الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الامريكية ..... الدروس والعبر

زياد عبد الفتاح الاسدي

2016 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


أظهرت تجربة الانتخابات الامريكية الاخيرة ونتائحها مجموعة من العبر والدروس يُمكن تلخيصها كما يلي :
أولاً : تخضع الانتخابات الامريكية بحملاتها الاعلامية والتمويلية ونتائجها النهائية الى درجة كبيرة لتأثير أجهزة الاعلام الكبرى في الولايات المتحدة وللحزبين الرئيسيين الذين يتداولان السلطة في الولايات المتحدة .... وهذه الجهات تخضع بدورها بشكلٍ مباشر أوغير مُباشر لتأثير ونفوذ دوائر القوى المالية والرأسمالية العليا ومُؤسسات الصناعات الحربية والشركات النفطية والبنوك الكبرى ...الخ التي تسعى في النهاية لحماية مصالحها في الولايات المُتحدة وعلى الصعيد الاقتصادي والسياسي العالمي .
ثانياً : ادارة الرئيس المنتخب تملك القدرة والمرونة الكافية على تغيير بعض السياسات والتوجهات الادارية المُتبعة على الصعيد الفدرالي ولاسيما في مجال الضرائب والميزانية العامة والانفاق الحكومي وقوانين الهجرة وتوفير الوظائف في سوق العمالة ورفع الحد الادنى للاجور وفي مجالات التعليم والضمان الصحي والاجتماعي والغذائي والاسكاني ....الخ
ثالثاُ : تخضع السياسة الخارجية للولايات المُتحدة شكلياً لادارة الرئيس المُنتخب الذي ينتقي بدوره الشخصيات التي يختارها في ادارته للمناصب السياسية والدبلوماسية العليا . ولكن بالمقابل لا تملك أي ادارة امريكية مُنتخبة المرونة الكافية لتغيير الاهداف الاستراتيجية والخطوط العريضة للسياسة الخارجية دون أن تصطدم ليس فقط مع القوى المالية والرأسمالية العليا ومن ورائها مُؤسسات الصناعة الحربية وتجارة الاسلحة وشركات النفط العملاقة ...الخ , بل أيضاً مع القيادات العسكرية العليا في البنتاغون وشبكة الاجهزة القيادية والتنفيذية في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ومُؤسسات الامن القومي في الولايات المُتحدة .... وبالتالي فالادارات ألامريكية المُنتخبة لاتملك بالفعل سوى مرونة محدودة في ادارة وتوجه السياسة الخارجية بما يشمل بعض التفاصيل والتعيينات والتصريحات الاعلامية والخطابات الرئاسية والزيارات الدبلوماسية ومُؤتمرات القمم المختلفة ....الخ , وذلك بخلاف ما تُصوره أجهزة الاعلام المُختلفة .
رابعاً : بالرغم من صعود التيار اليميني المُتطرف بتوجهاته القومية أو العنصرية على حساب أحزاب اليمين اللبرالي في منظومة الدول الغربية بشكلٍ عام .... الا أن هذا التيار لا يُمكن أن يُكتب له النجاح أو يفرض وجوده على الشرائح والفئات المختلفة من المجتمع الامريكي الذي يتميز عن المجتمعات الاوروبية في ارتفاع نسبة التعدد العرقي والمذهبي والثقافي بدرجة تفوق كثيراً نسبة هذا التعدد في مجتمعات أوروبا الغربية .... وبالتالي فتوجهات اليمين العنصري المُتطرف قد يُكتب لها النجاح على الصعيد الاوروبي ... أما على الصعيد الامريكي فقد أثبتت التجارب المُتلاحقة وأحداث العنف التي تندلع في الداخل الامريكي من حين الى آخر بأن التوجهات اليمينية العنصرية المُتطرفة, لا يمكن أن تلقى تجاوباً أونجاحاً في المجتمع الامريكي المُتميز بالتعددية الشمولية .... وهذا ما أثبتته المظاهرات الغاضبة التي اجتاحت مختلف الولايات والمدن الامريكية مع فوز المُرشح ترامب بتوجهاته العنصرية المُتطرفة .
خامساً : يسود الخلل في النظام الانتخابي الامريكي ويفتقد الى الفاعلية والعدالة.... وهو نظام انتخابي قديم للغاية , يُتيح فوز أي مُرشح للرئاسة الامريكية دون حصوله على الاغلبية الشعبية للاصوات على خلاف ما هو مُتبع في جميع دول العالم .... وهذا يُسهل عملية النفاق والتلاعب في العملية الانتخابية , من خلال سعي أحد المُرشحين للحصول على كامل ألاصوات الانتخابية المُخصصة لولاية محددة (والتي تختلف في عددها من ولاية لاخرى) من خلال الحصول أغلبية ولو بسيطة جداً في هذه الولاية (حتى بصوت واحد ) . وهذا ما يُتيح لاي من المرشحين الحصول على أغلبية الاصوات الانتخابية المُخصصة لبعض لولايات ( ولا سيما الولايات المُتأرجحة والغير محسومة بوضوح لاحد المُرشحين ) لتأمين أغلبية الاصوات الانتخابية المُخصصة للولايات والفوز بالتالي بمنصب الرئاسة, دون الحاجة للحصول على الاغلبية الشعبية للاصوات في مجموع الولايات .... وهنا قد يفوز أي مُرشح بمنصب الرئاسة حتى لو خسر الاغلبية الشعبية للاصوات ولو بفارق كبير .... وهذا ما يُظهر بوضوح الخلل في النظام الانتخابي الامريكي للرئاسة وعدم عدالته .... وقد حصل ذلك في انتخابات أمريكية سابقة ولا سيما عند انتخاب الرئيس السابق جوج بوش الابن , كما حصل أيضاً في الانتخابات الاخيرة التي منحت الفوز للمرشح دونالد ترامب رغم خسارته الواضحة للاغلبية الشعبية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس