الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتقال الديمقراطية في تركيا الأردوغانية!

محمد مندلاوي

2016 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية




هاهم الأتراك الأوباش الغوغائيون, يكشروا عن أنيابهم مرة أخرى كالكلاب المسعورة, ضد ممثلي الشعب الحقيقيون, ويزجونهم في معتقلاتهم السيئة الصيت, وذنبهم الوحيد, أنهم وقفوا في أحلك الظروف بجانب شعبهم ضد نزوات الحاكم المستبد, الذي يعيش في عالم ما قبل التكنولوجيا, ولا يريد أن يفهم, أن اللعبة قد انتهت, ولم يعد لكيانه المتهرئ المسمى بتركيا أي دور يلعبه على الأرض, كما كان في أيام الحرب الباردة, بين الاتحاد السوفيتي السابق والدول التي دارت في فلكه من جانب, وأمريكا والغرب من جانب آخر, لكن المخلوق التركي الشرير لا يريد أن يفهم هذا, بأن السياسة أدوار وحين يأتي دورك, يجب عليك أن تجيد اللعب جيداً في مضمارها حتى تطيل فترة أداء الدور الموكول إليك على مسرحها, بما أن الأتراك بطبيعتهم أغبياء لا يفهمون هذا الواقع الافتراضي في عالم السياسة. لكن رغم هذا, أن الحظ قد خدمهم وبقوا فترة طويلة يسرحون ويمرحون بين زمنين كالحيوانات المفترسة ويفتكون بالشعوب المسالمة وعلى رأسها الشعب الكوردي الجريح الذي ابتلي بهم, وكذلك تهديدهم المستمر للدول والكيانات المحيطة بكيانهم اللوزاني دون رادع يردعهم عن تماديهم في غيهم وأفكهم,لأن الغرب وأمريكا غمضت عيونها عن أفعالهم الإجرامية, لأنها كانت بحاجة إليهم في تلك الفترة العصيبة التي مرت بها البشرية بوجود القطبين الأعظمين. عزيزي القارئ اللبيب, بعد أن تركوا جانباً من قبل الغرب وأمريكا كأي حاجة منتهية الصلاحية, حين فضلت عليها أمريكا أخيراً الشعب الكوردي في غربي كوردستان, وأبعدوها من المشاركة في قادم الأيام من تحرير الرقة عاصمة دولة داعش الإسلامية, لأن الغرب وأمريكا تعرف جيداً, أن داعش هو صنيعة تركية سعودية قطرية, فأي مشاركة لتركيا من أجل تحريرها من قبضة داعش هي كذبة تركية ليس ألا, لأن هناك آلافاً من الضباط الأتراك يقاتلون في صفوف داعش ضد قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا, فكيف تسمح لها بمشاركة كيدية لطعن قوات تحرير الرقة من الخلف كخنجر غدر مغروس في خاصرة قواتها؟؟. عزيزي المتابع, إن المخاوف التي تقض مضاجع الأتراك اليوم, هي إفرازات طبيعية لسياسات و قرارات رعناء اتخذوها قبل عقد ونيف و ساروا عليها, خلافاً لقرارات المجتمع الدولي. بناءاً عليها بدأت تركيا الطورانية الآن تدرك جيداً, أن دورها السلبي كربيبة مدللة للدول الغربية وإسرائيل اللاتي استخدموها كفزاعة ضد شعوب المنطقة قد ولى دون عودة, وما عليها الآن, ألا أن تنصاع مطأطئ الرأس لإرادة المجتمع الدولي وتفك ارتباطها القسري بشمالي كوردستان, وتقر وتعترف علانية بحقوق الشعب الكوردي السياسية و القومية. لكن الأتراك الطورانيون ومعهم بعض مشايخ الخليج, المهددون مثلهم بالفناء من على الخارطة السياسية يقومون ببعض الأعمال المنافية لقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان, كي يطيلوا أياماً في حكمهم الجائر, على سبيل المثال وليس الحصر, حاولت تركيا الطورانية ابتزاز الدول الغربية, وذلك بفتح حدودها البرية والبحرية مع أوروبا للاجئين تتدفق الملايين منهم على تلك البلدان التي تفوق سعتها الاستيعابية. وقبل هذا اشتركت مع السعودية والدويلة قطر بتشكيل تنظيم داعش الإرهابي, كما أسلفت, لإدامة بقائها غير الشرعي ككيان مغتصب لأراضي الغير, تماماً كما فعل نظام حزب البعث العفن, حين اعترف المقبور طارق عزيز في لقاء صحفي قائلاً: "أرادوا يزيلونا من سدة الحكم, أقدمنا على احتلال الكويت, وبقينا في الحكم, ثم خرجنا منها". وهكذا فعلت تركيا بصيغة مغايرة بعض الشيء, حيث أوجدت داعش وأحرقت الأخضر واليابس من أجل أن لا يمس حدود كيانهم اللوزاني الغاصب, الذي تأسس على أشلاء الأبرياء الكورد. اليوم وبعد أن يرى رئيسها المدعو أردوغان, أن صنيعته "داعش" بات يلفظ أنفاسه الأخيرة في كل من سوريا والعراق, أقدم النظام التركي الطوراني على ارتكاب جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائمه العديد ضد الشعب الكوردي المناضل, وذلك باعتقال رئيسي حزب الشعوب الديمقراطية وعدد من نوابه في البرلمان التركي. إنه يقوم بكل هذه الأعمال المخالفة لأبسط قواعد الديمقراطية, من أجل أن يضع العصا في عجلة التغيير الجذري, التي تشهده المنطقة والعالم. لكن هيهات, أن أردوغان يلعب في الوقت الضائع عليه أن يستعد لسماع صافرة الحكم والقبول بنتائج المباراة لصالح الشعب الكوردي المسالم.

اتفقوا على توحيد الله وتقسيم الأوطان
(محمد الماغوط)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو