الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
خمس أطروحات في الماركسية المعاصرة
فريدريك جايمسون
2021 / 11 / 18ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الاطروحة الاولى
تظهر تيارات ما بعد الماركسية بانتظام في اللحظات ذاتها التي يطرأ فيها تحوّل بنيوي على الرأسمالية.
ان الماركسية هي عِلم الرأسمالية. ولمزيد من التعمّق في المصطلحَين، نقول انها علم التناقضات الكامنة في صلب الرأسمالية. هذا يعني انه لا معنى للاحتفال بـ«موت الماركسية » في الوقت الذي يعلن فيه الانتصار النهائي للرأسمالية وللسوق. فالاحرى القول ان هذه الاخيرة [الرأسمالية] تضمن مستقبلا مضمونا للاولى [الماركسية] بغض النظر عن مدى «نهائية» انتصارها. هذا من جهة. اما من جهة اخرى، فان «تناقضات» الرأسمالية ليست عملية انحلال داخلي هلامية، انما هي عملية شرعية ومنتظِمة قابلة لأن يجري تنظيرها بعد وقوعها. فمثلا، في كل لحظة معينة من لحظات نموها، فإن المدى الذي تسيطر عليه الرأسمالية بواسطة السلع التي هي قادرة تقنيا على انتاجها، يزدحم الى درجة ما فوق الإشباع. من هنا ان هذه الازمة ازمة بنيوية.
ان الرأسمالية ليست مجرد نظام انتاج او نمط انتاج، انها نمط الانتاج الاكثر مرونة والاوفر قابلية للتكيّف الذي عرفه التاريخ الانساني الى الآنعلى ان الرأسمالية ليست مجرد نظام انتاج او نمط انتاج، انها نمط الانتاج الاكثر مرونة والاوفر قابلية للتكيّف الذي عرفه التاريخ الانساني الى الآن. وقد سبق له ان تغلّب على مثل تلك الازمات الدورية. تحقق له ذلك بواسطة استراتيجيتين اثنتين اساسيتين: توسيع النظام، وانتاج انواع من السلع مختلفة جذريا عن سابقاتها.
توسيع النظام
للرأسمالية دوما مركز. كان المركز السابق هو المركز الانكليزي وهو الآن مركز الهيمنة الاميركي. وكان كل مركز جديد أوسع مدى واكثر احاطة من المراكز التي سبقته. وبهذا تنفتح مجالات أرحب للتسليع عموما، ولقيام الاسواق وإنتاج المنتجات الجديدة. وفاقا لصيغة مختلفة نوعا ما من صيغ السرد التاريخي، نستطيع الحديث عن حقبة قومية من لحظات تطور الرأسمالية انبثقت من الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر. وتلك هي الحقبة التي خبرها ماركس نفسه ونظّر لها، وإن يكن بصورة نبوئية. وقد أعقبتها في نهاية القرن التاسع عشر حقبة الامبريالية، حيث انخرقت حدود الاسواق القومية وتأسس نظام كولونيالي شامل للعالم بأسره. اخيرا، بعد الحرب العالمية الثانية وفي عصرنا الحالي، تفكّك النظام الامبريالي القديم وحلّ محلّه «نظام عالمي» جديد تسيطر عليه الشركات المتعدية الجنسية. ان الحقبة الحالية من الرأسمالية، الرأسمالية «العابرة للقوميات»، تعيش توازنا قلقا، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بين ثلاثة مراكز هي اوروبا والولايات الاميركية المتحدة واليابان، لكل مركز ملحقاته الشاسعة من الدول الدائرة في فلكه. هذه الحقبة الثالثة، التي لم تكتمل مراحل انبثاقها الحاسمة الا مع نهاية الحرب الباردة (على افتراض انها اكتملت فصولا) هي بالتأكيد اكثر «عولمة» من عصر الامبريالية السابق. فمع «تحرير الاسواق» (حسب التسمية الدارجة) في اراض شاسعة من الهند والبرازيل وأوروبا الشرقية، باتت فرص تغلغل رأس المال والسوق أعظم نوعيا مما كانت عليه في مراحل سابقة من الرأسمالية. فهل يجب الخلوص من ذلك الى ان هذا هو الاكتمال النهائي لما تنبأ به ماركس حول تكوّن السوق العالمي وبالتالي بلوغ الرأسمالية حقبتها الختامية - بما فيها «التسليع الشامل لقوة العمل»؟ اشك في ذلك. لأن الديناميات الطبقية الداخلية للحقبة الجديدة لم تستنفد كامل طاقاتها بعد، وعلى الاخصّ من حيث انبثاق اشكال جديدة من تنظيم العمل ومن النضال السياسي المتناسب مع الدرجة التي بها تحوّل عالم الاشغال بفضل «العولمة».
انواع مختلفة نوعيا من السلع
ثمة شرط آخر من شروط تجاوز الرأسمالية لازماتها البنيوية هو اللجوء الى التجديدات بل الى «الثورات» في عالم التكنولوجيا. يرى أرنست ماندل ان تلك التغيّرات تصادف الحقبات التي وصفناها للتوّ. تقابل تكنولوجيا البخار حقبة الرأسمالية القومية؛ والكهرباء وآلة الاحتراق حقبة الامبريالية؛ والطاقة الذرّية والسيبرنيتيكا حقبتنا الحالية، حقبة الرأسمالية المتعدية الجنسية والعولمة، وهي الحقبة التي يسمّيها البعض «حقبة ما بعد الحداثة». ولّدت تلك التكنولوجيات أنماطا جديدة من السلع وأدت الى فتح فضاءات عالمية جديدة، فتولت بالتالي «تقليص» مدى الكرة الارضية وإعادة تنظيم الرأسمالية وفق مقياس جديد. بهذا المعنى تصير توصيفات الرأسمالية المتأخرة، وفقاً لمقاييس المعلوماتية او السبيرنيتيكا، مناسِبة (وكاشفة جداً من الناحية الثقافية) ولكنها تحتاج الى اعادة ربطها بالديناميات الاقتصادية التي يسهل فصلها عنها على نحو بلاغي وفكري واديولوجي.
اذا كانت هذه التحقيبات العامة لرأس المال مقبولة، يتضح فورا ان منوعات «ما بعد الماركسية» التي تعود الى برنشتاين في منعطف القرن الاخير او الى ما «بعد البنيوية» في الثمانينات، اكانت تطرح «ازمة» الماركسية او تبشّر حتى بـ «موتها»، تزامنت مع الحقبات التي يتم فيها إعادة تنظيم الرأسمالية وتحقيق توسّعها على نحو باهر. وهذه الحقبات استتبعتها بدورها مشاريع نظرية مختلفة لماركسية اكثر حداثة - بل قل بعد حداثية، في عصرنا هذا - هي ماركسية تحاول التنظير للفضاءات الجديدة وغير المتوقعَة التي تفتحت امام موضوع دراستها التقليدي، الرأسمالية بذاتها.
الاطروحة الثانية
الاشتراكية بما هي رؤية للحرية - الحرية من القيود الاقتصادية والمادية المرفوضة والتي يمكن تفاديها، والحرية بما هي الممارسة الجماعية - مهددة في زماننا على صعيدين اديولوجيين معا: صعيد «النضال السردي» (حسب تعبير ستيوارت هول، اي النضال للسيطرة على مصطلحات الخطاب السردي وقواعده) المشتبك في سجال حول نظام السوق مع الثاتشيرية على الصعيد العالمي؛ وصعيد اعمق يشتغل على اثارة المخاوف من الدعوات الطوبوية وتأجذج الفزع من التغيير. والواضح ان هذين الصعيدين يستدعي واحدهما الآخر، طالما ان المحاججة دفاعا عن السوق تفترض سلسلة آراء عن الطبيعة البشرية لا تلبث الرؤية المعادية للطوبى ان تتمرّن عليها بطرائق اكثر خلاصية واكثر تعبيرا عن الشهوة الجنسية.
ينجح النضال السردي (خلافا للنزاع الاديولوجي المباشر) حين يلجأ الى الاساءة لسمعة بدائله وإسدال ستار الصمت على سلسلة من العناوين الرئيسة. انه يستنجد بالتتفيه والسذاجة والمصلحة المادية و «التجربة» والفزع السياسي والدروس التاريخية بما هي «الاسس» التي بواسطتها ينزع الشرعية نهائيا عما كان سابقا من الممكنات الجدّية كالتأميم والتنظيم والانفاق التعجيزي والكينزية والتخطيط الاقتصادي وحماية الصناعات الوطنية وبناء شبكات الامان الاجتماعية، وصولا الى نزع الشرعية عن دولة الرعاية ذاتها. وإذ يجري وصم تلك الاخيرة بالاشتراكية، يجري تمكين رطانة السوق من إحراز انتصارين معا، انتصارا على «الليبراليين» (وفق المصطلح السائد المستخدَم في الولايات المتحدة الاميركية، كما في الحديث عن «ليبراليي النيو ديل » اي التقدميين عموما ) من جهة، وانتصارا على اليسار من جهة اخرى. وهكذا يوضع اليسار اليوم في وضع محرج لاضطراره الدفاع عن الحكومات التدخلية في الاقتصاد وعن دولة الرعاية، وهو امر محرِج له نظرا الى تقاليده المتطورة والمتراكمة في نقد الديمقراطية الاشتراكية في غياب ما يتمتع به معظم اليساريين من فهم جدلي للتاريخ. والمطلوب خصوصا هو استعادة بعض الاحساس بالطريقة التي بها تتغيّر الاوضاع التاريخية، وبما يرافقها وترتب عليها من الاجابات السياسية والاستراتيجية. على ان هذا يفترض ايضا اشتباكا مع ما يسمى «نهاية التاريخ»، اي مع اللاتاريخية الاصلية التي تقوم عليها المذاهب «بعد الحداثية» عموما.
الواضح، على الاقل في النصف الاغنى من العالم وليس فقط في شرائحه المسيطرة، ان أمل المحرومين في التغيير في الحقبة الحديثة قد حلّ محلّه الرعب من الخسرانفي الانتظار، فالمخاوف المرتبطة بالطوبى، والمنبثقة من القلق من اختفاء العناصر المكوّنة لهويتنا الحالية، ومعها كل العادات واشكال اشباع الغريزة الجنسية السائدة حاليا، تحت وطأة التدابير الاجتماعية الجديدة والتغيّر الجذري في النظام المجتمعي، وهي مخاوف تسهل استثارتها وتعبئتها الآن اكثر من اي وقت في الماضي القريب. والواضح، على الاقل في النصف الاغنى من العالم وليس فقط في شرائحه المسيطرة، ان أمل المحرومين في التغيير في الحقبة الحديثة قد حلّ محلّه الرعب من الخسران. ان تلك الخوافات المعادية للطوبى تجب مواجهتها وجاهيا بواسطة لون من التشخيص الثقافي والعلاج الثقافي، بديلا من التهرّب منها بالتنازل لهذه المظهر او ذاك من مظاهر المحاججة العامة دفاعا عن السوق. ان كل الحجج عن الطبيعة البشرية - اكانت توصف على أنها طيبة ومطواعة ام شريرة وعدوانية تتطلب تطويعها بواسطة السوق إن لم نقل بواسطة طغيان «الليواثان»- هي حجج «إنسانوية» واديولوجية (كما علّمنا التوسّير) يجب استبدالها بافق التغيير الجذري والمشروع المجتمعي. وفي تلك الاثناء، سوف يحتاج اليسار الى ان يدافع بعدوانية عن الحكومات «الثقيلة»، المتدخلة في الاقتصاد، وعن دولة الرعاية وان يهاجم باستمرار رطانة السوق على اساس السجلّ التخريبي التاريخي للسوق الحرّة (كما يتبيّن من تنظير پولينيي ومن التجربة الاوروبية الشرقية).
الاطروحة الثالثة
اتخاذ موقف مما هو تأكيدا المفهوم الاس لاية ماركسية تتبنى «وحدة النظرية مع الممارسة»، اقصد مفهوم الثورة ذاتهاعلى ان مثل تلك المحاججات تفترض بدورها اتخاذ موقف مما هو تأكيدا المفهوم الاس لاية ماركسية تتبنى «وحدة النظرية مع الممارسة»، اقصد مفهوم الثورة ذاتها. وذلك لأن انتهاء صلاحية هذا المفهوم يشكّل الدليل الجرمي المركزي في ترسانة العداء للماركسية او ترسانة «بعد الماركسية». على ان الدفاع عن هذا المفهوم يستدعي عددا من التحضيرات الاولية وهو يتطلّب خصوصا التخلي الى عالم الخرافة عن كل ما يوحي بأن الثورة لحظة عابرة واعادة الاعتبار لها بما هي مسارا مركب ومعقد. فمثلا يجب ان نطرح جانبا العديد من الصور الايقونية الاحبّ الى قلوبنا عن مختلف الثورات التاريخية، مثل الهجوم على قصر الشتاء [في الثورة الروسية ] او القَسَم في ملعب التنس [في الثورة الفرنسية الكبرى].
ليست الثورة الاجتماعية لحظة زمنية، وانما يمكن التوكيد عليها وفق المصطلحات المتعلقة بضرورة التغيير بما هي نظام متزامن يتماسك كل شيء فيه ويترابط مع كل شيء آخر. ويتطلّب مثل ذلك النظام بالتالي نوعا من التغيير المنظومي المطلق بديلا من «الاصلاح» بالتقسيط الذي يتضح انه «طوباوي»، بالمعنى السلبي للكلمة، اي انه وهمي وغير قابل للتحقيق. وهذا يعني ان ذاك النظام-الثورة يتطلّب الرؤية الاديولوجية لبديل اجتماعي جذري عن النظام الاجتماعي القائم، بديل لا يمكن اعتباره بديهيا بمثل ما لا يمكن وراثته، في ظل حالة النضال السردي الراهن، وانما يتطلّب اعادة ابتكاره. ان الاصولية الدينية (اكانت اسلامية ام مسيحية ام هندوسية ) التي تزعم توفير بديل جذري للنزعة الاستهلاكية ولـ «نمط الحياة الاميركي» لا تنوجد على نحو ذا مغزى الا عندما تنفقد فجأة البدائل اليسارية التقليدية، وخصوصا منها التقاليد الثورية العظيمة للماركسية والشيوعية.
ينبغي ان نتخيّل الثورة - بما هي مسار وعملية تفكك لنظام سينكروني وعملية تفككه معاً - على انها سلّة من المطالب يمكن ان يطلقها حدث زمني او سياسي معيّن مثل انتصار يساري في معركة انتخابية او تفكك سلطة كولونيالية، فلا يلبث هذا وذاك ان ينتشر ويتجدّر شعبيا على نحو متزايد الاتساع. ان تلك الموجات من المطالب الشعبية الجديدة، التي تنبثق من الطبقات الاكثر عمقا من السكان، التي كانت الى ذلك الحين محرومة مكتومة الصوت، لا تلبث ان تجذّر حتى اكثر الحكومات اليسارية افتراضية وتملي على الدولة المزيد من التحوّلات الحاسمة. ان الامة (والعالم ايضا في زماننا هذا) لا تلبث ان تُستقطَب إذذاك وفق الثنائية الكلاسيكية حيث يتعيّن على الجميع، مهما طال تردده، ان ينحاز الى جانب او الى آخر. اذذاك تثار مسألة العنف بالضرورة: فاذا لم تكن العملية [الجارية] ثورة اجتماعية فلا شيء يستوجب استكمالها بواسطة العنف. اما اذا كانت ثورة اجتماعية، فسوف يلجأ الطرف المهيمن من الاستقطاب حكما الى مقاومتها بالعنف، وبهذا المعنى حصرا، يصير العنف (غير مرغوب به الى ابعد الحدود) العلامة الخارجية او الظاهرة المرئية التي تؤكد ان ما يجري هو مسار ثوري اجتماعي حقيقي.
ان المسألة الاساسية المثارة هنا ليست ما اذا كان مفهوم الثورة لا يزال قابلا للحياة، وانما هي مسألة الاستقلال الوطني. يجب ان نتساءل ما اذا كان من متّسع، في النظام العالمي السائد اليوم، لقطعة من الاقسام المندمجة ان تنفصل او ان تصرم صلتها (حسب تعبير سمير امين) بذاك النظام وتواصل من ثم نمطا مغايرا من التطورالاجتماعي ونمطا مختلفا جذريا من المشروع المجتمعي.
الاطروحة الرابعة
لم يكن انهيار الاتحاد السوفياتي وليد إخفاق الشيوعية وانما كان وليد نجاحاتها، شرط ان نفهم النجاحات، مثلما فهمها الغرب عموما، على انها استراتيجية تحديثلم يكن انهيار الاتحاد السوفياتي وليد إخفاق الشيوعية وانما كان وليد نجاحاتها، شرط ان نفهم النجاحات، مثلما فهمها الغرب عموما، على انها استراتيجية تحديث. ذلك انه بواسطة التحديث السريع ساد الاعتقاد ان الاتحاد السوفياتي، حتى منذ خمس عشرة سنة، قد نجح في ان يلحق بالغرب (وهو افق اثار قلقا رسميا بالكاد نتذكره الآن).
يجب التوكيد على ثلاثة اقتراحات اضافية تتعلق بإنهيار الاتحاد السوفياتي. الاول هو ان التفكك الاجتماعي والسياسي الداخلي انما كان جزءا من ترسيمة عالمية في الثمانينات شملت في فسادها البنيوي الغرب (الريغانية والثاتشيرية واشكال موازية اخرى في ايطاليا وفرنسا) والدول العربية (ما يسمّيه [هشام] شرابي «البطريركية الجديدة»). من هنا فمن التضليل اطلاق تفسير اعتباطي لذلك الفساد البنيوي بناء على معطيات اخلاقية، ذلك انه ينبثق من مسار اجتماعي مادي الى حد بعيد هو مسار تراكم الثروة غير المنتجة في الشرائح الاعلى من تلك المجتمعات. وقد اتضح الان ان ذلك الركود وثيق الصلة بـظاهرة معروفة هي ظاهرة انفصال الرأسمالية المالية عن اصلها في الانتاج وتمايزها عن ذلك الاصل. وقد ابان جيوڤاني أرّيغي كيف ان كافة مراحل تطوّر رأس المال قد عرفت حقبة اخيرة يخلي فيها الانتاج المكان امام المضاربة، حيث تنفصل القيمة عن اصلها في الانتاج ويتم تبادلها على نحو مجرّد (وهو امر ليس بدون مترتبات ثقافية هو ايضا).
كذلك ينبغي التوكيد على ان مقولات مثل الفاعلية والانتاجية والملاءة المالية مقولات قياسية، اي ان نتائجها تفعل فعلها فقط في حقل تتنافس فيه عدة ظواهر متفاوتة. وإن التقنية الاكثر فاعلية وانتاجية تنجح في طرد الانظمة والآلات والمنشآت الصناعية الاقدم عهدا فقط عندما تدخل تلك الاخيرة حقل قوتها فتعرض عليها المنافسة او تتحداها اليها.
يقودنا هذا الى النقطة الثالثة وهي ان الاتحاد السوفياتي «صار» فاقد الفاعلية وانهار عندما حاول ان يندمج في نظام عالمي هو نفسه في حالة انتقال قضت قواعد تشغيله الجديدة ان يعمل على درجة من «الانتاجية» ارقى بما لا يقاس من كل ما هو موجود داخل النطاق السوفياتي. فإذا المجتمع السوفياتي، مدفوعا بدوافع ثقافية (النزعة الاستهلاكية، والتقنيات المعلوماتية الاكثر حداثة، الخ.) ومسوقا الى المنافسة العسكرية التقنية المحسوبة، ومنجذبا الى إغراء المديونية، وبالاشكال الاكثر كثافة من التعايش التجاري، قد دخل بيئة لم يكن يملك عناصر البقاء على قيد الحياة داخلها. ويمكن الزعم بأن الاتحاد السوفياتي والدول الدائرة في فلكه - وقد كانت الى ذلك الحين معزولة في منطقة الضغط الخاصة بها - كما لو انها محبوسة تحت قبّة جيوديزية اديولوجية واقتصادية واجتماعية - بدأت، عن غير حيطة من امرها، في فتح الفتحات الهوائية دون ان تكون مزوّدة بالازياء الفضائية [اللازمة] فتعرّضت ومؤسساتها لضغوط العالم الخارجي الاقوى منها بما لا يقاس. يمكن تصوّر النتيجة بما هي شبيهة لضغوط الانفجار على البنى الهشة المحاذية مباشرة لمنطقة تفجير القنبلة الذرية الاولى، او بوزن الضغط الجبار والمشوِّه للماء في قعر البحر على عضويات بلا حماية نمت وتطورت في الطبقات العليا. وتأكيدا، فان هذه النتيجة تؤكد تحذير [إيمانويل] ڤاليرستين الاستباقي من ان الاتحاد السوفياتي، على أهميته، لم يكن يشكل نظاما بديلا عن النظام الرأسمالي، وانما شكّل فقط فضاءً مضادا لذاك النظام او منطقة في داخله، وان هذا الفضاء وتلك المنطقة قد تطايرا الآن ولم يبق منهما الا جيوب يمكن لتجارب اشتراكية مختلفة ان تستمر في داخلها.
الاطروحة الخامسة
ان الماركسيات - بما هي الحركات السياسية وايضا اشكال المقاومة للفكرية والنظرية تنبثق من النظام الراهن للرأسمالية المتآخرة - اي من نظام ما بعد الحداثة، ومن المرحلة الثالثة من الرأسمالية العالمية، مرحلة المعلوماتية والشركات المتعدية الجنسيات، كما يعيّنها [ارنست مانديل ] - سوف تكون بالضرورة مختلفة عن تلك التي تطوّرت خلال المرحلة التحديثية، وخلال المرحلة التي تلتها، مرحلة الامبريالية. فلا بد ان تقيم تلك الماركسية المعاصرة علاقة مختلفة مع العولمة كما انها، بالمقارنة مع الماركسيات السالفة، سوف تكتسي طابعا اكثر تشبّعا بالثقافة، تهتمّ اساسا بالظواهر المعروفة الى الآن بإسم «تشيؤ السلع» و«النزعة الاستهلاكية».
ان الاهمية المتزايدة التي تكتسبها الثقافة بالنسبة الى الاصعدة السياسية كما الاقتصادية ليست نتيجة ميل تلك الاصعدة الى الانفصال او التمايز فيما بينها، انما هي نتيجة تشبّع عملية التسليع ذاتها وتغلغلها الاكثر شمولا، وقد تمكنت الآن من استعمار مناطق واسعة من المجال الثقافي وقد كانت محصنة تجاهها او كانت، في غالبيتها، معادية لمنطقها او متفارقة معه. ان تحوّل الثقافة الآن الى تجارة في معظمها نتج عنه حقيقة ان معظم ما كان يعتبر اقتصاديا او تجاريا صرفا في السابق قد اصبح ثقافيا ايضا، وهو توصيف يجب ان تدرَج تحته كافةُ تشخيصات ما يسمى «مجتمع الصورة» او «النزعة الاستهلاكية».
تتمتع الماركسية بشكل عام بتفوق نظري في مثل هذا التحليل، خصوصا ان مفهومها للتسليع مفهوم بنيوي وليس مفهوما تبشيريا أخلاقيا. ان الاهواء الاخلاقية تولد النشاط السياسي، ولكنها تستولده بانواعه الاكثر هشاشة، تلك التي يسهل اعادة استيعابها او اعادة احتوائها وهي قليلة الاستعداد لان تتشارك مع سائر الحركات في قضاياها وعناوينها. علماً ان الادغام والتعمير وحدهما يسمحان للحركات السياسية بأن تنمو وتتطور وتتسع. وبالتأكيد، فانا ميّال للقول العكسي، بأن سياسة التبشير التبشيرية اخلاقيا تزدهر حيث يتم الحَجْر على المعرفة البنيوية وعلى المسح الاجتماعي. وان تأثير العامل الديني والاثني اليوم يجب فهمه بما هو تعبير عن الغضب إزاء اخفاق الاشتراكية، ومحاولة يائسة عمياء لملء الفراغ [الناجم عن ذلك الإخفاق] بحوافز جديدة.
اما بشأن النزعة الاستهلاكية، فالمؤمل ان يتبيّن انها ذات مغزى تاريخي لأنه كان لزاما على الاجتماع البشري ان يمرّ بالتجربة الاستهلاكية بما هي نمط حياة، ولو من اجل ان نختار على نحو اكثر وعيا /نمط حياة مختلفا جذريا يحلّ محلّها. اما بالنسة لمعظم ارجاء العالم فإن إدمان النزعة الاستهلاكية لن يكون متوافرا لاسباب موضوعية، لذا فالتشخيص الاستباقي التي اطلقته للنظرية الراديكالية في الستينات - من ان الرأسمالية قوة ثورية بذاتها لكونها تنتج حاجات ورغبات جديدة لن يستطيع النظام الرأسمالي نفسه ان يشبعها - هذا النظرية سوف تجد الان تحققها على النطاق الشامل للنظام العالمي الجديد.
على صعيد نظري، يجوز الاقتراح ان القضايا الملحّة الراهنة - البطالة البنيوية الدائمة، والمضاربة المالية وحركات لرأس المال منفلتة من اي سيطرة، و«مجتمع الصورة»، وغيرها - تترابط ترابطا عميقا من حيث فقدانها المضمون وطابعها التجريدي (بالمقارنة مع ما كان يسمى «الاستلاب» في عصر آخر). ويمكن بلوغ المستوى الاكثر تفارقا من الجدلية عندما نعيد الوصل بين مسائل العولمة والمعلوماتية. فثمة معضلة لا مفرّ منها تتجلى حين تدمَج الامكانيات الاديولويجة والسياسية للشبكات العالمية الجديدة (لليسار واليمين كما لعالم البزنس) مع النقصان في الاستقلال الذاتي في النظام العالمي الحالي ومع استحالة تحقيق اية منطقة قومية او اقليمية لاستقلالها الذاتي ولاكتفائها الذاتي او الانفصال عن السوق العالمية او القطع معها.
لن يعثر المثقفون على طريقهم بالجهد الفكري وحده. بل ان نضج التناقضات البنيوية في الواقع هو ما سوف يسمح باستشراف الامكانيات الجديدة. ومع ذلك نستطيع ان نبقي تلك المعضلة على قيد الحياة بواسطة «التشبث بالسلب» كما كان يقول هيغل، اي المحافظة على ذلك الموقع الذي منه نستطيع ان نتوقع صدور الجديد غير المتوقَع.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - أدعياء الماركسية
فؤاد النمري
(
2018 / 9 / 3 - 15:58
)
كي يثبت المرء أنه ماركسي حقيقي وليس دعيّاً للماركسية يلزمه أن يعترف بحقيقة تفري العيون وهي انهيار النظام الرأسمالي العالمي في السبعينيات
العولمة تقول بذاتها أن سطح الكرة الأرضية غدا أملساً بدون مراكز وأطراف كما كان في عصر الرأسمالية الإمبريالية وفي السطح الأملس يتعذر تصريف فائض الإنتاج
ثورة التحرر الوطني التي ترتبت على خروج ا||لإتحاد السوفياتي كأقوى قوة في الأرض أقامت تلك الثورة على الأقل حكومات وطنية مستقلة في الأطراف تلك الحكزمات التي مبرر وجودها هو عدم استقبال فائض الإنتاج المتحقق بالضرورة في المركز الرأسمالي
ألفباء الرأسمالية هو تحويل قوى العمل المتجددة يوميا في زنود العمال إلى بضائع لم تكن موجودة في اليوم السابق ثم تحويل البضائع الجديدة إلى نقود جديدة لم تكن موجودة في اليوم السابق
وهو ما يعني أن الرأسمالية إنما هي الإغتناء اليومي لكننا نجد اليوم أن الحصن الأخير للنظام الرأسمالي وهو الولايات المتحدة مدينة اليوم بأكثر من 21 ترليون فائدتها السنوية تصل إلى 600 مليار دولار
العالم الذي يفترضه فردريك جيمسون رأسمالياً يستدين سنويا 2 ترليون دولار كي يستمر فقط
هذا بحث لا يستحق القراءة
2 - يا أيها الناس اسمعوا وعوا: هلليلويا!
طلال الربيعي
(
2018 / 9 / 4 - 00:20
)
البعض ممن يعيش في دولة بدوية تتمسح بمظاهر الحداثة الرثة و بعلاقات انتاج ما قبل رأسمالية يتحدث عن انهيار الرأسمالية كنظام عالمي لأن الولايات المتحدة بزعمه مدانة بمبالغ هائلة, و لكنه يغفل ذكر الدائن و طبيعته من رأسمالية او خلافه في نظام العولمة, ويخفق ايضا في تفسير سطوة الولايات المتحدة العسكرية وعنجهيتها وقتلها للشعوب ومن اين استمدت سطوتها هذه النقيضة اسميا لمديونيتها, ولم تدين هذه الدول الولايات المتحدة. هل هو حبا بالكاوبوي الامريكي الذي قتل مائة مليون هندي من السكان الاصليين وقضى على اجمل حضارة عرفتها البشرية؟ ام بسبب زرقة عينيه واحمرار رقبته ان لم يكن بسبب رائحته المقرفة التي تزكم الانوف؟
و منظرو شيوعية البداوة يستدعون فعلا السخرية وليس النقد فيبدو ان اقدامهم
لم تطأ اراضي دولة رأسمالية ليفهموا حقا معنى الرأسمالية
كتجربة بشرية فردية وجماعية ولذلك يكتفون ككاتبي الحسابات (الوضيعين على حد تعبيرهم) بعزف نفس الاسطوانة المشروخة والمضجرة بموت الرأسمالية بسبب الديون, و الرأسماليون يضحكون على مزاعم هؤلاء ليس فقط لانها تعطل العمل ضد الرأسمالية ومظالمها,
يتبع
3 - يا أيها الناس اسمعوا وعوا: هلليلويا!
طلال الربيعي
(
2018 / 9 / 4 - 00:21
)
لكنهم يضحكون ايضا لان بعض مدعيّ الشيوعية وصل بهم الامر الى محاولة الباس الذئب لباس الحمل كما في قصة سندريلا للاطفال. ونحن نغني مع
Alexandra Burke
اغنية هلليلويا!
https://www.youtube.com/watch?v=qSgsW9GLerA
4 - الرفيق العزيز طلال الربيعي
فؤاد النمري
(
2018 / 9 / 4 - 07:45
)
لئن كنت أنا من دولة بدوية وأنت من دولة متحضرة ومع ذلك أنا أتقدم عليك فذلك يعني أن عيباً فيك على عزيزنا طلال أن يتداركه
لماذا لم تسمع حضرتك زعيمة الديموقراطيين في البرلمان الأميركي تصرخ بأعلى صوتها قبل أسابيع قليلة تقول الويل ثم الويل والولايا المتحدة تستدين كل دقيقة مليون دولار
!!
الإحصاءات الرسمية تقول أن أميركا تدفع فوائد على ديونها 450 مليار دولار سنويا
ألفباء الرأسمالية هي تحويل قوى العمل المتاحة في الأمة إلى بضاعة لكن السوق الأميركية غرقى بالبضائع الصينية وبضائع شرق آسيا
الميزان التجاري لأميركا يعجز سنوياً بما يتجاوز 700 مليار دولار وفي السنة الماضية أصدر نرمب بياناً يفاخر فيه أن العجز انخفض إلى 560 مليار فقط وهناك عجز فيه مع الدولة البدوية الأردن وقد حدثني صديق يعيش في أميركا وقد اشترى قميصاً وفوجئ أن القميص صنع في الأردن
الشيوعيون المفلسون مثل حضرتك ومثل الثمانية الذين قيموا الموضوع بعلامة 100 يجهلون ان الموازنة الاتحادية لأميركا نصفها سندات صينية بالفائدة بقيمة 1.5 ترليون دولار
لا يعترفون بانهيار الرأسمالية لأن اعترافهم يرتب عليهم معرفة النظام القائم وهم مفلسون في هذا المنحى
5 - الرفيق العزيز طلال الربيعي
فؤاد النمري
(
2018 / 9 / 4 - 08:27
)
منذ ثلاثين عاما والععجز في الميزان التجاري يتجاوز 700 مليار دولار سنويا
ولذلك تجاوز مجموع ديونها اليوم 21 ترليون أي أن كل فرد أميركي وحتى قبل أن تلده أمه مدين ب 65 ألف دولار
العجز السنوي في الميزان التجاري لا يعني سوى أن الولايات المتحدة لا تنتج كفايتها من البضائع أي أن الاقتصاد الأميركي يعاني من عجز في إنتاج البضائع
لكن وكما يعلم الماركسي طلال الربيعي أن مشكلة النظام الرأسمالي هي فائض الإنتاج الذي يجسد فائض القيمة
لئن حللت يا طلال هذا التناقض حسب الديالكتيك الماركسي سأعتبرك منذ اليوم معلمي
أنا أمني النفس أن تكون معلمي
أما عن سطوة الولايات المتحدة العسكرية وعنجهيتها
ففي الأسبوع الماضي فقط علت نبرة الإدارة الأميركية العسكرية فكان أن تصدى لها جنرال أميركي متقاعد ونصح الإدارة بأن تخفض نبرتها وقال أن روسيا تستطيع تدمير واشنطن خلال ربع ساعة فقط
من أهداف بوتين في تدمير سوريا هو تجحيش أميركا وقد نجح أيما نجاح فكان أن نجح في الانتخابات بنسبة 70%
ما يجهله المحللون الاستراتيجيون في الحرب هو أن الحرب النووية العالمية بين أميركا وروسيا ستنتهي بعد أقل من ساعة بفعل القنابل النووية والصواريخ
6 - كلام محاسب قاموني او غير قانوني
طلال الربيعي
(
2018 / 9 / 4 - 09:21
)
الرفيق العزيز النمري
للاسف تعليقات 5 و 4 هي كلام محاسب قاموني او غير قانوني وليس لها علاقة بالماركسسة من قريب او بعيد.
تحياتي
7 - من هو الماركسي !!؟
فؤاد النمري
(
2018 / 9 / 4 - 12:21
)
في مايو أيار 1965 كان لي الإجتماع الأخير مه الأمين العام المساعد للحزب الشيوعي الأردني وكان خلافي مع الحزب هو رفضه لرأيي في أن قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي خائنة وهو ما اقتضى نهائياً عن الحزب
في الكونفرنس العام الوحيد الذي عقده الحزب الشيوعي الأردني في العام 1970 حدث انشقاق في الحزب وخرج الأمين المساعد ومعه ثلة من رجال الصف الأول في الحزب وقال وهو خارج من الاجتماع لرفيقه الذي حضر اجتمعه معي في العام 1965 قال .. كان يجب أن نصغي أكثر لفؤاد النمري
في العام 1963 وبعد أن قرأت تقرير خروشتشوف إلى المؤتمر الثاني والعشرون للحزب سألني الرفاق في السجن عن رأيي في التقرير فكان جوابي هو أن الاتحاد السوفياتي سينهار في العام 1990
عندما تتأكد من أن هذه الوقائع قد حدثت في حياة الشيوعي فؤاد النمري كيف يجوز لك أن تتهمه بأن لا علاقة له بالماركسية
صندوق النقد الدولي يقول أن الولايات المتحدة مدينة اليوم بأكثر من 21 ترليون دولار لأنها خلال الثلاثين سنة الأخيرة لم تنتج من البضائع ما يسد حاجة السكان فكيف لأحد أن يدعي بأن الولايات المتحدة ما زالت رأسمالية رغم أنها لا تنتج البضاعة !!؟
يا لهولك يا ماركس !
تحية
8 - مديونية الولايات المتحدة هي حبر على ورق
طلال الربيعي
(
2018 / 9 / 4 - 13:36
)
الولايات المتحدة تنتج بضاعة والا كيف تستدين اموالا؟ وما علاقة الرأسمالية بانتاج بضاعة كثيرا او قليلا؟ اين النص المار كسي الكمي في ذلك؟ ولكن تكاثر مديونية الولايات المتحدة هي حبر على ورق فالارقام هي كومبيوترية وليست واقعية ونتاج لطبع عملة لا غطاء لها-غير البترول السعودي في البترود لار
9 - عزيزي الربيعي
فؤاد النمري
(
2018 / 9 / 4 - 20:38
)
يؤلمني جداً أن يتحدث شيوعي له في نفسي احترام كبير أن يتحدث مثل هذا الحديث كأن تسأل - ما علاقة الرأسمالية بإنتاج بضاعة كثيرا او قليلا -
هناك كتاب لكارل ماركس اسمه رأس المال لا يتحدث فيه ماركس سوى عن إنتاج البضاعة
وقال فيه البابا بندكتس اول بابا يسقيل من كرسي البابوية قال أن أعظم من كتب في النظام الرأسمالي هو ماركس
الرأسمالية يا عزيزي هي تحويل قوى العمل إلى بضاعة ثم استبدال البضاعة في السوق بنقود
هل تعرف طريقة أخرى يحقق بها الرأسمالي فائضاً للقيمة ؟؟
10 - اعلانك موت الرأسمالية يعني قبرك للماركسية!
طلال الربيعي
(
2018 / 9 / 5 - 04:13
)
الرفيق العزيز النمري
تقول
-يؤلمني جداً أن يتحدث شيوعي له في نفسي احترام كبير-
اني شكرك ولكني اود ان اؤكد ايضا ان
الاحترام, حسب التحليل النفسي, يدلل على عنف مع الآخر وقمعا له, وخصوصا اذا كان احتراما كبيرا. لن افصل هذا لاني لا اتوقع منك معرفة حتى بحدها الادنى بعلم التحليل النفسي. ولكن ان تزايد على بموضوعة البضاعة و كتاب رأس المال فهذا امر غير مقبول. لقد كان استفساري واضحا كل الوضوح وكلماتك للاسف تشوه ما قلته. فحسب منطقك ينبغي ان يكون هناك تحول كمي في كمية انتاج البضاعة كي يتحول التغير من كمي الى نوعي او كيفي حسب معطيات او قوانين الديالكتيك, واني تسائلت عن عتبة هذا التغيير, اي القشة التي تقصم ظهر البعير كما يقولون. لكنك للاسف تجاهلت سؤالي ولم تقدم جوابا نظريا او امبريقيا, فارقامك الحسابية لا تدلل على اي شئ لانها ليست مُبررة نظريا لاستنتاجاك الذي يشكل ما يسمى في منهجية العلم قفزة اعتقادية اومذهبية
LEAP OF FAITH
اما سؤالك
-هل تعرف طريقة أخرى يحقق بها الرأسمالي فائضاً للقيمة ؟؟-
فيؤكد من جديد انك تتجاهل ما اكتب لاني اجبت مسبقا على السؤال
اعلاه
يتبع
11 - اعلانك موت الرأسمالية يعني قبرك للماركسية!
طلال الربيعي
(
2018 / 9 / 5 - 04:13
)
الرفيق العزيز النمري
تقول
-يؤلمني جداً أن يتحدث شيوعي له في نفسي احترام كبير-
اني شكرك ولكني اود ان اؤكد ايضا ان
الاحترام, حسب التحليل النفسي, يدلل على عنف مع الآخر وقمعا له, وخصوصا اذا كان احتراما كبيرا. لن افصل هذا لاني لا اتوقع منك معرفة حتى بحدها الادنى بعلم التحليل النفسي. ولكن ان تزايد على بموضوعة البضاعة و كتاب رأس المال فهذا امر غير مقبول. لقد كان استفساري واضحا كل الوضوح وكلماتك للاسف تشوه ما قلته. فحسب منطقك ينبغي ان يكون هناك تحول كمي في كمية انتاج البضاعة كي يتحول التغير من كمي الى نوعي او كيفي حسب معطيات او قوانين الديالكتيك, واني تسائلت عن عتبة هذا التغيير, اي القشة التي تقصم ظهر البعير كما يقولون. لكنك للاسف تجاهلت سؤالي ولم تقدم جوابا نظريا او امبريقيا, فارقامك الحسابية لا تدلل على اي شئ لانها ليست مُبررة نظريا لاستنتاجاك الذي يشكل ما يسمى في منهجية العلم قفزة اعتقادية اومذهبية
LEAP OF FAITH
اما سؤالك
-هل تعرف طريقة أخرى يحقق بها الرأسمالي فائضاً للقيمة ؟؟-
فيؤكد من جديد انك تتجاهل ما اكتب لاني اجبت مسبقا على السؤال
اعلاه
يتبع
12 - اعلانك موت الرأسمالية يعني قبرك للماركسية!
طلال الربيعي
(
2018 / 9 / 5 - 04:15
)
حينما قلت
- فالارقام هي كومبيوترية وليست واقعية ونتاج لطبع عملة لا غطاء لها-غير البترول السعودي في البترود لار-
والمقصود هنا ان العملة الافتراضية هي التي يجري الكلام عنها وليس العملة المتداولة عمليا او واقعيا. وهذا يستدعي منك فهم الامور ديالكتيكيا وليس ميكانيكيا, وهذا للاسف ما لا تفعله. علما ان كاتب المقال عالج هذه النقطة باسهاب تحت عنوان
-انواع مختلفة نوعيا من السلع-.
وكاتب المقال يقول بحق
-ان الماركسية هي عِلم الرأسمالية-
ولذا ان اعلانك موت الرأسمالية يعني لا بد موت علم الماركسية حسب منطقك, او بعبارة اخرى نفيك لماركسيتك انت نفسك, وهذا يتفق ايضا مع اطروحاتك المناقضة للماركسية او تلك التي تدفنها بقصد او بدونه, وهذا للاسف يعني ايضا انضمامك الى جوقة المحتفين بموت الماركسية, ان لم يكن رسميا فضمنا!
تحياتي
13 - طلب المساعدة من طلال
فؤاد النمري
(
2018 / 9 / 5 - 17:21
)
أرجوك يا طلال أن تساعدني في فهم سؤالك التالي فربما لم أعد أفهم العربية بفعل الهرم
سؤالك يقول .. - ما علاقة الرأسمالية بإنتاج بضاعة كثيراً أو قليلاً ؟- - تسلسل 8
ما فهمته من هذا التساؤل هو أنك تقول الرأسمالية شيء وإنتاج البضاعة شيء آخر
إذا أخطأت في فهم سؤالك فعلي الاعتذار لجنابك وأما إذا ما كنت حضرتك أسأت التعبير فعليك أن تعتذر من القراء وبينهم ماركسيون ينتظرون نقودات الربيعي
سامحني يا ربيعي فأنا أستسخف القائلين بأن العولمة هي مرحلة تكيف للرأـسمالية
على هؤلاء القوم إن أرادوا أن يتبرأوا من السخافة عليهم أن يحددوا لماذا نزحت الشركات الرأسمالية من المراكز إلى الأطراف
ليس لديهم من سبب سوى الجري وراء الأجور الرخيصة !!
هؤلاء لم يقرأوا ماركس
يقول الكاتب فردريك جيمسون أن الامبريالية انتهت
هل توافقه ؟
14 - الديون, سويسرا, والعولمة
طلال الربيعي
(
2018 / 9 / 7 - 00:14
)
الرفيق العزيز النمري
ان سؤالي المتفرع
واضح وهو: في اي مرحلة تعتبر انت فيها ان دولة رأسمالية بسبب كمية ديونها (تغيير كمي) تتحول الى دولة لارأسمالية (تغيير كيفي)؟ وعلى اي اساس تحدد عتبة هذا التحول الكمي الى تحول كيفي؟
فماذا تعتبر دولة مثل سويسرا التي لا تملك ولم تمتلك اية ديون عبر تاريخها, دولة رأسمالية ام لا حسب منطقك في الديون؟
اما سؤالك بخصوص الامبريالية, فاني اتفق مع تعبير كاتب المقال
-اخيرا، بعد الحرب العالمية الثانية وفي عصرنا الحالي، تفكّك النظام الامبريالي القديم وحلّ محلّه «نظام عالمي» جديد تسيطر عليه الشركات المتعدية الجنسية. ان الحقبة الحالية من الرأسمالية، الرأسمالية «العابرة للقوميات»، تعيش توازنا قلقا، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بين ثلاثة مراكز هي اوروبا والولايات الاميركية المتحدة واليابان، لكل مركز ملحقاته الشاسعة من الدول الدائرة في فلكه. هذه الحقبة الثالثة، التي لم تكتمل مراحل انبثاقها الحاسمة الا مع نهاية الحرب الباردة (على افتراض انها اكتملت فصولا) هي بالتأكيد اكثر «عولمة» من عصر الامبريالية السابق-
تحياتي
15 - بالطبع لم اصدقك قيد شعرة
طلال الربيعي
(
2018 / 9 / 7 - 07:02
)
الرفيق العزيز النمري
في تعليقك 8 تقول بحقي
-أمس فقط سألني نفس السؤال أحد المتمركسين...-
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=610657
ولكنك قلت بخصوصي في تعليقك 9
-يؤلمني جداً أن يتحدث شيوعي له في نفسي احترام كبير-
ولكني بالطبع لم اصدق قيد شعرة انك تكن لي ادنى قدر من الاحترام. بدلالة تعليقك هذا, فعلم التحليل النفسي لا يخطأ ويظهر البشر على حقيقتهم, ولذا قولي في تعليق 11 في نفس الرابط اعلاه
-اني شكرك ولكني اود ان اؤكد ايضا ان
الاحترام, حسب التحليل النفسي, يدلل على عنف مع الآخر وقمعا له, وخصوصا اذا كان احتراما كبيرا-
16 - الرفيق الصعب طلال الربيعي
فؤاد النمري
(
2018 / 9 / 7 - 07:05
)
حسناً لا عليك فأنت تقدم تفسيرا لسؤالك على غير ما تحمله الكلمات
فما أعرفه عن سويسرا وهو قليل أم مجمل إنتاجها يتكون من ثلاث مكونات وهي
الاتجار بالأموال وهي ليست تجارة رأسمالية
صناعة الأغذية وهي ليست صناعة رأسمالية
صناعة الساعات وهي صناعة رأسمالية
صناعة السياحة وهي ليست صناعة رأسمالية
وعليه لئن كانت صناعة الساعات تغطي أقل من 30% من الدخل القومي فسويسرا ليست رأسمالية
في الولايات المتحدة ومنذ ما قبل التسعينيات الصناعة تغطي 17.5% فقط من مجمل الدخل القومي ولذلك لا يمكن اعتبار الولايات المتحدة رأسمالية خليك عن أن صناعة الفضاء والأسلحة ليست صناعة رأسماليىة
جيمسون وهو فقط من أقنعك بانهيار الامبريالية لا علاقة له بعلم الاقتصاد وهو يعتبر العالم مقسم إلى ثلاث دوائر رأسمالية أميركا وأطرافها وأوروبا وأطرافها واليابان وأطرافها
لكن هذه الدوائر الثلاث تعاني من عجوزات في إنتاج البضاعة تصل سنويا إلى 1.7 ترليون دولار تغطي معظمها الصين التي لا دائرة لها !!
من مظاهر انهيار الرأسمالية هو انحلال المركز الرأسمالي متوزعاً على الأطراف وذلك هو الانهيار بعينه مهما حاجج الماركسيون المفلسون
تحياتي
17 - الشيوعية منم براء
طلال الربيعي
(
2021 / 11 / 18 - 17:48
)
فريدريك جايمسون على حق تماما في -ان الماركسية هي عِلم الرأسمالية-.
ولذا ان الستالينيين الذين يزعمون بموت الرأسمالية يجزمون بطلاقهم بالثلاث من الماركسية وانضمامهم الى معسكر اعداءها, بل ومن اشر اعداءها لتجلببهم بجلباب الشيوعية, والشيوعية منم براء براءة الذئب من دَم يوسف.
.. وكالة حماية البيئة الأميركية تنفذ عمليات لجمع النفايات السام
.. محمود يزبك: اجتماع نتنياهو الأمني جاء بضغط من اليمين المتطرف
.. لحظة تسليم الرهينة الإسرائيلي المسن من الفصائل الفلسطينية إل
.. الفصائل الفلسطينية تستعد لتسليم 3 رهائن إسرائيليين أمام منزل
.. غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف