الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشراف و..........

إبراهيم مشارة

2016 / 12 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أشار بيده ملوحا صوب بيوت متناثرة على التلال تحف بها أشجار التين والرمان والسرو: هؤلاء الأشراف ياسيدي وكان يمسك المقود بيد ويشير باليد الأخرى ويحاذر المنعرجات الخطيرة فالتفت إليه مستفسرا: وماذا تعني بالأشراف يا أستاذ قال أعني المرابطين، قلت وما الذي تنكره على نفسك حتى لا ترى نفسك شريفا ؟ إني أراك أستاذا ناجحا خدوما نقي السريرة لين العريكة؟ قال: عادة درجنا عليها ، قلت خذ فأسا وانزل إلى قرارة نفسك وفتت تلك الترسبات الفكرية والشعورية التي جعلتها العادة والزمن في صلادة الغرانيت واسمح لحويصلاتك الرئوية وشغاف قلبك أن يلامسها ضياء الشمس والهواء النقي وانظر إلى الناس جميعا شرفاء -إلا من أبى منهم- فقيمة الإنسان بالعلم أو بالعمل أو بكليهما لا بالحسب أو بالنسب .،وأردفت ألا ترى أن فكرتك هذه تهدم مبدأ قرآنيا مضمونه أن العزة والكرامة بالتقوى لا بالحسب والنسب وهاهو القرآن يلعن أبا لهب ويمتدح رجلا جاء من أقصى المدينة يسعى . ياجناب الأستاذ المحترم إن عظمة الإسلام تتمثل في حداثته بالنسبة إلى المخيال الإنساني في القرن السادس الميلادي الذي كان يتفاخر بالأحساب والأنساب فهدم هذه الفكرة وكرس مبدأ المساواة بين بني الإنسان على اختلاف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم وجعل الأفضلية للتقوى ومارس إجراء عمليا فقد حرر بلالا وجعله المؤذن الخاص للرسول -عليه السلام - وكان عمر يقول عن بلال "سيدنا بلال" لكننا تخلينا عن هذه الحداثة الكونية نقرأها في كتب التاريخ فقط ونمارس بدلها جاهلية أنكى من جاهلية القرن السادس الميلادي .إن الذي حول هذا المبدأ القرآني إلى واقع يعاش هو الغرب فقد قوض مكانة الدوق والمركيز والشماس ليفسح المجال للإنسان ليخرج من تحت الأقبية يرى الشمس ويتنفس الهواء ويمد يديه في الفضاء شاعرا لأول مرة بحريته كإنسان- درة الكون وتاجه- فصار عالما أو شاعرا أو فنانا أو صناعيا وبقينا نحن نقرأ في التاريخ عن حداثة الإسلام بينما نمارس الحياة بروح جاهلية وهاهي أعظم دولة في العالم تجعل من رجل إفريقي سيدا للبيت الابيض . رجعت إلى كراستي التي أدون فيها حكمة الشرق والغرب فوقعت على هذا البيت لأبي العلاء شاعري الأثير:
لا يفخرن الهاشمي على امرئ من آل بربر
فالحق يحلف ما علي عنده إلا كقنبر
وعلي المقصود في بيت أبي العلاء هو الإمام علي -كرم الله وجهه- وقنبر خادمه المشهور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص