الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرق علم أم حرق وطن!!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2016 / 12 / 4
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
إنني عندما قلت في بوست مختصر جداً؛ "أرجو أن يكون خبر تصريح الرئيس بارزاني غير صحيح .. ولأسباب عديدة!!"، فإنني كنت أعي وأدرك ما أقول، لكن وللأسف فقد تم تفسيره من قبل بعض الإخوة وكأنه تبرير لفعل (حرق العلم) أو تبريراً للاعتقال السياسي، رغم إنني كتبت في كل المناسبات: بأنني ضد أي إجراء تعسفي بحق الآخر المختلف سياسياً _سابقاً وحالياً_ لكن يبدو هناك من يريد أن يبرز تلك النقاط بطريقة ممنهجة كي يقلل من مصداقية ما أحاول التأكيد عليها مع الكثيرين من أبناء شعبنا وكمحاولة منا لعدم ذهاب الأمور والخلافات الكوردية إلى درجة الصدام والتناحرات الداخلية حيث ستكون كارثية على قضية شعبنا وليس فقط على تلك الأطراف والجهات المتصارعة، لكن يبدو أن الكثيرين من القيادات الكوردية ولأسباب مختلفة يدفعون الأمور إلى الصدام والاقتتال، البعض منهم بوعي والبعض الآخر بحماقة سياسية قلّ نظيرها لدى الشعوب الأخرى بحيث تجد البعض منهم يطالب علناً بمواجهات عسكرية.

ولتوضيح المسألة فإنني أسأل كل من دافع عن تصريح الرئيس بارزاني بخصوص "أهالي عامودا وقضية حرق العلم"، هل حقيقةً تعتبرون موقفكم موقفاً وطنياً بارزانياً، بل وحتى موقفاً عقلانياً، ولا أريد أن أقول أخلاقياً، حيث العقلانية تتطلب عدم دفع الأمور إلى التصعيد .. أما أن يأتي أحدهم ويقول بأن فعل السيد بارزاني جاء كرد فعل على تصرف بعض الصبية في حرق العلم _حتى وإن كان هؤلاء الصبية قاموا بتصرفهم وهم مدفوعين من قبل الإدارة الذاتية على فرض_ فإن ذاك لا يبرر خطاب الرئيس بارزاني ولأسباب عديدة نختصرها فيما يلي؛ بأن حرق علم من قبل بعض الصبية _وهو مدان بكل الأحوال_ لا يرتقي إلا درجة الجريمة والخيانة الوطنية العظمى ليقوم قائد تاريخي بحجم البارزاني بتهديد الإدارة الذاتية، ناهيكم عن إنه يعتبر تدخلاً فظاً ومباشراً من قبل قيادة إقليم كوردستان في قضايا روج آفاي كوردستان وبالمقارنة فهل مسموح للسيد صالح مسلم أن يهدد الإقليم بتلك النبرة الفجة والصارخة مثلاً.

ثم من يدرك ويقدر مكانة ودور الرئيس بارزاني والمطلوب منه إقليمياً وكوردستانياً، فإنه يدرك خطورة الموقف وذاك التصريح الذي جاء بخصوص قضية "حرق العلم" بحيث قد يدفع بالأمور في المناطق الكوردية _وأقصد روج آفاي كوردستان_ إلى الاقتتال الداخلي كتلك التجربة الكارثية التي مر بها شعبنا في جنوب كوردستان والذي قدم في صراعه الحزبي ومن أجل الاستفراد بالقرار الكوردي ما يزيد عن أربعة آلاف من البيشمركة كقرابين لصراعاتهم السلطوية الحزبية. وبالتالي فإن قضية حرق علم تعتبر قضية جد ثانوية أمام البدء وإعطاء الإشارة بـ"حرق وطن" وهذا ما لا نأمله من شخصية بحجم ومكانة الرئيس بارزاني والذي كنت _وما زلت_ أأمل منه أن يكون عامل وحدة لا صراع وخلاف في مختلف الملفات الكوردية حيث كان المأمول من شخصية الرئيس بارزاني؛ أن يطرح نفسه ككاريزما وطنية كوردستانية وليس فقط شخصية قيادية لتيار سياسي كوردستاني.

وأخيراً وبخصوص قضية الاستبداد وإنني لا أدين استبداد الإدارة الذاتية بخصوص الضغط على قوى وأحزاب المجلس الوطني الكردي، فأعتقد "كلمة حق يراد بها باطل" _كما يقال_ حيث من يقول عن تلك الإدارة وعموم سلطات الشرق وأحزابها وتياراتها السياسية الحزبية، بأنها قوى مستبدة عموماً وضمناً تلك الإدارة الكوردية، فأعتقد لا يحتاج إلى الدفاع عن نفسه ليقول: بأنني كتبت عن تلك الإجراءات التعسفية أو قمت بإدانة قضية الاعتقالات بحق النشطاء وبعض القيادات الكوردية وذلك على الرغم من إنني حقيقةً قد كتبت عن كل تلك القضايا .. والآن؛ هل أدرك البعض، لما كتبت وقلت في بوست مختصر: "أرجو أن يكون خبر تصريح الرئيس بارزاني غير صحيح .. ولأسباب عديدة!!"، كون لو كان الخبر صحيحاً _صحيحاً ليس فقط من حيث التصريح والقول، بل العمل بها مستقبلاً_ فإن الأمور والمنطقة والقضية عموماً ستنحدر إلى الهاوية وعندها لن تفيد سياسة "عض الأصابع" ندماً!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | وكالة -إرنا- نقلاً عن مصادر ميدانية: فرق الإغاث


.. ناجون من الهولوكوست يتظاهرون في بريطانيا رفضا للعدوان الإسرا




.. رغم بدء تشغيل الرصيف العائم.. الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى


.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي




.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري