الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأزمة العامة للنظام الامبريالي العالمي

عبد السلام أديب

2016 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لم تشكل الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية لسنوات 2008 – 2014، فقط أزمة فاض انتاج دورية، وانما لها دلالات أخرى على مستوى تطور النظام الامبريالي العالمي خصوصا مع الدفعة القوية التي عرفتها عدد من البلدان الامبريالية الجديدة والتي أحدثت انقلابا مهما في السياسة الدولية تدفع نحو تطورات جديدة في الأزمة العامة للنظام الامبريالي بكامله مع تفاوت هائل في موازين القوى.

ويمكن الارتكاز في البداية على مؤشر مهم وهو مقارنة حصص البلدان الامبريالية الصاعدة في خلق القيم الصناعية العالمية.

فحصة الاتحاد الأوروبي تراجعت بين سنة 2000 و2015 من 24,4 الى 18,6 في المائة.

وفي نفس الفترة، تزايدت حصة بلدان البريكس BRICS (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب افريقيا) من 10,8 الى 27,9 في المائة بينما تزايدت حصة بلدان الميست MIST (المكسيك، اندنوسيا، كوريا الجنوبية، تركيا) من 6,2 الى 7 في المائة.

وتجدر الإشارة على أنه عندما نتحدثعن الرأسمال المالي العالمي المهيمن بدون شريك فإنما نقصد الشركات ال 500 الدولية العظمى من الاحتكارات الصناعية والتجارية والمالية والفلاحية، وتتوزع هذه الشركات بين البلدان الامبريالية القديمة وبلدان امبريالية صاعدة.

والملاحظ في هذا الإطار، أن عدد الاحتكارات الدولية العظمى لبلدان البريكس والميست تضاعفت أربع مرات من 32 احتكار سنة 2000 الى 141 احتكار سنة 2015، بينما تعرضت مختلف القوى الامبريالية القديمة الى خسارات في احتكاراتها.

ولا تعتبر دول البريكس ودول الميست بمثابة تكتلات موحدة. كما نأخذ بالحسبان كدول امبريالية صاعدة كل من العربية السعودية وقطر والامارات العربية السعودية نظرا لقوتها المالية والاقتصادية وتواجدها ضمن الرأسمال المالي الدولي المهيمن بدون شريك وتساهم في قراراته الهيمنية.

إن نمو منافسين إمبرياليين جدد يتم على حساب البلدان التابعة للاستعمار الجديد، وعلى الخصوص عبر نهب مواردها وفي ارتباط مع تدمير قواعد الحياة الطبيعية. وللإشارة فإن بعض الدول التابعة للاستعمار الجديد نحولت الى "دول مفلسة" مساهمة في تدفقات المهاجرين عبر العالم.

ان سعر البترول الذي تقلص بشكل مفتعل نتج عن التنافس بين الولايات المتحدة الامريكية والعربية السعودية وايران وهو ما تسبب في حدوث أزمات عميقة في بلدان مثل نيجيريا وفنزويلا كما ارتبط بالهزات السياسية التي عرفتها هذه البلدان.

كذلك الأمر داخل البلدان الامبريالية حيث احتدت التناقضات بين الشركات الصناعة غير الاحتكارية مع الرأسمال المالي الدولي المهيمن بدون شريك. ففي سنة 2015، حدثت 175.000 حالة افلاس في هذه الشركات. ويشكل هذا الحجم 33 في المائة أكبر من الافلاسات التي حدثت قبل الأزمة سنة 2007. ويمكن أن نظيف الى ذلك 2,2 مليون اقفال للشركات المفلسة في أوروبا الغربية والشرقية. وقد شكلت هذه الظاهرة قاعدة مادية لتقوية التيارات السياسية الوطنية المتطرفة والتي بدأت تبرز بشكل منهجي في العديد من هذه البلدان. وتعتبر ظاهرة "البريكسيت" BRIXIT أي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي احدى تجلياتها الصارخة.

ان العالم سبق تقسيمه بالكامل تحت الادارة الامبريالية القديمة، لذلك فإن كل غزو لمناطق نفوذ جديدة يستدعي تقديم تفسيرات جديدة حتى بالنسبة للحروب التي تندلع. فالتزايد المهم في عدد الحروب والتفسيرات العسكرية في السنوات الأخيرة كنزاعات سوريا وأكرانيا واليمن، تعتبر ناجمة عن الهجوم العدواني للبلدان الامبريالية الجديدة والى دفاع البلدان الامبريالية القديمة عن مناطق نفوذها السابقة والتي لا تقل عدوانية.

وهذا يفسر كيف أن معدلات النفقات العسكرية في بلدان مثل الصين والعربية السعودية وروسيا والهند وتركيا تعتبر من المعدلات الأكثر ارتفاعا في العالم وحيث توجد ستة دول من بين القوى العسكرية الأكثر أهمية من بين البلدان الامبريالية الجديدة.

لقد كان التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية كامبريالية قديمة والاتحاد السوفياتي كإمبريالية اجتماعية، يهيمن لمدة طويلة على النظام الامبريالي العالمي ويقسم مجمل بلدان العالم بينهما. أما اليوم ومنذ 1991 أصبح العالم يواجه عالما متعدد الأقطاب حيث تتنافس العديد من القوى الامبريالية العالمية من أجل الهيمنة على مناطق نفوذ جديدة كانت تخضع لإحدى الامبرياليتين في السابق وبهذا يتعمق الميل نحو الأزمة العامة للنظام الامبريالي العالمي وتتفاقم مخاطر حرب امبريالية عالمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ازمة فائض الانتاج ام ازمة شح الانتاج
سعيد زارا ( 2016 / 12 / 16 - 11:12 )
الرفيق المحترم عبد السلام اديب تحية طيبة

للاسف الشديد فان مقدمة المقال تشير الى غير الوقائع بل انها تعاكسها تماما, فان تقول بان ازمة 2008 2015 هي ازمة فائض الانتاج فذلك مناف لواقع ازمة عالم اليوم.

لك ان ترجع الى الميزان التجاري للراسماليات السابقة و على راسها امريكا ستجد عجزا مفضوحا فيما يخص مبادلة البضائع فهي تستورد البضائع بخلاف ما كانت عليه قبل سبعينات القرن الماضي. اللهم ان كنت تقصد بفائض الانتاج هو الاقلاع عن الانتاج البضاعي.

الازمة التي اندلعت في 2008 لم تكن لها صلة بفائض انتاج السلع كما هي الازمات الدورية للنظام الراسمالي.

تحياتي


2 - إلى الرفيق المحترم سعيد زارا
عبد السلام أديب ( 2016 / 12 / 16 - 12:53 )
الرفيق المحترم سعيد زارا
تحية طيبة
أعرف جيدا الأطروحة التي تدافع عنها منذ عدة سنوات، ومع كامل احتراماتي لأفكارك فإنني لم أكن أبدا متفقا معها، ومع الاسف فإن الجذر الذي تنطلق منه غير ماركسي لينيني بالمرة. فأزمة نمط الانتاج الرأسمالي الدورية هي بالضرورة وبشكل ملموس أزمة انتاج زائد، فعدم القدرة على تصريف الانتاج الزائد هو الذي يؤدي الى تدهور معدل الربح، وعندما يتدهور معدل الربح يمكنك أن تتصور حجم الانهيار الذي يصيب النظام الرأسمالي من تسريح للعمال واقفال الشركات واندماج الشركات بل وانهيار الابناك وشركات التأمين... بل يتم اللجوء حتى الى تدمير المنتجات أو تخزينها حتى يتم خلق نقص فيها ليعود الاقبال على الطلب من جديد. إنك رفيقي لو احتجت الى شراء أي شيء يخطر على بالك فيكفيك التوجه الى فضاءات تواجدها المتناثرة في كل مكان. بل تنتشر الاسواق الشعبية في مختلف البلدان المغاربية والعربية يكفيك التوجه اليها لتجد أكوام من السلع في مختلف الاشكال وبمختلف الاثمنة. ستكون واهما مثاليا ان اعتقدت ان الازمة الرأسمالية هي ازمة نقص في الانتاج وليس العكس وستكون واقفا على رأسك بدلا من قد قدميك. تحياتي


3 - ازمة الراسمالية هي ازمة فائض الانتاج
سعيد زارا ( 2016 / 12 / 16 - 13:40 )
الرفيق المحترم عبد السلام اديب

اعرفك قارئا نبيها للارقام الاقتصادية. احلتك الى وضع الميزان التجاري لاقوى الراسماليات السابقة امريكا الذي يقول بعجز مفضوح في مبادلات البضائع يزيد عن 400 مليار دولار, لعلك تقرأ من ذلك ان امريكا اقلعت عن انتاج البضائع الذي لا يمثل سوى اقل من 20 بالمائة من انتاجها الاجمالي المحلي , فكيف لها تغرق في الفائض منه.

انا اقول دائما ان ازمة فائض الانتاج هي ازمة الراسمالية اما الازمة الحالية التي اندلعت 2008 كان سببها الرهن العقاري لا علاقة لها بفائض الانتاج.

انا سقت لك االارقام التي تؤكد انه ليس هناك فائض انتاج في الراسماليات السابقة و انت لم تفعل, فمن ينتصب على راسه و يرى العالم مقلوبا؟؟؟

التحليل العلمي هو التحليل الملموس للواقع الملموس .

رفيقي واقع فائض الانتاج كازمة راسمالية لم تعشه الراسماليات السابقة بعد سبعينيات القرن الماضي و لن تعيشه من بعد.

تحياتي


4 - إلى الرفيق المحترم سعيد زارا تابع
عبد السلام أديب ( 2016 / 12 / 16 - 14:12 )
الرفيق المحترم سعيد زارا
إنك تنظر الى ارقام الحسابات القومية وتهمل حسابات الشركات المهيمنة عالميا، والتي لا تدخل عادة في الحسابات القومية وحاليا هناك 500 شركة عظمى أولى تحتكر على المستوى العالمي الانتاج الصناعي والفلاحي والمالي والتسويق كما أن ميزانية كل شركة عظمى تتجاوز ميزانيات العشرات من الدول مجتمعة ولا يتم احتسابها الا جزئيا في الحسابات القومية التي تنتمي اليها وتنتشر فروع هذه الشركات في مختلف بلدان العالم، بحثا عن المواد الأولية والأيدي العاملة الرخيصة وقربها من الأسواق المستهدفة. انك اذا ما اقتصرت على الحسابات القومية لدولها الام فأكيد أنك لن تفهم شيئا وستظل تدافع على أطروحة الرفيق فؤاد النمري المثالية. أزمة السوبرايم والتي انطلقت منذ بداية الألفية الثالثة نتيجة انخفاظ اسعار العقارات بسبب العرض الكبير لهذه العقارات وانخفاض الطلب عليها فهي أيضا أزمة فائض انتاج ، اضافة الى الاسهم المسمومة ثم لا تنسى أن الفائض الكبير من الأموال النقدية التي لا تجد لها منافذ للاستثمار شكلت أيضا جزءا من ازمة الانتاج الزائد ورغم الواجهة المالية فان اغراق الاسواق بالمنتجات يبقى السبب الرئيس

اخر الافلام

.. مكافآت سخية للمنتخب العراقي بعد تأهله لأولمبياد باريس 2024|


.. عقاب غير متوقع من محمود لجلال بعد خسارة التحدي ????




.. مرسيليا تستقبل الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 قادمة من ا


.. الجيش الأمريكي يعلن إنجاز بناء الميناء العائم قبالة غزة.. وب




.. البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025