة والسكين.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا