الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى القُبَلْ

عبد الفتاح المطلبي

2016 / 12 / 12
الادب والفن


ذكرى القُبَلْ
عبد الفتاح المطلبي
****
ودِّعْ رجاءَكَ لا رجــــــــاءَ ولا أَمَلْ
واقنعْ بما تجنيهِ مـــــن ذِكرى القُبَلْ
****
إن الذي مازلتَ ترجـــــــــو وصلَهُ
ذو خافقٍ مثل الحجـــــــارةِ لم يزلْ
****
مَهما غَسـَــلتَ القلبَ مـــــن تذكارِهِ
تُلفيهِ من بيـــــــــنِ الجوانحِ قد أطَلّْ
****
في الوجدِ في الآهاتِ في ليلِ الأسى
في لحنِ مــــــــــوالٍ ترنّمَ بالغَزَلْ
****
فإذا بقلبي فــــــــرطَ أهوال الأسى
دَنِفٌ تمايلَ مــــــن هَيامٍ واعتدلْ
****
يأتيكَ فـــــــي حلمٍ فيخْضَرُّ الكرى
وكأنّهُ غيمٌ عـــــــلى حرثٍ هطلْ
****
وإذا بعشبِ الوجــــــدِ يَمْرعُ زاحفاً
وإذا الجوى يقِــــــظٌ ٌ فتمتلئ المُقلْ
****
وإذا بطعمِ الشوقِ فـــي كأس النوى
أشهى مذاقاً مـــــن قوارير العسلْ
****
وا حسرتاه عليـــــــــكَ إذ وقعَ الذي
تخشاهُ يا مســـــكين وانقطعَ الجدَلْ
****
إن الحيـــــــــاةَ وجيـــزةٌ أيامها
ولكلِّ شيءٍ فــــــــــي دفاترِها أجلْ
****
أَبِقَ الذي بيــــــــنَ الضلوعِ مكابراً
وهفا إلي طيرٍ يحــــــطُّ على زُحلْ
****
يا عاذلَ الممسوس مـــن ظلم الهوى
قد خابَ سعيُكَ فيــه ،ما نفع العَذلْ؟
****
ولقد علمتُ وأنــــــــــت أدرى أنّهُ
فقدَ الصوابَ فخاضَ ما لا يُحتمَل
****
ولئن عذلتَ فلســـــــتَ إلاّ عاذلاً
ماشابَ بالشــــــــــنآن عواماً بلل
****
ما أشرقت شمـــسٌ ودامَ نهارُها
ما ضاءَ بدرٌ فــــي الدُجا إلا أفل
****
لا يستقر الكــــــــــــون إذ أفلاكهُ
دأبت تدور ولا تقـــارفَ من زلل
****
هي هكذا ما بيـــــــــــن نجمٍ لامعٍ
وكويكبٍ ميْتٍ ومـــــــــا فيها خلل
****
راحت تواصـــــلُ سعيها فتجشمت
روحي غوائلَ مـــا ادعتهُ من العللْ
****
يوماً تدورُ عـــــــلى لوالبِ توقِها
وتضيعُ يوما بيـــن أضراس المَلَلْ
****
مذ فار تنور الهــــوى غرقتْ بهِ
ما صادفتْ نـــوحاً ولا فلكٌ وصل
****
لاطوفَ والطوفان يجتـــاح المدى
لا نفعَ في قممٍ إذا غــــــرقَ الجبل
****
هي هكذا ارتـــــــدّتْ على أعقابها
صديانةً تهفو إلــــــى بعض البلل
****
ولئن أشاحت عــــــــــن ترنمِ بلبلٍ
فلأن سرباً مـــــن جرَادٍ في الأسَل
****
أكلَ الغضيضَ ولا غضاضةَ غائرٍ
يأسى على الأوطانِ من دعوى هُبَلْ
****
وكأن عين الدهرِ مـــــن حَوَلٍ بها
قد كَلَّ بؤبــــؤها وأمعنَ في الكللْ
****
واسأل ضفافَ النهرِ هل حطتْ هنا
أسرابُ غرنوقٍ وهـــــل منها نهَلْ
****
أم أن هذا الســــــــرب غيّر عادةً
بعد الذي قــد حلّ مــــــن أمرٍ جللْ
****
لا خيرَ فـــــــي زمنٍ تهافتَ سعيهُ
دعرَتْ بـــــــه الأيامُ واشتدّالدَجلْ
****
زمنٌ أطالَ بــــــهِ الخرابُ لسانَهُ
فأساءَ للعَمَرانِ وامْتـَــــــدَحَ الطللْ
****
يزري بنهرٍفاضَ مــــــــن جنباتهِ
ويُشيدُ بالضحضاحِ من ماءِالوشَلْ
****
يتصيد العثـــــــــراتِ للقدمِ التي
تسعى إلــى خيــرٍ و يفخَرُ بالشَلَلْ
****
لا صفوَ من كَـــدرٍ ودهرُكَ عابثٌ
إن الخرائـــــــبَ لا تُرممُ بالعذَلْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث