الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاعرتان بِضيافةِ بيت الشعر - Deux Poètes sont les hôtes de la maison de la poésie-

رابحة مجيد الناشئ

2016 / 11 / 2
الادب والفن


شاعرتان بِضيافةِ بيت الشعر
Deux Poètes sont les hôtes de la maison de la poésie

استهلَ بيت الشعر لمدينة ﭘواتيه الفرنسية موسمه الشعري في اكتوبر – 2016 باستضافة شاعرتين: سَسيل ﮔﯿﭭﺎرش - Cécile Guivarch ، وَ ﭙَﺭﻴﻦ لو كَريك - Perrine Le Querrec ، وبحضور جمهور يَعشَق الشعر والأدب.

بدأت الشاعرة ﭬَﺭﻮﻨﻴﻙ جوايو - Véronique Joyaux الأُمسية بالترحيب الحار بالشاعرتين وتقديمهما للجمهور الحاضر، كما تحدثت عن تأريخهما الشعري وعن إبداعاتِهما، ثمَ قرأت لَهٌما بعض القصائد.


سَسيل ﮔﯿﭭﺎرش ، شاعرة " فرنسية – اسبانية “، ولدَت عام 1976 ، قربَ مدينة روان الفرنسية، وتعيش في مدينة نانت منذ عام 2003. أنشأت وَ تُدير موقعاً للشعر المعاصر : " أرضٌ لِسَماء “. كما تنشر المقالات في العديدِ من المجلات الأدبية الفرنسية.

في هذه الأُمسية، قالَت الشاعرة ، بأنها قد بدأت بكتابة الشعر منذ عامها التاسع ، وَبأنها قد تأثرت طيلة حياتها ببعض الشعراء المُبدعينَ من العالَم ، مثل ناظم حكمَت ، محمود درويش، الجندرا بيزارنك ، ماريا تسفتاوفا ، جاك أنسه، أنطوان أمَّز، وَ تيغي مَتز. وَفيما يلي البعض من مؤلفاتها :

- أرضٌ لِسَماء - 2016
- صِراخ الأُمهات - 2012
- انت تزور العالَم – 2009

كما ساهمت سَسيل بمختارات ودواوين شعرية مشتركة معَ شُعراء آخَرين : بِعينيكِ،عيدُ الحياة ، تهجين،...

تحدثت الشاعرة سَسيل ﮔﯿﭭﺎرش للجمهور الحاضر ، عن طفولتها، عن عائلتها الهاربة من نظام فرانكو والمشتتة في العديد من البلدان. كما تحدثت عن شعرها وعن مشاريعها الأدبية، وبشكلٍ خاص، عن موقعها الشعري " ارضٌ لِسَماء “،
والذي شعرت هيَ نفسِها بالحاجة والضرورة لإنشائه، بدءً لإرواءِ تَعَطُشها للتعرف على الشعر المعاصر في العالم أجمع، ثمَ لأجل تمكين الآخرين من الوصول الى قراءة الشعراء المعاصرين العالميين، وكذلكَ من اجل توجيههم نحوَ مواقع أخرى لتَمكينِهم من التعرُّف على هؤلاء الشعراء اكثر فأكثر.

قرأت سَسيل في هذه الأُمسية العديد من قصائدها باللغتين الفرنسية والإسبانية ، و من هذه القصائد ، القصيدة التالية التي قُمتُ بترجمتها للقارئ ( مع قصائد اخرى لهذه الأُمسية )، من الفرنسية الى العربية :

Le cri des mères
صِراخ الأُمهات

سوفَ تَلِدُ على سَريرٍ مِن القِشِ
إنها تَصيحُ تَصرخُ وَتُنادي أجدادها الأكثَرَ قُدماً
" إنها لا تَعرِف حتى أسماءَهم “
تُناديهم جَميعاً لإخبارِهِم بأنَها سَتَضَعُ مَولوداً
تَصرَخُ ألأَلَم وَالدَم الذي يُهشمها وَالذي يَخرُج مِنَ الأسفَل
مُتَقرفصة تَلتَقِطُ الجَسدَ الهارِبَ من لَحمِها
تَمسِكُ بهِ وَتَضعهُ على صَدرِها لِتَشُمَ رائِحَته
لِتَسمعَ الصَرخَةَ الأُولى
باكيةً أوجاعَه
في كومَةٍ مِنَ القِشِ
.......
صَرَخَت كذلِكَ بِأُم زَلي الثانية
زيلي حَفيدةُ – حَفيدة أُم الجَدة
لَقَد صَرَخَت لِخُروج الجَسَد
وَهذا هوَ الذي أعطاها نَفَساً
وَهذا ما ساعدَ الوَليدَ على مُغادَرةِ الجَسَد
والذي قادَه لِمُلاقاة النور
وَلِيولَدُ على جَسَدِ أُمه
المُنفَعِلَة بِصرخَتهِ الأُولى

كتابات الشاعرة سَسيل مرتبطة بشكلٍ حميميٍ جداً بالطفولة التي تعتبرها كالضوء. هذه الكتابات لها كذلك روابط قوية مع نسب الشاعرة واصلها. في هذا المضمار تقول سَسيل : ‹‹ انا لا استطيع الكتابة دون الرجوع الى النسب. نسبي هو مجموعة من تواريخ حيوات التي لازالت تؤثر فيَّ. جَد لم اتعرف اليه ابداً يعيش في كوبا بعد ان فر من نظام فرانكو، خالة في الأرجنتين هارِبَةً هيَ الأُخرى من نظام فرانكو، أُم تربت عند جدتها، أب له اسم بروتون دون ان نعرف أي شيء عن البروتون ، جنسية مزدوجة ، وانا هنا أتساءَل ، من هي أنا حقاً ››. اترككم مع الترجمة العربية لقصيدتين للشاعرة في هذا المضمار :

Vous êtes mes aïeux
أنتُم أجدادي

جئتُم هذهِ الليلة لِرؤيَتي
كُنتُ نائمةً لم أتَصنَع اللامُبالاة
حَدَثتموني عَن أحزانِكُم
أرهَفتُ سمعي وَلَم أفهَمُ شيئاً
لُغاتكُم قَديمَة
بأفواهِكُم مَوجاتٌ كلامية
وَمن أصواتِكُم أدرَكتُ الرُّعبَ
تَكورتُ على نفسي قليلاً
وَفي الصَباح كُنتُم قَد رَحَلتُم


مَن سَيقولُ لَكُم أجدادي
‹‹ لَم نَتَوقَف عَن التَفكيرَ بِكُم ››
صمتكُم مُتَنقلٌ مِن قَلبٍ الى قَلب
دِماؤكُم مَمزوجةً بالأَنهار
انَكُم تمسكونَ بأنفاسِكُم
لَم تَكونوا أبداً بهذا القُربِ مِنّا
بِمثلِ هذا الارتعاش على أكتافِنا
أنتُم مَوتانا تَمنَعكُم السَماء مِن وُلوج
القليل من العُشبِ وَمِن ضوضاءِ الحُب

الكتابة بالنسبة لِسَسيل هي عملية ولادة ، ولادة نصوص تحمل الفرح والبهجة برؤيتنا لها وهي تولد ، والتي بفضلها نستطيع التعبير عمّا يجول في اعماقنا.

ﭙَﺭﻴﻦ لو كَريك

ﭙَﺭﻴﻦ لو كَريك، شاعرة فرنسية معاصرة، ولدت عام 1968 في ﭙﺎريس، حيثُ تعيش وتعمل وَتكتب. هذه الشاعرة باحثةٌ، لذا هي تسكُن المكتبات والوثائق لكي تُشبِع شهيتها للكلمات وَلأجل كشف الأسرار المخفية. وَهي تعتقد بان صمت المكتبات ملائم للكتابة، حيث انه يقودها للبحث عن آفاق جديدة والى معرفة ما يحدَث في قاراتٍ أُخَر.

ﭙَﺭﻴﻦ تكتب في كل مكان، على مصابيح السيارة، على الأرضية، في بيوت الدعارة، في مستشفيات الأمراض النفسية وفي المكتبات.

تَحب الشاعرة ﭙَﺭﻴﻦ لو كيريك العمل مع الفنانين، و الخطاطين والممثلين. وهي تعتقد بأن الشعر هو غناء داخلي وبأنها بحاجة لهذا الغناء الذي يجلب لها التوازن الحياتي.

كتاب ﭙَﺭﻴﻦ الموسوم اﻠ " ﭙﺎﺗﺎﮔﻮﻧﻲ “، يتضمن 88 نَصاً شِعرياً، ومعظم هذه النصوص يتعلق بشكلٍ خاص بمرحلة الطفولة وبالأطفال ، لأن ﭙَﺭﻴﻦ تهتم في المقام الأول بالذين لا نراهم، بالبسطاء، واولئك الذين ليس لهم الكلمات للتعبير عن معاناتهم :
‹‹ ماذا تعرفون عن مرحلة الطفولة وحروقها الهندية، وزواياها الأربعة، وجحيم طباشيرها وعيونها المعصوبة ؟ ››.

تنشر ﭙَﺭﻴﻦ لو كيريك الدواوين الشعرية وكذلك الروايات، والتي منها ما يأتي :

- لازمة " موسيقية “ - 2015
- اقدام عارية - 2015
- ﺍﻠﭙﺎﺗﺎﮔﻮﻧﻲ - 2014
- منقار وَ أظافر – 2011
- ضربات مقص -2007

تكتب ﭙَﺭﻴﻦ الشعر لأجل هدفٍ خاص، وبهذا الصدد تقول الشاعرة : ‹‹ اكتب الشعر بهدف ادراك التوتر ما بين العالم وَبيني، واستخدم الكلمات كوسيط. فإذا تمكنتُ من تغيير نظرتي وتغيير نفسي، إذاً ممكن للشعر أن يُغيَّر مَن يقرأه ››.

قرأت الشاعرة في هذه الأمسية العديد من قصائدها، وَفيما يلي، نص نثري من كتابها " ﺍﻠﭙﺎﺗﺎﮔﻮﻧﻲ “ :

لُغَتي هيَ لُغة المَجدوعين
لُغة أولئكَ الذينَ يَعيشونَ تحتَ الطاوِلة
أولئكَ الذينَ يعيشونَ في الزاوية خَلفَ الظِل
تحتَ السماءِ في الفضاء على الجانب حولَ المنحرف
تحتَ المعصم تحتَ التَنانير الضيقة
اولئكَ الذينَ يَعيشونَ في عُمقِ
ذَواتِهِم في الداخِل
اولئكَ الذينَ يَعيشونَ معي
الذينَ يَعيشونَ تحتَ مائدَتي
في أعماقي بِجانبي
في زاويتي تحتَ ظِلي تحتَ سَمائي.

وهذه قصيدة اخرى لها بعنوان " القارة “

Le continent
القارَةُ
نَحنُ
سَنَراكُم قَريباً
لَقَد عَبرنا
المَزيدَ من الصَحارى، والمَزيدَ مِنَ المَجاعات
المَزيدَ مِنَ الحُروب، و المَزيدَ منَ الدكتاتوريات
المَزيدَ مِنَ العُنف، والمَزيدَ مِنَ الأكاذيب
المَزيدَ مِنَ الوعود، والمَزيدَ مِنَ الزَمَن
وَنحنُ على عِلمٍ بالنفوس
الحَمقى مَوجودونَ فيما بَينَنا
أجسادُنا وَلَدَت مُحارِبة
نَحنُ على بُعدِ بعضِ القَتلى مِنكُم

تكتبُ ﭙَﺭﻴﻦ لو كيريك نصوصها بكلماتٍ بسيطة حَقة وَشفافة.

جمهور هذه الأُمسية، كانَ سَعيداً وَمُبتَهجاً بالتعَرُف على هاتين الشاعرتين، وَبِسماع قَصائدَهُما. أُمسيةً رائعة بِفَضلِ شاعِرَتين رائِعَتين : سَسيل ﮔﯿﭭﺎرش وَ ﭙَﺭﻴﻦ لو كَريك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا