الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام و سياسة التشويه كآلية للإستمرار .

صالح حمّاية

2016 / 11 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لا يخفى على أي إنسان مُنصف في ما تعلق بمستقبل الإسلام اليوم ، أن الإسلام حاليا في أشد حالاته ضعفا ، فبعد ثورة الإتصالات ، و نسق العولمة الجديد الذي جعل العالم قرية صغيرة ، فالإسلام قد تعرى تماما أمام العالم وبانت عوراته ، فحاليا كل ما يجري مع الإسلام يتم فضحه وتعريته ، للدرجة التي صار الإسلام اليوم لا يتعرض سوى لعمليات الفضح من تاريخ وحاضره المشين ، فقد تم الكشف عن علاقته الأصيلة بالإرهاب ، خاصة وقد عرته داعش تماما أمام العالم ، وتم كشف حقيقة الشريعة الذي كان يزعم طوال قرون أن النظام الأمثل لحكم البشرية ، وتم تعريتها على أنها مجرد همجية مركز لا أكثر ، عدى طبعا الباحثين الذين نبشوه وكشفوا أوجه الخرافة و القصور فيه ، هذا بالإضافة طبعا للصورة البائسة التي تبدو عليها المجتمعات الإسلامية اليوم و التي تتمسك بشدة بالإسلام ، فهي مجتمعات متخلفة ، وتسودها الهمجية وغياب حقوق الإنسان ، في المقابل تظهر دول العالم الأخرى عفية ومزدهرة ، وشعوبها تعيش الحياة بسعادة و أمن ، فيما المسلمون تفتك بهم الحروب و الحرمان و الكبت ، وكل هذا ولد ضغطا هائلا على أعصاب الإسلام ، ورجال الدين المسلمين ، و الذين لم يجدوا ما يفعلونه مع هذا الضغط الرهيب من العالم المعاصر عليهم ، فاليوم قد بدا واضحا الفارق الشاسع بين العالم المتحضر بعمانيته ، و عقلانيته ، في مقابل بلاد المسلمين الغارق في التخلف والجهل بسبب الديانة الإسلامية ، فكيف سيتصرفون أمام هذا الواقع الضاغط ليحموا الدين الإسلامي من الإنهيار ؟ .

في الواقع الجواب على هذا هو وكما جاء في العنوان إنها" سياسة التشوه " فالإسلام و لكي يحمي نفسه من الأفكار و المعارف الرصينة القادمة من العالم المعاصر المتقدم التي قد تغري المسلم بإعتناقها بدل ديانة التخلف المدعوة الإسلام ، يقوم حاليا بأكبر عملية تشويه للأفكار ، و النظريات ، و المعلومات لكي تصل جميع تلك الأفكار للمسلم بصورة ضبابية ، وعليه فهو يستطيع منع المسلم من إعتناقها لأنه أساسا يوصلها له مشوهة ، فالمسلم هكذا لا يرى فيها أي جدوى وعليه يتجاهلها ، و ولو تلاحظون اليوم ، فأكبر منطقة يتم تشويه الأفكار فيها والتلاعب بها ، وبث النظريات الخاطئة و نشر الأبحاث المزيفة هي البلاد الإسلام ، فتقريبا لا توجد فكرة قادمة من العالم الخارجي لتقدم إلى المسلم إلا و يتم العبث بها و إعادة قولبتها لتظهر بصورة مضحكة ، فعلى سبيل المثال نظرية التطور التي هي الآن حقيقة من الحقائق الدامغة في العالم الصناعي المتحضر ، لا تزال تتعرض للتشويه و التدليس ، ويتم التلاعب بالمعلومات حولها ، لكي لا يعرف المسلم أي شيء حقيقي عن تلك النظرية بما يجعله يبني موقفا عقلانيا منها ، بل هي تصل له مشوهة و ملعوب فيها ، وعليه فهو يرفضها بدون أي نقاش ، و الأمر نفسه مع أمور كالعلمانية ، و العقلانية ، و اللبرالية ، وحقوق الإنسان ، فجميع هذه الأمور يتم العبث بمعانيها وتحريفها ، وعليه ينتهي الحال بالمسلم إلى رفضها ، مع أنها أمور تخدمه هو قبل أي أحد آخر ، و لكن المسلم المسكين وبسبب سياسة التشويه لكل شيء، فقد فقَد القدرة على الحكم السليم ، وصار بحكم الجاهل ، ومعلوم أن الجاهل يفعل بنفسه ، ما لا يفعله العدو بعدوه ، وعليه فحين نرى اليوم المسلمين يختارون خيارات كارثية تنتهي بهم للحضيض ( انتخابهم للإسلاميين مثلا) فهذا لكون المسلمين يتعرضون لأكبر عملية تشويه للمفاهيم و المعلومات والحقائق ، و عليه يذهب المسلم لاختيار شيء ، بينما هو في نفسه يطلب شيء آخر ، ولنا في قصة إنتخاب المسلمين مثال جيد ، فالمسلمون في الواقع وحين ينتخبون الإسلاميين ، فهذا لظنهم أن إنتخاب الإسلاميين سيجعل بلادهم مزدهر كبلاد الغرب مثلا ، و لكن طبعا هنا لا يمكن ملاحظة هذا الخلل الكارثي في هذه النظرية ، فكيف يكون انتخاب من يريدون تطبيق شريعة من القرن السابع ، أن يحققوا ازدهارا بني على أكتاف مثقفي عصر الأنوار في أوربا ، ولكن طبعا المسلم لا يلاحظ المغالطة ويظل يتصور لكونه يحمل مفاهيم مشوهة أن أمثال الإخوان قد يحولون بلاده كسويسرا و ألمانيا عن طريق تطبيق الشريعة ، وهو العبث بعينه.

أيضا من سياسة التشويه الأخرى التي يمارسها الإسلام بحق الأفكار و الحقائق ، وهو بثه لنظرية المؤامرة بين معتنقيه ، فالإسلاميون اليوم هم أكثر المروجين لنظرية المؤامرة في بلاد الإسلام ، وتقريبا لا يتم تفسير شيء في بلاد المسلمين حاليا سوى عن طريق نسق رهيب من نظريات المؤامرة المتداخلة ، و لنفهم لما نظرية بالذات ، فهذه النظرية هي الطريق التي يشوه بها الإسلام المنطق ، و الحس النقدي السليم ، فالمسلم و رغم انه يعيش مع الإسلام الخراب الحتمي في كل مرة يلجئ إليه ، ولكن غير قادر على رؤية أن الخطأ هو في الإسلام ذاته ، و أنه يجب أن يغيره ، فعن طريق نظرية المؤامرة يتم حرف طريقة نظره للأمور ليبقى يدور في ذات الحلقة المغلقة ، فمثلا حين ينتخب الإسلاميين و ينتهي الأمر ببلاده إلى دوامة من الإرهاب ، فهو لا يرى أن هؤلاء وشريعتهم هي السبب ، ولكن يذهب بالأمر إلى أنها مؤامرة أجنبية للإطاحة بحكم الإسلام ، و أنهم هم وراء تلك الأمور ، وهذا ما نراه اليوم مع داعش ، فداعش التي هي التجسيد الحي للحكم الإسلامي ، صارت لا ثمثل الإسلام ، وهي مؤامرة غربية لتشويه صورته ، و الإرهاب الذي جرى في الجزائر في التسعينات ودمر البلاد لأن الشعب المخدوع أختارهم ليس إرهاب المجرمين من الإسلاميين ، و لكنه ارهاب المخابرات التي تقتل و تحاول إلصاق التهمة بالإسلاميين الطيبين الوديعين ، وطبعا هكذا ، لن يخرج المسلم بأي فكرة صحيحة أو تفسير صحيح لأوضاعه لكونه غارق في هذا الأتون من المعلومات المشوه و نظريات المؤامرة ، وهذا ما يمنعه من الوصول لأي رأي سليم ، هذا عدى طبعا الجهل المستشري والذي يتم تدريسه في المدارس ، و الذي يلقي بضلاله على قرارت المسلم ، وعليه فالمسلم المسكين يبقى دوما رهين واقعه الكارثي هذا ، و هو غير قادر مطلقا على الخروج منه ، فأساسا هو لا يملك الآليات للخروج من هذا البؤس ، عدى أنه أيضا لا يرى أنه في بؤس ، و نحن نرى كم ينفق الإسلاميون و رجال الدين ، و الحكومات الدينية من مال ووقت لنشر الخرافات بين المسلمين ، و إدخالهم في عالم وردي من الأوهام ، فالمسلم البائس التعيس الذي لا يجد ما يأكل ، تجده سعيدا لكونه خير أمة أخرجت للناس ، و أنه أعظم من شعوب الأرض التي هي مجرد قوادين ، و مومسات يعيشون حياة حيوانية لا تلق بالبشر ، بينما الواقع ان الشعوب هناك وصلت لدرجات من التحضر أنه حتى الحيوانات عندها لديها حقوق أكثر مما لدى الفرد المسلم بأشواط ، و أنها تعيش في سعادة وهناء ولا تهتم له اصلا، و لكن المسلم لا ينتبه ، و لا يرى ، فقد تم مسخ شخصيته الإنسانية وتم العبث بكيانه ، فالمسلم وتحت حكم الإسلام قد تم إفساد كيانه من الداخل ، فهو سُلب القدرة على التحليل بطريقة صحيحة ، و سُلب المعلومة الصحيحة ، وسُلب الإيمان بقيم حقيقية ، وعليه صارت حياته كلها رهينة أهواء الإسلام الذي يسوسه كالماشية إلى حتفه ، و طبعا أي مسلم سيحاول أن يشذ على القطيع و يقول لا ، فالإسلام قد حضر له حد الردة للقضاء عليه ، ونحن نرى اليوم كيف يمارس الإسلام الإرهاب الفكري على المفكرين ، فحتى إذا لم تكن الدولة تمارس قتل المفكرين الأحرار ، فهي تسجنهم ، ثم حتى هم إذا لم يسجنوا فسيتم قتلهم من قبل الإرهابيين مغسولي الدماغ الذين حضرهم الإسلام لأداء مهام كهذه ، كما حصل مع ناهض حتر مثلا ، أوكما جرى سابقا مع فرج فودة ، وطاهر جاووت ، وحالات محاولة اغتيال كما جرى مع نجيب محفوظ الخ ، و هكذا فنحن في الواقع أمام امة تعيش حالة حصار رهيب لا ألم من الخروج منه ، فالإسلام يحاصر المسلمين و يقمعهم ، و يخفي الحقائق عنهم ، بما يجعلهم عبيدا غير مدركين لما يجري .

إن الأمر بإختصار هنا ، و إذا أردنا وصفه بجمل واحده ، فهو أن الإسلام و بسياسة التشويه قد سجن المسلم في كهف أفلاطون الرهيب ، و أفترض أن سجن كذلك السجن لا يوجد أكثر منه كآلية إجرامية لمسخ إنسانية الإنسان ـ، فمن يعيش فيه سيعيش حياته ملئها ب الأوهام و الأباطيل لأنه لا يرى العالم على حقيقته ، وأي شخص يتحرر منه و يرى النور حتى لو فعل ، فهو سوف يجد صدا من رفاقه لأنهم و للأسف محجوبون عن رؤية العالم بطريقة سلمية ، ومنه صار ورغم أن العالم و المعرفة و كل شيء أمام المسلمين ويمكن الحصول عليه بسهولة ، و لكن بسبب سياسة التشويه فالمسلم ينتهي إلى تجاهل كل ذلك ، وتفضيله كهف الإسلام الذي يريحه ، على العالم الفسيح الذي يعيش فيه باقي البشر ، وهي المأساة الإسلامية الذي نشاهدها اليوم حية أمامنا وللأسف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلام العالم فى هلاك السُنة
هانى شاكر ( 2016 / 11 / 7 - 03:54 )

سلام العالم فى هلاك السُنة
_____________



هناك تيار اكبر يجتاح العالم اليوم ... العالم الحر ( 6 بليون انسان ) اعلن موسم مفتوح لاصطياد السُنة

السنة فى نظرهم اليوم هى البكتريا التى تاكل لحم الجسد (العالم ) الحى ( Flesh Eating Bacteria )

و التشخيص ابتدا فى 11 سبتمبر 2001 ، و تم تاكيده فى المعامل الطبية بتحليل عينة براز سُنية اسمها داعش ، و قرار ابادة العينة قبل 2017

ثم سقوط الاسلام كايدولوجية مُدمرة خلال 10 سنوات بتحطيمه من الداخل و الخارج


....


2 - نعم انه الإسلام ..
بارباروسا آكيم ( 2016 / 11 / 7 - 12:08 )
الحقيقة يااستاذنا حماية ان أفضل طريقة للقضاء على كل المكتسبات البشرية : (( حريات ، حقوق ، نُظُم الحكم الرشيدة ، علوم ، الخ ))
هي بوضع الإسلام ضمن خيارات التداول !

طالما دخل الإسلام من الباب .. خرج كل ماهو حداثي من الشباك

تحياتي وتقديري


3 - شيوخ الضلال والقطيع
emad.emad ( 2016 / 11 / 7 - 13:30 )
ل الاسف يتبع المسلم شبوخ الضلال مثل يهلول الفشار
وغيره من اتباع العلم الزائف
يقنعون المسلم الجاهل ان الاسلام شئ عظيم
وان ما يحدث هومن داعش وغيرهم هم لا يتبعون الاسلام الحقيقى
مما يجعل المسلم فى قوقعه فى وطنه الاسلامى
ولا يعلم كيف ينظر العالم اليه
فعلا اصبح المسلم رجل القرن السابع

اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا