الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكوميديا السوداء ... داعش : الإبن المدلل للسنة

أسامة سليم

2016 / 11 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن ذلك الحلم الهلوسي بإمتلاك إنسان آخر و إستعباده يكاد يكون ضربا من الجنون في عصرنا هذا .... لكن إذا تُم إضافة شرعية دينية علي هذا الفعل يمكن أن نجد تبريرات تبيح له فعله تحت حماية البلاد و العباد و أنهم يمثلون طوق النجاة

تتعد و تتنوع أسباب الإنتماء لتنظيم الدولة الإسلامية بالشام و العراق .. فهذا التنظيم إستطاع في غضون 4 سنوات أن يسيطر علي عدّة مناطق في العالم العربي و أن ينفذ سلسلة من الهجمات الإرهابية إهتز لها العالم أجمع ... لكن الجدير بالذكر أن أغلب المنتمين لهذا التنظيم هم من السنة و هم يتجاوزون ال 200,000 منتمي حسب إدعاء كردي داخل سوريا و العراق ... و حوالي 50,000 منتمي خارجهما ... و هذا التنظيم المسلَّح يتبع الأفكار السلفية الجهادية، ويهدف أعضاؤه -حسب اعتقادهم- إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، ويتواجد أفراده وينتشر نفوذه بشكل رئيسي في العراق وسوريا مع أنباء بوجوده في المناطق دول أخرى هي جنوب اليمن وليبيا وسيناء وأزواد والصومال وشمال شرق نيجيريا وباكستان. وزعيم هذا التنظيم هو أبو بكر البغدادي...يُحارب التنظيم كل من يُخالف آرائه وتفسيراته الشاذة من المدنيين والعسكريين ويصفهم بالرِّدة والشِّرك والنفاق ويستحل دماءهم، ففي عام 2015 فقط، قام التنظيم بتبنِّي 5 عمليَّات تفجير انتحارية لمساجد يحضرها الشيعة أثناء أداء صلاة الجمعة في كلٍّ من مدينة الكويت والقطيف والدمَّام، كما قام بعملية تفجير انتحارية في نقطة تفتيش في السعودية مُستهدفًا الشرطة السعودية، بالإضافة لقتل عشرات السائحين في أحد المنتجعات التونسية، إضافة لتفجير أحد أسواق محافظة ديالى العراقية، وقد نتج عن هذه العمليات مقتل ما يزيد عن 190 مدنيٍّ. كما قامت حركة ولاية عدن أبين المتفرعة من القاعدة وأنصار الشريعة والموالية لداعش بتفجير 6 مساجد في اليمن أثناء أداء صلاة الجمعة في شهري أبريل ومارس نتج عنها مقتل ما يزيد عن 170 مصلٍّ.
و وجدت داعش حاضنة شعبية في المناطق السنية و خصوصا تلك التي يتعرض فيها السنة العرب إلي الإضطهاد مثل مدينة الموصل و الرقة و حلب و دير الزور و إدلب ..و هذاا التنظيم "داعش" هو تنظيم يتبع التيار السلفي على حسب رأيهم، ويتبع تفسيرًا متشدِّدًا للإسلام، يشجع على العنف بإسم الدين، ويعتبر الذين يخالفونه في معتقداته وتفسيراته للإسلام كفار ومرتدين. يعتبر التنظيم الشيعة مرتدين لابد من قتلهم لتشكيل "هيئة نقيَّة" من "الإسلام." يقوم مقاتلو داعش بالتفريق بين أتباع المذاهب المُختلفة بسؤال عدة أسئلة، منها: الاسم، ومحل السكن، وكيفية الصلاة ونوع الأناشيد التي يستمع إليها.
التجارب أثبتت أن الدواعش و غيرهم من التنظيمات الجهادية الإسلامية غير قادرين على إحتلال مدينة غير سنية عربية لأن إحتلال مدينة مفتوحة يتطلب حاضنة شعبية قوية قبل كل شيء و المدن السنية أكثر الأراضي خصوبة للفكر الجهادي الإسلامي ( المتطرف) ٠---٠---
حتى أقوى جيش في العالم سيعجز عن إحتلال مدينة كبيرة و تسييير دوريات و نقاط تفتتيش فيها أكثر من أسبوعين قبل أن تندلع أعمال مقاومة و نزوح جماعي منها نحو كل الجهات على أقل تقدير٠---٠---فما أغفل الإعلام العالمي ذكره هو أن سكان الموصل السنة كانو يرشقون الشرطة و الجيش العراقي بالحجارة و الزجاجات الحارقة عندما كانت ميليشيات داعش على أبواب مدينتهم مما إضطرهم للإنسحاب و ترك المدينة لمصيرها ٠بعد دخول داعش غادرت بعض العائلات و بقي أغلب السكان ليستقبلوا قوات تنظيم الدولة الإسلامية بالهتافات و الزغاريد و أخرجت ربات البيوت لهم الطعام ووجدو حاضنتهم الشعبية الطبيعية التي لن يجدوها في أي مدينة شيعية أو كردية ٠
تلك الحاضنة الشعبية كان لها مبدأ أسسي و رئسي ... لم يكن الاتفاق العقائدي و الفكري الجوهري و العميق الأرضية التي حضنت الارهاب .. و انما منطق "عدو عدوي يكون صديقي" المعروف عن الشيعة انهم تقلدوا مناصب سامية و رفيعة إبان الغزو الامريكي للعراق علي حساب السنة ... و كلنا نذكر الجرائم التي تم إرتكابها في حق السنة ... كذلك فلدي داعش ثأر مع الشيعة و كره و بغضُُ عميق لها ... السنة ضنوا انهم يستطيعون رد الفعل تجاه الشيعة و ان يكون الشيعة من المغضوب عليهم و هم الأبناء المدللون لداعش ... إلا أن داعش تنكرت لحسن ضيافة السنة و قامت بإبادتهم جميعا ... الأخضر و اليابس ... السنة و الشيعة ... لان أحدهم مارق علي الدين و الاخر زنديق ..... كضلك فقد كان في وعي السنة الباطني انّ الفكر الجهادي يمثل بديلا و مطلب في ظل الطغيان الشيعي ... لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ... و هم يدفعون من دمائهم ضريبة أقرّوها علي انفسهم
لكن في النهاية ... فمصير الدواعش واضح و لا تشوبه شائبة .. فالمتخلف عن ابسط القيم و المعايير الانسانية و الحضارية ...و الطغاة المجرمين المتحجري العقل و الضمير .. لا مكان لهم سوي في مزبلة التاريخ .. و لن نستطيع الإلقاء بهم في هذه المزبلة "الراقية عليهم" إلا بمراجعة النص الديني من زاوية موضوعية .
يتبع .. تونس في 9 نوفمبر 2016 ــــــــ أسامة سليم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخطر السنة و العالم الحر
هانى شاكر ( 2016 / 11 / 10 - 06:21 )
الخطر السنة و العالم الحر
_________

بات الخطر السنة معلوما للعالم الحر ( 6 بلايين نسمة ) فهو فى نظرهم اليوم هى البكتريا التى تاكل لحم الجسد (العالم ) الحى ( Flesh Eating Bacteria )

و التشخيص ابتدا فى 11 سبتمبر 2001 ، و تم تاكيده فى المعامل الطبية بتحليل عينة براز سُنية اسمها داعش ، و قرار ابادة العينة قبل 2017

ثم سقوط الاسلام كايدولوجية مُدمرة خلال 10 سنوات بتحطيمه من الداخل و الخارج


....


2 - داعش = الإسلام الحقيقي
أسامة سليم ( 2016 / 11 / 12 - 01:37 )
بات من المعلوم أن داعش تتبني تفكير سليما و صحيحا للدين الإسلامي ... و بهذا لا نستطيع تجميل و تكذيب الدواعش .. أتذكر في حادثة مقتل ناهض حتر الكاتب الاردني أن هنالك الألاف ممن تشمتوا في موته .... من هذا إقتنعت أن ما يفصل بين المسلمين و الدواعش هو أن أحدهم إكتفي بالتنظير و أخرون وصلوا لمرحلة التطبيق

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24