الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الرئاسية الامريكية ... وظاهرة صعود اليمين الفاشي العنصري

زياد عبد الفتاح الاسدي

2016 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تزايد شعبية اليمين العنصري المُتطرف في مجتمعات الغرب الرأسمالي قد أصبحت ظاهرة قوية تقودها بعض الشرائح الطبقية والرأسمالية العليا في المجتمعات الغربية ذات النوازع القومية والعنصرية . وقد سجلت هذه الظاهرة على مايبدو تزايداً متواصلاً في السنوات الاخيرة على حساب شعبية اليمين اللبرالي .... وهذا ما شاهدناه يحدث في بريطانيا وفرنسا وألمانيا واًستراليا وغيرها من الدول الرأسمالية في الغرب .... ففي فرنسا على سبيل المثال أظهرت نتائج الدورة الاولى للانتخابات البلدية عام 2014 تقدماً مفاجئاً وغير مُتوقع لليمين الفاشي العنصري بقيادة مارين لوبان وحزب الجبهة الوطنية , وانتكاسة واضحة للاشتراكيين وأحزب اليمين اللبرالي ..... وفي الانتخابات المناطقية أو الجهوية الفرنسية التي جرت في ديسمبر من العام الماضي أظهرت نتائج الدورة الاولى لهذه الانتخابات فوز مرشحي حزب الجبهة الوطنية في معظم المناطق الادارية ..... وهذا ما دعى الى تحالف الاحزاب السياسية الاخرى في الدورة الانتخابية الثانية بقيادة الحزب الاشتراكي وحزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية اليميني واتحاد الديمقراطيين والمستقلين وغيرهم من أحزاب اليمين اللبرالي لهزيمة ممثلي اليمين العنصري المُتطرف في الدورة الانتخابية الثانية ....... أما في ألمانيا فقد ازدادت بشكلٍ كبير شعبية اليمين العنصري مُمثلاً بحزب البديل من أجل ألمانيا , الذي دعت زعيمته الى نقل المهاجرين الوافدين الى ألمانيا الى جزر خارج ألمانيا ..... ومن هنا فإن صعود اليمين العنصري المُتطرف في أوروبا الغربية يبدو من الواضح أنه موجه بشكلٍ رئيسي لشعوب الدول الافريقية وشعوب العالم العربي والاسلامي التي تُشكل المصدر الرئيسي للهجرات المُكثفة والمتواصلة الى أوروبا .
وبالتالي يُمكننا القول أن عدوى الصعود المُتواصل لليمين العنصري المُتطرف في أوروبا على حساب اليمين اللبرالي قد أصابت على ما يبدو وبشكلٍ مفاجئ وغير مُتوقع قطاعاً واسعاً من الناخبين في الولايات المُتحدة ولا سيما الناخبيين البيض من أصول أوروبية , وهذا مأ أظهرته نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية للمرشح الجمهوري المُتطرف الذي أظهر بكل وقاحة نوازعه العنصرية تجاه الاقليات الاسلامية واللاتينية والافريقية خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لكسب تأييد الجمهور العنصري الغاضب من الناخبين البيض وذلك قبل فوزه كمرشح للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية .... وبالتالي فإن هذه الشعبية لليمين العنصري ظهرت بشكلٍ رئيسي بدوافع عنصرية من جهة , اضافة الى عوامل الجهل والتضليل الاعلامي الذي تُمارسه الاجهزة الاعلامية في الغرب من جهة أخرى .... فأحداث الحادي عشر من سبتمبر والهجمات الارهابية في السنوات التي تلتها ولا سيما في لندن ومدريد وغيرها ... اضافة الى التي حدثت مؤخراً في بلجيكا وباريس وميونخ وفي أورلاندو في الولايات المُتحدة , ساهمت ليس فقط في نجاح الاعلام في تضليل شعوب هذه الدول وفي حدوث ردود أفعال غاضبة وغير عقلانية في الشارع الاوروبي والامريكي , بل أيضاً الى إستعداد هذه الشعوب للتنازل عن الكثير من قناعاتها الانسانية في الحريات الديمقراطية وحقوق الانسان من أجل استتباب الامن والسماح لحكوماتها اليمينية باصدار قوانين معادية للهجرة واتخاذ أجراءات عنصرية وقمعية واعتقالات تعسفية تجاه المهاجرين والاقليات العربية والافريقية والاسلامية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة