الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائيات متصارعة أم متوالدة (الإسلام/ المسيحية.. العمال والديمقراطي الكوردستاني).

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2016 / 11 / 5
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
ربما تكون الإجابة على السؤال السابق؛ "العنوان" ليست بتلك السهولة التي طرح به عنوان المقالة حيث وللإجابة عليه، علينا أن نقوم بقراءة كل من التاريخ القديم والحديث حيث ولادة الإسلام من رحم الأديان والعقائد التي سبقتها وأخذت عنها الكثير ومن ثم لتقدم رؤيتها وقراءتها الخاصة مازجاً بين ما أخذت عن سابقاتها من الأديان مع الخصوصية الثقافية للجزيرة العربية ولتكون بداية الصراع بين المولود الجديد وما هو سابق عليه تاريخياً من أديان ومعتقدات خرج هو من رحمها .. وهكذا الأمر مع التاريخ الحديث والثنائية الأخرى - الكوردية؛ أي بين العمال الكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني- حيث خرج الأول من رحم الأفكار القومية ولكن بصبغة يسارية ماركسية مثل الكثير من التيارات التي عرفناها مع بداية السبعينيات من القرن الماضي ومتأثراً بالتجربة العالمية في الدول الإشتراكية.

وهكذا فإن تجربة العمال الكوردستاني كانت إضافة وولادة جديدة في الحالة الكوردية القومية، لكن حاملاً لخصوصيات المرحلة التاريخية حيث روح الشباب والثورية الماركسية -مؤسسوا الحزب كانوا طلبة الجامعات التركية والمتأثرين بكل من الأفكار والمشاعر القومية واليسارية الراديكالية معاً- وهكذا جاءت البرامج السياسية للتيار الجديد مازجاً بين كل من التجربتين والمدرستين، لكن مع الخبرة والتجربة الميدانية أدركت قيادات هذا التيار بأنهم إن حافظوا وبأمانة على رموز التيارات الأخرى، فلن يخرجوا من تحت عباءتهم ولن يكونوا أكثر من مقلدين لهم وتجربة الأحزاب الأخرى خير دليل فلم تصبح أكثر من مقلدين للتجربة البارتوية -إن صح التعبير- وبالتالي كان لا بد من رموز خاصة بهم -وفق قراءتهم- حيث كان استبدال مرادفة البيشمركة بالكريلا والعلم بعلم آخر وغيرها من الرموز الوطنية.

وبالمناسبة فإنني لم ولن أقول؛ بأن الخلف كان أفضل من السلف، إن كانت في الحالة الدينية وبالتالي تفضيل الإسلام على المسيحية أو في الحالة السياسية والحزبية الكوردية والمقارنة بين كل من الديمقراطي والعمال الكوردستاني، بل كل ما قلت وأقول: بأن الخلف -أي الإسلام- لو لم يغير من الرموز الدينية القديمة والسابقة عليها والتي عرفت بها المسيحية -كالصليب ودق الناقوس بالهلال والآذان- لم عرف التاريخ ديناً جديداً بأسم الإسلام .. وهذا ما يفعله حزب العمال الكوردستاني؛ أي تغيير الرموز التاريخية والتي تحدد الملامح السياسية للبارتي برموز وملامح سياسية خاصة تحدد به شخصيته الإعتبارية وللعلم هذه الأخيرة أيضاً ليست مقارنة بين التجربتين الدينية والقومية حيث لكل تجربة ومرحلة خصوصياتها وشروطها الذاتية والموضوعية.

وهكذا فإننا نؤكد؛ بأن القول السابق لا يعني إن هناك تفضيلاً أو مقارنة إن كان بين التفكير الديني والقومي وبالتالي تشبيه الكورد بالمشركين أو المسلمين، كما ذهب البعض بتفكيرهم، وكذلك فهي ليست مقارنة بين من هو الأصح؛ إن كان في الحالة الدينية أو الكوردية، بل هي قراءة للتاريخ ورؤية وتحليل للواقع حيث لو بقي الإسلام وأبقى على الشعائر الدينية القديمة إن كانت للأديان الوثنية -تحطيم تماثيل الكعبة- أو المسيحية والتوراتية حيث نعلم بإن الإسلام أخذ الكثير من تلك الديانات وشعائرها ورموزها وقد أبقى على البعض منها وغير وبدل في البعض الآخر، مثل تغيير القبلة من القدس لمكة مثالاً وليس حصراً، فهل كما عرفنا الدين الإسلامي وهل عرف التاريخ دولة عظيمة كالدولة الإسلامية ولذلك فإننا عندما نقول؛ بأن منظومة العمال الكوردستاني عندما تغير من تلك الرموز فهي تريد أن تؤسس منظومتها السياسية الخاصة.

وأخيراً فإننا نود التأكيد على قضية جد مهمة وهي التالية؛ فكما أن كل من الإسلام والمسيحية هما (دينان سماويان) بحسب المؤسسين والأتباع، فإننا يمكننا القول: بأن كل من المنظومتين السياسيتين -البارتي والعمالي- هما مدرستين كوردستانيتين في الحركة الوطنية الكوردستانية وهكذا وكما عرف التاريخ ولادة الإسلام عن سابقاتها من الأديان ودخولها معهم في صراع مرير على الوجود والنفوذ، فإن تجربة العمال الكوردستاني هي الأخرى ولدت من رحم القديم للحركة الكوردية القومية وهي ستدخل في المزيد من الصراعات معها في سبيل الوجود والنفوذ في ساحات كوردستان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | وكالة -إرنا- نقلاً عن مصادر ميدانية: فرق الإغاث


.. ناجون من الهولوكوست يتظاهرون في بريطانيا رفضا للعدوان الإسرا




.. رغم بدء تشغيل الرصيف العائم.. الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى


.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي




.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري