الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولتين بين الاحتمال والمستحيل ، مخرجات مؤتمر فتح من السادس إلى السابع

مروان صباح

2016 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


حل الدولتين بين الاحتمال والمستحيل ، مخرجات مؤتمر فتح من السادس إلى السابع .

مروان صباح / منذ أن ذهب الفلسطنيون والإسرائيليون إلى حل الدوليتين ، كانت ومازالت شغل إسرائيل الشاغل محاولة هدم الفكرة ، وبالرغم من قبول الفلسطينين ، بجزء صغير من مجمل أرض فلسطين الكبرى ، استمرت دولة الاحتلال ، بفرض أمر واقع ، تطور لاحقاً ، إلى مشاحنات سياسية ومن ثم انتهت باشتباكات مختلفة ، ابتدأت من هبة النفق وتوسعت ، لاحقاً ، إلى انتفاضة مسلحة ، أدت إلى اغتيال ياسر عرفات ومجموعة من القيادات الفلسطينية ، jكان قد سبق الاشتباك الأخير ، مفاوضات الحل النهائي برعاية بيل كلينتون شخصياً ، لكنها أسفرت تماماً كما أسفرت مفاوضات طابا بالفشل ، حيث كان الإصرار الإسرائيلي ، دائماً وفي أي مفاوضات ، عدم الاعتراف أخلاقياً وقانونياً عن مسألة اللاجئين وطالب تكراراً ومراراً من الجانب الفلسطيني بإعترافه ، بحقوق اليهود التاريخية في الأقصى والقدس الشرقية ، وبعد قرار تغيب عرفات عن الساحة السياسة ، تولى قيادة الحركة والمنظمة الرئيس أبو مازن ، من هذه اللحظة ، كان هناك سِباق خفي بين الطرفين ، الإسرائيلي وابومازن ، وهنا تُفسر لنا الأيام تباعاً ، بأن المؤسسة الإسرائيلية كانت على علم واسع بشخص الرجل ، كيف يفكّر وطريقة عمله وماذا ممكن أن يحدث للسياسة الفلسطينية ، حيث ، ينطلق من قناعة ،هي ، لديه قاعدة ثابتة ، بأن فكرة الدولتين تحظى باجماع دولي ، اولاً ، وشعبي إسرائيلي ، ثانياً ، وهذا الاجماع نابع روبما ، من شعور الخذلان المتكرر ، الذي تعرض له ، الفلسطيني في العصر الحديث ، فلم يعد ممكن التهرب منه .

سارعت إسرائيل بدعم من إدارة بوش إلى تنفيذ مشروع ارباك وخلط الساحة الفلسطينية ، تريد من ذلك ، اعاقة برنامج الرئيس الفلسطيني الجديد ، فلجأت عبر المجتمع الدولي وبجهوده إلى دفع السلطة ، وعلى عجل ، إجراء انتخابات تشريعية ، وهي تعلم جيداً ، بأن حركة فتح ، آنذاك ، كان المزاج الشعبي لا يصب في صالحها ، حتى انصارها ، كانوا قد عقدوا العزم على محاسبة الحركة على سلوك أفرادها ، بالبطع ، نتيجة جملة ممارسات غربية على السلوك العام للحركة ، حيث ، انتشرت حالات غربية الأطور ، وهذا ، قد اشارت له نتائج الانتخابات البلدية ، التى سبقت انتخابات التشريعية ، عندما فازت حركة حماس بأغلبية المقاعد ، على الأخص ، في المحافظات الكبرى ، وهنا ، ترتب على انتخاب حماس وتكليفها لاحقاً بتشكيل الحكومة ، عقاب جماعي ، أوقفت إسرائيل أموال السلطة بحجة ترؤس حماس للحكومة ، وحرصت تل ابيب وواشنطن بعدم إعطاء حكومة حماس الفرصة كي تتولى الحكم ، واشتغلت على إسقاط حكومة حماس بالعنف ، فلجأت الولايات المتحدة إلى دعم مجموعات غير اكفاء لقوة حماس ، على الرغم من علمها الاستخباراتي ، حجم تسليح وإمكانية القسام العسكرية ، كانت محطة الجزيرة في وقت سابق ، لها الأسبقية في كشف قدرات حماس القتالية وحجم السلاح التى تمتلكه ، من خلال برنامج خاص متلفز ، تم عرضه على شاشتها ، هنا لا تخفي إسرائيل عن نواياها ، عندما ارادت خلق معركة في ظاهرها سياسية بين الفلسطينين ، وتطويرها إلى قتال إثني ، لكن ، بصراحة كان الشعب يحمل في عمقه ، وعي ، لم يستسيغ الفكرة أو لم يتجرأ خوض التجربة ، وهذا بالفعل ، جعل فكرة الاقتتال تتبخر وتُطوى مع فشل ذريع للفكرة ، وبالرغم من ارتداد نتائجها ، لم ينتبه دحلان ، للخلاصة الساطعة ، بل ، استمر في بناء فكرة مشروعه القيادي ، على مسوغات الانقسام والوعيد لحركة حماس بالقتال ، فانقسمت الحركة وانقسم المجتمع الفلسطيني ، دون أن يلتفت لتاريخ عرفات الطويل ، وكيفية اكتساب شرعيته الوطنية والحركية ، عندما حافظ على الوحدة الوطنية والتنظيم .

سمحت خارطة الطريق ، للرئيس عباس إعادة هيكلة المؤسسات ، الرئاسة والوزارت والأجهزة الأمنية ، خلال مدة قليلة ، شعر المواطن بتغير جذري في السلوك العام ، انتهى الفلتان الأمني وانتهى معه التشبيح ، وأحدث الرجل في الدبلوماسية الدولية ، خطاب سياسي جديد ، يهتم بالمجتمع الدولي ويحاكي ، مواطن دولة الاحتلال ، لكن ، إسرائيل افشلت كالعادة خارطة الطريق ، ووضعت تحفظات وشروط ، وتنصلت من أي التزام وصعدت برنامجها الاستيطاني وسعت وتسعى في المقابل إلى تقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات وعينها على تغيرات جوهرية في القدس والاقصى ، فالتجربة مع الإسرائليين تشير معطياتها بالكابوسية ، حتى ، لو كان العالم مُجمع على حل دولتين ، هذا لا يعني الكثير ، لأنه ، اجمع العالم في الماضي على خارطة الطريق وقبلها اتفاق اسلو ، لكنه اظهر أثناء التطبيق ، رياء قاتل في اصطفافه ، مع رغبات إسرائيل التنصلية .

الانقسام كان المساند الأهم لإسرائيل في وضع فكرة الدولة على الرف ، وهم يسعون الآن ، بالقوة ، إلى نقل الفكرة من بعيدة الاحتمال إلى مستحلية ، وقد تكون حركة فتح ، صاحبة مشروع الدولة ، تعيش أزمة حقيقية ، استطاع الاحتلال تجفيف الحركة من قيادتها ، مفكرين وسياسين وعسكريين ، ولم يتبقى في واقع الحركة ، في صفها الأول والتاريخي ، سوى الرئيس أبو مازن وأبو اللطف وأبو الأديب وأبو ماهر ، وهي تراهن في المستقبل ، علَى خلو الحركة من هذا الطراز والنوعي من الأشخاص ، من أجل طوي فكرة الدولة ، بالكامل ، وإعادة تحجيم الدولة إلى داخل حدود قطاع غزة ، ولنا نحن العرب في اتفاقية كامب ديفيد ، المصرية الإسرائيلية ، عام 1978 ، المثل الأكبر ، فإسرائيل نفذت الجانب الأول منها ، وجمدت الثّاني ، وهكذا، تصنع من جديد مع الفلسطينين ، تُنفذ الشق الأول مِنْ إتفاق اسلو وتركن الشق الثاني، إلى أن تتحول الفكرة ، مع الزمن ، من بعيدة الاحتمال إلى مستحيلة ، لهذا ، يقع على عاتق الحركة ، مسؤولية تاريخية ، المحافظة على فكرة الدولة والإستمرار حتى تحقيقها ، لكن ما يثير قلق المرء ، هو ، ما جرى منذ انعقاد مؤتمر السادس في بيت لحم ، من جمود في مجلسها الثوري ولجنتها المركزية ، تحتاج الحركة بالفعل إلى وقفة ومراجعة ذاتية ، والبحث عن آليات جديدة ، قادرة على تفعيل المقاومة الشعبية ، للوصل بها إلى المستوى المقبول ، التى من المفترض بدورها ، تشكل حالة ضاغطة على الاحتلال وتساند الجهد السياسي ، وهنا يجد المرء أيضاً ، أن الفارق بين الحراك السياسي والميدان ، شاسع ، فهل مخرجات الموتمر السابع ، ستقلل هذا الفارق ، روبما . والسلام
كاتب عربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م