الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعمة الامن والامان

كاظم الحناوي

2016 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


نعمة الامن والامان
كاظم الحناوي
ساعد الصراع الاقليمي في الشرق الاوسط بعد االاستقلال على توسيع نشاط احزاب يسارية وجمعيات دينية وحركات فكرية تهدف في النهاية الى صراع حول السلطة ينتهي الى ولادة دكتاتور بعد السيطرة على الحكم والعيش تحت رحمته، او شيخ قبيلة اتفق مع قوى الاحتلال المنسحبة على دعم بقاء سلطته ، مما دفع هؤلاء الحكام الى بناء جيش يحمي سلطتهم والاعتماد على قوى الاحتلال السابق في توفير مايحتاجه السوق وهذا يعني أنه لم يتشكل مجتمع صناعي ليكون اساس للتحضر ، رغبة منهم في المحافظة على حكمهم ولقطع الطريق امام اي فكر يختصر المسافات ليلحق بالدول المتقدمة، فرض هذا الواقع تحديات امام الشباب الذي كان يطمح بدولة جديدة حديثة تواجه تحديات مابعد الاستقلال، فكان دعهمهم مطب الانقلابات، وكان خيارالانقلابيون الاول هو جلب الالاف من العمال الريفيين إلى مؤسسات ضخمة متخصصة في الصناعات الثقيلة والتحويلية التي تركتها قوى الاحتلال، وجعل ابناء الريف قوة عاملة، تحديا لواقع المدينة الرافظ للحكام الجدد.
النتيجة انهيار معظم المؤسسات، وأصبحت تعيش مشكلات تنظيمية.وبسبب هذه الخلفية التي عاشتها المؤسسات ولدت ظواهر كثيرة بسبب عدم تكيف هؤلاء مع المدينة والتغيرات والاساليب التنظيمية المصاحبة لها، وقد ادت تلك الحالة الى ولادة مجاميع سكانية داخل المدينة بنظام القبيلة والريف والعرف القبلي الرافض لمبدأ دولة القانون .
وبعد انخراط ابنائهم في التعليم تولى هؤلاء المناصب في الجيش والدولة ليصبحوا مركزا للتوتر والانقلابات وتولي السلطة في المجتمعات العربية ، ومنها أخذ تنظيم الدولة وسياستها مظهر القبيلة المعادي للسياسات التنويرية واقامة مبدأ المواطنة بين ابناء الشعب الواحد، ليلعب الفكر القبلي دورا كبيرا في إفشال السياسات والخطط بسبب عدم إتاحة الفرصة للمشاركة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ليحقق هذا الفكر حاجاته وتحقيق رضاه لمواصلة مسيرة الدولة على رجل واحدة والوصول إلى األهدف المنشود وهو تكريس حكم الفرد.
هنا اصبح الدكتاتور بحاجة الى عدو للاستمرار ليصب جام غضبه عليه وتعليق شماعة الفشل على مؤمرات العدو ونتيجة تصاعد الفكر القومي بعد انسحاب الاحتلالات من الدول العربية ، وجد هؤلاء الحكام في الدفاع عن فلسطين الشعار الاعظم وخفتت اصوات الافكار الدينية والحركات المصاحبة لها الى انتهى ذلك بحركة الربيع العربي ...
التي تلقفتها قوى وحركات دينية برعاية دولية من اكثر البلدان دكتاتورية ، بحيث أصبح لزاما على قوى التغيير تقديم خدمات تعود بالنفع عليههم .وبالرغم من الجهود المبذولة لتبني الاسس الديمقراطية الا ان القوى الراعية لحركة الربيع العربي زادت من الدفع نحو التغيير باستخدام كافة الاسلحة ومنها الارض المحروقة لكي تحرق اي امل بتبني النهج الديمقراطي لانتقال السلطة.
ولتحقيق رضا السلطة ورجال الدين رفع الليبراليون ايديهم بالدعاء للدكتاتور بطول العمر تحت شعار (نعمة الامن والامان) ، وتبنت الدولة خط جديد وعدو جديد على اساس ذائفي عبر عوامل عديدة تتعدى التخطيط والتنظيم لتلعب دورا في التأثير في الواقع، وأحد أهم العوامل المؤثرة فيه هو الصراع داخل الوذن العربي نفسه عبر تبني افكار ذائفية والدفاع عنها مما يجعل الحكم الديكتاتوري في اوج قوته.
ولقي موضوع الصراع الاقليمي على الصدى العاطفي لدى المواطنين ليصبح العدو السعودية او ايران بسبب تبنيهما لفكرين متناقضين وتتوزع الدول بمواقفها مع احد هؤلاء الاطراف ليحمله اسباب الفشل،هذا الموضوع وجد اهتمام العديد من المفكرين والباحثين حيث أثار جدل كبيرا ولا يزال يثير النقاش والجدل في مختلف مراكز البحوث خاصة مع التطور العلمي الحاصل في العالم في دراسة طرق وأساليب التنظيمات داخل الدولة الدينية واسباب قوتها.
وتبقى العلاقات محكومة بشبكة معقدة من التحالفات الداخلية والخارجية، والتي تؤدي بشكل أو بأخر إلى وجود حالات الصراع من الخالفات والتناقضات التي تتطور من مرحلة الصراع بين الدول الى صراع الافراد عبر قنوات الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لتنتقل العملية إلى مرحلة الصراع التنظيمي والذي يؤثر مباشرة في اسناد النظام القائم وهذا يخلق رضا عند الافراد باعتباره دفاع عن الوذن والدين ، وهذا التأثير يتجسد في عدة ظواهر يعبر الفرد من خلالها عن رضاه وهو الدوران في فلك الحاكم، مع انخفاض في الاعتراض والاستنكار للنظام الدكتاتوري،لذلك فالقوى التي تلعب خارج ارضها في المنطقة وجعل دول وشعوب ارض لمعارك طاحنة هي متفقة في المباديء والاهداف الا وهي مزيد من السنين لعمر الدكتاتورية ...
الدكتاتورية الجديدة تسعى لإعادة التماسك عن طريق استغلال الخطاب الاعلامي المستند لاراء رجال الدين لكي يبعث فيه روح القبول والمصداقية لدى الجمهور المستهدف لذلك اصبح الحديث عن خطاب اعلامي خارج سيطرة كبار العلماء او دور الافتاء هو من قبيل المغالطة .
إذ ان الهيئات الدينية الكبرى وتعزيزلمكانتها تمرر رسائل من خلال الفتاوى لكي يتمكنوا من صياغة الوعي العام بما يخدم ترسيخ الصورة النمطية عن الآخر لكي لا يفتح باب المسائلة والحوارواحترام الاختلاف لان ذلك باب يفتح المجال للسؤال عن الحريات ويمنع التحجر والقضاء على عقدة التعالي ويحترم الهويات ...لذلك اصبحت المنابر الاعلامية تستخدم الدين بمثابة الوقود الذي يؤجج الصراعات وينميها لخدمة الدكتاتور ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا